|
الكاظمي يحكم العراق بالمنظمة السرية
صادق كاظم موسى
الحوار المتمدن-العدد: 6739 - 2020 / 11 / 21 - 10:15
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الكاظمي – مصطفى عبد اللطيف مشتت الغريباوي – مؤهله الوحيد هو الغرف من المحسوبية و المنسوبية . فقد عمل شقيقه "صباح" مستشاراً لصهره رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي ، ويعمل شقيقه "عماد" أيضًا مستشاراً لدى مجلس رئاسة الوزراء ، و زوجته هي ابنة مهدي العلاق ، القيادي في حزب الدعوة . كما تربطه علاقات "تبادل مصلحة" قوية و قديمة برئيس الجمهورية برهم صالح و بمسعود البرزاني و بعمار الحكيم و بالمالكي و بالحلبوسي . و لقوة واسطات "محسوبيه و منسوبيه"، فقد عينه "عمه" حيدر العبادي – في 7/6/2016 - رئيساً لجهاز المخابرات الوطني العراقي ، و مهمته تنحصر بجمع المعلومات و تمريرها للجهات التنفيذية و الأمنية المختصة فقط .
و عندما أجبر ثوار تشرين وزارة عادل عبد المهدي على تقديم استقالتها في 30 /11/ 2019 ، و بصعود حظوظ المرشح القوي النائب عدنان الزرفي – محافظ النجف السابق المعروف بشعبيته و المشهور بوطنيته و رفضه القاطع لاستمرار الاستهتار الإيراني بسيادة العراق بتحويله إلى ساحة للمواجهة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية - لرئاسة الوزراء للمرحلة الانتقالية ، فقد أسقط في يد أساطين الأحزاب الموالية لإيران ، فلعبوا – بتوجيه من أسيادهم الإيرانيين - بورقة ترشيح الكاظمي المغمور و غير الكفوء أدارياً لمنصب رئاسة الوزراء لقطع الطريق أمام ترشيح جماهير الثوار للسيد عدنان الزرفي . و لقد تكفل كل من عمار الحكيم و المالكي و العامري بطبخ هذه الطبخة و بتأييد من البرزاني و برهم صالح و الحلبوسي المتورط باختلاس ثلاثة مليارات دولار من أرزاق الجيش العراقي . و قتها ، أعترض السياسي العراقي الوطني المستقل عزت الشابندر على تمرير مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء حيث قال في رسالة وجهها الى الأخير : "اُعلن و أسجل اعتراضي على تمريرك رئيساً للوزراء في هذه المرحلة و معارضتي لأطراف تقاسم السلطة الذين سيصوتون لصالحك بعد أن استهانوا و أهانوا و أذلّوا استحقاق شيعتهم و أبسط حقوق شعبهم طيلة سبعة عشر عاما " .
و قد تم بالفعل تمرير هذه الصفقة رغم الاعتراضات الكثيرة للمتظاهرين ، و أدت وزارة الكاظمي اليمين الدستورية في البرلمان العراقي بتاريخ 7/5/2020 . و كان لكل طرف لاعب فيها شروطه المعلنة المفروضة عليه . و هي :
· الشروط العامة للأحزاب المتاجرة بالطائفية و القومية كافة في العراق من شماله حتى جنوبه : تصفية ثورة تشرين و عدم محاسبة الضالعين بقتل و اختطاف المتظاهرين و لا حيتان الفاسدين منها و إجراء الانتخابات المزورة التي من شأنها إعادة نفس أساطين الفساد المستشري منذ السقوط إلى دسة الحكم و كأن شيئاً لم يكن .
· الشروط الخاصة بالأحزاب المتاجرة بالطائفية الشيعية : عدم التعرض للمليشيات المسلحة الموالية لإيران و العمل على سحب القوات الأمريكية من العراق باعتبار أن ذلك هو المطلب الأرأس لملالي طهران .
· شروط الخاصة بالأحزاب العشائرية الكردية المتاجرة بالقومية : عودة البشمرجة لكركوك و إطلاق يد تلك الأحزاب بتهريب النفط العراقي لحسابها بدون حساب و لا كتاب و السيطرة على المنافذ الحدودية و عمليات التهريب من كل نوع – من السلع و حتى سعات الانترنيت و التهرب الضريبي لشركات الاتصالات ، و دفع الخزينة العراقية لرواتب مليون ونصف المليون موظف وفق مبدأ "ما لدينا في كردستان هو لنا فقط ، و ما لديكم خارج كردستان نحن شركاء معكم فيه" – و بضمنهم حوالي نصف مليون موظف "فضائي" .
· الشروط الخاصة بالأحزاب المتاجرة بالطائفية السنية : تقاسم أموال الوقف السني لبيعها لحسابها و مد الجسور للمال الخليجي للدخول في سوق التنقيب عن النفط العراقي و القطاع المالي العراقي .
