أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض رمزي - لديّ ما أتحدث به















المزيد.....

لديّ ما أتحدث به


رياض رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 6736 - 2020 / 11 / 18 - 07:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لديّ ما أتحدث به عن سلوكية " السادة". رياض رمزي
يتوقف مصير الأمم على المعتقدات التي تؤمن بها... الأمم تتقدم وتتأخر حسب قيمة المبادئ الي تسيّرها. غوستاف لوبون.
إذا كنت تكتب بلا متعة فأنت نصف كاتب. هنري ميلر
مناطحة الثيران تمارس نوعا من الإحماء على المصارع بشرط أن لا تكون له حظوظ متعادلة مع الثور ولا أملا في الفوز عليه. ما الداعي للكتابة إذن يا سيّد راء راء؟. ككاتب مغمور أسلّي نفسي بالعيش في رحاب وهم مفاده ندّية مستحيلة تُبقي حواسي متأهبة تمنعها من الضمور.
باتت حياتي المظلمة أكثر إنارة حين قرأت رواية العمى لساراماغو. ملأتْ عماي بإحاطة بالغة، وأرستْ لكل ما كان مظلما قيمة نورانية. بدأت الأضواء/ الأفكار تأتيني ومعها رسالة توصية بضرورة تصديقها. راء. راء

أفكّر في سلوك قادة الطائفة والنتائج المترتّبة على انتصارهم على خصومهم، انتصارا جلب لهم جاها تدعمه سلطة ومال، خاصة وإن ذلك جاء بعد عسر استمرت حلكته أكثر من ألف عام من ضياع حق غمطته السقيفة. كان غروب شمس الطائفة طويلا تكرّم الأمريكيون وأنهوا اصطبارا مريرا لم تكن هناك رغبة لدى قوى علوية ضالعة في رسم أقدار الدنيا، في تحقيق أماني ممثليها كي، لا تندم على فعلتها. لا يجد ممثلو الطائفة بدا من الانغماس في حصد المغانم ومضاعفة ما يحصلون عليه. ما من أحد سيرحمهم إن تردّدوا وأقروا بعجزهم، إن لم يتابعوا ما بدأوه وبحيوية مضاعفة. أي تراجع سيوردهم الهلاك. عليهم، كي لا يتذكّروا جرائمهم، أن يتمتعوا بما حصلوا عليه بنفس طريقة تجزيز الثمار والأعشاب وبدون حنو على بشر وبقر. لقادة الإسلام دراية بحقائق تعلموها، مفادها أن مجال نشاطهم يستبعد الشفقة والعواطف، فهم ليس من مهماتهم تضميد جراح الفقراء، وأن العواطف لديها مكانها: فهي خصلة يمكن التعاطي بها في الجنة فقط، ولا يمكن القول كثيرا عن جودتها في السوق، لأنها تدمّر القدرات الإلزامية الضرورية للفوز على البائعين الآخرين في جولات النهب والسرقة. أمّا تعويض فقر وجوع قديمين عضّا بنابيهما عليهم، فالرد هو القسوة على الفقراء، بغية الحصول على موارد غنى توفّر متعا لتجاوز آلام قديمة، كي يتمكنوا من المحافظة على وتطوير مواهبهم في السرقة وإبعاد ترهات تلقي بثقلها على نشاطاتهم الدنيوية. أليست الحقيقة التالية لا مراء في صحتها: الغنى المفرط يولّد تطرفا في مضاعفته؟ وإن أخفقتَ في ذلك فستتكدس فيكَ سموم الغيظ على من فاقكَ في الغنى.
