|
فرنسا الضحية والجلاد .. العِقاب يُسَبِبّ الإرهاب ..
عصام محمد جميل مروة
الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 16:10
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
لماذا نعتبر ُ فرنسا الأن الضحية والجلاد في نفس الزمن اذا ما عُدنا قليلاً الى الوراء بعدما تم إستخدام اجداد المغاربة في اثناء الثورة الجزائرية التي دامت عقود مما ادى الى ضم جيش مغاربي الى فيالق فرنسا في اسطولها نحو بلاد الإستعمار مما حصل فعلاً بعد فترة في منح الجنسية الفرنسية الى عشرات بل مئات الألاف من الجزائر والمغرب وتونس ،حتى تجاوزت اعدادهم في فرنسا اليوم اكثر من خمسة ملايين حسب الإحصائيات الفرنسية الرسمية، لكن احفاد أولئك الجنود لم يُنظر في دعمهم على ارض فرنسا بالمستوى المعقول لثلاثية الثورة الفرنسية الحرية والعدالة والمساواة وبقيّ اعداد من الشباب مهمشين وصولاً الى ايامنا الحالية .لذلك قد يتمكن البعض منهم في إستخدام السواطير التي تقطع الأوصال والرؤوس من مبدأ العقاب على طريقتهم ورؤيتهم . مع العلم انهم يكنون لفرنسا كل الإحترام في قوانينها لذلك ظلوا خلف الكواليس مما ادى الى تمكن الحركات الأصولية التغلغل في اوساطهم وجعلهم قنابل عنقودية يتم تفجيرها بعد خضات وازمات كما نراها على الصعيد الدولى بين الفصل لجميع الحركات الناشئة عن الإرهاب وتحميلهم مسؤوليات الأخطاء وإستغلالها تنفيذاً لمصلحة هذا او ذاك اينما كان وفِي اي زمان واحداث فرنسا الأخيرة فجرت نوايا مبيتة لدى الجميع وإن إستنكر المجتمع الإسلامي اساليب قطع الرؤوس بالفؤوس !؟لكننا نتسائل عن نسيان مقتل الألاف في الغارات الجوية التي تشنها فرنسا في مجاهل افريقيا بحثاً عن جماعة بوكو حرام وملاحقتهم . اضافة الى تدخل فرنسا في الجيوب التي تعتبرها محميات على غِرار اطاحة اصدقاؤها من مناصبهم في مستعمراتها السابقة . لعنة القتل ولعنة السحل ولعنة مكبرات الصوت .هي اللغة واللهجة الجديدة التي تستغلها الحركات الإرهابية ،منذُ ما يُقارب الأربعة عقود على الأقل حتى لا نُحمِّل "الثورة الأيرانية" وحدُها،عندما إنتصرت وتم الإطاحة بالنظام الأكثر إرهاباً على البشرية .او حتى على شعب ايران .طبعاً هنا نعنى الأمبراطور محمد رضا بهلوى اخر اباطرة الفرس. هَذِهِ الصورة تلك تُبدىّ مآثر عميقة، عن أنبلاج عصر جديد في النهضة "الثورية" كما يُكتبُ و كُتِبّ من گِبار اصحاب الاّراء عن هوّل تداعيات ما بعد فوز وإنتصار الثورة في ايران عام 1979!! لم تمضى شهور حتى آلت الضجة في اقل من سنة ،اصبحت الجماعات تتخذُ لها اسماء خطيرة تحت مسميات وغطاء جهادي، او كفاحي، وسلفي ّ،وتكفيري وإسلامي ،كان غرتهُ.بعد الأجتياح السوفييتي الى أفغانستان ، مما دفع بكبار الممولين للمنظمات الجهادية دعماً مادياً ضخماً.بحجة حماية الاسلام من التوسع الشيوعي الملحد، خشية أحتلال أفغانستان .لكن الممولين للجماعات تلك كانت معظمها من اصحاب الرأسمال السعودي والكويتي والقطري والبحريني لاحقاً. بعد تأسيس مجلس التعاون الخليجي .الذي تشكل كردّ مباشر بعد تهديدات أمن الخليج لحظة إندلاع الحرب الضروس التي حصدت ملايين الأرواح وزُهِقت النفوس البريئة، وطالت ثمانية أعوام بضراوتها، بين العراق الحامي للديار الإسلامية السياسية "الذي تبنى شعار الدفاع عن سيف القادسية"..ولاقي دعم العرب جميعاً.ومن الناحية الاخرى كانت الثورة "الخمينية" تتواصل وتتوسع في تماديها في كل الأساليب لدعم الحركات الأصولية "المتشددة " او من يؤمن منها "بولاية الفقيه"،حتى باشر السفير الإيراني في دمشق مع ضباط من الحرس الثوري .