راني ناصر
الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 08:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتفاجأ الشارع العربي بخبر زيارة نتنياهو للسعودية ولقائه بمحمد بن سلمان، ولم تفلح المساعي السعودية بتكذيب هذا الخبر الذي يتماشى مع سياسات نظامها القائمة على دفع قطار التطبيع الصهيوني الى عدة عواصم عربية واسلامية، واضعاف وشرذمة الموقف الرسمي العربي والاسلامي.
فالنظام السعودي قام بدور محوري في إنجاح اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل والامارات والبحرين والسودان،
وشجع النيجر، أكبر دولة إسلامية في جنوب افريقيا، على البدء بإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل، ومارس ضغوطا كبيرة على باكستان لتنضم إلى محور الخذلان والاستسلام وهو ما أقرت به صحيفة هآرتس العبرية 19/ 11/ 2020.
فقد أتت زيارة نتنياهو للرياض في وقت يتوقع النظام السعودي تصاعد ضغوط الإدارة الامريكية الجديدة عليه، ومعاقبته فيما يتعلق بملف مقتل الصحفي جمال خاشجقجي وممارساته ضد حقوق الانسان، وحربه المستمرة على اليمن، وخوفه من أن تكون سياسة بايدن أقل عدوانية من سياسة سلفه ترمب تجاه ايران؛
ولهذا يمكن اعتبار هذه الزيارة محاولة من النظام السعودي لكسب ود إسرائيل الحليف الأقوى لأمريكا، والوقوف معها في خندق واحد، لتجنب أي عقوبات او ضغوطات أمريكية مستقبلية.
سيخسر قادة السعودية الكثير بتحالفهم مع الكيان الصهيوني ضد ابناء جلدتهم من عرب ومسلمين؛ فإسرائيل ستخدعهم وتخذلهم وتخيب آمالهم كما خدعت وخذلت وخيبت أنور السادات وبشير الجميل وحسني مبارك ومحمود عباس وغيرهم؛ ولهذا فإن تدنيس نتنياهو للأراضي المقدسة، وقيام النظام السعودي بنشر وباء التطبيع في معظم العواصم العربية والإسلامية سيزيده ضعفا وعزلة ويعرضه لمزيد من الابتزاز الصهيوني والامريكي.
#راني_ناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