أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - الادارة السيئة للبلاد حرمت العراق من موارد مالية ضخمة يمكن ان تحقق التنمية الاقتصادية - الاجتماعية ..















المزيد.....

الادارة السيئة للبلاد حرمت العراق من موارد مالية ضخمة يمكن ان تحقق التنمية الاقتصادية - الاجتماعية ..


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 09:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ما زال الاقتصاد العراقي يوصف بأنه اقتصاد ريعي أُحادي الجانب يعتمد اعتمادا كلياً على العائدات المالية للنفط الخام المصدر الى الأسواق العالمية , حيث يعتبر هذا المصدر هو المصدر الأساسي لاقتصادنا الوطني. ومنذ سقوط النظام الدكتاتوري المقبور عام 2003 ورث النظام الجديد اقتصادا متخلفا يعاني العديد من المشاكل والتحديات والأزمات, كان المفروض به وضع الحلول الجذرية لمعالجتها وتحقيق التقدم الاقتصادي – الاجتماعي بعد مرور 17 سنة من تسنمه مقاليد السلطة.
فهل استطاعت الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم من معالجة مشاكل وازمات الاقتصاد العراقي, وتحقيق النهضة الاقتصادية الاجتماعية وتخليص الاقتصاد من الصفة الاحادية والتخلف؟
ان المؤشرات اليوم تشير الى هشاشة الدولة وضعف تخطيطها وتفشي الفساد في اجهزة الدولة المختلفة المدنية والعسكرية واستفحال امر مافيات الفساد , وتعرض البلاد الى ازمة مالية حادة بسبب انخفاض أسعار النفط في الاسواق العالمية وسوء ادارة شؤون البلاد . ولم تتمكن الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم من ايجاد مصادر اخرى للدخل القومي من غير النفط , حيث بقي القطاع الزراعي متخلفا يعاني العديد من التحديات والمعوقات واعتماد العراق على تأمين سلة غذائه من البلدان المجاورة , كما غزت اسواقنا العديد من المنتجات الزراعية المستوردة على حساب منتوجنا الوطني , لم يستطع منتوجنا المحلي من منافستها ولأسباب عديدة .وكانت النظرة الى القطاع الزراعي على انه قطاع ثانوي . اما بالنسبة الى الصناعة في العهد الجديد فهي الاخرى تواجه العديد من التحديات اولها اغراق السوق العراقية بالمنتجات الصناعية المستوردة بما فيها الرديئة الصنع والرخيصة الثمن ,الى جانب مشكلة الكهرباء , وهناك مساعي محمومة لخصخصة المؤسسات الصناعية الحكومية وتصفية القطاع العام دون دراسة الموضوع بشكل جاد , ولم تتحرك الحكومات المتعاقبة بشكل جاد وطموح من اجل تطوير الصناعات القائمة وانشاء مشاريع صناعية جديدة وتحويل البلاد الى بلد صناعي مصدر.
كما اهمل ايضا القطاع السياحي باعتباره موردا هاما من موارد الدخل القومي غير أن هذا القطاع ما زال مهملا ومتخلفا قياسا الى التطورات العالمية الحاصلة في صناعة السياحة , وبذلك فان الادارة السيئة لشؤون البلاد قد حرمت العراق من موارد مالية ضخمة يمكن ان يدرها القطاع السياحي , الأمر الذي انعكس سلبا على الاقتصاد العراقي.
منذ 2003 والى اليوم في وبعد مرورسبعة عشر عاما , ماهي انجازات البلاد من قبل القوى المتنفذة الحاكمة من قوى الاسلام السياسي ؟
أهم الانجازات المتحققة خلال هذه الفترة من الحكم :-
1. استشراء الفساد في مفاصل الدولة المختلفة , حيث فاز العراق بالمرتبة الاولى من بين الدول الأكثر فسادا في العالم حسب تقارير منظمة الشفافية الدولية.
2. اعتبر العراق من أسوأ البلدان في العالم من حيث مستوى التعليم .
3. احتلت بغداد المرتبة الاولى كأسوأ مدينة في العالم في جودة المعيشة .
4. تراجع الخدمات الصحية في البلاد واصبحت اكثر كلفة في هذا العهد .
5. انتشار ظاهرة التسول في بغداد العاصمة وفي عموم محافظات العراق .
6. مازال العراق يعاني من ازمة الكهرباء على الرغم من انفاق مليارات الدولارات .
7. تميز هذا العهد بارتفاع نسبة الفقر وانخفاض مستوى المعيشة للعديد من شرائح المجتمع .
8. ارتفاع نسبة البطالة وخاصة بين الخريجين من الشباب في المدينة والريف.
9. اصبح الصراع الطائفي والسياسي على اشده في هذا العهد , صراع على المراكز والنفوذ واقتسام ( كيكة العراق ) عل حساب مصلحة الشعب والوطن .
10. تهميش الصناعة والزراعة والسياحة والنقل والتعدين وغيرها من القطاعات والعمل على التخلص منها بإلقاء مسؤوليتها على القطاع الخاص من خلال عمليات الخصخصة والتي هي احد شروط المؤسسات الرأسمالية الدولية : البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
11. التقشف والادخار الاجباري والعمل على استقطاع نسبة من رواتب الموظفين والمتقاعدين .
12. الاستيلاء على الرصيد الاحتياطي للبنك المركزي العراقي خلافا لقانون البنك .
كل هذه الانجازات المهمة وغيرها العديد والتي عانى منها ابناء الشعب وخصوصا الجماهير الكادحة دفعت بالمواطنين الى الاحتجاج والمشاركة في الحراك الجماهيري في بغداد والمحافظات مطالبين بالإصلاح الاقتصادي والسياسي واصلاح القضاء العراقي , الا ان السلطة المفزوعة واجهتهم بالرصاص الحي والمطاطي والغاز المسيل للدموع حيث سقط العديد من الشهداء على الرغم من ان الدستور العراقي يبيح التظاهرات السلمية , الا ان الحكومة المستقيلة كانت تسعى لتكميم الأفواه وتقزيم الديمقراطية وهذه احد الانجازات المهمة الاخرى للقوى المتنفذة الحاكمة من الاسلام السياسي .
صحيح أن الأزمات الاقتصادية للبلاد ليست وليدة اليوم وانما هي تراكمات تمتد الى عقود من الزمن , ولكن الحكومات المتعاقبة منذ 2003 والى اليوم لم تتمكن من معالجة الازمات والسلبيات لافتقارها الى الخطط والبرامج وانعدام الآليات الاقتصادية ولذلك بقي اقتصادنا اقتصادا ريعيا وحيد الجانب يعاني العجز في موازنته مع اهمال القطاعات الاقتصادية المنتجة كالزراعة والصناعة والسياحة والتي تمثل موارد مهمة للدولة, وتحول البلد بفضل السياسة المتبعة من قبل القوى المتنفذة الى بلد استهلاكي يستورد كل شيء وليس بلدا منتجا ومصدرا. بلد تفاقمت فيه البطالة والفساد وازمات السكن والتعليم والصحة والخدمات عموما.
الحلول الجذرية من قبل الدولة غائبة ولكن توجد بعض الحلول الترقيعية كما هو الحاصل الآن .
ان الخروج من الازمة الاقتصادية للبلاد يأتي عبر الاصلاح السياسي والاقتصادي الجذري وعبر دولة المواطنة , الدولة المدنية الديمقراطية وليس دولة المحاصصة. والاصلاح لابد ان يتضمن اعادة هيكلة القطاعات الاقتصادية الصناعية والزراعية والسياحية وغيرها وتفعيلها بحيث تصبح ايراداتها موازنة للإيرادات النفطية وعدم الاعتماد على النفط كمصدر وحيد للدخل القومي والذي يخضع لتقلبات أسعار النفط في السوق العالمية والسعي لاستغلال العوائد المالية النفطية في اقامة المشاريع الاستثمارية في ميدان الصناعة والزراعة والسياحة والنقل وغيرها .
ان الأزمة التي تعاني منها البلاد هي ليست ازمة جزئية. ازمة حكم وازمة اقتصاد وازمة اجتماعية وازمة في ادارة الدولة وازمة مؤسسة القضاء وانما هي ازمة بنيوية تعاني منها البلاد, وهذه الأزمة تتطلب حلولا جذرية تعتمد الاصلاح السياسي والاقتصادي والقضائي بعيدا عن نظام المحاصصة , واقامة دولة المواطنة , الدولة المدنية الديمقراطية , كما اشار الى ذلك سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي رائد فهمي في الندوة الموسومة ( التغيير نحو دولة المواطنة ضرورة وإمكانية .).
الانتخابات قادمة وينبغي على الشعب عدم انتخاب نفس الوجوه الفاسدة والعمل على الخلاص من منظومة المحاصصة والفساد وازاحة جميع المسؤولين الذين اوصلوا العراق الى حافة الهاوية وان تكون الانتخابات القادمة معبرا الى حياة اخرى جديدة يستحقها شعبنا بعد ما قدم مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين والمعاقين .



