أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟















المزيد.....

هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1612 - 2006 / 7 / 15 - 10:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم يكشف بن لادن عن أي جديد حين أعلن عن موقفه من موضوع المصالحة الوطنية في العراق, إذ أن مشروع المصالحة لم يكن موجهاً لهذه الفئة المجرمة والضالة التي فتكت بعشرات الألاف من بنات وأبناء الشعب العراقي خلال السنوات الثلاث المنصرمة وبالتعاون الوثيق والتنسيق مع قوى إرهابية أخرى تشكل النواة السيئة للنظام الدكتاتوري الصدامي المخلوع.
وليس غريباً أن أعلنت قوى أخرى موقفها من مشروع المصالحة الوطنية سواء بالقبول أو الرفض, إذ أن المهمة ما تزال في بداية الطريق وتحتاج إلى تنضيج وتعميق وتوسيع بحيث تشمل أوسع الجماعات والقوى التي يمكن أن يشملها المشروع.
كما لا أجد غرابة في الاتفاق غير المعلن بين قوى عراقية ثلاث ذات امتداد قومي ومذهبي على رفض هذا المشروع, بعضها قبل وبعضها في أعقاب صدور موقف بن لادن وشريطه المسجل الذي بث من قناة الجزيرة في قطر ولمرات عدة وعلى مدى يومين. فمن هي هذه القوى الثلاث؟
1. إنها أولاً هيئة علماء المسلمين التي تسعى لأن تكون ممثلة لكل أتباع المذهب السني العرب في العراق, وهي عاجزة عن ذلك حقاًُ, لأنها لا تمثلهم جميعاً بأي حال. وهذه الهيئة تضم في صفوفها ثلاث قوى هي:
• الجماعات الدينية الطائفية السياسية الموغلة بالتشدد الطائفي والنزعة الوهابية المتطرفة والسياسات الرجعية غير المتسامحة مع الأديان والمذاهب الأخرى.
• الجماعات الدينية التي كانت تعمل في صفوف البعث, حين هيمن أعضاء البعث على الجوامع السنية لا في بغداد فحسب, بل في مختلف المناطق التي فيها جوامع سنية في القسم العربي من العراق.
• الجماعات القومية ذات النزعة الدينية والمذهبية التي تحسب على الجناح اليميني من التيار الناصري والمرتبطة بالمؤتمر القومي العربي الذي مركزه في لبنان.
2. والجماعة الثانية هي القوى القومية العربية اليمينية ذات النزعة العلمانية التي تعمل في إطار المؤتمر القومي العربي والتي يحركها ضد المصالحة موقفها الشوفيني المتزمت من الشعب الكردي ومن الفيدرالية الكردستانية. ورغم علمانيتها فهي محبوسة بجو مذهبي متشدد إزاء أتباع المذاهب الشيعي على أساس أنهم يمثلون "الرؤية الشعوبية المناهضة للعروبة" في العالم العربية ويمارسون التعاون مع إيران على حساب المصالح العراقية, ومثل هذه الرؤية القومية قاصرة عن فهم طبيعة أتباع المذهب الشيعي, وتعميم قاصر عن رؤية التباين الموجود في صفوف أتباع هذا المذهب الشيعي.
3. والجماعة الثالثة هي القوى التي كانت تحسب على نظام البعث والتي تعرضت للإبعاد والمعاملة السيئة من جانب القوى الإسلامية السياسية الشيعية أو غيرها, والتي لم تكن في الجوهر والموقف الحقيقي بعثية, ولكنها وجدت نفسها خارج السرب فراحت تغني وحدها وتتفق, شاءت أم أبت, مع قوى إرهابية ليست منها ولا معها. وهؤلاء الناس لا يحسبون على مذهب واحد أو رأي واحد, بل ينحدرون من اتجاهات فكرية وسياسية ودينية ومذهبية مختلفة.
