أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصعب قاسم عزاوي - لغة الفساد والإفساد














المزيد.....

لغة الفساد والإفساد


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6742 - 2020 / 11 / 24 - 15:16
المحور: الصحافة والاعلام
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية مع مصعب قاسم عزاوي

فريق دار الأكاديمية: لطالما شكوت من سطحية اللغة المستخدمة في الإعلام العربي، وضعف قدرتها الاختراقية لكشف الحقيقة للفئات الاجتماعية الشعبية في المجتمعات العربية، فما هو برأيك المسوغ لتلك الشكوى السرمدية؟

مصعب قاسم عزاوي: إن اللغة حامل ووسيط لتخليق الأفكار عقلياً، ومنبع قدرتها على تحقيق ورسم صورة معرفية واضحة مرتبطة جوهرياً بشفافيتها ووضوحها البنيوي والوظيفي. وفعلياً يصعب على كل عاقل التعرف واكتشاف الحقيقة في حال عدم امتلاكه للمفاتيح المعرفية لذلك. فمثلاً لا تستطيع المطالبة بالحرية الفكرية والعقيدية والتعبيرية إذا لم يكن لديك وضوح منهجي للمدلول اللغوي المعرفي والفكري والتصوري والمفهومي لمعنى الحرية في سياقها التاريخي والحضاري، وفي علاقتها المتآثرة في الظرف التاريخي الذي تعتقد بضرورة توطنها فيه وتحققها في سياقه بشكل عياني ملموس مشخص.

وهنا يأتي دور الإعلام الموجه من قبل الفئات المسيطرة في المجتمعات العربية، بما يتفق مع مشروعها المتمترس حول كيفية السيطرة الاستبدادية الشمولية على المجتمع بكليته وكل مفاصله عمقاً وسطحاً، لخلق وعي ضبابي مشوش حول مفهوم الحرية، بحيث لا تصبح الحرية تحرراً وانعتاقاً للطاقات الإبداعية للفرد تمكنه من إغناء قدرته على تحقيق ذاته متآثراً ومتفاعلاً مع طبيعته العضوية ككائن اجتماعي يحركه هدفه في الحفاظ على وجوده البيولوجي، وصياغة معنى حقيقي وهدف من ذلك الوجود البيولوجي يمكنه من إطلاق العنان لفطرته الغريزية في الاكتشاف والإبداع، و تلمس هدف يسعى لتحقيقه في حياته ككائن بيولوجي اجتماعي عاقل، ولكنها تصبح في منظومات الفساد و الإفساد و الاستبداد ضباباً مشوشاً عصياً على تكشف الغث من السمين فيه.

فقد تصبح الحرية في منظار ماكينة الدعاية الإعلامية للنظم الشمولية الأمنية تحرراً من الاستعمار وحرية في اتباع نهج القائد الفذ الملهم الذي بقدرته الشمشونية وحدها سوف يستطيع المواطن المسحوق ومجتمعه المتشظي المهشم التخلص رواسب الاستعمار التي يحركها في المجتمعات، وكأن النظم العسكرية الأمنية ليست منها أو استطالات وظيفية لها. وقد تصبح الحرية في النظم الريعية النفطية حرية في شراء كل ما يتيح لك نظام السوق الحر شراؤه، حتى لو كان حرية وحياة كائن بشري آخر، باستبعاده مستغلاً حاجته المادية الملحة، كما هو الحال في الملايين من العمال الآسيويين المقهورين المظلومين الذي قام على أكتافهم عمران الكثير من الحواضر العربية على شكل قصور عن رخام بين كثبان تيه الصحاري العربية.

أو تصبح في النظم الكمبرادورية الانفتاحية حرية في العمل لمشغل غير الدولة التي لم تعد مسؤولة عن حماية الفئات المستضعفة فيها بأي شكل كان، حيث تقتضي الحرية أن يصبح الإنسان سلعة معروضة للإيجار بقوة عملها أو حتى جسدها لمن يستطيع ويرغب باستئجارها كعامل مؤقت ليس له أي حقوق في دولة تخلت عنه كلياً، حتى لو تمخض عن ذلك تحول الرهط الأعظم من قوة العمل في المجتمعات العربية إلى عاطلين عن العمل يتحينون فرصة تأجير أنفسهم، أو غارقين في تلابيب الاقتصادات السوداء وتجاراتها غير الشرعية بكل أشكالها التي لا بد من غض النظر عنها فهي تقع في إطار الحفاظ على الحريات في مجتمعات حطامية مضناة أصبحت أقرب إلى هشيم غابة محروقة تتكالب فيها وحوش على البقايا من أجساد الوحوش الأخرى التي تتشارك معها في الحظ العاثر في الوجود في نفس الزمان والمكان الذي كان يدعى في سالف الزمان «مجتمعاً».



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب وأعراض سرطان العظام
- إعدام العراق العظيم نووياً
- كشف المستور في الحادي عشر من سبتمبر
- الموات النخري للإعلام العربي
- مقصلة الوعي الاستهلاكي
- صناعة الشواش الاصطلاحي
- سلس البول عند الأطفال
- صيرورة الإنسان العاقل (منعرجات تطور الجنس البشري)
- جدلية الداخل والخارج في الميدان الإعلامي
- كيف تحافظ على ذاكرتك
- بصدد رؤية عقلانية للصراع العربي الصهيوني
- أسباب وأعراض سرطان القنيات الصفراوية
- الجانحون الصغار والمجتمع القاصر الضِنِّين
- المرأة الخلاقة المبدعة وزمار الحي العربي الكسيح
- هل يسيطر الصهاينة على الإعلام الكوني؟
- أسباب وأعراض سرطان المثانة
- آفاق واعدة لعلاج سرطان الدم
- إكسير المناعة المعرفية
- أزمة تعلم اللغات الأجنبية وتعليمها في المجتمعات العربية
- المكون العنصري في صيرورة السِّفاح الإمبريالي


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصعب قاسم عزاوي - لغة الفساد والإفساد