أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - غياب القوانين الرادعة في العراق هو من شجع على استشراء الفساد.














المزيد.....

غياب القوانين الرادعة في العراق هو من شجع على استشراء الفساد.


عادل عبد الزهرة شبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6733 - 2020 / 11 / 15 - 09:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد بُحت أصوات المتظاهرين السلميين في بغداد العاصمة والمحافظات وهي تطالب الحكومة والقوى المتنفذة بالإصلاح ومكافحة الفساد الذي استشرى في مفاصل الدولة المدنية والعسكرية دون أن تلاقي طلباتهم اهتماما واستجابة من قبل القوى المتنفذة , لأن تحركهم بهذا الاتجاه سيمس مصالحهم الشخصية ويلحق الضرر بها .
ان استشراء الفساد في العراق الى درجة خطيرة دعا الشفافية الدولية وهي منظمة دولية غير حكومية معنية بالفساد سواء كان السياسي أو غيره من الأنواع الى ادراجه ضمن الدول الأكثر فسادا في العالم. وهي تصدر سنويا تقريرا يعرف بـ ( مؤشر الفساد ) الذي هو قائمة تضم الدول المنتشر فيها الفساد, ويقع مقرها في برلين / المانيا . ومنذ العام 1995 والشفافية الدولية تقوم بإصدار سنوي لمؤشر دولي لملاحظة الفساد يرمز له اختصارا (CpI) , يقوم بترتيب الدول حول العالم حسب درجة وجود الفساد في الموظفين والسياسيين وتعرف المنظمة الفساد بأنه (استغلال السلطة المؤتمنة من أجل المصلحة الشخصية ). وتعتمد المنظمة نظاما من عشر نقاط او مائة نقطة حيث ان المرحلة الاعلى (10) او ( 100) تعني الأقل فسادا في حين ان المرتبة (1) للأكثر فسادا . ووفقا لمؤشر الفساد فإن السقف العالمي يجب ان يتجاوز الـ (50 ) نقطة لكي تعتبر الدولة من الدول ذات المعدل الجيد في مكافحة الفساد , وبحسب السقف فإن أغلب الدول العربية باستثناء الامارات وقطر هي تحت المعدل العالمي و (12 ) دولة عربية مصنفة ضمن الدول شديدة الفساد في العالم ومن بينها العراق . في عام 2016 نشرت منظمة الشفافية الدولية تصنيفا عالميا للفساد ضم (176 ) بلدا ووضعت المنظمة العراق في آخر 10 دول الأكثرها فسادا حيث سجل (166) نقطة , وجاء في التقرير ان (6) من اكثر عشر دول فسادا في العالم هي عربية وهي سوريا والعراق والصومال والسودان واليمن وليبيا بسبب انعدام الاستقرار السياسي والنزاعات الداخلية والحروب وتحديات الارهاب .وأكدت المنظمة أن الأحزاب السياسية في العراق هي المؤسسات الأكثر فسادا في البلاد يليها البرلمان والقضاء والمؤسسة العسكرية بحسب مؤشر الفساد العالمي ’ مشيرة الى عودة ظاهرة ما يعرف بالجنود الفضائيين وان الوظائف الحكومية يتم شغلها عبر الوساطة والمحسوبية وان 35 % من الموظفين في القطاع العام العراقي تم تعيينهم بدون عملية تنافسية .
لقد مارس كبار المسؤولين في الدولة عمليات الفساد ونهب المال العام دون أن يتعرضوا للمسائلة القانونية وغض القضاء العراقي النظر عن محاسبتهم وملاحقتهم بل تم تهريبهم خارج العراق مع الأموال التي نهبوها وهناك العديد من الأمثلة لعدد من الوزراء وكبار المسؤولين من القوى المتنفذة .
الآثار الاقتصادية لظاهرة الفساد :
- يؤثر الفساد على تراجع الاستثمار العام واضعاف مستوى الخدمات في البنية التحتية بسبب الرشاوي والاختلاسات.
- الفساد المالي والاداري يحد من حجم الاستثمار الاجنبي ويعرقل عملية التنمية الاقتصادية في البلاد .
- فساد القوى المتنفذة واستغلالهم للسلطة وسيطرتهم على الموارد الاقتصادية للبلاد يؤدي الى توسيع الفجوة بين هذه الطبقة وبقية افراد المجتمع .
- يضعف من النمو الاقتصادي وزيادة مديونية الدولة .
ان غياب القوانين الرادعة وضعف الرقابة هو الذي شجع على استشراء الفساد , ومن الضروري اجتثاث الفساد بوصفه ظاهرة مدمرة لعملية التنمية الاقتصادية في البلاد, ولا بد من تدوير الموظفين والمسؤولين بشكل مستمر لضمان عدم السماح لبناء بؤر فساد , وضرورة رفع اجور ورواتب العاملين في الدولة لضمان توفير الحد الأدنى من الرفاهية التي تمنعهم من الانزلاق الى مزلق الفساد, وتشكل العقوبات المفروضة على مرتكبي جرائم الفساد قوة ردع لكل من تسول له نفسه الانزلاق في هذا المنزلق الخطير , اضافة الى تفعيل دور الأجهزة الرقابية واعتماد اساليب الحكومة الإلكترونية لتقليل احتكاك المواطن بالموظف العام وما ينجم عنه من اغراءات بتسهيل الاجراءات مقابل مبالغ معينة .
لقد اكد الحزب الشيوعي العراقي في برنامجه المقر من المؤتمر الوطني العاشر على ((محاربة الفساد الاداري والمالي والاقتصادي ودعم الهيئات الرقابية المتخصصة واستقلاليتها وتفعيل وتطوير الاليات والقوانين التي تهدف الى حماية المال العام ووضع خطط واجراءات عملية لاستعادة الأموال المنهوبة .))
ستبقى أصوات المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير في بغداد وفي محافظات العراق المختلفة تصدح مطالبة بالإصلاح الجذري الحقيقي وبمكافحة الفساد وملاحقة المفسدين واستعادة الأموال المنهوبة وتفعيل القضاء العراقي وحياديته وعدم تسييسه وان ينال كبار المسؤولين الفاسدين جزاءهم القانوني . فهل تؤدي الحكومة العراقية الحالية دورها في وضع الحد النهائي للفساد ؟ أشك في ذلك !!!
وماذا ستفعل الورقة الحكومية البيضاء تجاه كبار الفاسدين ومافياتهم المسلحة , هل تستطيع التقرب منهم ؟



