أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يحيى محمد - أثير الذكاء والتصميم















المزيد.....



أثير الذكاء والتصميم


يحيى محمد

الحوار المتمدن-العدد: 6746 - 2020 / 11 / 28 - 00:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


في دراسة سابقة تحدثنا عن اثير الذكاء كعنصر لاطبيعاني (Non- Naturalism)، لذا فان ما يقوم به من افعال تكوينية وتطورية يعبر عن تصميم بالمعنى القوي، وذلك في قبال المعنى الضعيف الذي يتوقف عند حد الاعتراف باندماج التصميم في قوانين الفيزياء والكيمياء او غيرها من القوانين الطبيعية؛ من دون حاجة الى افتراض عنصر لاطبيعاني يوجه العمليات الكونية والحياتية. وهذا ما يمكن ايضاحه عبر الفقرات التالية:
أولاً:
وفقاً للمعنى الضعيف تم اقتراح ان يكون الكون ناشئاً كالآلة او الساعة الموجهة كالذي جاء عن عدد من العلماء والفلاسفة، أمثال نيوتن وووليام بيلي، او ناشئاً كالبناء المعماري كما اعتقده عالم التشريح المقارن والحفريات ريتشارد اوين خلال القرن التاسع عشر، ومثل ذلك الرأي الذي تمسك به عالم الكيمياء الحيوية المعاصر مايكل دنتون في ان الكون يضمر غاية متأصلة تم التخطيط لها ضمن قوانين الطبيعة او في بنية الكون سلفاً؛ كما في كتابيه (قدر الطبيعة) و(التطور: ما يزال في ازمة).
لكن منذ ستينات القرن العشرين تطورت فكرة الاعتماد على المعنى الضعيف للتصميم من خلال الاستناد الى ظاهرة المعلومات والبرمجة. وعلى اثرها اصبح يُنظر الى الكون بمثابة حاسوب مشفر بالمعلومات اللازمة لخلق النظم الكونية والحيوية. وفي البداية كان الحديث عن هذه البرمجة مقيداً ببعض الظواهر الحيوية، لا سيما المعلومات التي تم اكتشافها في الجزيئات العملاقة للحامض النووي الرايبوزي منقوص الاوكسجين (الدنا DNA)، والتي أظهرت فجوة عميقة او حاجزاً أصم بين المادة العضوية واللاعضوية. وقد جاءت هذه الفكرة كرد على المذهب السائد الذي يرى ان المعلومات لا تختلف عن بقية الظواهر الحيوية والكونية في القابلية على الاختزال الى القوانين الفيزيائية والكيميائية وما شاكلها طبقاً لمعيار الطبيعانية.
ومن الطريف ان البعض قام بقلب معادلة الاختزال السابقة كرؤية سائدة في العلم الى العكس، كما هو الحال مع الفيزيائي النظري المعروف جون ويلر John Wheeler، وكما كتب عام 1989 قائلاً: ‹‹إن ما نسميه بالواقع ينشأ في التحليل الأخير من طرح أسئلة (نعم – لا).. وباختصار كل الأشياء المادية هي معلومات نظرية في الأصل، وهذا كون تشاركي››. كما ظهرت خلال الثمانينات فكرة احتمال ان يكون الكون عبارة عن حاسوب عملاق، وان ما نراه يمثل اجهزة هذا الحاسوب، حيث لا توجد برامج بدون اجهزة. او ان الكون عبارة عن رسالة مشفرة، ووظيفة العالم هي فك تشفير هذه الرسالة. ثم بعد ذلك ظهرت فكرة الأكوان الدمى الملفقة الحاسوبية، وفقاً لنظرية الاكوان المتعددة.
لكن تبقى هذه التصورات شاذة في الوسط العلمي القائم اساساً على مبادئ الفيزياء والكيمياء وتعميمها على ظواهر الحياة. وما زال هناك سعي حثيث في البحث عن طرق التفاعلات الكيميائية التي تؤدي الى نشوء هذه الظواهر المعقدة، رغم انه لم يظهر في الافق ما يؤكد هذه الرؤية الى يومنا هذا.
ويبدو ان اغلب الذين يعولون على مذهب الاختزال في رد المعلومات والبرمجة الحيوية الى القوانين المادية وفق معيار الطبيعانية لا يؤمنون بفكرة التصميم الهادف. لكن ثمة من يعتقد بهذه الفكرة وفقاً للمعنى الضعيف.
