أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جوان آشتي - القضية الكردية في العراق و العتب العربي















المزيد.....

القضية الكردية في العراق و العتب العربي


جوان آشتي

الحوار المتمدن-العدد: 473 - 2003 / 4 / 30 - 04:51
المحور: القضية الكردية
    


 


كاتب كردي سوري

مع تصاعد وتيرة الأحداث في العراق, بدءاً من تدفق القوات الأمريكية إلى المنطقة, الأمر الذي كان ينذر بحتمية الحرب ضد النظام العراقي, وانتهاءً بسقوط هذا النظام, تزايد الاهتمام, ولا يزال, بالقضية الكردية في العراق بشكل خاص, مع إلتفاتات إلى القضية الكردية في المنطقة بشكل عام.
وفي حين برزت مواقف موضوعية متفهمة للقضية الكردية ومدركة لضرورة حلها, لا بل وداعية إلى نيل الأكراد لكامل حقوقهم القومية التي تتجاوز في مشروعيتها المطالب الكردية التي تطالب بها الحركة التحررية الكردية في هذه المرحلة, والتي هي امتداد, لا بل وتطوير لمواقف بعض القوى( مثل الشيوعي العراقي ) والنخب العربية ( المرحوم هادي العلوي وعبد الحسين شعبان وكنعان مكية وفاتح جاموس, على سبيل المثال لا الحصر ), إلا أنَّ هذه المواقف تظلُّ مقتصرة على نخب عربية سياسية وثقافية لا تشكِّل تياراً سائداً, من دون أن ينتقص ذلك من أهمية هذه المواقف, التي تحظى باحترام وتقدير الشعب الكردي وحركته السياسية ونخبه الثقافية التي تأمل في أن تكون هذه المواقف أساساً جيداً ومتيناً لبناء موقف عربي عام, يعادل ويوازي الموقف الكردي الداعي إلى الحوار والتفاهم والتعاون بين شعوب المنطقة المعنية بالقضية الكردية بشكل مباشر ( العرب والأتراك والفرس والأكراد ), سبيلاً لحل القضية الكردية حلاً سلمياً ديمقراطياً يوفر سبل العيش المشترك لشعوب المنطقة في أجواء من الحرية والسلام والرخاء.
تقابل هذه المواقف الإيجابية, التي تأتي أساساً من الدول التي يتواجد فيها الكرد, مما يضفي عليها أهمية مضاعفة, موجة من المواقف اللائمة والمحذرة, بل والمهدِّدة والشاتمة للأكراد وحركتهم الوطنية, تتركز في معظمها على ما يسمونه بالتعامل مع ( الاستعمار الأنكلوـ أمريكي ) للعراق الذي كانوا يسمونه أثناء الحرب مع إيران بـ ( البوابة الشرقية ) للوطن العربي ـ طبعا كان أبو عدي في هذه الحالة حارساً للبوابة ـ متناسين بأن ما يقارب ثلث حدود هذه ( البوابة ) بطرفيه العراقي والإيراني هو كردي.
وسوف لن نردَّ هنا على الشتائم والتحذيرات والتهديدات التي تفيض بها ( منابر) العديد من وسائل الإعلام العربي, وإنما سنكتفي بالتحاور مع العاتبين على أنَّهم المعتدلون الذين ربما يصغوا إلينا.
دعونا نبدأ بالموقف العربي من القضية الكردية في العراق موضع العتب منذ البداية, ولنتساءل: ماذا كان موقف الجامعة العربية مجتمعة والدول العربية فرادى من الحرب العبثية للأنظمة العراقية على الشعب الكردي ؟ ماذا كان موقفهم من مجزرة حلبجة الرهيبة التي سجَّلت سابقة لصدام كأول نظام يستخدم السلاح الكيميائي ضد شعب بلاده ؟ وماذا كان موقفهم من حملة ( الأنفال) السيئة الصيت التي جرَّدها النظام العراقي ضد الشعب الكردي والتي نجمت عنها تدمير كامل الريف الكردستاني وتغييب أكثر من 182... كردي مجهول المصير ـ ربما ستُكتَشف قبورهم الجماعية الآن بعد سقوط النظام ـ ؟
وماذا كان موقف القوى السياسية العربية المعارضة لأنظمتها والمؤطرة في المؤتمرات القومية و الإسلامية ؟
كان الموقف الرسمي العربي الإيجابي الذي يُذكر هو موقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الذي استقبل المرحوم البارزاني ( لدى عودته من الاتحاد السوفيتي 1958 ), ودعا القيادة العراقية إلى حل القضية الكردية في العراق, بينما جرَّدت أجهزته الأمنية في الإقليم الشمالي ( سوريا ) من جمهوريته المتَّحدة حملة اعتقالات واسعة النطاق ضد قيادة وكوادر وأعضاء الحركة الكردية في سوريا, من دون أن يُطرح هذا الموقف في أي إطار مؤسسي عربي ( الجامعة مثلاً ) ليتجاوز البعد الشخصي إلى مستوى موقف عربي كان من الممكن أن يوفِّر الكثير من الدماء والدموع على الشعبين الجارين, العربي والكردي.
وكذلك هو موقف الرئيس معمر القذافي الذي أبدى أكثر من مرَّة تأييده لحقوق الشعب الكردي, ففي حين ابتكر الأخ القائد صيغة ( إسراطين ) ( حلاً وحيداً ) للصراع مع إسرائيل العدو الأول للأمة العربية, وعرض ابتكاره هذا على جامعة الدول العربية ـ حتى قبل مبادرة الأمير عبدالله ـ لم يبادر إلى طرح موقفه من القضية الكردية على أقرانه من الزعماء العرب حلاً لقضية الشعب الكردي الصديق والجار.
الموقف الوحيد الذي كانت الدول العربية, ولا تزال, تعلنه بتكرار ورتابة هو الحفاظ على وحدة العراق. ولما كان الأكراد لا يطالبون بإهدار هذه الوحدة, ولم يسعوا يوماً إلى تهديدها, فكان من الطبيعي, والصحيح أيضاً, أن يفسروا هذا الموقف على أنَّه وقوف إلى جانب النظام العراقي وإقرار بسياساته ضد الشعب الكردي, وإنكار لحقوقه .
لقد قال المفكر اللبناني الدكتور غسان سلامة ذات تعليق من باريس في إذاعة مونتي كارلو ـ قبل أن يُستَوزَر في حكومة الرئيس الحريري ـ: على العرب المبادرة إلى حلِّ القضية الكردية و إلا فستُحلُّ هذه القضية وعلى حساب مصالح العرب .
