واثق الجلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 16:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حمامة .. ولكنها غراب
يكثر الحديث عن حمامة السلام وتزدهر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بأسمائها الحالمة فطفقت متسائلا عن المعنى والإسم . للحمامة صوت يسمى بالهديل وللغراب صوت يدعى بالنعيق أو النعيب ولكنا في العراق وفي العالم إن شئت يرى الناس حماما ويسمعون نعيبا ونعيقا فالشكل شكل حمامة والصوت صوت غراب فهل هذا الأمر طبيعي ؟ أشك في ذلك . لم أر في حياتي حمامة سلام ولست في ذلك متشائما أبدا على الرغم من عدم اشتهائي للدهشة التي فارقتني منذ أمد بعيد بصفتي رجل فقد الدهشة بعد أن تبينت ألا وجود لحمامة سلام مطلقا بل الحقيقة تكمن في أحقية الغراب في الريادة السياسية والاقتصادية والى غير ذلك من الأمور الحياتية . لا اعرف كيف ينظر الناس الى الحمامة المزعومة ربما يجدونها تيسا أو هرا أو قطاة أو بومة لكني أرى أغربة ولا أرى حماما أبدا . الغرابان لا تحبس ولا تراها في القفص الذي أعدّ للحمام بأنواعه وأشكاله التي أوردها الجاحظ في حياة حيوانه في ذلك الزمن . رغم الصفات الجميلة التي يتميز بها الغراب عن غيره من الطيور وشموخه على غيره من الكائنات الحية لوجود إسمه في القرآن الكريم إلا أن الحمام أخذ ذلك الصيت وجاء بغصن الزيتون حسب زعم الرواة عندما أطلق النبي نوح الحمامة . لا أعلم لماذا يحب البعض العداوة ويريد أن يدخل عشيرة الغراب وعشيرة الحمام في أتون صراعات لا طائل منها لكل نوعه وصبغته وصوته فلماذا نريد أن نغير طبيعة الكائنات الحية والأشياء ولا أظن الطيور تشكو من عقد نفسية مثل الإنسان الذي ملأ الأرض بالدماء والعذاب . ما زلنا ننتظر حمامة تصحح لنا مفاهيمنا التي ورثناها كابرا عن كابر ولنا في الصابرين أسوة حسنة.
#واثق_الجلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