ويحضرنا بهذا الصدد عالم الفيزياء والكيمياء الحيوية والحائز على جائزة نوبل مانفريد إيغن الذي اجرى عام 1992 بحثاً حول اصل الحياة انطلاقاً من انها قابلة للتفسير وفق القوانين الفيزيائية والكيميائية، كما في كتابه (خطوات نحو الحياة). اذ رأى ‹‹أن مهمتنا هي العثور على خوارزمية لقانون طبيعي يؤدي الى أصل المعلومات››. كما رأى في الوقت ذاته ان التطور قائم على سلسلة من التحولات الطورية، وهي ليست بلا هدف ولا توجيه، خلافاً للمذهب الدارويني، مع هذا اعترف ان حجته تظل مادية؛ باعتبارها قائمة على الاعتبارات الفيزيائية والكيميائية.
واستناداً الى المعنى الضعيف وفقاً لمنطق التعويل على القوانين الفيزيائية والكيميائية ثمة من يتبنى فكرة ارسال شفرة كونية في لحظة الانفجار العظيم تربطنا عائلياً بكل شخص وكل شيء في الكون، مع التأكيد على مركزيتنا وصغرنا في مخطط الأشياء. وهي الاطروحة التي التزم بها الفيزيائي جيمس جاردنر في (الكون الذكي) عام 2007؛ معتمداً على مذهب توالد الاكوان كما جاء عن الفيزيائي النظري لي سمولين، مع فكرة انتشار الحياة والذكاء في كل مكان.
وفي قبال النظرة السائدة ذهب القليل من العلماء الى رفض مبدأ الاختزال في رد المعلومات المعقدة الى العوامل الفيزيائية والكيميائية. وبعضهم رأى انه لا بد من البحث عن قوانين طبيعية اخرى يمكنها تفسير هذه المعلومات.
واغلب ما في هذا المسلك يعترف بوجود تصميم غائي موجه هو الذي يقف وراء الظاهرة. فيما ذهب بعض الشواذ الى الاعتراف بالغائية وعدم الاختزال، وان لها قوانين ذات علاقة بالحرية وعدم الحتمية، لكن مع نفي التصميم والالوهة، كالذي ذهب اليه الباحث توماس ناجل في كتابه (العقل والكون) عام 2012؛ مستعيناً بمقالة للباحث روجر وايت الذي استعرض اربعة انماط من التفسير الخاص بالحياة عام 2007؛ فهي إما ان تكون وليدة الصدفة او الخلق او القانون الفيزيائي او الغائية الطبيعية. وقد انحاز ناجل الى الافتراض الاخير.
يضاف الى ان هناك من تمسك بالتفسير اللاطبيعاني لنشوء ظاهرة المعلومات المعقدة، وهو المعنى القوي للتصميم كما سيمر علينا.
ثانياً:
من الناحية التاريخية ربما كان مايكل بولاني Michael Polanyi اول من أشار صراحة الى رفض فكرة اختزال المعلومات الحيوية المعقدة الى قوانين الفيزياء والكيمياء. ففي عام 1967 اصدر مقالة بعنوان معبّر (الحياة تتجاوز الفيزياء والكيمياء)، ثم قام بتوسعتها بعد عام تحت عنوان مشابه (بنية الحياة غير القابلة للاختزال). وقد تضمنت المقالة بان الحياة تمتلك سلسلة من المستويات الهرمية، حيث يتقوم وجود المستوى الاعلى بالادنى الذي يمثل شرط وجوده، لكن يبقى الاول هو من يتحكم في الثاني من حيث تسخيره للقيام بوظيفته الخاصة، ولهذا السبب فهو غير قابل للاختزال الى الادنى. وقد طبّق بولاني هذا المعنى على علاقة الحياة بالقوانين والاسباب الفيزيائية والكيميائية، اذ تعتبر شرطاَ ضرورياً لوجود الحياة، لكنها لا تفسرها؛ باعتبارها تمتلك مبادئ عليا لا يمكن اختزالها الى هذه القوانين، كما انها لا تعارضها في الوقت ذاته.
وهذا ما ينطبق على البرمجة الحيوية كما في جزيئة الحامض النووي العملاقة (الدنا DNA)، باعتبارها تمتلك سلسلة من ارتباطات النيكليوتيدات التي تعمل على نقل المعلومات المفيدة والقابلة للتحديد الرياضي؛ من دون ان يكون لها قابلية على الاختزال الى قوانين الفيزياء والكيمياء، وهو الحال الذي نشاهد نظائره في مبادئ الهندسة الميكانيكية والاتصالات، باعتبارها غير قابلة هي الاخرى للاختزال الفيزيائي والكيميائي.
