|
دور بريمر في تهميش القوى الديمقراطية والليبرالية
سامي البدري
روائي وكاتب
(Sami Al-badri)
الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كان من ين اخطرالأشكالات التي احدثها الحاكم الأمريكي السابق للعراق المحتل بول بريمر ، في هيكلية البنية الأجتماعية والسياسية للمجتمع العراقي ، هو تهميش دور القوى الليبرالية والديمقراطية ، وتمكين بعض العناصر الطائفية من الوصول الى واجه الخارطة السياسية والسلطوية ، ومدادها بالوسائل المادرية والسياسية بقصد احداث الانقسام في وحدة النسيج العراقي . فلم يكن عزل القوى الليبرالية والديمقراطية فعلا او اختيارا عراقيا ، مثلما لم تكن مؤامرة التخندق الطائفي خيارا شعبيا ، وانما كان نكوصا ارتداديا تحت سياط الحاجة وفعل مؤامرة التفريق التي اختارتها بعض العناصر الطارئة لتكون الاداة الاسهل لتحقيق اغراضها الانية . ولكن ، وبالمقابل فأن القوى الليبرالية والديمقراطية تتحمل جزءا من عملية الانكفاء الشعبي لمصيدة الطرح الطائفي و (غنائم او مفازات ) التقسيم تحت يافطة الهويات الفرعية من خلال تعاملها البيروقراطي مع هرم الطبقات الاجتماعية وتفكيرها وطرحها الصالوني وادائها النخبوي العسير على التقبل الشعبي ، وعدم تصديها لتفعيل بديلها جماهيريا . والى جانب مجموعة المشاكل والازمات الي احدثا الاحتلال في حيات المواطن العراقي ، والتي مسته في ادق حلقات احتياجاته الحياتية ، فان اهم ما اسائة تقديرة القوى الليبرالية والديمقراطية هو تجاهلها- ولن اقول جهلها – لحالة الاثر الرجعي للبعد النفسي للمواطن العراقي ، وتعاملها معه على اساس واقعي ، كجزء فاعل ومتأصل في البنية الاجتماعية ذات المرجعية الطقسية – العشائرية ، والذي تركت ساحته مفتوحتا لـ ( الاخر) لاستغلالها كبديل تطميني . ولعل اقرب دليل اسوقه لدع رأيي هذا هو ما لقتة دعوة النائب صفية السهيل ، عن القائمة العراقية من اسجابتة شعبية ورسمية ، عندما دفعتها في المجرى الاسرع الى قبول وستيعاب المواطن – في اغلب حلقاته الطبقية – عن طريق (تحشيم ) الرجل واثارة مشاعر الغيرة الرجولية فية حول قضية اغتصاب وقتل الشهيدة عبير ، وديعة رجولته ورمز شرفه / المرأة العراقية ، والتي راحته ضحية لعنجهية ودناءة مجموعة من جنود الاحتلال كما ساهمت هذا القوى نفسا في عملية تحجيم دورها والحد من فاعليتهة ، من خلال الركون الى سلامة توجهها وجدية نواياها في احداث عملية التغيير والخروج بالمواطن من ازماته والوصول به الى حالة الاستقرار والرفاه ، في ضل حالة العراق الديمقراطي المؤسساتي الذي يصون حقوق المواطن وحرياته ويحترم تطلعاته ويسخر ثروات البلاد لتحقيق امانيه . ولكن ما الذي يقنع المواطن بجدية هذا النوايا ويشجعه على الركون اليها والثقة بها ، في ضل حالة عدم التواصل بين هذا القوى والمواطن ؟ ومحدودية قنوات الاتصال به ؟ واصحابها يعيشون حالة من السكون في ابراجهم العاجية ، واحزابهم تعيش حالة من الانكفاء على النفس وبلا قواعد شعبية ، لانها من تنطلق من وثنية تقليد الاحزاب النخبويوية الاروبية ، التي تكتفي بطرح برامج عملها الرصينة وشخصياتها القيادية من جهابذة التكنوقراط ؟ بالتأكيد ان العراق لا يماثل أي دولة اوربية ، لأ في البنية الاجتماعية ولا في المرتكزات الثقافية. وثقافته السياسية ، ومن خلال التجربة الحزبية الماضية التي عاشها خلال فترة الحكم السابقة ، تقوم على اساس – وهذا ما صارت وراثا مألوفا – التنضيمات الجماهيرية التي تتواشج فيها العلاقات الحزبية من قمة الهرم الى قاعدته ولو ظاهريا . وفي ضلب حالة الانقطاع عن الجماهير فان هذا القوى اخلت الساحة للاخر – اين كانت هويته او توججه – ليدع قواعده وصلاته مع اغلب شرائح المجتمع عن طريق التنظيمات المتواصلة ، ومن خلال حزمة من المغريات الومكاسب المادية والمعنوية ، والتي تحولت الى عامل جذب واغراء لمن ظل يهتف خارج السرب لاوهام غيرها – القوى الديمقراطية والليبرالية – التي لم يحصل منها على غير الوعود الوردية من على شاشات الفضائيات ، وفي مناسبات او اطلالات متباعدة .
#سامي_البدري (هاشتاغ)
Sami_Al-badri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نيللي كريم تعيش هذه التجربة للمرة الأولى في الرياض
-
-غير محترم-.. ترامب يهاجم هاريس لغيابها عن عشاء تقليدي للحزب
...
-
أول تأكيد من مسؤول كبير في حماس على مقتل يحيى السنوار
-
مصر.. النيابة تتدخل لوقف حفل زفاف وتكشف تفاصيل عن -العروس-
-
من هي الضابطة آمنة في دبي؟ هذا ما يحمله مستقبل شرطة الإمارات
...
-
حزب الله يعلن إطلاق صواريخ على الجليل.. والجيش الإسرائيلي: ا
...
-
بعد مقتل السنوار.. وزير الدفاع الأمريكي يلفت لـ-فرصة استثنائ
...
-
هرتصوغ ونتنياهو: بعد اغتيال السنوار فتحت نافذة فرص كبيرة
-
الحوثي: الاعتداءات الأمريكية لن تثنينا
-
-نحتاج لمواجهة الحكومة لإعادة الرهائن-
المزيد.....
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
المزيد.....
|