يدرك السارق الناجح أنه يوجّر نيران عداوات لاتنطفئ، وعليه أن يتحسب لأيام قد يجافيه فيها الحظ، فتحاصره تلك النار التي أوجرها فلا يستطيع تحرير أوصاله منها، إلا بالسكن قرب جدار عال وعقد حلف وثيق، كمن يمسك بيده عشبة نجاته، مع قوة مقدّسة توفّر له مكانا في ركاب محمل مقدّس يحتمي به، يتبع لناس مقدّسين يلمس شباك من تمتد سلسلة نسبه لأناس عظام، ينام تحت قبره، لينقل إليه قداسته وقواه. تسمى هذه الحالة الإحالة أو الامتصاص الكيميائي: أي قرابة تترتب لقدسيتها حقوق كالعدوى يتقاسمها مع شباك يمنحه قدسية عن طريق التجاور، بحيث يتمكن الجالس قرب القبر من استدراج ساكن القبر ليضع ثقته فيه، ولا يهم ساكن القبر المقدّس إن كان صاحب محل لبيع الخمور أو مالك صالة قمار... عندما يتطلع إلى صورة صاحب الصالة أو مالك محل بيع الخمور وهو ينفق النقود ويحتفل بحادثة موت المقدس سيرفع ساكن القبر ابهامه استحسانا لجودة أفعال الرجل. سيختطف الكرنفال عقل صاحب القبر فلا يتمكن من تحرير أوصاله من صور تشبّع بها. ما بالك بمشارك يشاهد كرنفالا مدته عشرة أيام وأكثر؟. سيسلم عقلُه حق تقرير مصيرة لتلك الصور، وما يتبعها من سردية. تتحوّل رائحة ذكرى الكرنفال إلى شمع مذاب تداهم كل مشارك، تلاحقه في كل مكان، فلا يشم غير رائحة شمع يجعله يقع تحت مدى تأثيرها. فمن يرى صورة سيّد المرجعية والسيد الآخر، على سبيل المثال، يعود خياله المحشو بالذكريات تتدافع صورها مثل قطرات مطر للوصول إلى العقول الظمأى لرؤية أنعمت الطقوس عليه فتحولت الصورة من خيال إلى واقع، فلا يعود يبصر السيّد إلا من خلال أثر يوصلُه إلى جدّه سيّد السادة. نحن نستقرئ وجه السيّد وكأنه صنع من نفس مادة أجداده فيصبح الجد طوع بنان حفيده.
عقول مرتادي الطقوس على درجة من الإثارة تستشعر عن بعد أية بارقة أو لمحة أو نغمة تذكّرهم بما رأوه وسمعوه هناك، فيفيض وجههم بالبشر، يطيلون المكوث في ذكرياتها، وتتوهج لديهم صور بصرية وسمعية لشهداء الطف فيلاحقون مسارها. ترى عقول مرتادي الطقوس، وهم عل درجة عالية من الوهن، صورة السيّد وهو على قرب ثيق مع أجداده فيزداد السيّد دنوا من أبطال الطف، فتنضج لديهم قناعة زائفة بأنه، أي السيّد، يمسك يد جدّه وسط نقر الدفوف وضرب الصنوج وردّات والبكاء. تتفوق هذه الصورة على كل مصادر المعارف، لوجود رغبة حرّضتها الطقوس في تجلّي سيد الشهداء في صورة شخص يستقطب كل العواطف المتوهجة التي تشرّب بها، يصبها في حلولية تحل في شخص حي يستعيد الموتى من جديد. في ظل هيجان العواطف لا أحد يسأل السؤال التالي عن صحة نسب رجل فارسي لابن بنت الرسول. ولا يجرؤ أحد على حتى على مجرّد القول أنه لم يسمع صوت السيد وهو يتكلم، ولا أحد سمعه يصرّح عن أحداث عظيمة. رجل على مشارف التسعين بجفنين مرتخيين وهو في أخر مرحلة من انحدار قواه، تتضارب الروايات حول وجوده، وهناك شواهد لا يعتد بها أنه لا يسعفه الوقت ولا التركيز على إدارة شؤون طائفة تعدادها الملايين، فيوكل إدارتها إلى شخصين هما أشبه ببولس الرسول ويوحنا