أدرك تماماً بأن من غير السهل, إن لم يكن مستحيلاً, إقناع قيادة هيئة علماء المسلمين أو الجماعات القومية العاملة تحت قيادة المؤتمر القومي العربي ورئيسه الراهن معن بشور بضرورة ولوج العملية السياسية والقبول بمبادئ المصالحة الوطنية وتطويرها من خلال العمل السياسي والحوار, إذ أن لها مواقف ثابتة يحركها انحدارها البعثي والقومي الشوفيني والمذهبي المتزمت, وهي غير قادرة حتى الآن على هضم كونها قد فقدت السلطة السياسية, إذ كانت تعتبر سلطة البعث سلطتها القومية والمذهبية في آن. وهي تحرك من قبل قوى أخرى خارج إطار العراق, أي من خلال امتدادها القومي والمذهبي وعلاقتها بقوى الأخوان المسلمين والوهابيين المتطرفين.
ولكن أدرك تماماً أيضاً بأن الكثير من أتباع هذه القوى يمكن أن تلتحق بالعملية السياسية وتؤيد قوى القوائم التي وافقت على ولوج العملية السياسية والتعاون من أجل معالجة الموقف. ومن هنا تأتي أهمية أن يكون الحوار حول المصالحة الوطنية لا يرتبط بما طرحه رئيس الوزراء الدكتور المالكي فقط, بل وكذلك ما يمكن أن يطرح للنقاش أثناء الحوار أو ما تطرحه الأقلام العراقية من مقترحات بهذا الصدد. وأعني بذلك أن مشروع المصالحة الوطنية قابل للإغناء والتطوير والتحسين من جانب الجماعات الأخرى التي يفترض أن تكون طرف الحوار الثاني, وأن يتسم طرف الحوار الأول بالمرونة في التعامل مع مشروعه.
ولكن كل الجهود التي تبذل على طريق المصالحة الوطنية ستبقى معرضة للفشل الذريع إن استمرت بعض الظواهر المشينة على مسرح السياسة العراقية, ومنها:
أ‌. استمرار السلوك الطائفي السياسي في أجهزة الدولة والشارع العراقي في القسم العربي من العراق, وما ينشأ عن ذلك من استمرار الإحساس بالحيف والمظلومية, تماماً كما كان يحس الآخرون بها في ظروف أخرى.
ب‌. استمرار الفساد الوظيفي, المالي والإداري, لا في أجهزة الدول التنفيذية وحسب, بل وفي أجهزة الدولة الأخرى, بما فيها سلطة القضاء والسلطة التشريعية, أو حتى التهم التي توجه للوزراء دون أن يحصل أي تحقيق عقلاني بتلك التهم. ولنا في ما طرحه رئيس هيئة النزاهة تأكيد لما نقول أن ليست نزاهة في العراق حالياً وعملياً كنظام وكمؤسسات وليس كل الأفراد.
ت‌. استمرار وجود المليشيات المسلحة, سواء المعلن عن وجودها أو غير المعلن عنه, والتي تشكل السلطة الثانية في البلاد والمؤثرة على مجمل العملية السياسية والأمنية. إنها بصراحة تنشر الإرهاب والفساد في البلاد وعلى نطاق واسع.
ث‌. استمرار وجود أجسام غريبة في أجهزة وزارة الداخلية والدفاع والأمن الوطني, التي يمكنها أن تفسد كل مشاريع الخطة الأمنية, بما تنقله من معلومات خاصة بأجهزة الأمن, إلى القوى افرهابية والطائفية السياسية المتربصة, فهي بمثابة طابور خامس يعمل اليوم بكفاءة عالية في غير مصلحة العراق وشعبه, وأسبابه تكمن في الغياب الحكومي وغياب المعايير والرقابة وانتشار البطالة وإشاعة الطائفية السياسية والفساد المالي في البلاد ..الخ.
