فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 13:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحن الآن نعيش في فسحة ضيقة من الحريات الديمقراطية التي أتاحها لنا (الدستور الأعرج) الذي يعتبر من مخلفات الاحتلال الأمريكي للعراق عام/ 2003 .. والشعب العراقي الآن يعيش في أحلام المستقبل والتحضير إلى الانتخابات المبكرة التي يعيش فيها الآن الشعب العراقي الآمال والأماني في المستقبل المشرق السعيد. في الوقت الذي يطل علينا الآن قانون يذكرنا بعقود الخمسينيات من القرن الماضي (عهد نوري السعيد والعهد الملكي البائد) وإلى عهد ما بعد (السبعينيات من القرن الماضي أيضاً عهد صدام الدكتاتوري الدموي عصر الحروب والمقابر الجماعية) كان الشعب يتمنى بصدور قانون يحرم استعمال السلاح وإطلاق صواريخ الكاتيوشا التي تحصد النفوس البريئة وتزرع الخوف والرعب في قلوب أبناء الشعب وتتحدى الحكومة ... ماذا بدر من الشعب حتى يواجه بمثل هذا القانون الرهيب الذي يجثم بكابوسه على عقول الأفكار الحية ؟.. هل امتنعت جماهير ثورة الجوع والغضب أم استجابت لطلب الحكومة بسلمية التظاهر وعدم الاعتداء على قوات الأمن وبفتح الجسور والشوارع وإزالة الخيم من الساحات العامة وتنظيفها ..؟ مع العلم أن الحكومة لم تستجيب حتى لطلب واحد من مطاليبها المشروعة ما عدا الوعود ؟.. إن هذا القانون التعيس يخلق تناقض بين المسؤولين الكبار في الدولة وبين أقوالهم ووعودهم من (الزبد يداف في عسل الكلام) .. والله عيب .. والله عيب ..يفاجئ الشعب بقانون كبت الحريات وخنق الأصوات الحية من الحكومة !!؟؟... لماذا يصرخ الإنسان العراقي أو يحول هذا الصراخ إلى سعير تتأجج منه النار التي تشتعل في بطون الجياع والمحتاجين والفقراء والبطالة وهم يشاهدون خيراتهم وثرواتهم تنهبها حيتان الفساد الإداري ومئات الشهداء ومئات المنتحرين ... أو يشاهدون (يا طراطر تطرطري حكومة من كركري .. مثل حكومة المفكر الاقتصادي الفاشل والانتهازي المخضرم..!!؟؟
إن هذا القانون التعيس من مخلفات (وزير الإعلام غوبلز وزير هتلر) ومن مخلفات الحكومات الرجعية الدكتاتورية في القرون الماضية ... ويجب أن تدركوا نحن الآن في القرن الواحد والعشرون ... في عصر الإنسان الذي استطاع أن يغزو القمر وعصر الثورة المعلوماتية التي جعلت العالم يشبه قرية صغيرة في نقل المعلومات.
العراق أصبح بلد المتناقضات فيه المرتشي يسرح ويمرح بكامل حريته بينما الراشي معتقل في بلاده .... والقاتل يسرح ويمرح ويتنفس الهواء العليل ويقتل في كامل حريته وبدم بارد والقتلى من الشهداء ساكنين القبور.
وتحضرني أبيات من الشعر أكررها لصوابها للشاعر الكبير الحلي الأستاذ (موفق محمد أبو خمرة) يقول فيها :
وتظل تقارن عمر ما بين ذاك .. وذا
والصافي الك تصطلي بنيران شره .. وأذاه
لو كتله فدوه الشعب محروق كلك .. وإذا
ما طول أنا بالحكم حيل وعساه .. بأنكس
لو كتله فدوه الشعب مجمور كلك .. وإذا
ما طول ما حصلت منصب عساه .. بأنكس
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