كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6745 - 2020 / 11 / 27 - 09:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تزايدت التكهنات، وأشارت بعض التطورات والتحركات العسكرية والزيارات التي قام بها مسؤولون امريكيون خلال الأسبوعين الماضيين إلى احتمال ارتكاب الرئيس الأمريكي حماقة جديدة بمهاجمة إيران خلال الأسابيع الستة القادمة المتبقية من ولايته، أي قبل خروجه من البيت الأبيض وتنصيب الرئيس المنتخب جوزيف بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير القادم.
فقد نشرت صحيفة " نيويورك تايمز " تقريرا في 18/ 11/ 2020 قالت فيه إن ترامب ناقش مع كبار مساعديه ما تبقى له من خيارات لضرب المفاعل النووي الإيراني في " نطنز "، وذكرت وكالات الأنباء أن الجيش الإسرائيلي أصدر تعليمات لوحداته بالتحضير لعملية عسكرية وغارات أمريكية تستهدف المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية، وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس مع القائم بأعمال وزارة الدفاع الأمريكي كريستوفر ميللر في الشأن الإيراني، وزار ميللر قطر حيث توجد قاعدة " العديد " العسكرية الأمريكية الأكبر في المنطقة، وطار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى السعودية واجتمع بولي العهد محمد بن سلمان حسبما قال مسؤولون إسرائيليون، وزار مايك بومبيو إسرائيل ودول الخليج، وأعلن الجيش الأمريكي يوم السبت 21/ 11/ 2020 عن إرسال قاذفة القنابل الاستراتيجية بعيدة المدى " بي B52" إلى الشرق الأوسط مشيرة إلى ان الهدف من إرسالها هو " ردع العدوان وطمأنة شركاء وحلفاء الولايات المتحدة" دون الحديث عن مكان استقرارها في المنطقة، والجدير بالذكر هو ان هذه الطائرة قادرة على حمل ما يصل إلى 70 ألف رطل من الأسلحة، ولديها نطاق قتالي نموذجي يبلغ أكثر من 8800 ميل من دون الحاجة للتزود بالوقود.
هذه التحركات والاستعدادات تطرح الكثير من الأسئلة عن النوايا الأمريكية الإسرائيلية، وتثير المزيد من المخاوف بأن الرئيس الأمريكي المتهور سينصاع لرغبات الصهاينة في إدارته، ولإملاءات إسرائيل، ويهاجم إيران، ويشعل بذلك نيران حرب مدمرة قد تمتد لأكثر من دولة، وتخلق حالة من الفوضى الإقليمية، وقد تعرض السلام العالمي للخطر إذا قامت إيران بإغلاق مضيق هرمز، ومهاجمة إسرائيل ومراكز إنتاج وتكرير وتصدير النفط التابعة للدول الخليجية المشاركة في العدوان.
على ترامب وأصدقائه حكام الخليج الذين سيجرهم للمشاركة في العدوان على إيران أن يدركوا بأن الانتصار عليها لن يكون بالسهولة التي يتصورونها؛ إيران دولة كبيرة عريقة بتاريخها وحضارتها، وقوية بشعبها وجيشها وصناعاتها، واعتمدت على نفسها منذ قيام ثورتها الإسلامية عام 1979، وصمدت، وأقامت صناعات متطورة رغم معاداة وحصار أمريكا والغرب ومعظم دول الخليج لها، وتتمتع بتأييد شعبي داخلي معاد لأمريكا وإسرائيل، ولها الكثير من الأنصار بين حملة الجنسيات الخليجية من أصول إيرانية، وتتعاطف معها أعداد لا يستهان بها من المقيمين العرب والإيرانيين الذين يمكن أن يشاركوا في صد العدوان وتحويله، في حالة وقوعه، إلى حرب طويلة الأمد ضد النفوذ الأمريكي الصهيوني، وضد حكام الخليج الذين لا يخفون عداءهم لإيران ورغبتهم في المشاركة بعدوان أمريكي إسرائيلي عليها!
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