#عادل_عبد_الزهرة_شبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة في 17 تشرين الثاني / ىنوفمبر ( ...
- من ينتشل العراق من تخلفه وتبعيته الاقتصادية ؟
- الأقتصاد الريعي في العراق يكشف ضعف الدولة والتخطيط
- النهوض بالعملية التربوية والتعليمية في العراق والحلول المناس ...
- بمناسبة اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية في 10 نوفم ...
- بمناسبة اليوم العالمي للعلم لصالح السلام والتنمية في 10 نوفم ...
- العراق يستورد سلة غذائه من دول الجوار وبلا أمن غذائي
- هل يحتاج العراق الى استراتيجية ورؤى واضحة للتنمية الاقتصادية ...
- كيف تمكنت الصين من تحقيق التنمية والتقدم الاقتصادي ؟
- لماذا يعتبر العراق من اسوأ بلدان العالم في أنشطة الأعمال ؟
- هل قادت الحكومات المتعاقبة العراق الى هاوية اقتصادية - اجتما ...
- مسيرة القطاع الخاص في العراق والدور المطلوب لتفعيل دوره في ا ...
- ما الذي فعلته الحكومات العراقية المتعاقبة لمعالجة البطالة وا ...
- بمناسبة اليوم العالمي للطفل في 20 تشرين الثاني / نوفمبر ..(( ...
- هل يوجد خلل كبير في ادارة الأموال العراقية ؟
- سوء الادارة ادى الى تفاقم البطالة في العراق
- هل لدى العراق منتجات زراعية وصناعية لتصديرها الى الأسواق الع ...
- متى يتم التصدي لأخطبوط الفساد في العراق ؟
- أهذا هو النخل , طعام الفقير , وحلوى الغني ... وزاد المسافر و ...
- العوامل المؤثرة على الاستثمار في العراق


المزيد.....




- لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور ...
- -لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا ...
- -بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا ...
- متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
- العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
- مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
- وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما ...
- لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
- ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عادل عبد الزهرة شبيب - غياب القوانين الرادعة في العراق هو من شجع على استشراء الفساد.