لقد كان الدكتور سلامة, بعمق رؤيته وبُعد نظره, يُدرك نتائج الموقف السلبي للعرب حيال قضية لا يمكن تركها بدون حلِّ . ومع ذلك فلا يزال أمام العرب فرصة للتعاطي الإيجابي مع القضية الكردية نظراً للموقف الكردي الحريص على أفضل العلاقات وأمتن الروابط مع الشعب العربي الجار, لا رداً لجميل عربي حيال القضية الكردية وإنما إدراكاً لحقائق التاريخ والجغرافيا التي تستدعي هذه الروابط والعلاقات, وتحقيقاً للمصالح المشتركة للشعبين الجارين.
نعود الآن إلى موضوع اللوم العربي ( قلنا بأننا سندع الشتائم و..   جانباً ), أي موضوع دخول القوات الأمريكية إلى كردستان ( شمال العراق عند أخوتنا المتحسسين من هذه الكلمة ). فقبل أن يسترسل الأخوة العاتبون في عتبهم, عليهم أن يدركوا الوضع الذي كان الشعب الكردي عليه لدى مجيء القوات الأمريكية التي في جميع الأحوال لم يستدعها الأكراد مثلما لم يكونوا عاملاً أو سبباً لمجيئها, فالجميع يعلم أنَّ وصول الأمور إلى درجة خوض هذه الحرب هو عامل يخص النظام العراقي من جهة وأمريكا وحلفائها من جهة ثانية, والجميع يعلم كذلك بأن صراع الشعب الكردي وحركته التحررية سابق لفترة التوتر ومن ثم الحرب بين الحلفاء والعراق, ليس في الأزمة الراهنة, وإنما قبل أزمة احتلال الكويت وما تلاها من أحداث, فالحركة الكردية كانت تناضل ضد النظام العراقي حينما كان هذا الأخير مدلّلاً لدى الأمريكيين, ولم تخلق أمريكا هذه الحركة في أعقاب تبدُّل الأحوال بينها وبين مدلّلها السابق.
أمَّا لماذا لم تمانع الحركة الكردية دخول القوات الأمريكية إلى كردستان, فلأنها, ببساطة, لم ترد الانتحار لها ولشعبها, ففي الشمال كانت تركيا تهدد باجتياح كردستان ونزع السلاح الكردي, وفي الجنوب كان النظام العراقي يتوعد الشعب الكردي بإعادة تجربة حلبجة ( والإعلام العربي نفسه نقل تهديدات بهذا المعنى الصريح منسوبة إلى عزة إبراهيم الدوري ) وكذلك الرسالة التهديدية التي وجهها رأس النظام المخلوع  بنفسه إلى زعيمي أكبر حزبين كرديين في كردستان العراق, وفي السماء كانت الطائرات الأمريكية . فأي موقف يتوقعه الأخوة العرب العاتبون من الحركة الكردية التي تسيطر على جزء من كردستان العراق ؟ هل كان على الأكراد أن ينتحروا جماعياً لكي يمدح المتصلون بالمنابر الإعلامية أحفاد صلاح الدين الذين بادلوا مجازر( القائد الضرورة ) الكيماوية و الأنفالية بالفداء له ( بالروح والدم ) ـ علماً لو أن نظام صدام قد نجا من السقوط لكافأ الشعب الكردي بضربة تناسب حجم انتصاره في معركته ( الحواسم ) ـ ولا نقول هذا جزافاً بل اعتماداً على تجارب الشعب الكردي مع صدام, فبعد قادسيته مع إيران كانت حملة أنفاله, وبعد أمِّ معاركه كان اجتياحه الشامل لكردستان الأمر الذي دفع ملايين الأكراد للهجرة هرباً من البطش, وقد شاهدنا المشاهد المؤلمة للأطفال والشيوخ والنساء الأكراد في العراء الشتوي القاسي ـ نتمنى على الأخوة العرب أن يتذكروا تلك المشاهد/المآسي ـ الأمر الذي هزَّ الضمير العالمي على نطاق واسع مما دفع بالحلفاء ( فرنسا, بريطانيا, أمريكا ) إلى المبادرة لفرض منطقة الحظر الجوي في عملية سميَّت بـ ( توفير الراحة ), مما سنح الفرصة للأكراد للعودة إلى مناطقهم, ويمكننا القول بأنه لولا هذه العملية لكان مصير اللاجئين الكرد بملايينهم كمصير اللاجئين الفلسطينيين الذين مضى على غربتهم 55 سنة ( حتى الآن ), ولحوَّل صدام سهول كردستان إلى مزارع للخيول ( الأصيلة ) التي يولع بها أنجاله ـ تلك الخيول التي شاهدنا ( فدائيي صدام ) يسرقونها من مزارع أنجاله بعد سقوط وليّ نعمتهم ونعمة الخيول ـ .
ثم أنَّ الأكراد لا يملكون دولة ليرفضوا دخول أمريكا إلى أراضي دولتهم و يتحصنوا بالمواثيق والشرعية الدولية دفاعاً عن موقف كهذا. ولو أن تركيا سمحت للقوات الأمريكية, التي كانت ستبلغ عشرات أضعاف ما دخلوا كردستان, بالعبور من أراضيها لاجتاحت هذه القوات المدن الكردستانية مثلما اجتاحت باقي المدن العراقية في طريقها إلى بغداد, والفرق هو أن ليس لصدام أعوان في كردستان ليدافعوا عنه مثلما كان الحال في بعض تلك المدن .
أخيراً دعونا نتساءل لماذا فشلت الجامعة العربية ومن ثم الدول الأعضاء فيها في أن تثني الدول الخليجية عن تقديم التسهيلات للقوات المتحالفة ؟
هل يعلم الأخوة العرب العاتبون والشاتمون كم دولة عربية قدَّمت تلك التسهيلات ؟ يكفي أن نذكر الكويت التي استضافت معظم القوات و السعودية أرض الحرمين الشريفين والأردن التي يحكما من يعود نسبه إلى آل هاشم, والبحرين مقر الأسطول الأمريكي ( الخامس على ما أعتقد ) وقطر التي أصبحت السيلية فيها أشهر منها نفسها, وسلطنة عمان التي كانت مصدر رئيسياً لتزويد الطائرات بالطاقة, ومعظم هذه القوات عبرت في طريقها إلى البحر الأحمر والخليج قناة السويس بإذن من جمهورية مصر العربية ( الشقيقة الكبرى ) بعد كلِّ هذا هل يجوز أن يأتي من يشتم العرب بما هم عرب كما يجري الآن بحق الشعب الكردي ؟ أم أنَّ الأخوة العرب يستضعفون الحلقة الكردية, فيستعيضون عن عجزهم بإظهار قوتهم ضدها ؟ 
إنَّ سقوط الديكتاتورية في بغداد يتيح فرصة للتفكير بالتحذير الذي أطلقه الدكتور سلامة, ويصلح ليكون فرصة لبناء علاقة عربية كردية متينة أساسها تكاتف الشعبين العربي والكردي وباقي مكونات الشعب العراقي من أجل عراق ديمقراطي تعددي برلماني فيدرالي, يمنح الفرصة للعراقيين بكل تكويناتهم لتجاوز المحن والمآسي التي خلَّفتها الديكتاتورية ـ وما أكثرها ـ بعيداً عن الاتهامات والتجريح, والشتائم طبعاً .
  