وقد سار الفيزيائي المعروف بول ديفيز على نهج بولاني في كتابه (المخطط الكوني) عام 1988، حيث اعتبر ان لكل مستوى من مستويات الكون والحياة والعقل والمجتمع قوانينه الخاصة، وليس بالامكان اختزالها الى ما دونها؛ بسبب التعقيد الذي تتمتع به. ومن ذلك ان قوانين البرمجة الذهنية العالية المستوى لا يمكن اختزالها الى ما دونها من الفسلجة العصبية، اذ لكل مستوى سببيته الخاصة، مثل السببية المعلوماتية كشيء متميز نوعياً عن السببية الفيزيائية. وهذا ما جعله يرى وجود عقل او حياة ذكية مكتوبة في قوانين الطبيعة، معتقداً ان العلم قادر على تفسير التعقيد والتنظيم في جميع المستويات بما فيها الوعي البشري، لكن فقط من خلال تبني فكرة قوانين المستوى الاعلى من دون اختزال. وقد اعترف ديفيز بانه قد استلهم الكثير من افكاره بهذا الشأن من اعمال عالم الاعصاب الحائز على جائزة نوبل روجر فولكوت سبيري Roger Wolcott Sperry في تجاربه على الادمغة المنقسمة.
وبعد عقد من الزمان طرح ديفيز فكرة اعمق حول عدم اختزال الحياة ضمن قوانين الفيزياء والكيمياء؛ معتمداً في ذلك على البرمجة الحياتية التي اعتبرها قوانين طبيعية جديدة تتفق مع القوانين الأساسية للفيزياء من دون اختزال. واشار الى انه عندما شرع في كتابة (المعجزة الخامسة) عام 1999 لم يكن يعتقد أن مثل هذه القوانين ضرورية لشرح نشأة الحياة، بل افترض انها تعالج ضمن المفاهيم الداروينية دون ان تتجاوزها، لكن ما توصل اليه خلال البحث بدا له شيئاً مخالفاً تماماً، ولم يعد يعتقد ان التفاعلات الكيميائية قابلة لفك لغز الحياة العظيم، اذ يعتمد ذلك على شيء جديد من الناحية المفاهيمية، وقصد بذلك قوانين البرمجة الخاصة بالتعقيدات المنتجة للمعلومات.
وبلا شك ان القوانين الجديدة تختلف جذراً عن قوانين الفيزياء المألوفة، فعلى الاقل انها تتجاوز الفكرة الاختزالية للعلم ازاء العالم، اذ ان الاخيرة تعتبر المعلومات مفهوماً ثانوياً مشتقاً عن تفاعل الجسيمات المادية، في حين أنها من وجهة نظر ديفيز عبارة عن كمية فيزيائية حقيقية قابلة للتداول من قبل ‹‹قوى المعلومات›› بنفس الطريقة التي يتم فيها تحريك المادة بواسطة القوى الفيزيائية. وهو ما يعني قبول التعقيد كمتغير كمي فيزيائي ذي فعالية سببية حقيقية، بدلاً من اعتباره مجرد وصف كيفي لمدى تعقيد النظام. لذلك فبموجب قانون المعلومات يمكن التحكم في برامج الشفرة الجينية باعتبارها من النظم المعقدة.
ومعلوم ان بول ديفيز يميل في هذا الكتاب وفي مجمل كتبه الاخرى الى فكرة التصميم بالمعنى الضعيف.
ثالثاً:
تبدي عدد من النظريات السابقة التي استعرضناها ان الكون جاء وفق تصميم محدد، وان بعضاً منها تمسك بقوانين طبيعية خارج دائرة الفيزياء والكيمياء، وهي القوانين المناطة بالمعلومات الحيوية المعقدة، وهي خطوة متقدمة، لكنها ناقصة، اذ لم تحدد طبيعة الكيانات الموضوعية التي تنشأ عنها هذه القوانين. فكل قانون يعمل بحسب كيان محدد لولاه ما كان للقانون وجود، فالجاذبية مثلاً لا وجود لها لولا حضور الكتل المادية او الطاقوية، كذلك لولا الالكترونات والفوتونات ما كان لقوانين الكهرومغناطيسية وجود، وكذا هو الحال مع جميع قوانين الطبيعة. في حين ان النظريات التي تبنت فكرة وجود قوانين طبيعية للبرمجة الحياتية – والكونية - من غير اختزال لم تحدد بالضبط ما هو الكيان الموضوعي الذي يقوم بهذه البرمجة وتوليد المعلومات. وبعبارة ثانية انها لم تشخص العلاقة السببية الخاصة بالمعلومات او برمجة النظم المعقدة.
وهنا يأتي دور التصميم بالمعنى القوي، كما في حالة اثير الذكاء، اذ التفسير الطبيعاني لا يلائمه، وحتى التشفير والبرمجة رغم انها واضحة عند النظر الى مجمل العمليات الكونية والحياتية الا انها لا تُفسر ضمن اعتبارات القوانين والثوابت والاسباب الطبيعية، فكما عرفنا ان التفسيرات الطبيعية المتعلقة بها لم تستطع تحديد الكيان الموضوعي الذي يقوم بهذه البرمجة والتشفير، ومن ثم فهناك ما يدل بشكل واضح على وجود شيء اخر لاطبيعاني، او ليس داخلاً ضمن الاسباب الطبيعية المألوفة، رغم ان وظيفته دفع العمليات الكونية والحياتية لغايات محددة، كالذي نفترضه في اثير الذكاء، وان الاخطاء والعشوائية المترتبة عن هذه العمليات لا تؤثر على المنحى العام للتصميم الذي يتولاه.
