محمد كشكار
الحوار المتمدن-العدد: 6741 - 2020 / 11 / 23 - 09:39
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
صفحة 28، هامشة 1:
لا توجد في اللغة العربية مراجع كافية لكي تفهم التراث العربي الإسلامي بطريقة علمية وتاريخية جادة ومسؤولة. أكاد أقول بأن المثقف الذي لا يتقن إلا اللغة العربية أصبح شبه أمي الآن! يؤسفني أن أقول هذا الكلام ويحز في نفسي. ولكن هذه هي الحقيقة. الكتب الاستشراقية الكبرى التي تسلط أضواء المنهج التاريخي على تراث الإسلام موجودة في اللغات الأوروبية الحديثة كالألمانية والفرنسية والإنـﭬليزية وليس في اللغة العربية. إنها ممنوعة في العربية حتى الآن في قسم كبير منها على الأقل. أحيانا أقول بيني وبين نفسي: لو لم أخرج إلى الغرب وأعش تجربة أوروبا لكنت قد عشت ومت من دون أن أفهم شيئا.. كنت قد مررت في هذا العالم مرور الكرام.. كان قد فاتني كل شيء تقريبا.. أكبر جريمة تُرتكب الآن في حق الثقافة العربية والأجيال العربية الراهنة والمقبلة هي عدم وجود مركز قومي عربي للترجمة الشاملة، أي لنَقْلِ كل فتوحات العلم والفلسفة إلى لغتنا العربية. ما معنى أن تعيش وتموت من دون أن تستمتع بأنوار العلم والفلسفة؟ ولا أستثني من ذلك بالطبع فلسفة الدين بل أضعها في المقدمة. فدين بدون فلسفة يؤدي غالبا إلى الانغلاق، فالظلامية عمياء.. وهنا تكمن مشكلتنا الأساسية. هنا يكمن الداء العضال. من سيترجم ثلاثية هانز كونغ عن المسيحية واليهودية والإسلام لكي نعرف معنى التداخل التفاعلي أو الجدلية الخلاقة بين الدين والفلسفة؟
تعليق مواطن العالَم:
جل أو تقريبًا كل مَن جدّدوا في اللغة العربية نفسِها يتقنون لغة أجنبية وبفضل الثانية أثْروا آداب الأولى: محمود المسعدي، توفيق بكار، طه حسين، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، نزار قباني، محمود درويش، إلخ.
جل أو تقريبًا كل مَن نقدوا التراث الديني نفسِه يتقنون لغة أجنبية ولولاها لما تعلموا النقد أصلا: جمال الدين الأفغاني، الطهطاوي، محمد إقبال، محمد أركون، هاشم صالح، محمد الطالبي، عبد المجيد الشرفي، محمد الشريف الفرجاني، إلخ.
تجربتي الشخصية في التخلي نهائيًّا عن الماركسية والتصالح مع هويتي العربية-الإسلامية جاءتني "بارادوكسالومان" من مطالعاتي باللغة الفرنسية.
المصدر:
كتاب "الإسلام و الانغلاق اللاهوتي"، هاشم صالح، دار الطليعة، بيروت، الطبعة الأولى 2010، 376 صفحة.
إمضائي:
"لو فهمتَ كل شيء، فهذا يعني أنهم لم يشرحوا لك جيّدًا !" أمين معلوف
#محمد_كشكار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