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب القوانين الرادعة في العراق هو من شجع على استشراء الفساد ...
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة في 17 تشرين الثاني / ىنوفمبر ( ...
- من ينتشل العراق من تخلفه وتبعيته الاقتصادية ؟
- الأقتصاد الريعي في العراق يكشف ضعف الدولة والتخطيط
- النهوض بالعملية التربوية والتعليمية في العراق والحلول المناس ...
- بمناسبة اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية في 10 نوفم ...
- بمناسبة اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية في 10 نوفم ...
- العراق يستورد سلة غذائه من دول الجوار وبلا أمن غذائي
- هل يحتاج العراق الى استراتيجية ورؤى واضحة للتنمية الاقتصادية ...
- كيف تمكنت الصين من تحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي ؟
- لماذا يعتبر العراق من اسوأ بلدان العالم في أنشطة الأعمال ؟
- هل قادت الحكومات المتعاقبة العراق الى هاوية اقتصادية - اجتما ...
- مسيرة القطاع الخاص في العراق والدور المطلوب لتفعيل دوره في ا ...
- ما الذي فعلته الحكومات العراقية المتعاقبة لمعالجة البطالة وا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للطفل في 20 تشرين الثاني / نوفمبر ..(( ...
- هل يوجد خلل كبير في ادارة الأموال العراقية ؟
- سوء الادارة ادى الى تفاقم البطالة في العراق
- هل لدى العراق منتجات زراعية وصناعية لتصديرها الى الأسواق الع ...
- متى يتم التصدي لأخطبوط الفساد في العراق ؟
- أهذا هو النخل , طعام الفقير , وحلوى الغني ... وزاد المسافر و ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - الادارة السيئة للبلاد حرمت العراق من موارد مالية ضخمة يمكن ان تحقق التنمية الاقتصادية - الاجتماعية ..