أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - هكذا تلاشت فقاعة الديمقراطية الأميركية














المزيد.....

هكذا تلاشت فقاعة الديمقراطية الأميركية


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 6745 - 2020 / 11 / 27 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعقود طويلة ظلت الولايات المتحدة تتباهى بنفسها كأعظم دولة في العالم في شتى مناحي الحياة الحضارية ؛ بدءاً من تطورها المذهل - الذي لا مراء فيه - في الميادين العلمية والتكنولوجبة والصناعية ، ومروراً بالمجالات الثقافية والفنية ؛ مع أنها في هذه المجالات بين بين ، وانتهاء بتقديم نفسها نموذجاً عالمياً ملهماً للشعوب باعتبارها دولة ديمقراطية - دستورية يفصل الدستور بين سلطاتها الثلاث وتظلل المساواة شعبها بمختلف أجناسه وأعراقه لا تشوب ممارساتها والمنظومة التشريعية التي ترتكز عليها شائبة ، بل أنها فوضت نفسها الراعي الأول لحقوق الإنسان في العالم والناهي عن انتهاكاتها، وعينت نفسها " الشرطي الدولي " لتأديب المنتهكين ، ومن ثم استطاعت بهذه السياسة الديماغوجية من خلال ما تملكه من جبروت جهاز إعلامي أن تكسب شرائح وفئات غير قليلة من شعوب ودول العالم الفتية . وهي لتحقيق هذا الغرض لغسل عقول شباب تلك الدول من كوادرها الواعدة لم تتوان عن انفاق مليارات الدولارات منذ أواخر أربعينيات القرن الآفل مع بدء الحرب الباردة بغية التأثير في توجهاتهم الثقافية والروحية لتكون على طريقة نمط الحياة الرأسمالية الأميركية ؛ فما زال حتى يومنا هذا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي تستضيف لهذه الغاية بصفة منتظمة وفوداً من أغلب دول العالم الثالث لتعريفهم على منجزاتها في المجالات العلمية والإنسانية المتقدم ذكرها ، وبضمنها على وجه الخصوص السياسية ، كما في البرنامج المعروف " الزائر الدولي " الذي يستمر لبضعة أسابيع و تنفق عليه ملايين الدولارات سنوياً ، أو منحهم دورات تدريبية مجانية طويلة الأجل . بيد أن هذه الفقاعة المتضخمة التي أستمرت طويلاً باتت معرضة للانفجار والتلاشي أكثر من أي وقت مضى جراء النتائج الكارثية لحكم الرئيس ترامب الموشكة ولايته على الانتهاء .
في مثل هذا الوقت غداة إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 وقفت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون لتعلن مبتسمة أمام جمهورها بكل شجاعة اعترافها بخسارتها في السباق الانتخابي قائلة : أن النتيجة أظهرت وجود انقسام عميق في بلدها أكثر مما توقعته ؛ لكنها شددت على أهمية قبول النتيجة كقيمة ديمقراطية " مقدسة " حسب تعبيرها ؛ واعترفت بفوز غريمها الرئيس الحالي ترامب الذي مازال يرفض بعناد حتى اللحظة التسليم بهزيمته والاعتراف بفوز منافسه الديمقراطي جو بايدن ؛ مشككاً في نزاهة وحيادية العملية الانتخابية ، وهو موقف غير مسبوق في شدته وهزليته طوال ما يقرب من قرنين ونصف القرن من تاريخ الانتخابات الاميركية . لكن كلينتون إبنة النظام الرأسمالي لم يتبين لها انقسام شعبها - حسب زعمها - إلا على إثر ظهور النتيجة المغايرة لطموحاتها وتوقعاتها القوية بالفوز ؛ لا كمن يدرك سياسياً ذلك الانقسام -طبقياً واجتماعياً- الموجود منذ أمد طويل رغم آليات النظام " الديمقراطية " المزعومة ، فلو كانت كلينتون تمتلك هذه الرؤية لأدركت عن حق عمق ذلك الانقسام دونما حاجة لظهور نتائج الانتخابات ، وهو انقسام قد بلغ الآن مع نهاية ولاية ترامب شرخاً أعمق وأعمق ؛ بل يمكن القول أن ثمة خللاً خطيراً في النظام السياسي نفسه بات مكشوفاً ، وكف منذ أمد غير قصير أن يكون ضابطاً للاصطراعات الطبقية والاجتماعية كما رام الآباء الرأسماليون أو كما يُسمون مؤسسيه التاريخيين الذين وضعوا لبناته الأولى قبل تحوله إلى امبراطورية رأسمالية أمبريالية كبرى ، حتى تحول الفشل في الضبط إلى فضيحة مدوية للنظام .
وفي ظل انتفاء إمكانيةحدوث ثورة شعبية لا يبدو قد أزفت شروطها الذاتية والموضوعية بعد ؛ لعوامل عديدة ليس هنا موضع تناولها ، فإن الحاجة باتت ملحة لتحقيق إصلاح " راديكالي " إذا ما أمكن تحقيق التفاف و تكاتف أوسع القوى السياسية والاجتماعية المتضررة من الوضع الراهن الخطير الذي بلغته البلاد ، فالإصلاح الراديكالي من شأنه - حيثما توفر في أي بلد - عند تعذر الثورة أن يمهد الأرضية لانتقال سلمي للسلطة قد يسمح لاحقاً لتحقيق ثورة من داخل النظام بما يجنب الثورة الشعبية باعتبارها الاداة الأكثر تكلفةً وخطورة على الشعب والنظام معاً في زعزعتها للاستقرار الإجتماعي ؛ وبخاصة إذا ما جاءت عنيفة غير مأمونة العواقب قد تطول المدة معها دون تحقيق الاستقرار المنشود فتتضاعف الخسائر الكارثية لا سيما البشرية منها .
مهما يكن فإن ثمة ثلمة خطيرة معيبة لحقت بسمعة تاريخ هذا النظام الرأسمالي العريق في إظهار نفسه نموذجاً عالمياً ديمقراطياً عنوانها : " الانتقال غير السلس في تداول للسلطة " !