جوان آشتي ـ كاتب كردي سوري



#جوان_آشتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق, إذ تُهدَر هويته وتُفرَض الوصاية على دوره


المزيد.....




- الأونروا: 70% من مدارس الوكالة في غزة تعرضت للقصف منذ بدء ال ...
- الأردن يدين الاستهداف الإسرائيلي الممنهج لمباني أونروا ومراك ...
- رايتس ووتش: العدالة الدولية تعاني في غزة ودارفور وأوكرانيا و ...
- إسرائيل.. اعتقال 3 مواطنين للاشتباه بقيامهم بأنشطة أمنية لصا ...
- 17 قتيلا و26 جريحا بقصف إسرائيلي استهدف النازحين في خان يونس ...
- رسائل تهديد وطرد برأس حيوان.. اعتقال 3 إسرائيليين بتهمة التع ...
- 11 شهيدا في غارة إسرائيلية منطقة العطار المكتظة بالنازحين غر ...
- شهادات مروعة عن تعذيب أسرى غزة في سجون الاحتلال
- اعتقال إسرائيلي انتحل صفة ضابط وسرق منازل في مستوطنة كريات ش ...
- اكتظاظ غير مسبوق بمخيمات النازحين الفارين من سنار


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - جوان آشتي - القضية الكردية في العراق و العتب العربي