|
حكاية يهود البحرين.. من مذكرات بحريني عجمي إلى صحيفة الأيام
محمد علي حسين - البحرين
الحوار المتمدن-العدد: 6738 - 2020 / 11 / 20 - 12:22
المحور:
المجتمع المدني
في مقدمة "مذكرات بحريني عجمي" المنشور في الحوار المتمدن في 14 أغسطس 2011، يتحدث الرفيق عادل محمد عن اليهود في البحرين ويقول: في عام النكبة وسطو الصهاينة على فلسطين في 1948، وبينما أنا واقف بقرب الباب الشمالي لمسجد الجامع، شاهدت الناس يهجمون على بيوت اليهود الواقعة بالقرب من المسجد، ويحطمون الأبواب والنوافذ وينهبون ممتلكاتهم انتقاماً لاحتلال فلسطين، ومن ثم قاموا بإخفاء الأشياء المسروقة في أماكن سرية من بيوتهم خوفاً من الشرطة. في هذا السياق حكى لي أحد المتقاعدين من شركة نفط البحرين (باپكو)، والذي يكبرني بنحو خمس سنوات، بأن في هذا اليوم كان يقود مظاهرات لتلاميذ "مدرسة العجم" بأوامر مدير المدرسة، تضامناً مع الشعب الفلسطيني وضد إحتلال الأراضي الفلسطينية، لكن عندما وصلوا قرب مسجد الجامع وشاهد الفوضى ونهب بيوت اليهود عارض هذا الشيء وابتعد عن الفوضى والمظاهرات. يقول هذا الشخص بأن في اليوم التالي عندما قام مدير المدرسة بتوبيخه وسأله عن سبب تركه المظاهرات، ردّ على المدير قائلاً بأنه ضد تحطيم ونهب بيوت اليهود.
فيديو.. يهود البحرين.. حرية دينية مطلقة وسلام أمن في مجتمع التسامح https://www.youtube.com/watch?v=XUbcVDSIp2A
فيديو.. تراجع عدد اليهود في البحرين لم يمنعهم من ممارسة طقوسهم https://www.youtube.com/watch?v=H5I9EXBsOus
رابط مذكرات بحريني عجمي https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=271316
**********
عقيرب.. إسرائيلي من أصول بحرينية يتحدَّث لـ"الأيام" الجمعة 20 نوفمبر 2020
عائلتي تعتز بأصولها البحرينية وأرغب في زيارة «أم الحصم» «إسرائيلي من أصول عراقية - بحرينية، الحوار مهم لأنه أساس الإنسانية»، بهذه الهوية يعرف عن نفسه منير عقيرب ابن 35 عامًا، الذي تعود أصول عائلته الى البحرين التي سكنها اجداده في مطلع القرن الماضي، واشتغلوا بالتجارة هنا مع دول أوروبية، قبل ان ينتقلوا الى إسرائيل في مطلع السبعينات لاسباب اجتماعية ترتبط بفرص زواج الأبناء بعد تراجع اعداد الأقلية اليهودية في البحرين في منتصف القرن الماضي. لكن منير - الذي لم يزر البحرين من قبل - يحمل اعتزازا وفخرا بأصوله البحرينية، عبّر عنه برفع علم البحرين وإسرائيل من شرفة منزله فرحًا فور سماعه خبر السلام الذي يرى فيه مستقبل المنطقة. وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها «الأيام» معه:
قبل كل شيء، حدثني عن نفسك؟ - انا منير عقيرب، إسرائيلي من أصول عراقية وبحرينية، ولدت في إسرائيل في العام 1985، متزوج، ولدي ثلاثة أبناء اكبرهم في الخامسة من العمر، تخرجت من الجامعة العبرية، اعمل كمحلل ائتماني في بيت استثمار إسرائيلي يتداول في بورصة تل ابيب، وتتضمن اعمال الشركة تمويل الشراكات، والمشاريع في مجالات مختلفة، الكهرباء، والعقارات وتحلية الماء في مختلف انحاء العالم، وبالطبع نتطلع الى ان يكون لدينا أعمال في دول خليجية في المستقبل القريب.
سأبدأ من تاريخ عائلتك في البحرين، حدثنا عنهم. - قصة عائلتي مع البحرين تعود الى مطلع القرن الماضي، حين انتقل أجدادي لأمي من العراق واستقروا في المنامة، وقد وُلد جدي لأمي -الذي احمل اسمه الآن- كذلك جدتي في البحرين، وتزوجا وأنجبا أولادهما في البحرين. بحسب ما اخبرتني عائلتي، كان جدي يعمل لدى احدى الشركات الأجنبية العاملة في قطاع النفط لفترة ما، ثم بدأ العمل التجاري، وكانت معظم تعاملاته مع دول أوروبية، الى ان غادروا البحرين في يوليو 1970.
