أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - تجاوز التعامل مع الهموم اليوميه , هو انحراف عن الثوريه














المزيد.....

تجاوز التعامل مع الهموم اليوميه , هو انحراف عن الثوريه


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 6742 - 2020 / 11 / 24 - 18:37
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


من اكثر الامثولات الشعبيه ترديدا في مجتمعنا هي (ضرب الاعناق ولا قطع الارزاق ) وامثوله (المنيه ولا دنيه ) ..ان المرهون بالمعيشه في واقع هذا المجتمع والمتامل في احواله ليقع في حيره في تفسير معنى التناقض الفاضح بين ما يفترض انه يعبر عن الروحيه الاجتماعيه الجريئه تلك وبين ما يحث فعلا على الواقع , فالذي يحدث يعبر لسان حاله بامثوله (ضرب الارزاق ولا ضرب الاعناق ) و(الف الف دنيه ولا التهديد حتى بالمنيه ) !! مجتمع لم تكتفي السلطه بقطع ارزاقه وتجفيف منابع استرزاقه بل ان الفضله من هذه الارزاق يتم اخضاعها بصوره مباشره للاتاوات التي تفرضها العصابات السياسيه او ما تطلف تسميتها فتدعى بالمليشيات , هذا فضلا عن المشتغليين في دواوين السلطه بمختلف اختصاصاتها , فالاتاوات لاتفرق بين المريض وبين طالب المنحه الدراسيه , لابل انها لاتفرق بين الحي وبين الميت المغلف في جثه , فلا تابو امام سطوة الاتاوه , وهذا ليس تعبيرا مجازيا بل لنه تعبير معني بدقه الوصف , فكل ما يندرج تحت وصف الاتاوه لايجد اي مقاومه يبديها هذا المجتمع اتجاهه , هناك نوع من تبلد الشعور اتجاه حق السطوه في ان تتنزع ما ترغب فيه , قد يكون الخوف من المواجهه سببا مهم في هذا التبلد , لكن الاستسلام النهائي والقطعي بقبوله , والنفور المغالى فيه من اية محاوله للتصدي له ,يدلل على انه يشكل ايضا بلوره لانعكاسات سلوكيه جماعيه تاستت على مبدأ القوويه ومنها تلك الممارسات المرتبطه بالتقاليد العشائريه حيث ( العين لاتعلو على الحاجب ) و( اليد التي لاتستطيع ان تلويها ..انحني وقبلها ) ..ان الفساد السياسي وما يرتبط به من فساد اداري مباشر والذي يشمر المعترضون ( ولا اسميهم المعارضون ) عن سواعدهم لمحاربته وترفع جموعهم الشعبيه شعار محاربته وتطرح مشروع خلاصها كقرينه لتحقيقه , هو ليس الا خصيصه مهمه من خصائص النظام البرجوازي المرتبط بالنظام الدولي الجديد , وواحد من اوجه تبريراتها ان الحريه السياسيه الليبراليه لايمكن ان يتم فيها الاستغناء عن المال السياسي ولايمكن مطلقا من ان يكون نزيها لافي موارده ولا في اتجاهات تصديره ,وانه لمن السخف ان تغطى هذه الحقيقه وبشكل مبتذل وخبيث من خلال الاستشهاد بنزاهة السلطات الدوليه وايراد اسماء شخصياتها كدلائل تتم مقارنتها بشخصيات وموؤسسات السلطه العراقيه , فالحقيقه ان تلك الايقونات المتعففه التي تورد اسماؤها للتدليل على الفساد العراقي , انما هي تختلف عن مثيلتها العراقيه بكون الظروف الموضوعيه قد توافرت لها لان تؤدي لصوصيتها بشكل مشرعن وقانوني , العفه التي تلصق بهذه الايقونات لا تتعدى ان تكون عفه قسريه عن الصغائر وهذا مرده الى ان مجتمعاتهم ليست فقط مؤمنه شكليا ب(ضرب الاعناق ولا قطع الارزاق ) بل انها لقائلته قولا وفعلا , وانها صارمه اعلى درجات الصرامه في التصدي لمن يثبت لها انه يفرض عليها اتاوه او انه يقطع رزقها بتعمد . على انه هنا , يجب ان يفهم من هذا بانه يعتمد على درجه معينه من الوعي وليس بالوعي المطلوب كله , والا لكان من الحق ان نتوقع من تلك المجتمعات بان تثور بمطلقها على تلك الانظمه التي تتاسس على اعتى المبادىء الابتزازيه والجشع , صحيح ان تلك المجتمعات عبرت مرحله قبول الاتاوات الا ان طريق وعيها للصوصيه الطبقيه لم يعبد بعد , بينما نحن نرتد الى الى الوراء عن الخطوه او الخطوتين اللتين قطعناهما ابتعادا عن العبوديه , فنخضع طوعيا لسلوكية الاستعباد والامتهان , ولتتحول همومنا اليوميه التي من المفترض ان نعي اصولها واسبابها ومن ثم تتوحد خطانا باتجاه التصدي ..تتحول الى مسببات تزيد التفرقه والتشرذم والى مزيد من محاولات العلاج الانعزاليه , قبول الاتاوه بهذا المستوى الاجتماعي تحيل تفاصيل الواقع الى كابوس يخيم بالياس على من هم ينشطون باتجاه تنظيم الاعتراضات وتفعيل نتائج هذا التنظيم , فكيف يمكن لهؤلاء من التحرك وسط محيط ينغط ليل نهار بضرورة التصدي للفساد السياسي والاداري , لكنه لايجد اي مضاضه في السكوت عن ممارسات الابتزاز التي يمارسها وعلى سبيل المثال اصحاب مولدات الكهرباء حينما يتفقون وبشكل سافر مع دوائر الكهرباء الوطنيه في زياده ساعات القطع في نهايه كل شهر او في نهاية موسم الصيف لكي يجبروا الناس على الاشتراك في شراء الخطوط من اصحاب المولدات مع ان اوضاعهم الماديه لاتساعد على مثل هذا الاقتناء الغير ملح ؟ قصة هذا الابتزاز صارت معروفه وشائعه , لكن هذه الاتاوه لم نسمع عن حاله واحده او محاوله واحده للتصدي لها ..لاشيء مطلقا الا الخنوع والاكتفاء بالتذمر , وبمقابل هذا نرى المتخيلون حد الخبال , الناغطون بثوريه الحراكات الجماهيريه , يعمون عيونهم عن التقرب من هذه التفاصيل , ولربما بسبب احساسهم الاجوف الخائب بان تناول مثل هكذا تفاصيل لايليق بقيمه عقولهم الثره والفذه والنادره .. ويبررون فعلهم هذا بان شعار محاربة الفساد ووفق ايقاعات الاتكيت الديمقراطي انما يجمل كل هذه التفاصيل وانه حتما سينال منها دون الحاجه على شمولها من جانبهم بنشاط التحريض الاعلامي ..لكن حقيقة ما يرتكبوه من خطأ تنكشف امام ذاك الضعف الفاضح في احتياطات الحراكات الاحتجاجيه ذات الصبغه السياسيه المعنونه بالشعارات العامه الاقرب الى التجريد , والتي ياخذ فيها شعار محاربة الفساد منحنى واضح لابتزاز طرف سياسي لطرف اخر , ان التركيز على تفاصيل الهموم اليوميه بموازاة الجهد في بلورة مضمونها السياسي البحت , هو الشرط الاهم في تاسيس نشاط تغييري جاد ومحصن ومنيع ..ان كل الحركات الثوريه الكبرى كان لها ذرائع تشكلت وتجسدت في التعامل مع تفاصيل الهموم اليوميه ..لذا فان تثوير الاستجابات في السلوكيه الاجتماعيه ككل هو اولى واهم مهام من يسعون لتنظيم الحركه الثوريه , نحن بحاجه لان نحث السلوكيه الاجتماعيه الى الصداميه بدلا من التمنطق بمفردات الميوعه المتمدنه كاحترام القانون ومراعاة حقوق الاخريين ..