فالفارق بين المعنيين السابقين للتصميم، هو انه يمكن للمعنى الضعيف ان يفسر قوانين الكون وثوابته واسبابه الطبيعية من التفاعلات الفيزيائية والكيميائية، لكنه عاجز عن تفسير ما يخرج عن هذا الاطار الطبيعي. كما ان اضافة قوانين طبيعية اخرى مناسبة للبرمجة لا تعتبر وافية طالما انها لم تحدد الكيان الموضوعي المفضي الى هذه البرمجة. وهي نقطة ضعف يتلافاها المعنى القوي من حيث قدرته على تشخيص الكيان الموضوعي المسبب للبرمجة الحياتية والكونية، وفي الوقت ذاته لا يرفض القوانين والثوابت والاسباب المادية في تفسير الظواهر الطبيعية، لكنه يضيف اليها صوراً وعلاقات لا تخضع الى تفسيرها، بل ويجعل منها محكومة وفق خطة غائية ادت الى خلق الكائنات الذكية العاقلة، ومازال الطريق مفتوحاً كما يبدو نحو التسامي.
وهي فكرة تتناغم مع ما ذهب اليه بعض العلماء من وجود كائنات ذكية عاقلة شائعة في الكون وفق التفسير الغائي الموجّه.
ومن المهم ان نعرف بان الكثير من علماء الطبيعة يتقبلون المعنى الضعيف للتصميم، طالما انه لا يمتلك في جعبته عناصر لاطبيعانية يُعزى اليها التطور الكوني والحياتي، وعلى خلاف ذلك موقفهم من المعنى القوي، مثلما تمسك به اغلب انصار حركة التصميم الذكي. وأرى انهم محقون في تبني هذا المعنى، رغم ان الفكرة التي طرحوها مازالت غامضة، فهم لم يحددوا من الناحية العلمية اي شيء يتعلق بهوية المصمم الذكي، ومن الناحية الشخصية لا ينكرون ان المصمم هو الله. فمثلاً صرح مايكل بيهي بانه قصد من المعنى القوي للتصميم الذكي بما يتجاوز قوانين الطبيعة، لكنه لم يحدد من الناحية العلمية ان كان تجاوز هذه القوانين داخلاَ ضمن بنية الكون ام خارجاً عنها. وفي الوقت ذاته اعتبر المصمم الذكي هو الله كقرار شخصي لا يمت الى الاعتبارات العلمية، لظنه ان ذلك يخرج عن حدود العلم، وهو الرأي الذي سبق اليه الكيميائي تشارلس ثاكستون في ورقة بحث بعنوان (علم النشأة: قواعد جديدة، وادوات جديدة لمناقشة التطور) عام 1986.
في حين بحسب اطروحتنا ثمة ما يدل على ان التصميم يعود الى عنصر مستبطن ضمن الاطار الكوني والحياتي وان كان نفسه لا يعبر عن شيء طبيعاني، فهو على شاكلة الذكاء البشري، حيث لا يعتبر طبيعاني رغم انه غير مفارق للطبيعة، وكذا على شاكلة المادة والطاقة المظلمتين اللتين تتحكمان بالكون بحسب الافتراض الفيزيائي المعاصر، رغم انهما ليسا طبيعيين بالمعنى المألوف كما شرحنا ذلك في دراستنا: اللاطبيعانية وأثير الذكاء (1).
كذلك نجد حول هذا المعنى من التصميم اللاطبيعاني بعض الدلالات لدى النقاشات الفيزيائية الخاصة بأصل الجسيمات وطبيعة تداخلها وتحول بعضها الى البعض الاخر، وهو ما سنخصص له الفقرة التالية..
رابعاً:
لقد أدرك الفيزيائيون ان ثمة تداخلاً بين الجسيمات الاولية، وهو ما يوحي بوجود شيء مشترك فيما بينها يمكن ان يشكل أساس وجودها وتجلياتها جميعاً. وثمة عدد من الافتراضات النظرية الخاصة بهذا المحور كالتي عرضنا تفصيلها في (انكماش الكون). وما يهمنا هنا هو بعض هذه الافتراضات، فقد يعبر الشيء المشترك عن شيء منبسط على الجسيمات دون ان يمثل واحداً منها. ويأتي ذلك على معنيين:
أحدهما سريان الشيء في صميم الجسيمات، بحيث يكون الجسيم مركباً من الشيء الخاص والشيء المشترك، وهو ما يبدو من عبارة الفيزيائيين، خاصة مدرسة كوبنهاگن، اذ من وجهة نظرها انه لا يوجد جسيم محدد يمكن ان يكون أساس البقية، بل كل جسيم يمتلك شيئاً منها ضمنياً، وبالتالي فهناك شيء مشترك فيما بينها، وان التحولات من البعض إلى البعض الآخر يجري وفق المشترك الذي يجمعها، وإن لم يحدد هذا الشيء على نحو التعيين، كالطاقة أو المادة.