وضع الأساس لبناء تنظيم حزب الدعوة "حزب الله" اللبناني بعد خروج منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت،1982/ حتى تصدر حزب الله متبنياً شعار المقاومة مستمرة لدحر الأحتلال الصهيوني من ارض الجنوب اللبناني ،تلك الأحداث التي وقعت في المنطقة العربية وكان القاسم المشترك بين المتنازعين والمتحاربين والمتخاذلين في آنٍ واحد هدف "تحرير فلسطين"،لكن الحركات الإسلامية كانت متوحدة في أفغانستان في البداية عندما دخلها الأفغان العرب. من اجل الجهاد ضد الإلحاد، مع كل فترة تزداد فيها الصدامات والمداهمات للجيوب الأسلامية الخطيرة في مصر خصوصاً بعد إغتيال الرئيس أنور السادات في عام 1981/ كرد واضح على "إتفاق كامب ديفيد "كانت العناصر المطلوبة في تهم مماثلة يفروا من السجون ويذهبوا الى بلاد الجهاد في أفغانستان .حتى صاروا نواتاً مؤسسين للمنظمات الجهادية وألفوا وشكلوا تنظيم" القاعدة "لاحقاً في مطلع التسعينيات وحركة الطالبان وزعيمها" المُلا عمر" يشكلون رأس حربة، في مواجهة الإحتلال السوفييتي من جهة ،ودعم وتدريبها من قِبل المخابرات الأمريكية من جهة اخرى ،إن عبدالله عزام، وأيمن الظواهري، وأسامة بن لادن،لم تتحق امالهم إلا في الإرهاب القاتل منذُ التعديات التي نفذها "جهاديون "بدعوى من امام مسجد في نيويورك "محمد عمر بن عبد الرحمن" عندما قال وهاجم المجتمع الامريكي وحث على تدمير وتفجير السفارات الامريكية في "دار السلام في تنزانيا ،ونيروبي في كينيا"ومناطق متفرقة في العالم ،وكانت اول الخطوات في التفجير للمراكز التجارية في واشنطن ونيويورك .ولم تكن عمليات الحادى عشر من أيلول سبتمبر من العام"2001".. عندما صُعِقت القيادة الامريكية بعد تعرضها في عقر دارها وفِي اكثر العواصم والمدن العمرانية في العالم.. حتى مؤخراً تمادت فلول وبقايا القاعدة متخذتاً إسم داعش"دولة الاسلام في العراق والشام" في منتصف إندلاع الحرب السورية التي لم يترك اي تنظيم إرهابي أسلامي إلا ودخل من الباب الواسع في مشاركته أساليب الحرب بالسواطير. وبتقطيع الأوصال للبشر وبالحرق وبإضرام النار في الناس احياءاًبعد إهراق مادة "البنزين" على الاجساد الانسانية وهذا ما رأيناه في العراق مؤخراً، إن التعديات المشبوهة والقاتلة التي آدتّ الى مصرع اكثر من خمسين شخصاً في موزمبيق بعدما تم إقتحام الموقع الذي يخص شركة توتال الفرنسية من قِبل الميليشيات الداعشية او من قوات بوكو حرام المرابطة في معظم الدول الأفريقية التي تعتبر مستعمرات فرنسية قديمة . والعملية الأخيرة في بوركينا فاسو كانت رداً سريعاً على هجوم فرنسا وقتلهم المسؤول الميداني في بوكو حرام حيثُ سقط العشرات من الأبرياء المدنين إنتقاماً من جيش فرنسا ومرتزقتهم على حد تعبير الأعلام والبيانات الداعشية . لكن الأن الإعتداءات والهجمات المتكررة ضد القوات الفرنسية خصوصاً بعد التصريحات النارية التي صدرت عن ايمانويل ماكرون متهماً ألأسلام بشكل عام والمتشددين بصورة خاصة وقوفهم خلف قطع الرؤوس داخل المدارس والكنائس الفرنسية ما هي الا حوادث متتالية منظمة داعشياً وقاعدياً وربما ما سوف يأتي قد يكون اعنف بكثير مما مضى !؟. في إشارة الى الإعتداء على تجمع غربي في مدينة جدة السعودية منذ ايام بعد إستعراض احياء ذكرى مرور الحرب العالمية وجنودهم المدفونين في السعودية . كما ان الهجمات المتكررة على تخوم بوابات بغداد من قبل داعش واخواتها هي رسالة كاملة الى المواجهة اينما كان ضد مصالح الغرب بعد التضييق على منح المسلمين تأشيرات الفيزا للدخول الى الغرب . في الجزائر وفي تونس والمغرب يحصل تحرك كبير من السلطات لكن الإعلام لا يتكلم عن ذلك خشية العودة مجددا ً الى احياء داعش واخواتها في المغرب العربي مستغلين قضايا الأمازيغ المنسية . كما حصل فعلاً منذ سنوات في واحد من مساجد القاهرة وضواحيها عندم اقدمت مجموعة خطيرة في ضرب السلم الأهلي وكانت تتكون من افراد لا يعرفون سوى القشور عن الإسلام . بعدما فتحت مجموعة من المجرمين نيران رشاشاتهم وتفجير قنابلهم داخل المسجد وأثناء إقامة صلاة "الجمعة"، حتى قطعت الطريق المؤدى الى باحة المسجد بوجه سيارات الإسعاف والإنقاذ .