أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - في فلسفة المعري: رأيان مختلفان1 /2















المزيد.....

في فلسفة المعري: رأيان مختلفان1 /2


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 09:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليست بالقليلة تلك الدراسات والبحوث التي خاضت في مسيرة ابو المعري، وتناولت جوانب الكثيرة من حياته وفلسفته، وسلطت الضوء على قضايا دقيقة مما تطرق لها "رهين المحبسين" في اشعاره وفي منثوره. وشرح اصحاب تلك الدراسات والبحوث غوامض تلك الآراء، وحاولوا ومعرفة ما اراد قوله ذلك الاديب الفيلسوف، والمفكر الفذ، والمثقف الكبير، الذي كان وحيد عصره فيما الم من علوم وادب ومعرفة، وحتى في القضايا السياسية والدينية، حتى إنه كان ينتقد الاديان ويسخط على رجال الدين من الذين راحوا يلوذون بالدين كحصن حصين، للحصول على اطماع وملذات ومكاسب ومناصب سياسية، مستغلين بذلك طيبة بعض الناس، وسذاجة آخرين منهم، لتحقيق مآربهم واهدافهم. فكان المعري ينتقدهم على رؤوس الاشهاد، من خلال اشعاره، حتى اتهموه باتهامات كثيرة: منها إنه متزندق، ومنها إنه وخارج عن الدين، وغير ذلك.
"وذكر الباخرزي في الدمية (ص٥٠) اضطرابه بين التدين والإلحاد، وساق الذهبي ذلك وزاد عليه أشياء أخرى كلها ديني. وذكر الصفدي تناقضه عندما تحدَّث عن المعاد واختلاف أقواله فيه. كما أن من عرض لتناقضه من المحدثين نظر إليه في الأفق الديني، ورجع في تعليله إلى اعتبار ديني لا غير، فلاحظ أنه كثيرًا ما يثبت البعث وكثيرًا ما ينفيه، وكثيرًا ما يثبت الجبر، ولا يكره أن يثبت الاختيار، وكثيرًا ما يهزأ بالدين، ثم لا يكره أن يحثَّ عليه، ويعلل ذلك بأنه كان تناقضًا مقصودًا من غير شك قد ذهب به مذهب اللبس والتعمية قصدًا إلى التقية، وهي مذهب معروف".
يقول طه حسين:
"إذا سمع النَّاس أبا العلاء، لم يفهموا منه إلا رجلًا ملحدًا، فإذا سألتهم عن علة إلحاده، وعما أخرجه من الدين وحشره في الملحدين، رووا لك أبياتًا في اللزوميات، تنطق بإنكار الشرائع، والغَضِّ من الأنبياء. وهذا القدر هو كل ما عرف النَّاس من فلسفة أبي العلاء، ولسنا نرتاب في أن تعصب الفقهاء ورجال الدين على أبي العلاء، هو الذي نشر هذه الأبيات في الناس، وجمع حول صاحبها تلك الشُّبَه الكثيرة، التي جعلته في رأي الأجيال المختلفة من أهل الجحيم، غير أنَّ ما يتصل بالدين من شعر أبي العلاء، ليس شيئًا بالقياس إلى الفلسفة العلائية، التي تناولت أطراف العلم الإنساني، وبحثت عن المظاهر العلمية للإنسان في حياته الخاصة والعامة. ولو أنَّ فلسفة أبي العلاء عُرِفت للناس كما هي ودُرِّست في مدارسهم درسًا مفصلًا، لكان للرجل في آرائهم حالٌ غير هذه الحال".
ولعل من اهم من تناول شخصية المعري وقضايا الفكرية، هم الدكتور طه حسين في "مع ابي العلاء في سجنه" و "صوت ابي العلاء"، و"تجديد ذكرى أبي العلاء" والدكتور هادي العلوي كذلك في "ابو العلاء المعري-المنتخب من اللزوميات في نقد الدين والدولة"، و كتاب "رأي في ابي العلاء" لأمين الخولي، والذي صدر عام 1945، وهو الكتاب الذي نتحدث عنه في هذا المقال.
والمؤلف تناول جملة من الموضوعات، التي كان للمعري فيها رأي صريح، منه:
تحريم الحيوان، كراهته الحياة، الأسرة والمرأة، الوحدة، كراهته الحياة، المرأة، العزلة، تقابل آراءه، تفلسفه، إخلال أبي العلاء بمنهج الفلسفة، لماذا تناقض أبو العلاء؟ وغير ذلك.
وتناول المؤلف هذا الموضوعات من وجهة نظره هو، فنحن لا نقر له بها، لأنها آراء تنم عن اهواء وامزجة ضيقة الافق.