ج‌. الكفاح الفعلي ضد الإرهاب من جهة, وضد النشاطات الطائفية المناهضة لأتباع الأديان والمذاهب الأخرى من جهة أخرى, التي أصبحت اليوم تقلق بال المجتمع كله وتقود إلى وقوع تغيير ديموغرافي (سكاني) في مناطق العراق المختلفة, وهي التي تساهم بقوة في تفكيك وتدمير الوحدة الوطنية وروح المواطنة المتساوية وتتجاوز بفظاظة تامة على مبادئ حقوق الإنسان وتعيق التحول صوب المجتمع المدني الديمقراطي.
نتطلع في أن تلعب كل القوى السياسية, ومنها القوى الديمقراطية, والقوائم الممثلة في المجلس النيابي, دورها في تنشيط عملية المصالحة الوطنية وأن لا تتركها على عاتق الحكومة وحدها, إضافة إلى تنشيط دور منظمات المجتمع المدني الأخرى, ومنها بشكل خاص منظمة السلم والتضامن والمنظمات المهنية والنسوية وحقوق الإنسان.
2/7/2006 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسأ المجرمون وشيخهم, لن ينجحوا في تفجير حرب طائفية في العراق ...
- هل من جديد في أفكار المؤتمر القومي العربي وفي بيانه الموجه إ ...
- حوار فكري وسياسي مع الكاتب والناقد العراقي الأستاذ ياسين الن ...
- وداعاً أخي عوني!
- لنعمل معاً من أجل وقف استمرار جرائم الاعتداء والقتل ضد الصاب ...
- هل من جديد في مشروع المصالحة الوطنية؟
- ملاحظات حول ما نشر عن الصديق السيد جورج يوسف منصور
- رسالة مفتوحة إلى قيادة وأعضاء وأصدقاء الحزب الشيوعي العراقي
- إجابات الدكتور كاظم حبيب عن أسئلة صحيفة -رابورت كردستان
- رسالة جواب مفتوحة على رسالة الأستاذ محمد العبدلي المفتوحة
- إيران في تصريحات الرئيس العراقي!
- موضوعات للمناقشة - مسيرة العراق القادمة في ضوء مستجدات الوضع ...
- هل لا يزال الدكتاتور صدام حسين يعيش عالمه النرجسي المريض؟
- هل من مستجدات في الوضع السياسي الراهن في العراق ؟
- عجز فاضح وبداية غير مشجعة!عجز فاضح وبداية غير مشجعة!
- من أجل نهوض جديد وتعاون فعال للقوى الديمقراطية في العراق!
- ماذا تريد المظاهرات الصدرية في مدينة الثورة؟
- من يساهم في استمرار انفراط عقد الأمن في العراق؟
- تصريحات بوش وبلير ومرارة الواقع العراقي الراهن!
- ماذا يكمن وراء الضجة ضد إقليم كردستان العراق؟


المزيد.....




- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ...
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 8 صواريخ باليستية أطلقتها القوات ا ...
- -غنّوا-، ذا روك يقول لمشاهدي فيلمه الجديد
- بوليفيا: انهيار أرضي يدمّر 40 منزلاً في لاباز بعد أشهر من ال ...
- في استذكار الراحل العزيز خيون التميمي (أبو أحمد)
- 5 صعوبات أمام ترامب في طريقه لعقد صفقات حول البؤر الساخنة
- قتيل وجريحان بهجوم مسيّرتين إسرائيليتين على صور في جنوب لبنا ...
- خبير أوكراني: زيلينسكي وحلفاؤه -نجحوا- في جعل أوكرانيا ورقة ...
- اختبار قاذف شبكة مضادة للدرونات في منطقة العملية العسكرية ال ...
- اكتشاف إشارة غريبة حدثت قبل دقائق من أحد أقوى الانفجارات الب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كاظم حبيب - هل من سبيل لإنجاح مشروع المصالحة الوطنية في العراق؟