أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نهاد ابو غوش - الفلسطينيون ومرحلة جو بايدن














المزيد.....

الفلسطينيون ومرحلة جو بايدن


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 22:18
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


الفلسطينيون ومرحلة بايدن
قد يتمنّع الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، ويماطل في الاعتراف بهزيمته، ويحاول سبر واستكشاف أدواته القانونية أملا في تغيير النتيجة، ولكنه في نهاية المطاف سيرضخ للنظام الأميركي، وربما يوظّف هذا العناد وهذه الممانعة في التحضير لحملته القادمة لانتخابات العام 2024. وفي المحصلة: على العالم، وعلينا كفلسطينيين أن نهيّئ أنفسنا لأربع سنوات قادمة للإدارة الديمقراطية برئاسة جو بايدن، وأن نستعد بما فيه الكفاية للتعامل مع هذه الإدارة، وإبداء أقصى قدر من الحذر في التعويل عليها بأكثر مما يمكن لها أن تقدم.
ولا شك أن ترامب كان الرئيس الأميركي الأسوأ بالنسبة للعالم، وربما بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية نفسها، أما نحن الفلسطينيين، فقد كان ترامب هو الأكثر عدوانية وظلما لنا ولحقوقنا الوطنية منذ النكبة، أي على امتداد 18 فترة ولاية رئاسية تعاقب عليها 13 رئيسا منذ هاري ترومان وحتى الآن.
ثمة في صفوفنا من لا يرى كبير فرق بين رئيس أميركي وآخر، لا بل ثمة من كان يفضل استمرار ترامب على قاعدة أن سياساته واضحة وليست ملتوية كغيره من الرؤساء، وهذا من حق كل امرئ في أن يرى ما يريد، ولكن من المفيد هنا أن نلخص الفارق بين ترامب وبين من سبقوه من الرؤساء بجملتين: كل الرؤساء السابقين انحازوا لإسرائيل ودعموها من دون حدود وغطّوا على أفعالها، أما ترامب فقد اصطف إلى جانبها وشاركها في العدوان على الشعب الفلسطيني.
لقد ألحق بنا ترامب وبقضيتنا أضرارا لا يمكن محوها بسهولة، وقدّم لإسرائيل هدايا وأعطيات لم يقدمها رئيس أميركي آخر، من قبيل اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأميركية لها، واعترافه بالسيادة الإسرائيلية على الجولان السوري المحتل، وسعيه لتصفية قضية اللاجئين ومجمل الحقوق الوطنية الفلسطينية. ثم ممارسته الضغط المستمر على الدول التي تمر بضائقة مالية أو سياسية، أو أنها تطلب ودّ واشنطن لسبب أو لآخر، بدفعها إلى تطبيع علاقاتها بإسرائيل، أو نقل سفارتها للقدس كمدخل لنيل الرضا الأميركي.
من المشكوك فيه أن جو بايدن يستطيع، أو يريد، شطب نتائج ما فعله ترامب، لو كان الأمر منوطا برغبته وإرادته، فهو لا يريد أن يثير على إدارته جماعات الضغط الفاعلة في أميركا، سواء ما يسمى اللوبي اليهودي أو الصهيوني، والجماعات الخلاصية - المسيحانية الصهيونية، أو منظمة "آيباك" واسعة النفوذ، ولا التجمعات والكارتيلات الصناعية العسكرية –الأمنية، والتكنولوجية، وهي تجمعات واسعة النفوذ وشديدة التداخل العضوي مع المؤسسة الإسرائيلية. ولذلك فمن الأرجح أن يتجاهل بايدن الصدام مع هذه المؤسسات، وأن يقتصر تأثيره على القضايا التكتيكية البسيطة مثل إعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وإعادة تقديم المساعدات للسلطة الوطنية الفلسطينية ولوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وتخفيف حدة العداء مع الفلسطينيين، وتنشيط المبادرات السياسية على طريقة جولات وزير الخارجية الأميركي في عهد أوباما جون كيري، وهي جولات لم تفض إلى أية نتيجة عملية كما هو معروف.
بايدن سوف يسعى على الأرجح إلى مواصلة إدارة الأزمة، والتدخل المحدود هنا وهناك للجم الاندفاع الإسرائيلي نحو حسم الصراع على الأرض بواسطة الدبابات والجرافات والقوة العسكرية بديلا عن المفاوضات، وربما التحسين المشروط لحياة الفلسطينيين من دون حصول أي اختراق جوهري على جبهة تحصيل حقوقهم الوطنية وحل قضيتهم.
وفي ضوء معادلات القوة والمصالح، فإن إسرائيل تبدو أكثر جهوزية وقدرة على الاستفادة من مرحلة بايدن من الفلسطينيين، وذلك على الرغم من كل ما فعله ترامب وإدارته، وعلى الرغم أيضا من الآمال والتطلعات التي علقها الفلسطينيون على تغيير ساكن البيت الأبيض. والأسباب كثيرة وواضحة وبسيطة، فالفلسطينيون منقسمون، وإسرائيل موحدة تجاه القضايا الرئيسية، حكومة ومعارضة وجيشا ومؤسسات، على الرغم من التباينات في صفوفها. والفلسطينيون لا يستثمرون عناصر القوة المتاحة والممكنة ومن بينها وحدتهم الوطنية ووسائل الكفاح المختلفة، وأدوات القانون الدولي المتاحة، بينما إسرائيل تتمادى في استغلال عناصر القوة التي تملكها.
ثم إن تشابك المصالح وتداخلها بين الولايات المتحدة وإسرائيل جعل علاقتهما علاقة عضوية وإستراتيجية أكثر مما هي علاقة مميزة وممتازة تدفع دولة ما إلى دعم دولة صديقة لها، ونحن الفلسطينيين ارتكبنا خطأ فادحا حين قبلنا بأن تنفرد الولايات المتحدة برعاية المفاوضات والعملية السياسية بيننا وبين إسرائيل، بديلا للرعاية الدولية من قبل مجلس الأمن الدولي مثلا، أو من قبل مؤتمر دولي للسلام، قبلنا هذا الإجحاف الذي لا زلنا ندفع ثمنه حتى الآن على الرغم من إدراكنا لحقيقة العلاقة التي تجمع الولايات المتحدة بإسرائيل بصرف النظر عن شخصية من يحكم كلا منهما.
قبل الانتخابات الأميركية بوقت وجيز، وقعت تطورات فلسطينية إيجابية، من شأنها لو تواصلت أن تحسن من قدرتنا على مواجهة الاستحقاقات المقبلة، والمقصود بالتحديد حوار استانبول واجتماع الأمناء العامين، والإعلان عن قيادة وطنية موحدة وكل ما يتصل بموضوع المصالحة، ولكن يبدو جليا أن عملية إنجاز الاستحقاقات الفلسطينية الذاتية بطيئة جدا ولا تتناسب مع سرعة التطورات العالمية، بل ثمة ما يشير إلى من يحاول وضع العصي في دواليب المصالحة، أو من يدعي أن المصالحة لم تعد ملحّة كما كانت في عهد ترامب، ولو صحّ ذلك فسوف تكون هذه أكبر هدية لإسرائيل، وتفويضا لدولة الاحتلال لكي تستثمر وحدها عهد إدارة بايدن إلى الحد الأقصى كما استثمرت عهد ترامب.
*عضو المجلس الوطني الفلسطيني