*هل المعري فعلا متناقض في آرائه؟
بعض الدارسين للمعري ولنهجه، طرحوا هذا التساؤل، ومن ثم اجابوا عليه بإيجاب ضمن قناعاتهم الشخصية.
وهنا يعتقد الخوري بأنه "ليس لأبي العلاء فيما عرضنا له من الموضوعات رأيٌ ثابت مع أنها أولى ما يثبت له فيه رأي. وليس لأبي العلاء - فيما يثبت الاستقراء المطمئن - رأيٌ ثابت، لا فرق في ذلك بين دين ودنيا، وفنٍّ وحكمة وأدب وعلم، وكل الفرق أنه في الشيء الواحد قد يتعادل إثباته ونفيه في كثرة ما يرد منهما، وقد يكون الإيجاب كثيرًا والنفي قليلًا أو العكس، وليس لهذه القلة في جانب، والكثرة في آخر قيمة في تقدير آراء أديب متفنن؛ لأنه فيما رأينا يُطلق القول مثبتًا، ثم يطلقه نافيًا، فيهدم نفيُه المطلق إثباتَه المطلق، سواء أنفى خمسين مرة وأثبت مرة، أم أثبت مائة مرة ونفى خمسين، فنحن لا نُحصي عدد النافين والمثبتين من أشخاص يقترعون، بل نرصد النفي والإثبات من شخص واحد يظن أنه فيلسوف انتهى به بحثه إلى شيء، وأجرى حياته على وفقه، وهو شأن الفيلسوف - على ما سنعرض له بعد - كما أنَّا لا نُحاسبه على أخطاء ارتكبها لنعاقبه، أو نعفوَ عنه، فتكون القلة أو الكثرة عاملًا في تقدير هذه الأخطاء".
ونحن نعتقد إن آراء المعري اختلطت على الخولي، وهذا الاختلاط هو اشتباه على المؤلف فراح يسميه تناقض، ونحن نرى عكس ذلك تمامًا، لسببين لا ثالث لهما.
اولا: إن للمعري رأي واحد ثابت لا يتزحزح عنه، في كل ما يرى في الدين وفي السياسة وفي المعتقد، وفي الحياة والمجتمع، والذي يراجع "الفصول والغايات" سيرى ذلك واضحًا مما لا لبس فيه.
ثانيا: الرأي الذي يصرّح به المعري للعامة، هو ليس الرأي نفسه الذي يقوله امام الخاصة، فهو بمعنى آخر إنه كان يخاف على حياته من الاضطهاد والتكفير وربما القتل بتهمة الزندقة، كما حصل للحلاج، حينما كفروه ومن ثم قتلوه وحرقوا جثته، في قصة معروفة.
كما نستطيع القول: إن آراء المعري في شبابه مختلفة عما تجاوز تلك الفترة حيث نضجت افكاره فاستقر على الرأي الاخير، وهذا ما مر به العديد من الفلاسفة والمفكرين، قديمًا وحديثًا.
*تفلسف المعري
المعري تفلسف قبل أن يكون شاعرًا، وصار شاعرًا قبل أن يتفلسف، حتى قيل فيه "إنه فيلسوف الشعراء وشاعر الفلاسفة" وهذه الصفة لم يحملها سوى المعري، أي إن المعري ابدع في الشعر وفي الفلسفة على حد سواء. والمعري ابيقوريا كما يصرح الخولي، ونحن نميل الى هذا الرأي.
وعميد الادب العربي يقر بأن المعري كان فيلسوفا بمعنى الكلمة، ويذكر هناك مصادر اشتق منها فلسفته.
"منها الفلسفة اليونانية التي قدَّمنا الإشارة إليها غير مرة في المقالة الأولى والثانية، وقد درسها أبو العلاء في أنطاكية واللاذقية، ثم أتقن درسها في بغداد.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فلسفة المعري: رأيان مختلفان2 /2
- رفض
- مكاشفة
- مسامير الذهول
- أغنية الفقد
- نصوص قصيرة - نصوص
- الوجودية السارترية 1 / 2
- الوجودية السارترية 2 / 2
- وجودية دوستويفسكي 1 /2
- وجودية دوستويفسكي 2 /2
- معتوه!
- خمس نصوص قصيرة
- العودة الى طه حسين!
- حين تركلنا أرجل الليل
- ابو العلا عفيفي: التصوف الثورة الروحية في الاسلام(1)
- ابو العلا عفيفي: التصوف الثورة الروحية في الاسلام(2)
- جوف الوداع
- سوق شعبي
- القصيمي و دايروش شايغان.. نكسة الامة
- مصطفى محمود.. ومأزق الكتابة


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - في فلسفة المعري: رأيان مختلفان1 /2