أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام الجوهري - تحليل ادبي لشخصية الفتي الاشقر 2














المزيد.....

تحليل ادبي لشخصية الفتي الاشقر 2


عصام الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 6742 - 2020 / 11 / 24 - 01:15
المحور: سيرة ذاتية
    


لا تنخدعوا بالمنظر !!

لم يكن الثامن ليسي الفتي الأشقر ،جميل المنظر ،ازرق العينين اول من قيل عنه انه جميل و حسن المنظر والصورة
وربما كانت تلك علامة لبعض اعاظم الرجال في شعب الله فقيل عن جده يوسف
وَكَانَ يُوسُفُ حَسَنَ الصُّورَةِ وَحَسَنَ الْمَنْظَرِ
وكان جماله الأخاذ سر محاولة أمرأه فوطيفار اسقاطه في وحلها لكنه بالإيمان نجح في الإفلات من المصيدة
وأيضا قيل عن اعظم أنبياء اليهود موسي كليم الله انه كان حسن الصورة جدا وبسبب جماله هذا خبأته امه واستحيت نفسه ولم يهلك
وهكذا كأن داود بما اعطي من جمال فارق عن اخوته كأنما يعد ليكون واحداً من هؤلاء الذين وصفوا بالجمال والبر والكمال والعظمة
وكغيره من الذين أعدهم الله لرعاية شعبه عمل اولاً برعاية الأغنام ليعرف كيف يحافظ علي رعيته وكيف يكون راعي صالح يبذل نفسه عن خرافه
هكذا كان موسي في برية سيناء أربعين عاماً راعياً غنم حميه يثرون
ولكن داود الذي رعي الغنم منذ طفولته لم يحتاج الي هذا الزمان الطويل كي يصل الي رتبة الراعي الصالح
وإذا كان الراعي يجب ان يحب غنمه ويرعاها
‏فإن الفرق بين صاحب الغنم وراعيها وبين الاجير الذي يأخذ أجرة ليرعاها هو ذلك التصرف الذي يفعله كلاهما إن واجهت الغنم خطرا حقيقيا
الرَّاعِي الصَّالِحُ يَبْذِلُ نَفْسَهُ عَنِ الْخِرَافِ.
وَأَمَّا الَّذِي هُوَ أَجِيرٌ، وَلَيْسَ رَاعِيًا، الَّذِي لَيْسَتِ الْخِرَافُ لَهُ، فَيَرَى الذِّئْبَ مُقْبِلًا وَيَتْرُكُ الْخِرَافَ وَيَهْرُبُ، فَيَخْطَفُ الذِّئْبُ الْخِرَافَ وَيُبَدِّدُهَا.
وَالأَجِيرُ يَهْرُبُ لأَنَّهُ أَجِيرٌ، وَلاَ يُبَالِي بِالْخِرَافِ.
‏و في احد ايام صيف بيت لحم الهادئة وبينما كان داود نائماً فوق فرع عريض من فروع الأشجار الضخمة ممسكاً بنايه عازفاً عليه نشيده الشهير المحبب لنفسه
الرب لي راعي فلا يعوزني شيء
فإذا به يسمع أصوات رعيته الصارخة المرتعبة
فما كان من الراعي الذي يدرك ‏رغم صغر سنه معنى أن يكون راعياً صالح ويدرك دوره جيدا في حماية خرافه
قفز داود من فوق الشجرة المرتفعة قفزة فهد خفيف يدرك ان الخطر المحيق بخرافه عظيم ..
وحين وجد داود الغنم قد تشتت خوفاً نظر إلي عكس اتجاهها ففوجئ بأسد ضخم يمسك بين اسنانه شاة صغيرة من غنم ابيه فصرخ وهو يجري خلفه :
ايها الحيوان الابكم .. كيف تخطف من داود بن يسي ؟ كيف تخطف من غنم أبي ؟
كان الفتي الأشقر يمسك بعصا رعايته شاهراً اياها صارخاً علي الأسد الذي توقف حين سمع صراخ داود ، وفي تلك اللحظة ادرك داود ان الاسد ليس وحيداً بل هناك حيوانا اخر يتبعه ربما كخادم له او مساعد انه دبٌ ضخم منتظراً نصيبه من الفريسة
لم يهب فتانا الأشقر حلو العينين من الأسد ولم يعر الدب اهتماماً