كيف كانت حياتهم هنا في البحرين؟ - بالطبع يحتفظون بالكثير من الذكريات الجميلة حول البحرين التي شكلت بالنسبة لهم وطنا آنذاك، كان لديهم أعمالهم، وكان لديهم أقاربهم، كذلك أصدقاؤهم من هذا المحيط الاجتماعي، لقد كانوا يعيشون في مجتمع متسامح بكل معنى الكلمة، وكان لديهم صداقات طيبة مع محيطهم المجتمعي، وهذه العلاقات كانت قائمة على احترام التنوع الديني في المجتمع، لذلك عائلتي تفتخر اليوم بأصولها العراقية-البحرينية تمامًا كما يفتخرون بأنهم مواطنو دولة إسرائيل، كذلك زوجتي التي تنحدر من أصول في شمال العراق تعتز بأصولها تمامًا مثل اعتزازي بالبحرين، رغم انني لم أزرها من قبل، وانما من خلال ما سمعته من اجدادي وعائلتي الذين بقوا يعتزون بأصولهم البحرينية، وبكل علاقاتهم الإنسانية التي كونوها خلال حياتهم في البحرين. لا شك ان هذا الأرشيف العائلي يشكل بالنسبة لقناعتي ان العرب واليهود قادرون على العيش بسلام وامان مع بعضهم البعض، واليوم عندما نرى اتفاقية السلام بين البحرين وإسرائيل، كذلك بين دولة الامارات واسرائيل، نشعر بالتفاؤل، ونتطلع الى ان نرى سلاما شاملا في المنطقة بين جميع شعوب المنطقة ومختلف طوائفها.
يقدر عدد أفراد العائلات اليهودية التي كانت تعيش في البحرين قبل العام 1948 بنحو 1300 فرد، وجزء كبير من هذه العائلات انتقلوا إلى إسرائيل بعد 1948 نتيجة الوضع السياسي بشكل عام، لكن عائلتك انتقلت في العام 1970. لماذا اختارت عائلتك الانتقال؟ - لم أعش هذه المرحلة، لكن بشكل عام لربما اتخذوا هذا القرار بناء على رغبتهم بالعيش في محيط اجتماعي يطرح فرص الزواج امام أولادهم بشكل اكبر، وذلك بعد تراجع اعداد الأقلية اليهودية في البحرين خلال منتصف القرن الماضي، لكن اعتقد انه قد اتى الزمان الذي نستطيع فيه ان نجدد بناء هذا التعايش بين اليهود والعرب، ولا بد ان تسمع الأصوات الداعية للسلام.
ماذا عن مرحلة ما بعد الانتقال إلى إسرائيل بالنسبة لعائلات يهودية لها جذور في مجتمعات دول عربية؟ - هذا صحيح، بالنسبة لعائلة امي فقد جاءوا الى إسرائيل من البحرين، اما بالنسبة لعائلة والدي فقد انتقلوا من العراق، وقد اندمجوا في المجتمع الإسرائيلي حالهم حال الكثير من اليهود الذين انتقلوا الى إسرائيل من مجتمعات مختلفة، من بينها مجتمعات أوروبية وأخرى من دول في شمال افريقيا، كذلك من ايران وتركيا. بالطبع لطالما كان هناك انتماء قومي لليهود على اختلاف المجتمعات والدول التي ينحدرون منها، لكن إقامة (الدولة) وضع الاطار الوطني لهذه الهوية كشعب يهودي واحد.
دائمًا يُقال إن المجتمعات تثرى بالتنوع الثقافي الذي حمله سكانها معهم من دول مختلفة، ومنها مثالاً المجتمع الإسرائيلي، ماذا حمل اليهود البحرينيون والعراقيون من هذا التنوع إلى مجتمع إسرائيل؟ - بالتأكيد هناك تنوع ثقافي، سواء باللغات التي تنطق لجانب العبرية اللغة الرئيسة، كذلك تنوع في الموسيقى والفنون واطباق الطعام، بالطبع الكثير من العادات نقلتها عائلتي معها، ومنها اكلات للمطبخ اليهودي العراقي مثل الكبة العراقية «الموصلية» وطبق «تبيت» -الدجاج المتبل المحشو بالارز- وأيضا «سمك المسقوف». بلا شك ان هناك تشابها كبيرا مع المجتمعات العربية بالنسبة لليهود الذين أتوا من مجتمعات عربية.
