أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - نقد وتحليل لمقال د. عبد الله رابي حول اهمية تجديد التراث والصلوات الطقسية.















المزيد.....

نقد وتحليل لمقال د. عبد الله رابي حول اهمية تجديد التراث والصلوات الطقسية.


يوحنا بيداويد

الحوار المتمدن-العدد: 6736 - 2020 / 11 / 18 - 17:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ملاحظة
كتب الاخ الدكتور عبد الله رابي مقالا تحت عوان:" البطريرك ساكو وعصرنة التراث الديني- مكامن الصواب والتساؤل
على الرابط التالي: https://ankawa.com/forum/index.php/topic,996503.0.html
وقد كتبت ردي على شكل مقال لزيادة الفائدة لقراء الاعزاء
............................................................

اخي العزيز الدكتور عبد الله مرقس رابي المحترم
تحية
اختيارك لموضوع التراث والمناقشة حول ضرورية تجديده او التمسك به لمجتمع مثل مجتمعنا الذي اصبح اقلية منذ زمن بعيد، والان اصبح في شتات، موزع على سطح الكرة الارضية اشبهها بقضية الحياة والموت لكائن حي ( انا هنا اشبه المجتمع شخص )،وفي نفس الوقت تعطي اشارة للقراء صورة عن عمق الفكري للقضايا التي تتناولها في مقالاتك.

قد اتفق معاك او اختلف هنا، لكن ذلك ليس مهما بقدر ما هو مهم ان اعطي رأي باسلوب حضاري مبني على التحليل المنطقي والمعرفة الموثقة المبنية على التجارب التاريخية والتشبيهات الصورية المعبرة، كما نوهت في هذا المقال او غيره. ان قضية تجديد التراث الديني وبالاخص صلوات طقسية قديمة هي بالفعل قضية مهمة وجوهرية لنا، لاننا شعب يؤمن لحد الان بان الكنيسة هي الام الشرعية لنا وليس هناك من يمثلنا او يحل محلها في تغير او تقرير مصير قضايانا، وان مفهوم المجتمع لا زال محصر ضمن نطاق مفهوم الرعية التابعة للكنيسة( الكاهن) هذا واقع شعبنا بنسبة عالية وان لم تكن مطلقة. وهذا هو سبب احتدام الجدال بين مؤيدي التجديد والتغير ورافضيه. نترك هذا الموضع جانبا لانه بعيد عن جوهر مقالك عن التراث.

هناك نقاط ايجابية وموضوعية ذكرتها في مقالك، يجب ان تحصل لكل مجتمع الذي يريد يواكب الحضارة الانسانية الحالية اجلا او عاجلا، لان اليوم كل البشرية كانما متراصفة في موكب واحد وبدا انطلاق السير عند البعض (الامم) قبل اكثر من ثلاثة قرون والبعض الاخرى لا زال يتحضر او لم يقرر لان لم يفكر بما بالكفاية، لكن بالتاكيد من يتخلف (اي شعب او امة) عن السير في هذه المسيرة المصيرية لن يكن هناك الا تفسير واحد هو عجزه الفكري والحضاري والانساني طالما اصبحت مسلمة من مسلمات العصرر " ان التاريخ لا يعود الى الوراء!".

لقد تحدثنا معا سابقا في هذه الموضوع. واظن قلت هذه العبارة"ان التراث يكون مقدسا حينما يجعل من وجود المجتمع متماسكا معا عن طريقة ممارسته، ويصبح مفسدا حينما يكون سببا للتشت والانقسام والتشظي ". فالتراث يحتوي الى جذور حية في وجدان الفرد يشده مع مجتمعه من خلال التمسك به، لانه يمتد الى اعماق التاريخ وتجعل من ذاكرة ووجدان شعب ما اكثر تماسكا قويا وبالتالي يصبح وجوده ايجابي، كما يحصل حينما تحتفل ابناء قرانا الشمالية بتذكار قديسهم – شيروات، او فرحة الاحتفال عيد السعانين حينما الاطفال يسيرون في موكب واحد ويدخلون الكنيسة وهم يرتلون اناشيد اوشعنا، التي تذكرهم بلحظات المجد للمسيح على الارض، هذه الموكب يشبه موكب دخول المسيح اورشليم فعليا ، ونفس الامر يحصل حينما تحتفل الشعوب باعيادهم الوطنية القديمة، مثل مشاعر ابناء شعبنا حينما يحتفلون بعيد اكيتو – راس السنة البابلبة، اهمية التراث تاتي من مدى فائدة المجتمع ككائن حي والاستفادة منه.

من جانب اخر اذا اصبح التراث والتقاليد والصور عاملا يعيق تطور الحياة والفكر من تحقيق ما هو اسمى وافضل من الموجود لا بد يحصل التغير ومثلما يكون هناك ضرورة للاستبدال عضو من جسد لهذا الكائن الحي( اقصد المجتمع ككل) حينها يجب استبداله، او عادة يقوم بها شخص ما مريض وهي خطرة على حياته فيجب التوقف عنها مثل الشرب والتدخين والسمنة وغيرها.

طبعا هنا تاتي قضية اخرى اكثر جوهرية هي مدى صلاحية المستبدِل بالمستَبدل. بكلمة اخرى الفكرة من مدى صلاحية الفكرة الجديدة واستساغتها من قبل افراد المجتمع (خلايا الجسم الحي)، اي قبول التجديد او رفضه من قبل المجتمع، الاسباب الموجبة لعملية استبدال وتجديد التراث هي حساسة كعملية طبية حينما يتم استبدال احد اعضاء الجسم، فالعضو الجديد يجب ان يتلائم مع بقية اعضاء الجسم يعمل بتناغم وتفاهم بيولوجيا، والا ستشل نشاط كل اعضاء الجسم ويحدث تخبط فيها. فالتجديد يجب ان يكن فعلا هناك ضرورة له وليس كيفما كان!، والذي يقوم بالتجديد ان يكون معه فريقا مختصا بالتاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس (بالاضافة الى علم اللغة واللاهوت في قضية تجديد نص ديني).

اخي د. عبد الله يشبه التاريخ مثل قطعة قماش حية، لا يمكن قطعها واعادة ترقيعها كيفما كان، في بعض زوايا هذه القطعة تحتاج الشد والقوة كي لا تضعف قوة القماش ولا يتفتت. لهذا يجب ان ندرس ايضا سبب قيام بعض الدول باحياء التراث والتقاليد والاعياد الوطنية القديمة من ناحية السايكولوجية. فالصينيون مثلا بداؤوا حديثا يحتفلون بذكرى ولادة ولادة كنفوشيوس ( المصلح الاجتماعي او الذي له مقام نبي في تاريخهم والذي كان يعلم قبل 2600 سنة) واليهود لا زالوا يحتفلون باعياد دينية قررها رجال الدين اليهودي لانها كانت لحظات مهمة مصيرية في تاريخهم قبل المسيح ب 1000 سنة او اكثر مثل العبور او الخروج( الفصح). في هذه عملية ( الاحتفال او احياء التذكار الذي هو جزء من الماضي لا يؤثر على الحاضر نظريا) يتم تكثيف الزمن في ذهن الفرد وكل افراد المجتمع ليشده وجدانيا الى جذوره الى جوهر كيانه او صلبه، الى ماضيه. بودي اذكر باختصار ملاحظة مهمة هنا هي ان الانسان الحاضر اليوم امامنا ليس محدد او مستقل عن ماضيه، بل حضوره هو امتداد لماضيه من كل النواحي، بايلوجيا ونفسيا واجتماعيا وفكريا، فمن يزدري التاريخ والماضي على حساب الحاضر والتجديد، فهم لم يفهم كيف تتحرك غرائز ومشاعر الانسان، لانه يهمل جزء مهم من الحقيقة.

هذه المفاهيم هي جوهرية من منظور انساني، قد لا يتهم بها رجل دين، لان ما يهمه هو ان القطيع يسير خلفه!. نحن لا يجب نلومهم لان هذه مهمة الكتاب والمفكرين والمختصين والمثقفين والسياسيين، شتان بين هذا وذاك، حيث معظمنا مركز على عنوان القضية،التي هي التسمية، فلا يفيد التجيد او عدم التجديد لان النتيجة هي واحدة!

في النهاية اشكرك اخي د عبد الله على اختيارك لهذا الموضوع المهم المهم للنقاش فيه بصوورة حضارية، كما اشكرك شخصيا لانك جعلتنا نعود مرة اخرى للنقاش في قضية مهمة وجوهرية لا بل مصرية، بعدما كان الملل دخل مشاعرنا من كثرة قراءة مقالات وتعليقات وجمل واسطر وتعابير جارحة وغير مجدية في هذا المنبر.
اخوكم يحنا بيداويد



#يوحنا_بيداويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال يستحق القراءة: زمن الآن، بين دكتاتورية الصور وحرية الفن ...
- التعصب مرض ومن يلتزم به مريضا
- البشرية في قارب واحد!
- الحكومة الوطنية بحسب افلاطون تبدأ من التربية والتعليم الصحيح ...
- صة موت احد شبابنا في الثلوج اثناء محاولته للهروب من الموت في ...
- السخرية من أداة نقد او رسالة عتاب الى سلاح الطعن وأسلوب التج ...
- الفلسفة المادية -الجزء الثاني Materailism Philosophy
- المعجزات في زمن مرض كرونا!
- ايها الثوار لا تقلبوا الا بجمهورية جديدة غير طائفية
- لو قدر لي ان اكون
- الفلسفة المادية / Materialism Philosophy
- أيها الثوار نستحي منكم....... أيها السياسيون هل انتخبتم لاجل ...
- هل فكرة الله منتوج عقلي // الجزء السادس
- الفلسفة المثالية Idealism Philosophy
- الفلسفة العدمية Nihilism Phelosophy
- هل فكرة الله منتوج عقلي – الجزء الخامس
- نظرية الفلسفة النقدية
- هل فكرة الله منتوج عقلي / الجزء الرابع
- لو كان المسيحيون يفكرون مثل بعض الأخوة من المسلمين!!!
- كيف يتم اصلاح وطن ما مثل العراق ؟


المزيد.....




- تزامنا مع جولة بوتين الآسيوية.. هجوم روسي -ضخم- يدمر بنية ال ...
- نشطاء يرشون نصب ستونهنج التذكاري الشهير بالطلاء البرتقالي
- قيدتهم بإحكام داخل حقيبة.. الشرطة تنقذ 6 جراء -بيتبول- وتحتج ...
- مستشار ترامب السابق: روسيا قد تسبب مشاكل للولايات المتحدة في ...
- كاتس تعليقا على تهديد حزب الله لقبرص: يجب أن نوقف إيران قبل ...
- طريقة مجانية وبسيطة تثبت فعاليتها في منع آلام أسفل الظهر الم ...
- كيف تتعامل اليابان مع الكميات الكبيرة الصالحة للأكل من بقايا ...
- أوكرانيا تنشئ سجلاً لضحايا الجرائم الجنسية الروسية
- كشف فوائد غير معروفة للدراق
- السيسي يطالب الجيش بترميم مقبرة الشعراوي بعد تعرضها للغرق


المزيد.....

- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - يوحنا بيداويد - نقد وتحليل لمقال د. عبد الله رابي حول اهمية تجديد التراث والصلوات الطقسية.