يقولون على لسان المسيح قولا لم يسمعه أحد خلاهما، يتكلمان باسم شخص تحوّل إلى ظل ولكنه حلّ محلّ أعظم ثائر تكفّل بأشق الأعباء، ظل يوقّع نيابة عن سيد شباب أهل الجنة. كيف اغتصب رجل لم نسمع صوته حق شهداء أبرار، أستورثهم وتنازل عنهم لولد وأصهار لا نعرف عنهما شيئا، ولم نر غير صورهم بالأبيض والأسود، وكيف أن جده" كذا" الذي ثار ضد توريث بني أمية سمح له أن يمنح المُلك لابنه ولأصهاره. شخص لا نعرف عنه أنه يقرأ الكتب ويدير جلسات نقاش فكرية، خلا وجود عدسة مكبّرة في جارورة مكتبه تساعده على قراءة المبالغ التي تصل إليه من واردات الخمس. يقف حوله حواريان هما الصافي والكربلائي مهمتهما نقل الحصيلة إلى الولد والأصهار كي يفوزا براضاهم، ولأنهم باتوا يعرفون أهم أسرار العائلة. يقف بطرس الرسول ويوحنا حول سيدهم وينحون له بطريقة متلهّفين لتدخين سيجارة، يطلبان قبسة نار من السيّد وهما يتمتمان بعبارات شكر للجالس في بيته متبطّلا وتأتيه المليارات بكل العملات من كل أنحاء العالم، ولا تصيبه لوثة مصدرها غطرسة المال المتساقط عليه مثل المطر، وهما يشاهدان التواضع المصطنع على محيا السيّد المطابق للمواصفات العالمية لتواضع العباقرة كبيل غيتس. بعد أن قرأ غيتس النجف هذا وحفظ الرقم، غلبه الرقاد ونام.
على كل مثقفينا أن يباشروا درس نوعية الشخصيات التي تسيّر البلاد؟.) كسيّد المرجعية ومقتدى..(. وأين يقف مركز وجودهم الفعلي في السوق أم في المسجد؟. يجب فتح نافذة البحث على مداها، وجعل مثقفينا ينخرطون في دراسة متأنية لأسباب ما يحدث، وما هو أهم، نوعية الجموع التي جعلت سيادة وتسلّط ذلك النوع ممكنا؟. وكيف تم تعطيل القدرات المعرفية عن طريق نشر الجهل في الجامعات التي أنشأها لصوص تحولوا إلى رأسماليين ينتمون للإسلام السياسي الذي خطف السلطة وانتقى بعناية وثبّت كل ما يديم سيطرته، عن طريق خلق جهل وغباء وبلاهات ذات عون لهما، كي لا يُخضع عارفٌ ما جهلهم لتشريح مصادره؟. تحوّلت الجامعات الجديدة إلى مصدر إضافي لسحب أموال آباء وأمهات كدّوا وجاهدوا ليوصلوا أبنائهم ليجعلوا الطريق ميسّرا لهم ولأولادهم في الحياة. من يقود التعليم في بلاد الرافدين؟. علي الأديب الذي لا أحد يشك في محدوديته وأصله الفارسي. لم يتعرّف على قائد ومؤسس الحزب الشيوعي الرفيق فهد، الذي نظر إليه نظرة من لم يصادف صورته واسمه، وكأنه، بعدم اكتراث مقصود، يسعى لفرض طوق من النسيان على شهداء الوطن الميامين.
كيف تم التغاضي عن تحليل سلوك قادة الإسلام السياسي المتلبسة بلبوس الشر؟. وكيف أصاب رؤوس الفساد ذهول يقرب من حدود الفزع عندما تجرأ فقراء شجعان على قول نريد وطنا؟. كيف تم تحويل الجموع إلى حالة روحية ملائمة لقبول معجزات من خلال حمى تنتشر في الهواء كل عام، حمى هي نوع من بهجة جوّها صاخب ؟. حالما ينفض مرتادو الطقوس غبارها عن عقولهم ستأتي رشقة أخرى من خلال أربعينيات وجرح وسم... ما أن يتم هضم وليمة واحدة حتى تأتي أخرى تمنع المدمن من هضم ما أبتلعه من طعام أُعد في مواكب من هم شركاء في الأثم.