وأهم ما في هذه النظرية هو أنها تتأيد بظاهرة تشابك الجسيمات وتعالقها. فهي تتضمن شيئاً مشتركاً داخلياً قد يفسر ما عليه تلك الظاهرة. فوفقاً لمدرسة كوبنهاگن ان للجسيم شيئاً من الوجود أو النزوع نحو الوجود هنا وهناك، الأمر الذي يفسّره المشترك الضمني للجسيمات، بحيث يسمح للشيء ان يكون هنا وهناك، كما يسمح بظاهرة التأثير اللحظي عن بعد من دون أسباب وسيطة خفية، خلافاً لما ذهب اليه ديفيد بوم من وجود متغيرات مخبأة ضمن واقع ضمني دفين للجسيم.
أما المعنى الآخر عن انبساط الشيء على الجسيمات فهو ان يسري عليها من الخارج. وهو معنى يقارب النظرية السابقة من حيث الاعتراف بوجود مشترك بين الجسيمات، لكن هذا المشترك ليس من ضمن ذواتها الداخلية، بل عارض عليها من الخارج. وكتقريب لهذه الفكرة يمكن التمثيل عليها بالتصورات الفلسفية القديمة، فهي أشبه بالهيولى الأصلية التي تتوارد عليها الصور المختلفة، ومن دونها لا يظهر شيء. أو انها أشبه بالعقل الالهي الذي ينبسط على الأشياء فتظهر بحسب طبائعها الامكانية، وبدونه تبقى الأشياء معدومة كأعيان ثابتة لا تشم رائحة الوجود، ومع ذلك لا تُعرف حقيقة هذا العقل، فهو كالنور الذي تتمظهر به الأشياء وبدونه لا يظهر منها شيء قابل للرؤية، ولا يمكن معرفته والاحاطة به استناداً إلى هذا التجلي بالصور المتنوعة.
ويمكن لهذه الاطروحة ان تفسر لنا ما يجري من تطورات دقيقة لدى الظواهر الفيزيائية، اذ يصبح العنصر المشترك بمثابة أثير منبسط على الأشياء ضمن اعتبارات ميتافيزيائية ووجودية عامة وظيفته إمداد المعلومات والقوة للتأثير والتنوع والتطور الغائي، واهم ما يتصف به هو الذكاء. وهو من بعض الوجوه يتفق مع رؤية ديفيد بوم في وجود عناصر دفينة مؤثرة على تفاعل الجسيمات الفيزيائية.
وتتقبل هذه الاطروحة التلبس بأي من النظريات العلمية المتعارف عليها، كاطار مرافق لها دون ان تكون عرضية معها أو منافسة لها، مع اخذ اعتبار انها تفسر من القضايا ما لا يمكن لهذه النظريات الفيزيائية تفسيرها كما عرفنا.
وقد يرى البعض شبهاً بين اثير الذكاء الذي نفترضه والعقول الفلكية التي كان يؤمن بها الفلاسفة القدماء، فأثير الذكاء هو وسيط عقلي كوساطة العقل الفعال الاخير لدى المشائين، او العقول العرضية لدى الاشراقيين، وانه يتحكم بمجمل العمليات الكونية والحياتية. لكن الحقيقة ان بينهما فوراق كبيرة، فأثير الذكاء ليس بمفارق مثلما هو حال تلك العقول، كما ان تحكمه يدع شيئاً من هامش العشوائية والاخطاء خلاف التصور المتعلق بافعال العقول الحتمية استناداً الى قوانين العلة والمعلول. اضافة الى ان الاستدلال عليه يأتي من منطق الاحتمالات والاعتبارات العلمية، وليس من مبدأ السنخية كما هي طريقة اولئك الفلاسفة.
وتجدر الاشارة الى ان انبساط اثير الذكاء على الاشياء ربما يجعلها منطبعة به، فتحظى باطياف متفاوتة من صفاته، او انها تكون ببعض الجوانب على شاكلته وان لم تدرك هذه الصفات لضعفها الشديد، كما في الحياة والادراك والارادة، حيث تبدو لنا معدومة لدى المواد غير الحية والتي تشكل اغلب ما في الكون.
وتبدو هذه الفرضية شبيهة بعلاقة مجال هيجز بالكتل الجسيمية، اذ لا اثر لهذه الكتل المتباينة لولا احتكاكها المتفاوت بهذا المجال الاثيري بداية نشأة الكون. وكذا هو الحال في علاقة ما نجده من صفات للحياة والادراك والارادة لدى عدد قليل من الكيانات الوجودية انما قد تكون بفعل احتكاكها القوي بهذا الاثير، مع ضعف الاحتكاك بغالبية الاشياء التي تبدو لنا غير حية ولا تمتلك الادراك والارادة.