كيف استقبلت أنت وعائلتك خبر إقامة السلام بين البحرين وإسرائيل؟ - لا أستطيع أن أصف لكم مدى السعادة التي شعرت بها عندما اعلن السلام بين البحرين وإسرائيل، شعرت بذات الفرحة التي كنت قد شعرت بها عندما رُزقت بأبنائي الثلاثة، هذا ليس شعوري فقط بل شعور عائلتي الذين يعتزون بتاريخهم في البحرين، كذلك شعور الكثير من اليهود لا سيما اليهود الذين ينحدرون من أصول دول عربية مثل مصر والعراق، يريدون ان يحل السلام وأن يزوروا البلدان التي تنحدر منها اصولهم، ويتجولوا في شوارعها، وليس التعرف إليها عبر موقع «ويكيبديا» فقط.
هل تفكر بزيارة البحرين، وتحديدًا منطقة «أم الحصم» في العاصمة المنامة التي عاشت فيها عائلتك؟ - بالطبع، أصول عائلتي البحرينية كذلك العراقية، واللغة العربية التي تتقنها عائلتي وتعلمتها انا ايضا، ستبقى جزءا أصيلا في مكون هويتي الإنسانية والتاريخية. لا شك ارغب بقضاء عطلة في البحرين، والتجول في شوارع المنامة، وزيارة الحي الذي كانت تقطنه عائلتي، وارى الذين كانوا يسكنونه كذلك مكان عملهم، وأود الصلاة في الكنيس اليهودي وسط المنامة، كذلك أتمنى ان ارى البحرينيين وجميع شعوب الدول العربية وهم يزورون إسرائيل ويتجولون في شوارع «تل ابيب»، والتعرف على المجتمع الإسرائيلي عن قرب.
ماذا عن ردة فعل المجتمع الإسرائيلي - بتنوع جذور أفراده وتوجهاتهم السياسية كمجتمع ديمقراطي متنوع - إزاء السلام؟ دعيني في هذه النقطة ان اتحدث كمواطن إسرائيلي بمنأى عن اصولي. شعب إسرائيل يريد السلام مع جميع الدول العربية، جميعنا نريد ان نعيش بسلام وامان تعززه قيم التعايش الديني والتسامح ما بيننا، لذلك تجدين الناس هنا سعداء بهذه الخطوة المهمة، ويتطلعون إلى أن يتحقق السلام الشامل في المنطقة مع جميع شعوبها، بأعراقهم وطوائفهم المختلفة، لأن السلام هو مستقبلنا جميعا.
فيديو.. يهود البحرين لهم نفس حقوق المواطن البحريني.. تعرف عليهم https://www.youtube.com/watch?v=7subIl3e2Co
#محمد_علي_حسين_-_البحرين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من حديقة زهور دبي.. إلى طهران مدينة الفصول الأربعة
-
-نوفمبر 2019- علامة فارقة في تاريخ الثورات الإيرانية!
-
مقتل قيادي -القاعدة- يفضح مؤامرات عصابات ولاية الفقيه!
-
ارتفاع قياسي في إصابات كورونا بسبب الإهمال والتهاون!
-
يحملون شهادات عليا ويبيعون وينظفون السمك؟
-
هل يُلدغ الشعب الايراني من الديمقراطيين مرتين؟
-
حكاية رجل الطيور.. من سجن الكاتراز إلى البسيتين
-
مخرج الفيلم الوثائقي: نسرين سُتودَه مانديلا ايران!
-
حكايات عجائب وغرائب اللغات.. وكورونا يتصدّر الحكايات
-
الاشتراكية.. من المَزدَكيّة إلى الماركسية
-
حكايات عجائب وغرائب اللغات.. في ترجمة الأسماء والكلمات/ ج 3
-
نسرين ستوده.. أيقونة المرأة الايرانية المناضلة!
-
حكايات عجائب وغرائب اللغات.. في تشابه الأسماء والكلمات / ج 2
-
وعود الدجال خميني التي تبخّرت!
-
حكايات عجائب وغرائب اللغات.. في تشابه الأسماء والكلمات
-
الشعب الايراني.. يتحدّى ملالي الخميني!
-
تغطية واسعة النطاق لوفاة الأسطورة شجريان في وسائل الإعلام ال
...
-
وفاة الفنان الايراني.. الذي هزّ عرش عصابات الملالي!
-
هجرة جلال الدين الرومي الأبدية.. من بلخ إلى قونية
-
خامنئي وروحاني ورئيسي.. مثلث النهب والقمع والقتل!
المزيد.....
-
يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام
...
-
حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم
...
-
رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو
...
-
منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة،
...
-
مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ
...
-
مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل
...
-
زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في
...
-
حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن
...
-
حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ
...
-
هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|