أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - ميرسو وإغتيال الشمس














المزيد.....

ميرسو وإغتيال الشمس


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 6734 - 2020 / 11 / 16 - 14:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عن العبث والحرية
٠٦ - ميرسو وإغتيال الشمس
وبعد الغذاء المبكر، خرج الرفاق الثلاثة للتمشي على الشاطيء بينما بقيت ماري وزوجة ماسون في البيت لغسل الصحون وترتيب المطبخ كما هي العادة في هذا الزمان. وعلى الشاطيء يلتقون بأخ عشيقة ريمون الذي يبدو أنه كان بدوره يتمشى مع شخص آخر يرافقه. ويحدث شجار بينهم، ويصاب ريمون بجرح في ذراعه ووجهه بسبب طعنة سكين طائشة أثناء العراك. ميرسو لا يتدخل في الشجار، لكنه يرافق ريمون الذي أخذه ماسون إلى المستشفى لتضميد جراحه. ويبدو أن ريمون قد شعر بنوع من الإهانة أمام رفيقيه، وكان عليه بطريقة ما أن يثبت رجولته أمامهم، فأخذ مسدسا وخرج مرة أخرى إلى الشاطيئ باحثا عن العربيين. ويصلون إلى منطقة بعيدة نسبيا عن البيت حيث توجد صخرة كبيرة ورائها ما يشبه الجرف ومنبع للماء مما يجعل المكان ظليلا وباردا مقارنة بالشمس القوية والرمال الساخنة. وهنا كان العربيين مستلقيان على ظهرهما في الظل وأحدهما يلعب بالناي وكأنهما خارج العالم الملتهب على الشاطيء، وكأن وجودهما ذاته إستفزازا لريمون الذي أخرج فورا مسدسه من جيبه. غير أن ميرسو انتزعه منه قائلا بأنه عليه أن يواجهه بسلاح متكافيء - رجل مع رجل - ولا داعي لقتل غريمه، ولينتظر إن أخرج احدهما سكينه فإنه سيطلق عليه النار. غير أن العربيين ما أن شاهدا الثلاثة رفاق والمسدس حتى نهضا وابتعدا مسرعين. وشعر ريمون بنوع من الراحة، وهروبهما يثبت خوفهما منه، وبذلك انتقم لنفسه بطريقة ما.
وعاد الثلاثة إلى البيت الذي كان بعيدا بعد الشيء عن المكان الصخري. وبينما كان ريمون وماسون يتسلقان الدرجات القليلة للسلم الخشبي المؤدي إلى البيت، بقي ميرسو مترددا أمام الدرجة الأولى، مترنحا بفعل حرارة الشمس غير قادر على رفع قدمه وتسلق الدرجات القليلة حتى داخل البيت، غير قادر على مواجهة ماري وزوجة ماسون وتحمل تساؤلاتهما، غير أن حرارة الشمس القائضة كانت من القوة بحيث لم يكن بإمكانه البقاء واقفا دون حراك. وعاد على عقبيه إلى الشاطيء متوجها دون إرادة حقيقية وبطريقة أوتوماتيكية إلى الصخرة الجرفية، وفي داخله رغبة ملحة للظل ولصوت المنبع البارد ورغبة للإستلقاء وإغماض عينيه. وعندما وصل وراء الصخرة، أكتشف أن العربي، أخ المرأة عشيقة ريمون، قد عاد إلى مكانه واستلقى من جديد في الظل وحيدا هذه المرة. وما أن رأى ميرسو، وحيدا بدوره حتى نهض قليلا ووضع يده في جيبه. ولاحظ ميرسو أن هناك نوعا من البخار الخفيف يتصاعد من ملابس العمل الزرقاء التي يرتديها ناتجة عن شدة الحرارة. وفكر ميرسو بأنه ما عليه سوى أن يعود من حيث أتى ويترك العربي في شأنه، غير أنه لم يتمكن من الحراك وبقي جامدا ويده في جيبه هو الآخر. وتحرك العربي قليلا وأخرج من جيبه سكينا بدا يلمع تحت وهج الشمس وأحس ميرسو كأنه سيف ساخن يقترب من جبهته، وكان العرق يتصبب من جبينه وينسكب في عينيه، لم يعد يعي سوى أشعة الشمس الحارقة ونورها الساطع، ودون وعي أخرج ميرسو المسدس من جيبه وأطلق رصاصة في جسد الشاب العربي وأرداه قتيلا، وبعد لحظات أطلق أربعة رصاصات متوالية على الجسد الميت. وأدرك ميرسو أنه كسر " توازن اليوم " بخمسة رصاصات في جسد رجل لا يعرفه وليس له به أية علاقة.



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميرسو - اللامبالي
- المسامير والعودة المضنية
- الغريب .. والسرد العبثي
- نهاية كامو العبثية
- ألبير كامو وأسطورة العبث
- عن الحرية والعبث
- فردة الحذاء والكورونا
- عدو الوطن
- جففوا المطر
- تحب تفهم تدوخ
- الشاعر لا يحب الأزهار
- الله غني عن الكينونة والوجود
- الله والخياط
- قط شرودنجر
- التمرد على الكلمات المتشيئة
- بين الكلمة والصورة
- وتبعثرت قشور الليل
- الجسد المكهرب
- الرنين
- كوجيتو


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سعود سالم - ميرسو وإغتيال الشمس