ولهذه الفكرة الاحيائية جذورها الفلسفية والدينية القديمة، بل وانها حاضرة في الفكر الحديث والمعاصر، حيث يتبناها العديد من الفلاسفة والعلماء بصيغ مختلفة، مع دلالات متقاربة، ويعبّر عنها احياناً بشمولية العقل او الروح او النفس او الحياة او الاحساس او الارادة وما الى ذلك. وتُعرف بمذهب النفسانية الشاملة Panpsychism. وتعتبر شائعة لدى فلاسفة وعلماء القرن التاسع عشر من امثال شوبهاور وبيرس ويوشيا رويس ووليم جيمس وهارتمان وشيلر وارنست هيجل وكليفورد وجوستاف فخنر وفيلهلم فونت وهيرمان لوتز، وغيرهم من الاسماء الذين ينسب اليهم القول بهذه الاطروحة.
كما ذهب اليها خلال القرن العشرين عدد من الفلاسفة والباحثين والعلماء، مثل الفيلسوف وايتهيد وعالم الحفريات الثيولوجي بير تيلارد دي شاردن، كذلك الفيزيائي فريمان دايسون الذي كتب يقول: ان العقل متأصل بالفعل في كل إلكترون. ايضاً عبّر الباحثان تونوني وكوخ بان المادة والعقل شيء واحد. ومثل ذلك عبّر هوفمان بان حقيقة الواقع تتصف بالوعي. والبعض ينسب العقل بشكل بدائي للكيانات على المستوى الاساسي للفيزياء دون المواد المتجمعة او الكبيرة مثل الصخور والمباني. وثمة اسماء كثيرة من الفلاسفة المعاصرين، خاصة من امريكا وبريطانيا، نسب اليهم القول بهذه النظرية، مثل توماس ناجل وديفيد راي جريفين وديفيد سكربينا وجريج روزنبرج وتيموثي سبريج وفيليب جوف وويليام سيجر. ومثل ذلك ما ينسب الى الفيزيائي المعروف ديفيد بوم.
على انه اذا كانت مثل هذه الافكار تعتبر اسطورية، فعلينا ان ندرك بان علم الفيزياء هو الاخر حافل بالافكار الاسطورية التي ليس عليها ادنى دليل، كالذي سطّرناه في (منهج العلم والفهم الديني).
لكن بعيداً عن مثل هذه التصورات الخيالية، تبقى اطروحة اثير الذكاء مندرجة من حيث الاساس ضمن التصورات الفلسفية رغم انها ليست مجردة كالتي تصدرعن فلاسفة الوجود، بل لها روابط ومبررات علمية ضمن افق الارتباط المستحكم بين العلم والفلسفة، او الفيزيقا والميتافيزيقا، او ما نعبر عنه بالتفسير اللاطبيعاني قبال التفسير الطبيعاني.
خامساً:
من المهم معرفة ان هناك ظواهر عديدة توحي بوجود قوانين مشفرة تقف خلف النظم الفيزيائية مثلما تقف خلف النظم الحية.. وهو امر يمكن تفسيره وفق ما طرحناه حول اثير الذكاء كحقل حيوي مرافق لكل التأثيرات الفيزيائية بما تنطوي عليه من اعتبارات غائية لم يتم الاعتراف بها لحد الآن، رغم وجود اشارات حولها ما زالت تخاطر عقول الفيزيائيين، مثل اطروحة المبدأ الانساني (Anthropic Principle‏)، وهي الفكرة العائدة الى عالم الكونيات الانجليزي براندون كارتر خلال الستينات من القرن العشرين. فقد ابتكر نوعاً من الاسئلة يطلق عليه (التحليل المنافي للواقع)، واهم ما جاء فيه أنه لو كانت القوانين مختلفة بقدر طفيف عما هي عليه بالفعل لأصبح من المحال وجود الحياة، وما كان من الممكن إخضاع الكون للملاحظة والرصد. ومن ثم رأى ان وجودنا يعتمد على قدر محدد من الضبط الدقيق للقوانين، لذلك بدت الاخيرة مناسبة للحياة والكائنات الذكية. وكما قال الفيزيائي الرياضي فريمان دايسون في كتابه (ازعاج الكون) عام 1979: ‹‹ فكرة الصدفة في حد ذاتها مجرد غطاء لجهلنا. لا أشعر أنني غريب في هذا الكون. فكلما قمت بفحصه ودراسة تفاصيل بنيته، كلما وجدت المزيد من الأدلة على أن الكون بمعنى ما يجب أن يكون قد عرف أننا قادمون››.
