لنجعل من الاول من آيار يوم التموضع في الميدان لمنع وقوع هذا السيناريو الاسود

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 473 - 2003 / 4 / 30 - 04:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

يستقبل العمال والجماهير الكادحة في العراق الاول من آيار هذا العام في ظروف حساسة وصعبة. حرب دموية شنتها امريكا من اجل فرض " النظام الجديد " على العالم، دفعت بآلاف الاطفال والشيوخ والشباب من النساء والرجال الى الموت، ولازالت الأجساد الممزقة لقسم منهم باقية في الصحاري والوديان وعلى مشارف المدن، ولازال الكثيرمن الناس يبحثون عن المصير المجهول لاعزاءهم. المجتمع المنهوك تحت وطأة الحصار الاقتصادي منذ 12 عاماً، دُمر هذه المرة بالكامل بقصفه بحمم الصواريخ والقنابل المدمرة. دُمرت ركائز المجتمع وبنيته الاقتصادية والحياة اليومية للناس وأُلحق الدمار بمجمل الخدمات الاجتماعية والصحية. مع ان نتيجة هذه الحرب الدموية والمدمرة أدت الى اسقاط النظام البعثي الوحشي، الا ان الجماهير المليونية في العراق التي كانت تواقة منذ عشرات السنين لاسقاط هذا النظام الفاشي وتدميره وناضلوا وضحوا من اجل ذلك، لم تمتلكهم الرغبة للاحتفال بهذه المناسبة و حتى الفرحة لم تعتلي وجوههم في ظل أجواء القتل والتشرد والدمار وتحت وطأة القلق الكبير من مستقبلهم ومصيرهم.
الآن وقد زال كابوس النظام الفاشي البعثي الا ان غالبية سكان المدن يعانون من انقطاع المياه والكهرباء وانعدام ابسط متطلبات الحياة. تحولت شوارع المدن الى مزابل من جراء اكوام النفايات واصبحت مصدراً للجراثيم والامراض، منذ اكثر من شهر والاعمال متوقفة ولم يبق أي مصدر للحصول على القوت اليومي والجماهير تواجه حالة من الغلاء الفاحش، هذا في الوقت الذي لم يستلم الملايين من العمال والموظفين أية اجور. أجواء الحرب وانعدام الامن والصراعات القومية والطائفية والعشائرية أدخلت الرعب الى قلوب الناس. القوات الامريكية تجوب شوارع المدن بقوافل من الدبابات والمزنجرات الحربية وأيديهم على الزناد بوجه الجماهير. مالم تُدمره الحرب في الكثير من المدن تعرض الى موجة السلب والنهب وشملت هذه الموجة كافة المؤسسات الخدمية المختلفة من مستشفيات وجامعات ومدارس. ظهرت العشرات من عصابات السرقة والنهب والمافيا، برزت انواع من الزمر القومية والعشائرية والاسلامية. جماهير الجنوب والوسط يُطحنون داخل صراعات الزمر الاسلامية وكذلك جماهير الموصل وكركوك والحويجة وتكريت داخل مطحنة الصراعات القومية الرجعية.
بالاضافة الى كل ذلك فأن البشرى التي تريد ان تزفها أمريكا الى جماهير العراق بفرض الجنرال جاي كارنر، وكذلك الحملات الدعاية لجماعات واطراف المعارضة العراقية الموالية لامريكا لتضليل الجماهير، خلقت حالة من القلق والاستياء داخل صفوف جماهير العراق المليونية. تلك الجماهير التي عانت لعشرات السنين من غطرسة الدكتاتورية البعثية ورفعت صوتها ضده، اليوم ومنذ بداية هذه التغييرات أظهرت بانها لا تنتظر أن تَحل " الدمقراطية والحرية وحياة أفضل " على المجتمع عن طريق القتل والقصف والهجوم الامريكي على مدن العراق وفرض سلطة الجنرالات علي أفراد هذا المجتمع والذي يريد جورج بوش عن طريقه الهاء الجماهير في العراق وتهدئة خواطر سكان العالم.