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روحية الاسيج العاليه ..وشروط الديمقراطيه
- الوجه السياسي المغيب للماركسيه
- الاداء السلبي لليسارالعراقي ومناصريه ... ومهمة التصدي الثوري ...
- الجدليه الذاتيه للماركسيه : ماركس - لينين , العماليه - البلش ...
- الماركسيه لا أنسانيه ..
- تهنئه مستعجله ..للأميره هبه
- بلى .. دفاعا عن نتاجات منصور حكمت...2
- بلى .. دفاعا عن نتاجات منصور حكمت
- سيد المقاومه ؟
- الوهم الكبير ...النضال الشيوعي للماركسيه..ج3
- الوهم الكبير ...النضال الشيوعي للماركسيه..ج2
- الوهم الكبير ...النضال الشيوعي للماركسيه..ج1
- اتلاف لائحة حقوق الانسان ..مهمه النظام الاشتراكي
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه ..ج5
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه...ج4
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه ..ج3
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه ..2
- البعد السايكلوجي للمشاعر القوميه
- الديماغوجيه المبتذله للخطاب القومي..ج2
- الديماغوجيه المبتذله للخطاب القومي..ج1


المزيد.....




- إسقاط التطبيع إرادة سياسية
- جريدة النهج الديمقراطي العدد 599
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 598
- لافروف يعلن عن دعوة الأمين العام للحزب الشيوعي الفيتنامي لحض ...
- تركيا.. حزب الشعب الجمهوري يدعو أنصاره إلى المقاطعة التجارية ...
- رسالة جديدة من أوجلان إلى -شعبنا الذي استجاب للنداء-
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 31 مارس 2025
- حزب التقدم والاشتراكية ينعي الرفيق علي كرزازي
- في ذكرى المنسيِّ من 23 مارس: المنظمة الثورية
- محكمة فرنسية تدين زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان في قضية ا ...


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - تجاوز التعامل مع الهموم اليوميه , هو انحراف عن الثوريه