يتحدد مركز الوجود الفعلي، لمن ورد ذكرهم، في الأماكن التي يتم فيها تحقيق أنجاز مادي. أين؟. في السوق. كيف؟. ما كان مبتذلا ماديا ومذموما في مبادئ الدين، أي الكسب غير المشروع، السرقة وأكل السحت الحرام بات أقصى نجاح. يتخذ الأثم معنى جديدا: عدم تحقيق مكاسب مادية في ظل سباق لمتنافسين اعترتهم حالة تشبه شبقا من يسعى للفوز، أشد همومهم شأنا كيفية الفوز. إذن هم مجموعة من تجار يبجّلون قوانين السوق وليس مبادئ الدين. يتمتع هؤلاء بطباع رأسمالي مندفع نحو تحقيق أقصى ربح. هذا الاندفاع يوازيه اندفاع آخر نحو الأنحدار بعيدا عن مبادى الدين. أي أن من يرهف سمعه لكل امكانية لتحقيق ربح ستتعطل كل قدراته الأخرى. ىسيتحول عقله إلى آلة مصنوعة للبحث عن الكسب المادي فحسب. أن شدة عقلانية الرأسمالي وانغماسه في حسابات الربح والخسارة تجعله يبتعد، لا بل يحتقر الإيمان، لديه تبحرٌ واسع في كيفية تحويل الإيمان إلى سلعة مربحة. أي أنه سيقوم بشكل مزيّف بارتداء قناع الدين، الذي يحتقر مبادئه، لأنها تمنعه من ممارسة عمله المفضل: الربح المادي، وربما سيشعر باحتقار أكثر لتلك المبادئ، لأنها لم تخلق فيه إرادة تقاوم بريق الذهب. ما هي النتيجة الفعلية لهذا الصراع الداخلي؟. السرعة في الحصول على الكسب المادي، يترافق ذلك مع المساهمة في تمجيد صخب احتفاليات الطقوس كي ينسى موبقاته في السوق، وفي حياته الخاصة. بهذه الطريقة لا يتعاملون مع الأوجه الروحانية للحياة، بل من خلال ما يسميه ماركس فيتشية أو صنمية البضاعة وقوانين السوق والهها وهو الربح. حين أرادوا لقصة دينهم أن تكتمل، راحوا يطورون دينين مختلفين حسب مبدأ التقية الشائع لديهم: دين للخاصة يوقع السرور في قلبهم ويرفع مقامهم المادي، ودين للعوام وهو الطقوس التي يبكي فيها الفقراء.
عندما تتأمل كرنفالات الطقوس تراها على شكل جزر تعلو منفصلة عن البحر المحيط للحياة البائسة والراكدة. تظل تلك الجزر مواظبة وحدها على الظهورعلى كل المسالك المغمورة بمياه الضجر. يستشعر المظلومون لذة عند قدومها لأنها الأكثر جدارة بالعيش، وما سواها من أيام لا تعدو أن تكون مضيعة تمر سدى. الأيام تمر، الشهور تنقضي متباطئة لا تؤذن بانتهاءحين لا يمارسون التفجع. هم يقولون بصريح النص: اعماقنا تصطخب مثل نار لا تخبو جذوتها، والسيد وجماعته يغرفون السرقات ويزيدون البلاد خرابا. مستودعات البارود المخزونة فيهم ستنفجر قريبا، فيقررون على عجل، كمن ليس لديه خيار آخر، انتظار كرنفال يطفئون به نيران حشاشاتهم، كرنفال اشتدت وطأة حنينهم إليه، يتم فيه الاحتفال بميتة، جرح، حادثة تسميم.. كي تطوى قضية غيطهم، فيشارف حقدهم على نهايته حتى كرنفال آخر. عندما يحدث تململ بين الجمهور كان السيّد يقول لمواليه لا تبتئسوا، المقتل قادم، بالضبط كما يقول، والد في بلاد النصارى لأولاد مشاكسين أطبق الضجر على قلوبهم، قولا يوقع السرور فيهم: عيد الميلاد قادم.