وبينما وضع الأسد فريسته بين اقدامه مكشراً عن انيابه صارخا بصوت زئيره المخيف كي يرعب الفتي داود فاذ بإبن يسي لم يتوقف ولا تمهل ولا حتي فكر وانما قفز منقضاً علي الأسد راكبا فوقه كحمار ممسكا برأسه بين يديه الصغيرتين صارخا في اذنه :
الرب إله ابائي يعطيني اضعاف قوتك لتعلم وحوش البرية من هو الرب اله اسرائيل ومن هو داود بن يسي عبده
وظل داود في صراعه مع الاسد الذي اختنق بين يدي داود القويتين وسقط رغم قوته علي ظهره فتركه داود واستدار يبحث عن شاته فاذ هي بين انياب الدب المنتظر نهاية المعركة وحين هم داود بمصارعة الدب ايضا احس بصوت الأسد مرة اخري من خلفه فاستدار مسرعاً وامسكه من ذقنه فاتحاً فاهه إلي نهايته ثم ضربه بقبضته ضربة عجيبه اودت بحياته
الأمر الذي جعل الدب المنتظر في خوف وتحفز من هذا الفتي الأشقر وبعدما رأي الأسد صريعاً حاول الهرب ولكن ابن يسي أبي ان يتركه قبل ان يدفع ثمن تعديه علي غنم ابيه ، فأمسك به من ذيله جاذبا اياه نحوه ، وحين امسك برأس الدب ظل يخبطها في الأرض حتي انهار الدب مستسلما فضربه داود بكلتا يديه قاتلاً اياه
وحين وقف الفتي الجبار شامخاً بين جثتي الاسد و الدب صرعي تحت قدميه نظر بحنان الراعي إلي الشاة المرتعبة المصابة غير القادرة علي الحركة وحملها علي منكبيه عائدا بها إلي قطيعه
وكان رعاة وصبية واجراء يراقبون ما يحدث امامهم من فوق الاشجار ومن خلفها متوقعين نهاية داود المؤلمة ولكنهم فوجئوا بالفتي البيتلحمي وكأنه قاضي اسرائيل الجبار شمشون في قوته ومجده
وحين جري هؤلاء نحوه يهزونه ويربتون عليه فرحين ويهتفون باسمه لم يعر داود الامر اهتماماً وكأنه فعل ما هو متوقع وما ينبغي ان يفعل كانت الامور تسير علي هذا النحو
داود قد اعتمد عليه يسي ابوه بعدما تجند اخوته الكبار في جيش شاول ملك اسرائيل المختار الذي سرعان ما اغضب الرب عليه بتصرفاته
وانشغل الاخرين بأمر الزراعة
وظلت الامور هكذا الي ان حدثت في قريته تلك الزيارة العجيبة التي غيرت حياته تماما إلي ما لم يحلم به ولم يتخيله لا هو ولا بيت ابيه
فمن هو الزائر ؟؟
وماذا حدث في الزيارة العجيبة ؟
انتظرونا في الحلقة القادمة
#عصام_الجوهري



#عصام_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل ادبي لشخصية الفتي الاشقر 1


المزيد.....




- وسط مخاوف بشأن الصراع في الشرق الأوسط.. تغيرات في سوق النفط ...
- -ضجة غزو إسرائيل تتواصل-.. تركيا ترد على تشبيه إسرائيل لأردو ...
- الوزن الزائد يمنع لاعب الجودو الجزائري مسعود إدريس من مواجهة ...
- بوتين: سنرد على صواريخ واشنطن بألمانيا
- خبير بريطاني: كييف تدرك أنها خسرت النزاع ولكنها ليست مستعدة ...
- -فضلت أعيط جنبهم-.. سيدة مصرية تكتم أنفاس صغيرتيها التوأم حت ...
- -ضجة غزو إسرائيل تتواصل-.. تركيا ترد على تشبيه إسرائيل لأردو ...
- فرق الحماية المدنية التونسية والجزائرية تسيطر على حريق في من ...
- مئات الكوبيين يقفون في طابور طويل للصعود ومشاهدة سفينة -نيوس ...
- فنزويلا.. مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية تغلق أبوابها ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عصام الجوهري - تحليل ادبي لشخصية الفتي الاشقر 2