أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - ثورة 14 تموز ما بين مفهوم الثورة والانقلاب العسكري














المزيد.....

ثورة 14 تموز ما بين مفهوم الثورة والانقلاب العسكري


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:36
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تكن ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958 عبارة عن حدث طارئ مر بدون ان يضع بصماته على التاريخ والعملية السياسية الجارية في العراق والمنطقة، ولأهميتها فهي لم تكن بمنجى من التزوير والتحريف حتى وصل الأمر أن كل من هب ودب راح على مشيئته ومزاجه أو حسب مفاهيمه وانتمائه السياسي المعادي لقضية الحرية والتحرر يفسرها أو يتدخل في مضامينها وعلى مصب هواه يطلق العنان لتصورات وهمية يهدف من خلفها طمس حقيقتها وأهدافها وأسباب قيامها في تلك الحقبة التاريخية التي كانت تمر على البلاد وعلى المنطقة حيث تداخلت المواضيع الساخنة وفي مقدمتها النزعة الوطنية التحررية من ربقة الاستعمار القديم والخلاص من التبعية الاقتصادية والسياسية التي قيدت البلاد وجعلتها قاعدة سياسية وعسكرية معلنة وبوضوح للدول التي استعمرت العراق وفي مقدمتها بريطانيا.
ان الأحكام الظالمة التي رافقت الثورة واستمرت ضدها طوال( 4 ) سنوات وبقيت بعدها إلى الوقت الراهن صبت وما زالت تصب في مجرى التشكيك بكونها ثورة واعتبارها انقلاباً عسكرياً عادياً لأنها لم تؤد إلى تغيير علاقات الإنتاج بل أبقتها على ما هي وكأنها ثورة اشتراكية قادها حزب الطبقة العاملة.
لقد تغير مفهوم الانقلاب العسكري منذ بداية العملية الثورية التي استطاعت تغيير النظام السياسي من ملكية دستورية عضوة في حلف بغداد الاستعماري ومنطقة الجنيه الإسترليني إلى جمهورية حطمت هذا الحلف وحررت النقد العراقي بالإضافة إلى كثير من القضايا الأخرى التي ذكرها أكثر من مؤرخ وكاتب وسياسي حيادي.
ان النظرة الأولى لمفهوم هذا الحدث التاريخي باعتباره ثورة أو انقلاب عسكري والمواقف منه يكمن أساسا في وضوح مواقف القوى التي وقفت بالضد منه ومواقف القوى التي ساندته منذ البداية وحتى آخر المشوار عندما أجهزت عليه بواسطة انقلاب دموي في 8 شباط عام 1963 وبمساندة دولية وعربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة ولو راجعنا مواقف تلك القوى المعادية والاصطفافات التي حدثت أثناء مسيرة الثورة لتوصلنا فوراً وبموضوعية إلى ان تلك القوى العدوانية كانت تعتبرها ثورة وليس انقلاباً عسكرياً صرفاً أخرجت العراق من الدائرة الاستعمارية والمخططات الرجعية في المنطقة ولا نعرف كيف يمكن ان يفسر تضارب المواقف بين تلك القوى المتحالفة مع بعضها ضد ذلك الحدث من حيث تصنيفه ما بين الانقلاب العسكري وبين الثورة التي غيرت وجه البلاد.
فمنذ البداية وقفت الولايات المتحدة الأمريكية بالضد منه بمحاولتها هبوط الجيش الأمريكي في لبنان للتأثير عليه وكذلك بريطانيا وجميع القوى الاستعمارية حيث تحالفت معها إسرائيل والقوى الرجعية في المنطقة وبقايا النظام الملكي ولم تمر إلا بعض شهور حتى اصطفت معها حركة القوميين العرب وفي مقدمتهم حزب البعث العراقي وبحجة عدم تحقيق الوحدة العربية الفورية وقد ظهرت ادعاءاتهم الكاذبة عندما نجح الانقلاب الدموي في 8 شباط المشؤوم وبعدها انقلاب 18 تشرين من العام نفسه ثم انقلاب 17 تموز 1968 وسيطروا على السلطة فلم يحققوا ابسط قواعد الوحدة العربية وصاروا هم أنفسهم من ألد الإخوة الأعداء المتربصين ببعضهم وبوحدتهم المموهة..
أما القوى التي وقفت معه وساندته ولا نبالغ إذا نقول أكثرية الجماهير العراقية بمختلف قومياتها وانتماءاتها السياسية والعرقية ومعتقداتها الدينية ولم يقتصر موقفها على التأييد بل المشاركة الفعلية في الدعم والمساندة ضد القوى الاستعمارية ومخططاتها التي كانت تهدف للتدخل العسكري وإجهاض الثورة، وكذلك قوى التقدم والحرية والاشتراكية والسلم وحركات التحرر في العالم ومن هنا يعزز نوع هذا الحدث الكبير كونه أحدث شرخاً في صفوف تلك القوى المعادية لحركة الشعوب التحررية وجعلها تقف عاجزة أمام التغيير الثوري الذي أحدثه في العراق والخوف من امتداداته وتأثيراته على هذه المنطقة، فحدث بهذه المواصفات لا يمكن ان يكون حالة عادية منقولة أو مستنسخة كحالات الانقلابات العسكرية الأخرى التي تحدث بواسطة ثلة من الضباط وبتأثيرات خارجية كما هو معروف في حالات كثيرة معزولة عن جماهير الشعب الغفيرة.
ان الذكرى الثامنة والربعين لثورة الرابع عشر من تموز 1958 تمر اليوم ونحن بأمس الحاجة إلى التكاتف والتعاون من اجل تخليص بلدنا العراق من محنته الراهنة والمأساة التي تحيط بشعبنا ومخاطر تدهور الأوضاع الأمنية والأوضاع المعيشية وتفشي الجريمة والمخدرات وتدخلات البعض من دول الجوار وبخاصة إيران في الشؤون الداخلية، مخاطر الحرب الطائفية التي تفتعلها قوى الإرهاب والمليشيات الحزبية وفلول النظام السابق والبعض من الطائفيين المعدومي الضمير والمعادين للوحدة الوطنية العراقية حيث تجري عمليات التهجير القسري والتهديدات بالتصفيات والهجرة إلى خارج البلاد بسبب الخوف والرعب، محنة تواجد القوات الأجنبية واستمرار بقائها وتقيد حرية واستقلال بلدنا. محنة تشمل أكثرية المواطنين العراقيين وبمختلف انتماءاتهم وألوانهم ومعتقداتهم وبخاصة الذين يحملونه في القلب ويخافون عليه من التقسيم والبعثرة وفقدان هويته الوطنية ووحدة ترابه العزيز على قلوب جميع الشرفاء في العراق وخارجه.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب والمليشيات وانفلات الأمن طريقاً للحرب الطائفية الأهل ...
- اختلاف دروب الجريمة والمجرمون هم أنفسهم
- خطة أمن بغداد ومبادرة المصالحة الوطنية
- الفيدرالية لإقليم كردستان ولكن أية فيدرالية
- مغزى تعزيز العلاقة التاريخية بين العراق وسوريا عن طريق الحوا ...
- تدقيق اتهام سوريا واكتشاف شبكة إرهابية مرتبطة بالموساد الاسر ...
- فرق الموت ما بين الحقيقة والخيال
- إمارة أبو مصعب الزرقاوي أصبحت في جهنم
- ** الحقيبة البودابستية على الرصيف رقم 7
- ظلاميون -مودرن- وغير معممين أطباع ضباع وأنياب أفاعي سامة
- المطالبة بحل الشرطة والجيش لتوسيع عمليات قتل النساء وقطع الر ...
- النصب التذكارية لشهداء الشعب العراقي شهداء الحركة الوطنية ال ...
- موقف أكثرية الدول العربية من الأوضاع في العراق
- البرنامج الحكومي بعد المارثون الطويل ما بين التمويه والتطبيق ...
- فضيحة الملايين من الدولارات ومفوضية الإنتخابات
- بعد خراب البصرة الجزئي.. ألم تخرب البصرة كلها بعد؟
- طمس الحقائق ومحاولات تشويه وعي الناس
- فايروسات الحاسوب وفايروسات الفساد المالي والاداري
- شجون العزاء شجون الأيائل
- ايار رمز للتضامن ولنضال الطبقة العاملة العراقية الوطني والطب ...


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - ثورة 14 تموز ما بين مفهوم الثورة والانقلاب العسكري