للشروع في الكلام عن الشخصين/ السيّدين نورد حقائق لا دخل فيها لمعارف سرية تم الحصول عليها من مصادر أو كاميرات أو لاقطة تسجيل صوت خبأناها في جيوب جلبابنا أو تحت عمامتنا، ونحن ندخل كمندسين في قلعة المرجعية أو مجمّع الحنّانة، بل عن طريق رسم صورة لكيفية تحول قادة الإسلام السياسي إلى رأسماليين. سيؤدي تراكم أموالهم إلى خلق قوى أنصار هم مضادة وجيش يشبه جنود الجيوش المتحاربة، التي ستجد صعوبة في عودة المجتمع إلى حالة السلم بعد أنتهاء الحروب ،لأن حالة السلم تعرّض مهنتهم إلى بطالة. الموظفون الفضائيون وأبطال رفحا الذين يتجاوز عددهم عشرات الألوف يستحيل تسريحهم وعودتهم إلى سوق العمل الأعتيادي. أنهم قوى تستنزف موارد الدولة، مدعومين بقوة السلاح. سيحتمي هؤلاء بقوة ميليشيات الأحزاب الإسلامية والمرجعية، وسيدافعون عن عطالتهم بقوة السلاح، لا يقبلون وضعا أقل من عمل طفيلي يستنزف الموارد بدون مساهمة في الأنتاج، ولن يستطيع أي شخص الكلام عن فساد مدعوم قانونيا.
سأتكلم عن إسلام حلّل العمل بالكبائر بعد جعله من ممتلكاته، فهو في صراع في سلوك نهجُه مختلف لأنه الأكثر سدادا ومنفعة لهم. الأهتمام بالنقود، المتع الحياتية... يخلق أسلوبا شهوانيا منحلا للوجود، بدلا من الانشغال بنصوص إلهية، للمعنى فيها جوهرٌ روحاني.
سنتكلم الآن عن الفساد الأخلاقي في دولة الإسلام السياسي) أنظر مقالنا في الحوار المتمدن تحت عنوان بعض ما يحدث في جمهورية الإسلام السياسي (من خلال تكاثر الملاهي وأماكن بيع الخمور والحشيش، وصالات القمار والفحش.... يقوم أصحاب محلات الخمور، على سبيل المثال، بالاتفاق مع جهاز الشرطة بالقيام بهجمات دورية على مراكز بيع الخمور، يلحقون بها ضررا يمكن تصليحه على امتداد عدة أيام، وتقوم أجهزة أعلامهم بنشر أنباء" عن صولة مؤمنين ألحقوا أضرارا جسيمة بها، لقوا جرائها ما يستحقونه من عقاب عن معاصي تجاه الإسلام في بلاد الإسلام، اجرءات لقيت تبجيلا من قبل جمهورنا المؤمن الذي وجد ما قمنا بها مناسبا لقرب حلول فضيلة الشهر الكريم، ولم نطلب شيئا بالمقابل غير مرضاة الخالق وجمهورنا المؤمن الذي لم يعد يحتمل الاستخفاف بنواهي ديننا الحنيف...". لو عاش لوناتشارسكي في هذا الزمن لأعاد محاكمته الشهيرة للكتاب المقدّس حين أجلس مؤلفه على كرسي الأتهام ووجده مذنبا ويعاني من الخَرَف. تم تنفيذ حكم الإعدام بتوجيه زخّة رصاص نحو السماء. لو كان لوناتشارسكي قاضيا الآن لأضاف أتهاما آخر يتلخص في تضييع الخالق وقت أكوانه على صنع أشخاص كالسيّد ومقتدى... وبصنع خلائق يبذّرون وقتا لا يفترض بهم تبذيره على منح الولاء للسيدين.
