أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - السفير - أولى حروب القرن وهزيمة الإسلام السياسي














المزيد.....

أولى حروب القرن وهزيمة الإسلام السياسي


السفير

الحوار المتمدن-العدد: 32 - 2002 / 1 / 11 - 09:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الربيعو تركي علي




في كتابه ((هزيمة الإسلام السياسي)) المترجم الى العربية تحت عنوان ((تجربة الاسلام السياسي، دار الساقي، 1996)) رأى الباحث الفرنسي اوليفيه روا، ان الاسلاموية شاهد على اخفاق تاريخي وان الاسلام السياسي لم يعد رهانا جغرافيا استراتيجيا، وانه، في الاكثر، مجرد ظاهرة مجتمعية. فالثورة الاسلامية اصبحت تنتمي الى الماضي البعيد والمنصرم.
لا ينساق اوليفيه روا في اجتهاده وراء التهم الاستشراقية، التي تقول بأن المصحف وجه آخر للسيف، وان النص والرصاص وجهان لعملة واحدة، ولا وراء الايديولوجيات التقدمية التي تعتبر الإسلام السياسي رداً لا واعياً على حركة الحداثة. فمن وجهة نظر روا ان الاسلاموية، اي الاسلام السياسي، ليست رد فعل ضد تحديث المجتمعات الاسلامية، بل هي نتاج هذا التحديث. من هنا تركيزه على ان ظاهرة الاسلام السياسي تحمل بذور فشلها في داخلها، في تناقضها الدائم بين الماضي والحاضر، وفي بلاغتها الخطابية التي تمارس هروبا الى الأمام. ولذلك فهو يختم كتابه بالقول: تبحث السلفية الجديدة عن شيطانها في إله آخر، ولكنها لا ترى الصحراء القاحلة التي تحملها هي نفسها في أحشائها.
  
في ضوء ما تقدم، يمكن اعتبار ان احداث الحادي عشر من ايلول/ سبتمبر الماضي التي اريد لها ان تكون بمثابة ضربة في الصميم لحليف الأمس الاميركي، اصبحت شاهدا على انهيار تجربة الاسلام السياسي في افغانستان وغيرها. من هنا يمكن القول ان هزيمة الراديكالية الاسلامية السنية في افغانستان ممثلة في جماعة طالبان، ستكون بمثابة هزيمة للتيار الراديكالي الاسلاموي داخل المنطقة العربية، وضربة قاصمة للتيارات الاكثر اعتدالا والاقل راديكالية ممثلة بجماعة ((الاخوان المسلمون)). وإذا ما اخذنا في الاعتبار التحالفات الامنية واللوجستية والسياسية بين الولايات المتحدة والعديد الانظمة العربية لأمكن القول بدقة ان احداث الحادي عشر من أيلول، التي نتجت عنها أولى حروب القرن، قد كتبت هزيمة الإسلام السياسي في المنطقة العربية وفي محيطها الإسلامي الى حد كبير.
  
لا شك بأن هذا التحليل الذي يأخذ صيغة سيناريو الهزيمة، يقطع مع خطابات بعض المثقفين العرب المتفائلين والذين يمارسون في تفكيرهم ضرباً من الهروب إلى الأمام. فمن وجهة نظرهم أن مرحلة ما بعد الحادي عشر من أيلول ستكون مختلفة عما سبقها، إذ قد تلجأ الولايات المتحدة إلى إجراءات جذرية في الشرق الأوسط، إجراءات تضع حداً لسياسة الكيل بمكيالين تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، وتضع حداً لاعتمادها على أنظمة المنطقة التي كانت بمثابة قاعدة خلفية لتصنيع المناضلين المسلمين الذين يظهرون كردود فعل على غياب الديموقراطية عند أنظمة توتاليتارية ومستبعدة بقيت معتمدة على طول فترة تاريخية معاصرة من قبل الولايات المتحدة.
لكن من يقرأ سياسات اميركا في الشرق الأوسط يكتشف عمق الخطأ المرتكب في هذا التفكير. فالمطروح ليس تعديلا في السياسة الأميركية بل تفكيك الإسلام السياسي عنوة أو حمله على تفكيك نفسه. وفي هذه الحالة يصبح خيار العصرنة هو الوحيد، وهو الخيار الذي يقول به الغنوشي في كتابه ((الحريات العامة في الدولة الإسلامية، مركز دراسات الوحدة العربية، 1993)) والذي يدعو فيه إلى الأخذ بالديموقراطية والقطيعة مع التيار القطبي (نسبة إلى سيد قطب) وتحويل الإسلام السني الراديكالي إلى أحزاب سياسية تحتكم الى الديموقراطية وصناديق الاقتراع، وهو تحول وارد نتيجة قدرة الإسلام السياسي على التكيف مع المرحلة الراهنة ونتيجة تبني العديد من الحركات الإسلامية للديموقراطية كشعار ومضمون.
ينطوي هذا الخيار على مواجهة جديدة بين الأنظمة المستبدة وبين الحركات الإسلامية، وهذا يعني أن خيار الحرب الأهلية العربية سيظل قائماً وسيكون بمثابة نتيجة لأولى حروب القرن. وقد يكون مقدمة لشرق أوسط جديد محكوم بمفاهيم الدولة البوليسية الأمنية وقوة مخابراتها.
 كاتب سوري



#السفير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أنهت سنة 2001 أيامها... علمياً؟
- سلبيات العولة والإبداع النسوي في مؤتمر نسائي دولي في القاهرة
- محكمة دولية للعنف ضد النساء.. في القاهرة
- في وداع نسيب نمر ..... الصلابة الفكرية والنضالية
- أين العلمانية من مجمل الحلول المطروحة؟
- الفتيات الأفغانيات يعدن إلى المدارس المهدّمة
- اللقاء اللبناني حول العولمة يطالب بنشر اتفاقية الشراكة
- عام سيّئ على قطاع التكنولوجيا
- تعقيب حول فصل أربعة شبان من الحزب الشيوعي اللبناني
- حقوق الإنسان متأخرة في العالم الإسلامي
- تفاقم الاحتجاجات المطلبية في فرنسا جوسبان حاول ((شراء)) الهد ...
- الاتحاد العمالي يتحدث عن خطة للتحرك
- نحو ((ترشويكا)) في وسائل حماية الكومبيوتر
- المنظمات المناهضة للعولمة تدعو لمواجهة تداعيات 11 أيلول
- نساء تركيا يتمردن على التنورة ويطالبن بحق ((ارتداء السروال)) ...
- ثمة عالم آخر ممكن


المزيد.....




- روسيا أخطرت أمريكا -قبل 30 دقيقة- بإطلاق صاروخ MIRV على أوكر ...
- تسبح فيه التماسيح.. شاهد مغامرًا سعوديًا يُجدّف في رابع أطول ...
- ما هو الصاروخ الباليستي العابر للقارات وما هو أقصى مدى يمكن ...
- ظل يصرخ طلبًا للمساعدة.. لحظة رصد وإنقاذ مروحية لرجل متشبث ب ...
- -الغارديان-: استخدام روسيا صاروخ -أوريشنيك- تهديد مباشر من ب ...
- أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد ...
- البنتاغون: صاروخ -أوريشنيك- صنف جديد من القدرات القاتلة التي ...
- موسكو.. -رحلات في المترو- يطلق مسارات جديدة
- -شجيرة البندق-.. ما مواصفات أحدث صاروخ باليستي روسي؟ (فيديو) ...
- ماذا قال العرب في صاروخ بوتين الجديد؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - السفير - أولى حروب القرن وهزيمة الإسلام السياسي