لكن ما زال الفيزيائيون يطرحون السؤال العميق: لماذا يظهر الكون صديقاً للحياة؟ ولماذا تبدو حتى الاختلافات التافهة في الشروط البدئية لنشأة الكون من شأنها أن تؤدي إلى كون لا يمكن التعرف عليه وغير صالح للسكن؟ كالذي يقوله عالم الاحياء التطوري سيمون كونواي موريس في كتابه )حل الحياة(.
لقد تقبل الفيزيائيون فكرة المبدأ الانساني واعترفوا بالضبط الدقيق للثوابت والقوانين الفيزيائية. ومع هذا حاول الكثير منهم تجنب نتائجها المثيرة حول وجود قصد مخطط سابق لظهور الحياة والذكاء، فاضطروا الى استعادة ما سبق رفضه حول نظرية الأكوان المتعددة – رغم صيغتها الاسطورية - كما طرحها الفيزيائي هيو إيفيرت عام 1956؛ كملاذ للتهرب من فكرة الضبط الدقيق التي تبدي التصميم الإلهي وفق مبدأ كارتر.
وما زال الكثير من الفيزيائيين يطرحون نظرية الاكوان المتعددة كتفسير لما نشهده من صداقة الكون للحياة والذكاء بدلاً من فكرة التخطيط والتصميم. وثمة ما لا يقل عن تسع نسخ لهذه النظرية، ابرزها تلك التي تعود الى مذهب الاوتار الفائقة او نظرية (M)، رغم ما تسببه من القضاء على احلام العلماء في البحث والاكتشاف، لذلك لقيت اعتراضات حتى من قبل بعض رواد الاوتار الفائقة؛ مثل ليونارد ساسكيند الذي وصفها بكارثة فكرية من الدرجة الاولى، حيث تحرم نظرياتنا الجديدة الواعدة للفيزياء الأساسية من القدرة على التفرد في توقع ظهور أي شيء يشبه كوننا عن بعد. ومثل ذلك ما صرح به الفيزيائي النظري ستيف جيدينجز من انه ‹‹لم يعد بإمكاننا متابعة الحلم باكتشاف المعادلات الفريدة التي تتنبأ بكل ما نراه، وكتابتها في صفحة واحدة، اذ يصبح توقع ثوابت الطبيعة مشكلة فوضى بيئية، ولها مضاعفات على علم الأحياء››.
بل يمكن القول ان هذه النظرية تقضي على اساسيات العلوم قاطبة، اذ تجعل تفسير ما يحصل من ظواهر فيزيائية وحياتية ونفسية وعقلية مردها الى الفوضى الكونية، وهي من هذه الناحية تمثل ‹‹فوضى الفجوات››، حيث لا تختلف عن فكرة ‹‹إله الفجوات››، ففي كلا الحالتين لا حاجة للعلم ولا الاكتشاف ولا البحث عن اسباب الظواهر الموضوعية ومحاولة تفسيرها، لأنها تصبح ببساطة مفسرة وفقاً للفوضى الكونية، كما في الحالة الاولى، او وفقاً لإله الفجوات كما في الحالة الثانية. ومعلوم ان نظرية (M) قدّرت الاكوان المتعددة بما يناسب اهتزازات الاوتار منخفضة الطاقة بحوالي (10 500) كون، وذلك اعتماداً على الأشكال الهندسية الممكنة لما يعرف بفضاء كالابي ياو Calabi–Yau. مع هذا فمن المدهش ان هذا العدد الضخم جداً للاكوان لا يعد شيئاً امام تفسير نشوء بروتين طويل في الخلية، ناهيك عن نشأة ابسط خلية في الحياة عشوائياً، والتي بلغ تقدير احتمالها وفق عدد من العلماء، وعلى رأسهم الفلكي الشهير الفريد هويل، بحوالي (10-40000)، وقد شبّه هويل ذلك باعصار يمر في ميدان من الخردة فتؤدي الفوضى فيه الى خلق طائرة بوينج 747 .
ومن المهم ان نعرف ان الضبط الدقيق للقوانين والثوابت الفيزيائية يتناسب مع فكرة تشفير المعلومات الكونية.
ولتبسيط الفكرة يمكن التمثيل عليها برمي قطعة حجر عادية ذات عدة وجوه، لعدد كبير من الرميات، وذلك على شاكلة رمي زهرة النرد، ومن ثم حساب ما يظهره كل وجه ضمن العدد الكلي للرميات، ومن خلال ذلك يمكن التنبؤ بطبيعة الوجوه اذا كانت منتظمة او غير منتظمة، بل ويمكن معرفة طبيعة هذا الانتظام اذا ما تبين ان الوجوه منتظمة، فقد يعبر الانتظام عن التماثل التام بين الوجوه، او عن نسبة حدية ثابتة، مثل ان يكون بعضها يتفاوت في التماثل بنسبة محددة مع البعض الاخر. وهي نتيجة متوقعة بطريقة عكسية لقانون الاعداد الكبيرة لبرنولي في الاحتمالات، والذي ينص على ان من الممكن التنبؤ عند الرميات الكبيرة بان تتقارب نسبة ظهور كل وجه مع الاحتمال القبلي الثابت له باضطراد. في حين يكون التنبؤ في الرميات المحدودة كرمية واحدة او اثنتين او اكثر غير دقيق. ويمكن تسمية هذه العملية بالقانون العكسي للاعداد الكبيرة.