هذا هو جوهر الظروف الصعبة والمعقدة التي يواجهها عمال وكادحوا العراق في مطلع ألاول من آيار هذا العام. الاول من آيار من كل عام كان يوماً لتكريس النضال من أجل حقوق وأهداف العمال والبشرية المضطهدة. يوماً للتعبير عن الاعتراض الجماهيري وتصعيده ضد انعدام الحقوق والعبودية وظروف الحياة الصعبة. الاول من آيار هذا العام بالنسبة للعمال والجماهير الكادحة في العراق يجب ان يتحول الى يوم تموضعٍ عظيمٍ وواسعٍ في الميدان ضد هذه الظروف الصعبة وضد سياسة وخطة أمريكا اللاانسانية لجماهير العراق. يجب ان يتحول الى يومٍ لاظهار القوة المستقلة والعظيمة للطبقة العاملة لمنع وقوع هذا السيناريو الاسود، يوم تظاهر الطبقة العاملة كطبقة اجتماعية تضع أمام المجتمع آفاق الحرية والمساواة وحياة افضل.
هذه المصائب والويلات والحرمان وانعدام الامن لا يجب تحملها حتى ليوم واحد، ناهيك عن كل شيء، فان اسبوعين بعد سقوط النظام البعثي والسيطرة على مدن العراق من قبل القوات الامريكية، أظهرت بان لا امن واطمئنان وحرية وحياة افضل ستحل على جماهير العراق تحت حراب الجنود الامريكان، ولا يَنتظر جماهير العراق أي مستقبل أفضل وأية حرية في ظل سلطة الجنرالات الامريكية المفروضة عليها، بل وبالعكس فكل ذلك مرهون قبل كل شيء بالخروج الفوري للقوات الامريكية.
في الأول من آيار هذا العام على العمال والكادحين في شتى ارجاء البلاد النزول الى الميدان بصفوف موحدة واسعة والتمحور حول المطالب التالية:
1- الخروج الفوري للقوات الامريكية والبريطانية واحلال القوات الدولية التابعة للامم المتحدة محلها لاستلام الادارة المؤقتة في العراق وضمان امن واستقرار المجتمع.
2- لا شرعية للحكومة المفروضة من قبل أمريكا، جماهير العراق لها الحق في تحديد الحكومة القادمة وهو أمر يعود اليها.
3-على الادارة المؤقتة للامم المتحدة اعادة الماء والكهرباء ووسائل الاتصالات وكافة الخدمات الاجتماعية والصحية الى الجماهير فوراً، صرف الرواتب الشهرية مع المتأخرات للعمال والموظفين وتوزيع متطلبات الحياة اليومية، نزع سلاح كل الزمر والجماعات والميليشيات التابعة للاطراف القومية والعشائرية والاسلامية ومنع الاقتتال والتهديد ومداهمة المنازل والسلب والنهب، منع الاقتتال والصراعات القومية والعشائرية والطائفية والتي تم تصعيدها في مدن النجف وكربلاء والناصرية وبغداد وكركوك والحويجة وتكريت من قبل الجماعات والاحزاب الاسلامية والعشائرية والقومية التي تضع المجتمع أمام خطر سيناريو أسود. عليها ان توفر الحريات السياسية والمدنية للجماهير كالحرية السياسية غير المقيدة وغير المشروطة، فصل الدين عن الدولة، المساواة بين حقوق المرأة والرجل، ضمان وتوفير حق تقرير المصير وحرية الانفصال وتأسيس دولة مستقلة للجماهير في كردستان... داخل المجتمع، وأن يتم عن طريقه فسح المجال للتدخل المباشر والحر للجماهير في تحديد الحكومة التي تريدها لمستقبل العراق.
العمال وخلال قرن ونصف، وفي أية بقعة من العالم تموضعوا فيها، كان لهم الدور الكبير في رسم ملامح تأريخ المجتمع البشري بالحرية والمساواة والانسانية والسعادة، وكان الاول من آيار دائما نبض هذا النضال. الطبقة العاملة والجماهير الكادحة يمكنها ويجب عليها ان تجعل من الاول من آيار هذا العام يوماً لتطوير حركةٍ تضع النور والافق الوضاء وبشرى مستقبل افضل للمجتمع وسط هذا السيناريو الاسود الحالي. على جميع الاحرار والمحرومين، النساء المضطهدات، الشباب الذي يملأ الامل قلوبهم، وكل المعترضين على هذه الظروف ويتمنون مستقبلاً وحياةً أفضل، أن يقفوا في الاول من آيار جنباً الى جنب الحزب الشيوعي العمالي وجماهير العمال والكادحين في صفوف هذا النضال.

عاش الاول من آيار يوم التضامن العالمي للطبقة العاملة
عاشت الحرية، المساواة، الحكومة العمالية
ريبوار أحمد
24 / نيسان / 2003

.

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات