أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منسى موريس - الغرور المعرفى بين المؤمن والملحد














المزيد.....

الغرور المعرفى بين المؤمن والملحد


منسى موريس

الحوار المتمدن-العدد: 6743 - 2020 / 11 / 25 - 03:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن إختلاف الإيدلوجيات غالباً ما يسبب نوعاً ما من الخصومة الشخصية خاصةً إذا كان هناك غرور معرفى وغياب ثقافة إحترام الآخر فالذى لا يؤمن بالآخر يريد أن يكون الكل نسخة طبق الأصل منه ويتبنوا نفس أفكاره أما الذين يختلفون معه فهؤلاء هم الأغبياء الجهلة الذين لايفقهون شيئاً في هذه الحياة وسوف أتحدث هنا عن الغرور المعرفى بين المؤمن والملحد لأن قضية الإيمان والإلحاد والصراع بين العقائد مطروحة وبقوة الآن في ظل هذا التطور التكنولوجى وظهور السوشيال ميديا.
لعلك سمعت عزيزى القارىء هذه الأقوال يوماً ما " المؤمن كائن خرافى لايستخدم عقله وفكره غير علمى وبعيد كل البعد عن المنطق وإيمانه هذا كان سبباً رئيساً للتخلف والرجعية وإنهيار الحضارات والمجتمعات " هذه المقولات والمفردات لا أقول أنها تصدر من كل ملحد أو لاديني لأن التعميم هو مغالطة ولكنى أتحدث عن ظاهرة موجودة فالكثير من الملحدين يحتقرون المؤمن ويلصقون به كل أوصاف الجهل والتخلف والغباء والتعصب وكأنه كتلة متحركة من الغباء لاعقل فيها ولامنطق وكأن الإيمان نوع من أنواع الهذيان وضرب من ضروب الجنون وهذا يجعل من الإنسان المؤمن شخص غير طبيعي وغير سوى ومجرد فرد من ضمن القطيع يُساق بغير إرادة أو تعقل لأنه فقد القدرة على التمييز والإختيار الحر فهذه النظرة تحقر من قيمة الإنسان المؤمن وتجعله عدو لكل معرفة وعلم ، وعلى الطرف الآخر لعلك سمعت عزيزى القارىء أيضاً هذه العبارات " الملحد إنسان تخلى عن الإيمان والدين لأنه يريد إشباع غرائزه وشهواته ويريد أن يتخلص من كل القيود الأخلاقية لأنه يسعى إلى الإنحلال الأخلاقى فهو يريد فقط الزنى وشرب الخمر ويعيش لكى يمارس اللذات الحسية مثل الحيوانات " وهذا ليس موقف كل مؤمن لأن التعميم أيضاً خاطئ لكن هناك أيضاً شريحة من المؤمنين تفكر بهذه الطريقة وكأن الشخص الملحد أيضاً لاعقل له بل مجرد جسد .
ومن الواضح أن موقف الكثير من المؤمنين تجاه الملحدين يتفق تماماً مع موقف الكثير من الملحدين تجاه المؤمنين أيضاً فكلا الطرفين يجرد الآخر من العقل والرتبة الإنسانية وكلا الموقفين أيضاً مصدرهما الغرور المعرفى والإستعلاء الفكرى وواجب علينا نقد كلا الموقفين .
1- نقد موقف الملحد تجاه المؤمن : من حق الملحد أن يرى أن هناك إرتباط بين الإيمان والتخلف لكن ليس من حقه أن يشخصن الأفكار ويتهم كل المؤمنون بهذه التهمة فهناك فرق كبير بين نقد الفكر والشخصنة ولكونى مسيحيي لا أرى أي إرتباط جوهرى بين الإيمان والجهل والتخلف والخرافة وأعتقد أن هذا من حقى كما من حق الملحد أن يرى نظرته المادية للعالم ليست نظرة خرافية ولا علاقة بها بالجهل والتخلف هذا من جانب ومن جانب آخر يمكننا تفنيد هذا الإدعاء بسهولة فالكثير من الفلاسفة والعلماء كانوا مؤمنين مثل " أرسطو ، سقراط ،أفلاطون ، ديكارت ، فرانسيس بيكون ، دوستويفسكى ، فرانسيس كولينز ، توما الأكوينى ، أوغسطين ، الأم تريز، ... وغيرهم الكثير والكثير " فهؤلاء كانوا يؤمنون سواء بوجود الله أو بالمسيحية ولايمكن أن نحكم على كل هؤلاء ونقول أنهم مجموعة من الجهلة الخرافيين والمتخلفين والأغبياء وهم أسسوا لعلوم وفلسفات ومبادئ روحانية أفادت البشرية بأكملها ومن جانب آخر أيضاً تعاليم المسيحية تقوم على أساس واحد محبة الله والناس فهذه القيمة الأخلاقية العليا لاتبنى الإنسان فقط بل المجتمع وحضارة .
2- نقد موقف المؤمن تجاه الملحد : الإلحاد هو منظور وجودى للعالم والملحد لايختاره لكى يبرر إنحلاله الخلقى بل هو موقف واعى مبنى على أدلة عقلية يراها الملحد أنها صحيحة وكان من الممكن للشخص الملحد أن يصير رجل دين ويتاجر بالدين ويكسب من ورائه ويحقق كل شهواته مثل بعض رجال الدين والكثير من الملحدين فلاسفة وعلماء أمثال " برتراند راسل ، نيتشه ، دوكنز ، دانيل دانيت ، سارتر ، هايدجر، هيوم ، ... وغيرهم الكثير " وليس من الممكن أن نقول أن كل هؤلاء رجال بلا عقول أو يسعون للشهوات واللذات الحسية لكن الكثير منهم أيضاً أفاد البشرية في مجالات عديدة .
3 أخيراً : الغرور المعرفى يختلف تماماً وجذرياً عن المعرفة الحقيقية لأن المعرفة الحقيقة تُلزم الإنسان بإحترام الآخر وإحترام قرارته الوجودية والمصيرية لكن الغرور المعرفى يجعل صاحبه لايحتكر فقط العلم والمعرفة بل يحتكر مفهوم الإنسان ككل وكأن الذى لا يؤمن بنفس ما يؤمن به هو يسقط عنه طبيعته الإنسانية بأكملها ويتهمه بالغباء والجنون والتخلف والخرافة وعلينا جميعاً بمختلف توجهاتنا الفكرية إحترام بعضنا البعض لكى نؤصل لمفاهيم حضارية فمهما إختلفنا في نظرتنا إلى العالم فنحن مخلوقين على صورة الله ونحمل بداخلنا قيم إنسانية مشتركة لايمكن لإختلاف المنظور الوجودى أن يقلل من طبيعتنا الإنسانية فمن حق الإنسان أن ينتقد الفكر لكن ليس من حقه أن ينتقص من حامل هذا الفكر لأن هذه مغالطة منطقية وإنسانية أيضاً.



#منسى_موريس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاة لايصليها رجل الدين
- الله بين يوسف كرم وإيمانويل كانط
- العقل والوجود
- لماذا لم يرفع المسيح السيف ؟
- فلسفة القديس وفلسفة إبليس
- فلاسفة أهملناهم
- المرأة التى قتلناها
- مغالطات العقل القبطى
- نقد نظرية المؤامرة .
- دفاع عن الفلسفة .
- فك الترابط بين الإلحاد والتنوير
- النقد والإدانة فى الفكر الكنسي .
- شبهات حول العلمانية .
- الثالوث المسيحي والعقل الإنسانى
- آيا صوفيا وطمس التاريخ الإنسانى .
- التحرش مسؤلية من ؟
- الكنيسة والمرأة
- مفهوم الجهاد فى -المسيحية- رداً على الدكتور -يوسف زيدان-
- هل قضى كورونا على وجود الله ؟
- سقراط والمسيح بين الشوكران والصليب .


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - منسى موريس - الغرور المعرفى بين المؤمن والملحد