وفي مثالنا السابق لو فرضنا ان القطعة تمتلك وجوهاً كثيرة، فعندما يتبين لنا انها منتظمة تبعاً لحساب عدد الرميات الكبيرة التي اجريناها، فسوف لا ينتابنا شك بان هذه القطعة مصممة قصداً، لا انها تشكلت بفعل الظروف الطبيعية، شرط التأكد من ان الانتظام لم يأتِ بفعل القوانين الفيزيائية والكيميائية، ولا بفعل الجواذب الذاتية. وكذا هو الحال عند النظر في مجريات ما يحدث في الكون، فعند لحاظ تمام هذه المجريات منذ نشأة الكون الى الان سندرك ان لها مغزى واضحاً يدل على التصميم المشفر في القوانين والثوابت الكونية منذ البداية.
ويمكن تطبيق هذه النتيجة على أشكال كثيرة من الحالات التي تعطي نتائج عشوائية او صدفوية ما لم تكن مصممة بانتظام. فثمة علاقة عكسية بين الانتروبيا (الاضطراب) والمعلومات كما حددها شانون، فكلما زادت الانتروبيا قلّت المعلومات، والعكس بالعكس. فمثلاً في لعبة اليانصيب (اللوتري Lottery) قد يراهن شخص على الفوز بالجائزة الاولى ويجرب حظه ضمن عشرة ملايين ورقة محتملة، وعند فوزه بالجائزة يكون من الطبيعي ان ذلك قد حالفه الحظ بالصدفة، لكن لنفترض اننا لاحظنا ان هذا الشخص بالذات يفوز في عدد من المرات.. ففي هذه الحالة لا يمكن ان نفسر ذلك عبر المصادفة السعيدة، ويصبح لدينا شبه المؤكد ان شخصاً ما قد عمل على جعل النتيجة لصالح هذا الفائز باستمرار.. وكلما زاد عدد نجاح هذا الشخص كلما تأكد لنا اكثر فاكثر ان هناك تزويراً في العملية او النتائج. وسبب ذلك ان الصدفة لا تتحمل ان تأتي بنتائج منتظمة كبيرة كهذه.
كما يمكن تطبيق هذا القانون على توقعاتنا الخاصة عبر ما يصلنا من اشارات موجية فضائية، فاذا كانت هذه الاشارات كثيرة ومنتظمة من دون دواع حتمية او جواذب ذاتية فسوف ينتهي بنا الحال الى الاعتقاد بانها مصممة بفعل الذكاء الفضائي.
تخيل لو ان هذه الاشارات تبدي خطوطاً متسلسلة على التوالي، فخط واحد فقط، ثم خطين معاً، ثم ثلاثة معاً، ثم اربعة وهكذا حتى المائة خط. او تبدي مجموعة كبيرة من الارقام الاولية فقط، او ارقاماً تقبل القسمة على بعض الارقام الاولية الكبيرة، او رسومات عديدة ذات دلالات واضحة على اشياء محددة ذات مغزى.. فكل ذلك يشير الى وجود انتظام في الاشارات بما لا يسع تفسيره وفق القوانين الفيزيائية والكيميائية، كما لا يمكن اعتبارها مجرد صدف عشوائية، وذلك لكونها كثيرة جداً، وهي بالتالي دالة على الذكاء والتصميم المتعمد.
وحالياً ان المؤسسات العلمية تتقبل هذا النمط من التفسير حول الاشارات الفضائية كما هو معلوم.



#يحيى_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللاطبيعانية وأثير الذكاء (1)
- الإرادة المعرفية والانحياز
- داروين والتصميم
- داروين والانتخاب الطبيعي
- داروين وأصل الأنواع
- مبدأ هايزنبرغ وتأويل باسل الطائي
- تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (6)
- تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (5)
- تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (4)
- تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (3)
- تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (2)
- تطورات الحجة الغائية: من بالبوس الرواقي الى داروين (1)
- صخرة الإلحاد (3)
- صخرة الإلحاد (2)
- صخرة الإلحاد (1)
- أصل الجسيمات وتوحيدها (2)
- الانتروبيا والنظام الكوني
- أصل الجسيمات الكونية وتوحيدها (1)
- المزاج البيئي والمعرفة
- الايمان والقيم في القرآن


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يحيى محمد - أثير الذكاء والتصميم