و لقد نفذ الكاظمي ما استطاع تنفيذه من الشروط أعلاه لحد الآن ؛ فقد ترك أساطين الفساد و النهب و التهريب يسرحون و يمرحون داخل الحكم و خارجه في العراق كله ، و مثلهم قتلة المتظاهرين و مختطفيهم سابقاً و لاحقاً ، و أتم في 17 من الشهر الحالي إزالة خيم المتظاهرين من ساحة التحرير و كل ساحات الاعتصام الأخرى في عشرة محافظات ؛ كما سمح للبشمرجة بالعودة لكركوك تحت العباء ، و مدد لرخصة شركات الاتصالات مؤخرا دون تسديد الترليونات المدينة بها – أفشلت شجاعة النائب محمد شياع السوداني هذه الحركة قضائياً هذا الأسبوع . كما ضمَّن خطة الاقتراض دفع 350 مليون دولار لكردستان – و التي أفشلها البرلمان قيل أسبوعين فقط . و تم المضي بخطة جديدة تعيد تقسيم أملاك وزارة الأوقاف عبر تشكيل لجنة من رئيس الوزراء و رئيسي ديوان الوقف الشيعي والسني ووزير العدل و مدير عقارات الدولة خلافاً للقانون و للشرع و هو ما ينذر باندلاع حرب طائفية جديدة في العراق . كما تم تمرير تراخيص الخدمة لشركات اماراتية و كويتية و تم اعداد مشاريع المشاركة مع السعودية لاستزراع ملايين الهكتارات الصحراوية بالمياه الجوفية العراقية . و سمح لشريكه الذي يأمره أمراً محمد الشرشفجي – مدير زين العراق – بإجبار نصف مليون متقاعد عراقي يستلمون رواتبهم عبر بطاقة الكي كارد على استبدالها رغماً عنهم ببطاقة النخيل الشرشفجية لنهب الترليونات منهم حتى أجل غير مسمى و هو ما اقتضى اعتقال و تغييب مدير التقاعد و مدير شركة الكي كارد و التشهير بهما و هما في مرحلة التحقيق لكي لا يعرقلا قانونياً تمرير هذه الطبخة الجارية على قدم وساق الآن . و استمرت في عهده – أسبوعياً - عمليات الاغتيال و الاختطاف للناشطين المدنيين دون حساب . كما سمح للمليشيات الايرانية في العراق بمواصلة نهب خيراته و ترويع أهله بالكاتيوشات وقتما تشاء ، و ذلك بالاكتفاء بالتنديدات اللفظية . و تنفيذ بقية التعهدات الكاظمية الأخرى آتٍ لا محالة .
و لقد اعتمد و يعتمد الكاظمي في تمرير الخطط الملتزم بتنفيذها لحيتان الاحزاب الفاسدة من كل لون على أمرين : الدعاية البهلوانية لنفسه على طريقة صدام ؛ و تسخير عناصر و قوات لجهاز المخابرات الذي كان يرأسه كمنظمة سرية ضاربة – على غرار الجهاز الخاص لصدام - تعمل في خدمة أغراضه المبيتة بطرق و تسلكات كائنة خارج القانون و الصلاحيات ، بضمنها تشكيله لحزب جديد و ترشيح نفسه و زبانيته للانتخابات القادمة و فوزهم المقرر سلفاً بها . و عليه فقد بات من الواضح للعراقيين الشرفاء كافة ضرورة التوحد عاجلاً و ليس آجلاً معاً لإسقاط حكومة الكاظمي قبل اجراء الانتخابات القادمة ، و بعكسه فلا مستقبل للشعب العراقي على الأمد المنظور .
#صادق_كاظم_موسى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكاظمي يحكم العراق بالمنظمة السرية
المزيد.....
-
كيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تش
...
-
الصين تحتفل ببداية عام الأفعى وسط طقوس تقليدية وأجواء احتفال
...
-
توجيه إسرائيلي لمعلمي التاريخ بشأن حرب أكتوبر مع مصر
-
الجزائر تسلم الرباط 29 شابا مغربيا كانوا محتجزين لديها
-
تنصيب أحمد الشرع رئيسا انتقاليا لسـوريا
-
منتقدا الاحتياطي الفيدرالي ورئيسه.. ترامب يطلق العنان لمبادر
...
-
أمريكا.. السجن 11 عاما للسيناتور السابق مينينديز جراء إدانته
...
-
الرئيس السوري أحمد الشرع يطلب من روسيا تسليم الأسد
-
إصابة 24 شخصا بغارتين إسرائيليتين على النبطية.. -لم يستطيعوا
...
-
إعلام: المراحل المقبلة من وقف إطلاق النار في غزة تواجه عقبات
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|