أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ربيع نعيم مهدي - الطبل والسياسة














المزيد.....

الطبل والسياسة


ربيع نعيم مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6737 - 2020 / 11 / 19 - 17:59
المحور: الصحافة والاعلام
    


بعيداً عن الخطاب المهذب والمنمق، للطبلة قيمة يصعب تجاهلها في شؤون السياسة، والعلاقة بين الطبلة والملهى معروفة وقد لا تحتاج الى شرح أو تنظير، لكن العلاقة بين الملهى والسياسة أمر يحتاج الى نوع من البحث والتدقيق، فأوجه الشبه بين الملاهي وأروقة السياسة تقف عند مفردة واحدة وهي الطبلة، تلك الآلة التي تكشف خبايا جسد الراقصة وتمنح نوعاً من المتعة لمشاهدها هي ذاتها التي تستخدم في شارع السياسة، مع الأخذ بنظر الاعتبار ان هناك استثناءات لهذا الامر ، فعزف الطبلة كان كفيلاً بإبراز مهارات رجلٍ (كان) بمنصب مدير عام في الأمن الوطني وهو عبد الأمير الربيعي شقيق موفق الربيعي، وللأمانة أقول الحمد لله اننا كنا من ضمن شعب العبيد في زمن النظام السابق ولم نكن في صفوف المعارضين، فالمهارة التي تجسدت في رقص المذكور تشير الى ان أيامه في المعارضة كانت مرهقة في التمرين.
وبغض النظر عن طبيعة العامل بالسياسة سواء أكان ممسكاً بمقاليدها أو ساعياً للوصول الى عرشها، فان العلاقة بين الطبلة والسياسة وثيقة لا يمكن فصلها، ففي الماضي القريب وتحديداً في زمن النظام السابق عرفنا مفهوم "الطبول الساهرة"، فبعد خطاب قصير جداً للرئيس ننام لنصحو على صوت عشرات الأغاني التي تمجد القائد الضرورة.
وان شئنا الصدق في الحديث اتخذت الطبلة أشكال مختلفة في عالم السياسة، فتارة أجدها في قلم يطبل بذكاء في كل مكان، وتارة أخرى أراها تتجسد في قصيدة يهلهل بها ناظمها طمعاً في دراهم الوالي، وهنا أقف لعلّي استطيع فهم ثقافة التطبيل، ربما لمزاولتها واحترافها كمهنة تُبعد عني شرور الحاجة، ولا أنكر انني حاولت استكشاف سوق التطبيل للولوج في دهاليزه، ووجدته سوقاً عامرة تبدأ من صحيفة تدّعي الحياد وتنتهي عند ساحة تظاهر، بعد المرور بعدد كبير من فضائيات الزمن الأغبر ، وبصراحة لم أجد لي مكاناً في دكاكينها، ربما لأن السوق لها أهلها وهم أدرى بشعابها، وربما لأنني لم أمتلك المؤهلات المطلوبة لاحتراف مهنة التطبيل.
أما على مستوى المستهلكين لبضاعة هذه السوق، فنظرة واحدة تكفي لفهم الكثير، فأغلب الحاكمين من المستطربين للتطبيل، ربما لأنهم متأثرين بمفاهيم الظواهر الصوتية عند العرب، أو لانهم مدركين لقوة تأثيرها في المجتمع!! وربما هناك أسباب أخرى أجهلها، لكن الاغلبية منهم يتعاملون مع هذه السوق برغبة أو بفرض، فالتعاطي مع هذه التجارة يحتاج الى نوع من الذكاء لانتقاء افضل دكاكينها واستثمار نتائج اعمالها، وأقرب مثال استطيع الاستشهاد هو مصطفى الكاظمي – مع خالص احترامي لشخصه-، فسياسة احتواء البعض واهمال البعض الآخر، واستثمار الاصوات في الساحات "وان لم تنادي باسمه ضمن مشروع سياسي"، كلها مفردات تشير صراحة الى استثماره لضجيج التطبيل حتى وإن كان فوضوياً ولا يخدم مصالحه.
وفي ختام هذا المقال القصير أود التأكيد على قناعة، باننا بحاجة الى دراسة التطبيل باعتباره ثقافة ترافق السياسة وباعتباره مفردة من مفردات الخطاب السياسي في كل زمن .



#ربيع_نعيم_مهدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دكانة الشطري -2-
- دكانة الشطري -1-
- لاكن وأخواتها..
- الشاه واليسار -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- الشاه والملالي -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ايران-
- مجرد بيت من الشعر
- إيران و(علامة استفهام صغيرة)
- أعراس الثعالب – 10 –
- أعراس الثعالب – 9 –
- أعراس الثعالب – 8 –
- متظاهر إلا ربع
- أعراس الثعالب – 7 –
- أعراس الثعالب – 6 –
- أعراس الثعالب – 5 –
- أعراس الثعالب - 4 -
- أعراس الثعالب - 3 -
- أعراس الثعالب -2 -
- أعراس الثعالب - 1 -
- ايران والاقليات والثورة -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في ا ...
- ملالي في خانة المعارضة -سطور من تاريخ الثورة الاسلامية في اي ...


المزيد.....




- انقطاع تام للكهرباء في الجزيرة بأكملها.. شاهد أزمة الطاقة ال ...
- حماس تقول إن إسرائيل تستخدم -التجويع كسلاح- بمنعها دخول المس ...
- هواتف محمولة موقتة وقفص فاراداي: الموظفون الأوروبيون مُلزمون ...
- ميلوني في واشنطن لمناقشة الرسوم الجمركية مع ترامب
- بحضور ممثل عن الحركة.. المحكمة الروسية العليا تعلق حظر أنشطة ...
- منظومة -أوراغان- الروسي تستهدف تجمعا للقوات الأوكرانية
- فستان متحدثة ترامب -صيني-
- الجيش الإسرائيلي يقول إنه قصف بنية تحتية لحزب الله جنوبي لبن ...
- -لعنة- هاري كين؟.. صحف أوروبية تعلق على إقصاء بايرن ميونيخ
- الطاقة وفلسطين وسوريا على طاولة بوتين وتميم في الكرملين.. أب ...


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ربيع نعيم مهدي - الطبل والسياسة