وقامت المجموعة المتطرفة بقتل الأولاد والأطفال الذين كانوا يُرافقون ذويهم وتأدية واجب وإحترام الصلاة.. هَذِهِ الخلايا النائمة في جمهورية مصر العربية قد تستيقظ بلا أيعاز وبلا إستعدادات مسبقة لأنها تتمتع بخبرة واسعة ولها دور تاريخي في الإغتيالات والتفجير والقتل الفردي بالسواطير وملاحقة رجال الدين من الأقباط وتفجير وتدمير الكنائس ودور العبادة. الإرهابيون لهم أوجه فريدة في الظلامية يجب التصدى لمواجهتها مهما كلّف ذلك من تضحيات.. عصام محمد جميل مروة .. اوسلو في 15/ تشرين الثاني- نوفمبر / 2020 / ..
#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاء من شاء وأبى من أبى .. فلسطين أزلية .. رؤية الشهيد الحي ي
...
-
الطاغوت الجمهوري يُساوى الصنم الديموقراطي ..
-
تصَدُّع في ركائِز .. الحرية والمساواة والإخاء .. الجمهورية ا
...
-
أزمة ناخب أم دعوة تغييّر ..
-
ديموقراطية امريكا في دعمها خلع الرئيس الفنزويلي .. وتسمية رئ
...
-
تحريض و ترهيب .. ترويض و ترغيب ..
-
من ناشط وناطق ومُدافع عن .. المملكة العربية السعودية الى مجه
...
-
ضرورة تفعيل أداء الجمهوريات .. كريم مروة في كتابهِ نحو جمهور
...
-
لِلحرب العالمية الأولى .. دورات عُنف لا تُغتفّر ..
-
إستشراء الفساد لأرباب السلطة .. تمادى الثوار في إنتفاضتهم بِ
...
-
مخاطر الإستمرار في التنازل .. عن ارض الأجداد فلسطين ..
-
وأد إنتصار اكتوبر المجيد ..
-
النِزاعات في الشرق الأوسط .. تتحول الى دمار شامل .. صعب ايقا
...
-
حق العودة مَرهوّن بِلا تسوية ..
-
غزة تغرق في الدماء .. بين الشجبِ والتنديد ..
-
زيارة متأخرة إلى كتاب .. تلك الأيام - معتقدات وطقوس .. للإست
...
-
صِناعة الإبداع وفنون المناورة .. جموّل الحكاية منذُ البداية
...
-
صخب ديموقراطي و عضبٌ جمهوري
-
مجازر صبرا وشاتيلا حصاد الصهيونية والعنصرية .. الصامتة لكل م
...
-
مِن دياب الى اديب .. عون على السمع ارسل .. ماكرون إنجِزوا و
...
المزيد.....
-
وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق
...
-
جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
-
فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم
...
-
رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
-
وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل
...
-
برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية
...
-
الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في
...
-
الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر
...
-
سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة
...
المزيد.....
-
العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية
/ هاشم نعمة
-
من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية
/ مرزوق الحلالي
-
الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها
...
/ علي الجلولي
-
السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق
...
/ رشيد غويلب
-
المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور
...
/ كاظم حبيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟
/ هوازن خداج
-
حتما ستشرق الشمس
/ عيد الماجد
-
تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017
/ الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
-
كارل ماركس: حول الهجرة
/ ديفد إل. ويلسون
المزيد.....
|