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني
- ياسر عرفات أبو الوطنية الفلسطينية
- حين يكون الرئيس الأميركي مديرا لعلاقات إسرائيل العامة
- من المستفيد من نجاح بايدن: الفلسطينيون أم إسرائيل
- تجديد برامج وبنى الحركة الوطنية الفلسطينية
- الآثار الكارثية لمرحلة ترامب والدور الأوروبي المطلوب
- التسوية الإقليمية على حساب الفلسطينيين
- استراتيجة الضم الإسرائيلية
- المسلمون في أزمة
- فساد الحكم في إسرائيل
- نتنياهو المعتدل
- هل يمكن للفلسطينيين إعادة بناء أوراق قوتهم
- إعادة إنتاج الهزيمة
- ديبلوماسية الموساد
- ذكريات عن نعيم الطوباسي
- المسيحيون الفلسطينيون والهوية الوطنية
- في الذكرى السادسة لرحيل هشام أبو غوش: خسرنا مناضلا استثنائيا
- مسيرة حزب العمل الإسرائيلي من قمة السلطة إلى الاندثار
- القدس الكبرى الإسرائيلية: مساحات أكثر للضم وفلسطينيون أقل
- المرأة بين قيم الإسلام الخالدة ودين حزب التحرير


المزيد.....




- برلمان كوريا الجنوبية يصوت على منع الرئيس من فرض الأحكام الع ...
- إعلان الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. شاهد ما الذي يعنيه ...
- ماسك يحذر من أكبر تهديد للبشرية
- مسلحو المعارضة يتجولون داخل قصر رئاسي في حلب
- العراق يحظر التحويلات المالية الخاصة بمشاهير تيك توك.. ما ال ...
- اجتماع طارئ للجامعة العربية بطلب من سوريا
- هاليفي يتحدث عما سيكتشفه حزب الله حال انسحاب انسحاب الجيش ال ...
- ماسك يتوقع إفلاس الولايات المتحدة
- مجلس سوريا الديمقراطية يحذر من مخاطر استغلال -داعش- للتصعيد ...
- موتورولا تعلن عن هاتفها الجديد لشبكات 5G


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نهاد ابو غوش - الفلسطينيون ومرحلة جو بايدن