ما هو شعور مدمنين تصيبهم صدمة انقطاع الخمور؟. يشبه شعور امرأة ترملت في وقت مبكّر. من يسوي الحساب مع رغبة تتعرض لانقطاع غير متوقع؟. المدخن الذي يتعرض لحبس طويل سيعطي حياته مقابل مجّة من سيجارة. يقوم أصحاب محلات الخمور بحل وثاق خمور محبوسة أسعارها عالية. سيستهلك المدمنون الذين اشتدت عليهم وطأة غياب الخمر ويدفعون أموالهم كي لا تعود أيام الحصار والفقدان الذي خلّف فيهم مرارات، كي لا تعاودهم ذكريات حزن مترام أطبق عليهم، كانوا فيه أشبه بتائهين، بمن فيهم طلاب الحوزة، بوجوه تستدر الشفقة وبأمزجة شهدت ترديا حيث كانت رؤوسهم تنفث دخانا مثل البخور الذي كان يتصاعد في جلسات السطوح. حين انتهت الأزمة عبّأوا جيوب جلابيبهم غير خائفين إن فاحت رائجته فب الأرجاء وهو يسيرون بجلابيب مشرّعة إلى النصف... وراحوا يسيرون سير من عانى من قيظ قاتل، وإذا بنسيم نيسان العذب يهب عليهم فيتجهون إلى سراديب مغلقة يضعون أغطية رؤوسهم على الطاولة وتحتها شراب الكوثر. عندما يمارسون الكبيرة يكونون مجرّدين من خوف ارتكاب أثم، لأنهم يتعجلون التوبة قبل وصولها إليهم باذلين غاية جهدهم لتكون الجلسة وفق ظوابط أفادوا منها في عملهم بقياسات فاضت نفوسهم وعقلوهم بها من كثرة الترديد" أللهم أشهد أن هذا منكرا لن أرضاه ولن ترضاه لنفسي ولكن لا حول ولا قوة بك". يقولون هذه العبارة ليسوا كنادمين بل كي يُسمح لهم بتكرارها ثانية، فهم حتى في أوقات ارتكابهم الكبائر يذكرون الخالق ويسبّحون بحمده. اتخذ فرسان الحوزة من المطرب الأسطوري سلمان المنكوب مثلا. كان يصلي طوال الوقت وما أن تبدأ الوصلة لغنائية يقوم بإحماء رأسه وصوته قائلا، أخبرني أحد السادة نقلا عن كلام يخلو من شبهة الوضع، أنه يحيا على يقين أن في الدنيا ساعة لنا وأخرى لربّنا. أن تابعنا تلك القسمة بشرف لن نُسأل عن ذلك يوم الحساب.



#رياض_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألله يحب عباده العلماء
- من رمزيات رياض رمزي
- حول الطقوس
- ذكرى استشهاد تشي جيفارا
- الجهل في أرض المتنبي
- تغريدة لثورة تموز خارج السرب
- العزلة في زمن الكورونا
- عفيفة لعيبي: تحويل صناعة الأحزان إلى كسبٍ مشروع، أو الحزن حا ...
- موت مواطن لا ينتمي إلى وطنه. رياض رمزي
- فائز الزبيدي مقاتل أجبر على هدنة أبدية
- الميليشيات والاغتيالات
- بعض ما يحدث في جمهورية الإسلام السياسي
- صادق الصائغ لا بر إلا ساعداك
- تصفيق لأول من قال عبارة: الدولة أهم من دماء مواطنيها
- إلى نور مروان. وجهٌ جميل لا تليق به غير البسمة.
- يا وطن سائقي التك تك احبك الان اكثر
- محدثو النعمة-العراق نموذجاً
- بديهية كجملة - يطوف البط على الماء-
- فتوى صادقة
- رسالة مفتوحة إلى لجنة البوكرز العربية


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض رمزي - لديّ ما أتحدث به