أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصعب قاسم عزاوي - صناعة الشواش الاصطلاحي














المزيد.....

صناعة الشواش الاصطلاحي


مصعب قاسم عزاوي
طبيب و كاتب

(Mousab Kassem Azzawi)


الحوار المتمدن-العدد: 6735 - 2020 / 11 / 17 - 14:42
المحور: المجتمع المدني
    


حوار أجراه فريق دار الأكاديمية مع مصعب قاسم عزاوي

فريق دار الأكاديمية: هل تعتقد بأن هناك جهوداً موجهة من قبل نظم الهيمنة لأجل تغيب المدلولات الحقيقية للمصطلحات والمفاهيم المتعلقة بمصالح الفئات الشعبية على اختلاف مرجعياتها لصالح تشكيل وتوطيد نموذج أشوه من الوعي الجمعي غير قادر على تلمس حقيقة وجوهر الأسباب الكامنة وراء الأزمات البنيوية والعضوية التي تعصف بالمجتمعات العربية في غير موضع من الخارطة العربية؟

مصعب قاسم عزاوي: صناعة الشواش المعرفي والمنهجي، صنو عضوي لمبضع الرقيب وسياط العسس والجلادين في النظم القمعية على اختلاف تمظهراتها الخارجية التزويقية التي لا تغير من جوهرها البنيوي والوظيفي الاستبدادي. وتقوم لعبة الشواش المعرفي على تحميل المفاهيم بحمولة معرفية اصطلاحية ذات طابع دخيل وغرائبي في غالب الأحيان يتناقض مع الحمولة الفكرية لذلك المفهوم في صيرورة تكوينه في سياق الإنتاج الفكري التاريخي العربي أو العالمي.

وكمثال صارخ على ذلك يمكن الإشارة إلى التفارق المهول بين المدلول التلفيقي للسياقات المفهومية المرتبطة بمصطلحات الوحدة والحرية والاشتراكية في الخطاب الاستبدادي العربي وفق نهج الطغم العسكرية البهلوانية. إذ أصبحت الوحدة تعني تبرير الاحتراب بين الأشقاء مبرراً بضلال أحدهم عن جادة الصواب الإيدلوجي، ووحدة وطنية عمادها الاستكانة المطلقة لآليات المستبد في التغول على كل بنيات المجتمع وموارده عمقاً وسطحاً وعمودياً وأفقياً. وصارت الحرية تعني تحرراً من الاستعمار على مستوى الخطاب السياسي الرغائي دون أن يجرؤ كائن من كان على التفكر بأنها قد تعني في أحد أوجهها حرية للتعبير والتفكير والمشاركة في إدارة المجتمع والتحكم بمصادر الثروة ومآلات المستقبل فيه.

أما الاشتراكية فأصبحت تعني التشارك في محنة الحياة في ظل القمع والاستبداد بين أولئك المتشاطرين في لحمة تلك المحنة التي ليس لها من معنى وفق التعريف الأشوه للاشتراكية سوى استقالة مطلقة من كل ما هو جمعي لصالح «ديموقراطية شعبية» تقوم على أن «الطليعة الثورية» ممثلة بهيكل «الدولة الأمنية» أدرى بمصلحة شعوبها «الغير قادرة على تلمس مصالحها»، وهو ما يستدعي منها استسلاماً مطلقاً لإرادة جلاديها الأدرى والأقدر على القيام بذلك، فَهُمْ من تنزل عليهم الوحي «الاشتراكي» الذي سوف يقودهم وفق منطق «الحتمية التاريخية» لتحقيق مصالح شعوبهم «الجاهلة» التي لا بد لها وفق ذلك التفسير الأشوه لمفهوم الاشتراكية من التحول إلى «قطيع من الرعاع» لا خيار له سوى بالصبر والمصابرة على واقعه المرير الذي يكاد أن يكون مواتاً اجتماعياً مقيماً، والتضرع «للقائد الفذ الملهم» و«طليعته الأمنية الثورية» التي ليس سواها من مخلص له من تلك المعاناة حتى لو اقتضى ذلك استمراءه لكيِّ آخرِ الدواءِ الذي يعني في المنظار الاجتماعي الاستبدادي «إدراك الراحة السرمدية» بارتحال أبدي عن الحياة الدنيا.

وقد يستقيم في هذا المقام تذكر تلك التهمة الرنانة التي تفاخر بها العديد من النظم الاستبدادية العربية، ألا وهي «مقاومة النظام الاشتراكي» القائم في كل منها فعلياً بقوة الحديد والنار، والتي لم تكن عقوبتها لتتحدر عن «الإعدام» على مر العقود العلقمية من عمر الاستبداد العربي المقيم.



#مصعب_قاسم_عزاوي (هاشتاغ)       Mousab_Kassem_Azzawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلس البول عند الأطفال
- صيرورة الإنسان العاقل (منعرجات تطور الجنس البشري)
- جدلية الداخل والخارج في الميدان الإعلامي
- كيف تحافظ على ذاكرتك
- بصدد رؤية عقلانية للصراع العربي الصهيوني
- أسباب وأعراض سرطان القنيات الصفراوية
- الجانحون الصغار والمجتمع القاصر الضِنِّين
- المرأة الخلاقة المبدعة وزمار الحي العربي الكسيح
- هل يسيطر الصهاينة على الإعلام الكوني؟
- أسباب وأعراض سرطان المثانة
- آفاق واعدة لعلاج سرطان الدم
- إكسير المناعة المعرفية
- أزمة تعلم اللغات الأجنبية وتعليمها في المجتمعات العربية
- المكون العنصري في صيرورة السِّفاح الإمبريالي
- شيفرة الزواج المقدس
- التلوث البيئي الكهرومغناطيسي قاتل صامت
- عن القطيعة والاتصال المعرفيين
- أخطار مخاتلة على النمو العقلي للطفل
- من يكتب التاريخ؟
- أسس الوقاية من سرطان الجلد


المزيد.....




- مقتل واعتقال 76 ارهابيا في عملية فيلق القدس بجنوب شرق ايران ...
- -الدوما-: مذكرة الجنائية الدولية لاعتقال نتنياهو ستكشف مدى ا ...
- الداخلية الفنلندية توقف إصدار تصاريح الإقامة الدائمة للاجئين ...
- الإعلام الإسرائيلي يواصل مناقشة تداعيات أوامر اعتقال نتنياهو ...
- هذه أبرز العقبات التي تواجه اعتقال نتنياهو وغالانت
- الأمم المتحدة: إسرائيل منعت وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لق ...
- مقارنة ردة فعل بايدن على مذكرتي اعتقال بوتين ونتنياهو تبرزه ...
- كيف أثر قرار إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت على دعم ...
- سفير ايران الدائم بالأمم المتحدة: موقفنا واضح وشفاف ولن يتغي ...
- سفير ايران بالأمم المتحدة: أميركا وبريطانيا تساهمان في استمر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصعب قاسم عزاوي - صناعة الشواش الاصطلاحي