أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟














المزيد.....

إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بدأ الصيف العربي في المشرق حاراً محملاً بغبار كيماوي اللفحات، دموي النتائج ، وهطلت أمطاره حمراء قانية معمدة بدماء الأطفال والنساء والمدنيين من أبناء غزة والقطاع ، ثم اجتاحت " أمطار الصيف " الإسرائيلية الصنع كل الضفة ..تصطاد هنا وهناك، وتقرر ما تريد..بحجة " الدفاع عن النفس " وانقاذ جنديها المختطف!، وتمرر بنفس الوقت مخططها في إنهاء حماس أولا والمقاومة الفلسطينية ثانيا، يقف معها كل من دعمها منذ نشأتها وساندها في احتلالها وتمددها، وبمساعدة غير مباشرة من الأنظمة العربية التي لم تتغير ولم تغير من سياقها منذ قامت دولة إسرائيل.
انهزمنا أمام إسرائيل في أكثر من حرب خلال نصف قرن ونيف، لكن أنظمتنا كانت تجير الهزيمة نصرا وتحيل الفشل نجاحاً، وهمها الأول بالطبع المحافظة على نوعيتها الثابتة والتي لا تريد ولا يراد لها أن تتغير، طالما تقدم هذا الدعم اللامرئي لكل المصالح الإسرائيلية ومن ورائها الأمريكية، بل ويخرج علينا زعماؤنا بانتفاخ وعنجهية بأن المحتل لم يستطع هزيمة " الإرادة العربية"!!! أو لم يهزم الرئاسة والزعامة التي تفضلت وتكرمت علينا بهذا النصر المؤزر لإرادتنا..
أي إرادة هذه التي تتعايش مع الذل والاحتلال؟، أي إرادة هذه التي لم تفلح بعزل من كانوا سببا بهزائمنا، ومازالوا يرابطون فوق رؤوسنا ويزرعون الرعب والقمع والفزع بقلوب المواطنين؟.
أهي إرادة الالتفاف حول الزعيم؟، أم إرادة ما سموه الاستقرار والأمن؟ وهل هو أمننا أم أمن إسرائيل؟. ثم جاءت العاصفة الصيفية في غزة لتضعنا أمام محاسبة أنفسنا ، ولتضعنا أمام تساؤلات صريحة مع النفس والمواطن، صريحة مع من ينادون بالنصر ويقتاتون على فتات الأجساد الطاهرة التي تذهب ثمناً لبقائهم وبقاء المحتل بنفس الوقت.
لا يضير النظام السوري أبداً ، أن يشعل من حوله المنطقة بأكملها ، طالما أن من يموت هو الفلسطيني واللبناني، ولا يضيره أن يضحي حتى بأبناء سورية، لكن بحرب لا يبدأها ، إنما يوحي بها، لا يبادر إليها، لكنه يسعر نارها في هشيم بعيد عن محطاته وقريب من غاياته، لا يستعديها من أجل التحرير ولا يشنها من أجل الجولان، بل من أجل الاستمرار في الضياع والإبقاء على حالة التلهي بما يخدم بقاءه وإبعاد الأنظار في الداخل السوري خاصة عنه، وعما يمارسه من سياسة البطش بأبناء سورية الحبيبة.
أن يحاول حزب الله الانتقام من أجل أهلنا في فلسطين، هذا لا غبار عليه...لكن كونه جزء من لبنان حكومة وشعباً ، ألا يحق لهذه الحكومة أن تكون على بينة مما يقوم به؟ .
هل يشكل حزب الله دولة ثانية داخل الكيان اللبناني؟
هل يتحمل وحده نتائج ما قام به، أم أن لبنان بأكمله اليوم من يدفع الثمن؟
ثم الأهم بنظري ، هل يستحق هذين الجنديين الأسيرين لدى حزب الله ، كل هذه الخسائر من البشر والأرواح والأموال؟، لبنان الآن مقطع الأوصال ..معزول براً وبحراً وجواً..قسم ظهر منشآته الحيوية، من وقود ومطارات وجسور ومراكز حساسة...
كم سيستغرق بناء عشرين جسرا؟ وكم يحتاج من مال؟ وهل سيتكفل حزب الله بالبناء ، أم من وراءه؟
كم من الأموال احتاج لبنان لينهض من جديد، أيراد له أن يعود كما كان قبل عشرين عاما؟
هل باتت أرواح اللبنانيين الضحايا أقل أهمية من جنديين إسرائيليين؟
ثم إن كان النظام السوري يريد الانتقام للفلسطينيين ، لماذا لم يفعل هو ويفتح النار من الجولان على مواقع العدو، أو تخرج مقاتلاته للرد على اختراق الطيران الإسرائيلي لسيادته الوطنية ؟
لقد صرحت أكثر من صحيفة عربية ( الشرق الأوسط بعدد 13/07/2006 ) ، بأن مصر كادت تصل إلى حل بشأن وقف القتال في غزة، وحل قضية الجندي المخطوف ومبادلته بأسرى فلسطينيين، لكن تدخل أحد الأطراف وممارسته الضغط على حماس حال بيننا وبين التوصل للحل! ..وبالطبع لم توضح من هو الطرف المقصود، إنما... ...اللبيب من الإشارة يفهم!!
ولم يكتف هذا الطرف بالضغط لاستمرار القتل والدمار في فلسطين، بل أشعل فتيلاً جديدا في بلد شقيق مجاور...وهل هناك أفضل من الكرم بالدماء الزكية الطاهرة ..خاصة عندما تكون من جيوب الدول الأخرى... وتخدم غايات ومصالح النظام السوري، بل تحرج جارتنا الجديدة أمريكا مستغلين تورطها بحرب عراقية وطائفية لا تبقي ولا تذر، يهدد سعارها المنطقة بأكملها..لكن للنظام السوري وصديقه الإيراني مصلحة كبرى في احتدامه وفي إغراق المنطقة بحروب صغيرة تفتت وتوحي بتشديد القبضة من أجل ( الاستقرار !!)، وهذا الاستقرار يعني استمرار الأنظمة القائمة في استعبادها لشعوبها
وإطلاق يدها في السيطرة على أماكن نفوذها ..لبنان.. سورية.. والعراق ..بل فرض شروطها على المجتمع الدولي، وإلهائه بما يجري والتعتيم على قضية التحقيق بمقتل الشهيد رفيق الحريري، لاغتنام الوقت واللعب عليه حتى تتاح الفرصة لإتمام الصفقة السورية الإيرانية الأمريكية المطلوبة...لأن ما يجري يوحي بلغة السلطة المخابراتية السورية، التي عهدناها وخبرناها...وسبق ونوه إليها وحذر من مغباتها أكثر من كاتب وصحفي سوري وعربي..:
أما بقاءنا وبقاء نفوذنا، أو الفوضى العارمة في المنطقة ..ونثبت لكم بالوقائع ...أننا قادرون على فعل الخراب ونشر الدمار والارهاب ...وبنفس الوقت ..كسب وتجييش المواطنيين العرب إلى جانبنا، لأن ما نعلنه بفعلنا وخرقنا ..هو دفاعاً عن " كرامة وإرادة المواطن العربي ، وثأرا له من البطش والتنكيل الإسرائيلي!".
أسأل حكام ومسؤولي النظام السوري، هل ينامون مرتاحي البال؟ هل بعد بقية من ضمير لديهم؟
أهكذا يكون الدفاع عن فلسطين وكرامة العرب؟ بالمزيد من الدمار والمزيد من القتل والمزيد من الضحايا؟ ...
تريدون الثأر؟!!...أقسم سنكون جميعا معكم ...كونوا على قدر المسؤولية...افتحوا النار حربا حقيقية
انتصروا لشعوبكم ...اخلعوا ثوب هزائمكم ...واغسلوا عاركم الذي هو عارنا...عمدوه بدمائنا ...لا بدماء الآخرين...
فلورنس غزلان ــ باريس 14/07/2006



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الشهيد الجولاني - هايل أبو زيد -، والجندي الإسرائيلي الم ...
- تنصيب ( علي الديك) على رأس المشروع السوري الكبير بخطته غير ا ...
- لماذا تغيرت القيم في سورية؟ ولماذا اهتز الانتماء الوطني؟
- خاسرون ومهزومون...حتى بالرياضة!
- مطر الصيف فيلم الأسبوع الفلسطيني بجدارة...المخرج إسرائيلي و ...
- أحلام صفقة سورية أمريكية ملحقة بالإيرانية
- الوقت غير مناسب
- فلورنس غزلان مع الفضائية الكردية روج تي في
- ألم تنته مدة صلاحية الاستبداد في سورية بعد؟
- كان ...هنا
- متى نخرج من قمقم عبودية النصوص والخطوط الحمر؟
- تعرفوا على رئيس سورية المستقبل!! هكذا يقدم - الغادري - نفسه ...
- إضاءة على الخطوط المنحنية والمتعرجة، ذات المغزى في صحيفة -ا ...
- هل هناك بوادر لصفقة إيرانية أمريكية، تليها صفقة سورية أمري ...
- نهرع للقاء......ولا نلتقي
- ليبرالية في عالم الاستبداد! ...ردا على المحور الثالث
- نحن والآخر!
- أنراهن على الطاغوت، أم على المحاربين الأشداء؟
- المسموح به في سورية، هو الالتزام بالممنوع
- أحبك ولو أسيراً...كما الوطن


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فلورنس غزلان - إلى أي مدى كان وعد حزب الله صادقاً؟ وما هو ثمنه؟