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (3)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس الأميركي الجديد المشترىٰ
- إسقاط دستور بينوشيه ومستقبل التحول الديمقراطي في تشيلي
- عبد الناصر ومنظمة التحرير الفلسطينية
- هل يشهد العالم حرباً نووية جديدة ؟
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 5 - 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 4- 5 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 3 )
- من مفكرة سجين بحريني عن غزو الكويت ( 2 )
- هيروشيما والدروس المغيبة
- من مفكرة سجين بحريني حول غزو الكويت ( 1 - 3 )
- ثورتا يوليو وتموز .. انقلاب أم ثورة ؟
- الكاظمي وآفاق التغيير في العراق
- بيروت وبغداد .. مابين الانتحار والاغتيال
- الأزمة الأخلاقية للرأسمالية في عصرنا
- عبد الناصر .. الهزيمة وآثار العدوان
- السينما السوفياتية والتراث العلمي العربي
- - الشيخ الرئيس - ومشايخ الجهل
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 3- 3 )
- المهام الآنية النضالية لليسار في عصر كورونا ( 2 )
- المهام النضالية الآنية لليسار في عصر كورونا ( 1 )


المزيد.....




- باكستان تدعي اسقاط 12 -درون هاروب- التي تصنعها شركة إسرائيلي ...
- رشا شربتجي في صور من المتحف المصري الكبير.. وهذا ما تتمناه
- أول مقابلة عمل.. ملابس -مسموحة- وأخرى -ممنوعة تمامًا-
- ديزني تكشف عن إنشاء منتزه ترفيهي جديد في أبوظبي.. لماذا اختا ...
- تصريح ترامب عن مقتل 3 رهائن في غزة يشعل مطالبات لمعرفة عددهم ...
- الإمارات والسودان.. قرقاش يعلق بعد بيان -عدم الاعتراف بقرار ...
- تقرير: أوكرانيا تراجع ارتباط عملتها الرسمية بالدولار وتدرس ا ...
- تقرير: أمريكا تستعد لترحيل مهاجرين إلى ليبيا عبر طائرة حربية ...
- مراسم استقبال الرئيس الصيني شي جين بينغ في الكرملين
- اشتباك أكثر من 125 مقاتلة على الحدود الباكستانية الهندية في ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - هكذا تلاشت فقاعة الديمقراطية الأميركية