أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - الولادة العليلة للديمقراطية في العراق














المزيد.....

الولادة العليلة للديمقراطية في العراق


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1610 - 2006 / 7 / 13 - 10:31
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في التاسع من نيسان سقطت الدكتاتورية في بغداد ، تاركة لنا إضافة إلى الخراب والدمار والاقتصاد المتردي ، أثارها الثقافية والنفسية والسلوكية في نفوس العراقيين وعقولهم سواء من كان منهم في داخل البلاد أو خارجها .. فالدكتاتورية العراقية الممثلة في سلطة البعث هي سلطة معقدة التركيب تقوم على أساس تركيبة جهازيه شديدة الوطأة يشكل الهاجس الأمني محركها الأول والأخير الذي يتعامل مع الجميع على أساس الشك والإخضاع للرقابة والحد من الحركة .. كما إنها سلطة تعتمد التخويف كمبدأ إيديولوجي لاعتقال عقل المواطنين وتحويله إلى رهينة لمجموعة من المخاوف والهواجس التي تعيش في داخله كرقيب . وكنا في المعارضة العراقية نلمس الكثير من هذه الآثار تنعكس على شكل تصرفات وسلوكيات مشابهة لسلوك الدكتاتورية التي تعارضها رغم إنها تطرح باستمرار وتؤكد في أدبياتها ومؤتمراتها على ضرورة تحقيق الديمقراطية ، ووصل الحال بالبعض إلى أن يصبح مقفلا تماما للهاجس الأمني بل ويشعر باللذة في الأغراق فيه والتخلي عن الأنشطة الجماهيرية وإشراك ضحايا الدكتاتورية الهاربين إلى خارج حدودها في العمل والرأي ، وكان هذا الهاجس تغطي على نقاط الضعف الكثيرة سواء في القدرات القيادية أو الثقافية ويجعل الوضع بشكل عام فاقدا لأي مستوى من الشفافية التي تعتبر عماد الديمقراطية وجوهرها . ولما كان التغيير في العراق عملية قيصرية كان الدور الأبرز فيها إلى التحالف الدولي ولم يتم عبر مشاركة شعبية جماهيرية هي حقا كانت كامنة ومستاءة إلى حد القرف من الدكتاتورية وأكاذيبها ، فان الوضع بعد التغيير مباشرة كان وضعا غامضا للقوى السياسية العراقية ، ولم تكن هناك رؤية واضحة لما يجب عمله وكيف يمكن توظيف وإشراك هذه الجماهير المستاءة التواقة إلى حياة جديدة في عملية صنع هذه الحياة . وبدلا من اللجوء إلى الشفافية والمكاشفة وفضح أثار العهد السابق جرت عملية تكريس لفواصل جديدة لتحقيق الأمن السياسي لهذه القوى في مواجهة غول اسمه (الانتخابات) ، وجرت عملية إعادة استثمار أثار الدكتاتورية بطريقة تكريس الإيديولوجية الضيقة بدلا من جعلها مفتاحاً لخلق مجتمع منفتح على مستقبل جديد بدون هذه الآثار .. ولم تشكل عمليات اكتشاف المقابر الجماعية ومحاكمة صدام رادعاً أمام إعادة إنتاج لون أخر من العنف يتمثل في القتل الجماعي بدون مقابر بكل أشكاله من المفخخات إلى الإعدام بدون محاكمة إلى التعذيب في السجون السرية . وعزز الإعلام الذي استمر في كونه ظاهرة ملحقة وتكميلية للكيانات السياسية ، عزز هذا الوضع ، وبات المطلع على الأمور قادراً على معرفة المطبوع وعائديته من المصطلحات التي يستخدمها أو من الصور التي يعرضها على صفحته الأولى ، وجرت عملية إعادة تكريس للإعلام الموجه التي جرت في صحافة المعارضة وصحافة النظام الدكتاتوري السابق كمرجع ، وساهم انخراط الإعلاميين السابقين ممن عملوا في أجهزة النظام وتقصوا هذا الأسلوب والسلوك السهل لضمانة المديح والمحاباة والتوجيه ألقسري و ( الحرب على الأعداء ) ، في دفع عجلة الإعلام بهذا الاتجاه وإعادة إنتاج إعلام النظام السابق قلبا وروحا إذا لم يكن بشكل أسوء .. ولم تجد نفعا المحاولات التي دعمها التحالف الدولي لخلق صحافة مستقلة واعدة ، فقد أنجبت هذه المحاولة صحافة تتحاشى انتقاد جهات الدعم نقدا بناء يهدف إلى خلق جسور ثقة وتعاون معها بما يخدم هذا البلد ، لا النقد الذي تمارسه بعض الجهات لغرض تشويه صورتها وإلغاء فضائل التغيير الذي أنجزته والحرية التي تتمتع بها المواطن والتي يجري الآن سلبها من قبل هذه الجهات ، في محاولة جادة لإنتاج قطعانية جديدة يتحول فيها المواطن من فرد حر ذو رأي وصوت إلى رقم في قائمة الأتباع لا يملك حق التصرف . ورغم وجود شذرات هنا وهناك فان المواطن خسر الإعلام كوسيلة من وسائل الشفافية والتصحيح وكونه سلطة مستقلة تقف بين الناقد للخطأ والداعم للصواب في العلمية السياسية برمتها .. وعاد الأسلوب القديم الذي يجعل السلطة تنوب عن المواطن معتمدة على كذبة الديمقراطية والتمثيل النيابي ، فها نحن نرى من هيئة علماء المسلمين دعوة للأحزاب وإغلاق المساجد مثلما نرى دعوة من مجلس كربلاء للاضراب العام لمدة أربعة أيام احتجاجا على اعتقال رئيسه فيما يبقى موقف المواطن الذي حرم من مكان العبادة أو حرم من الكسب الحلال لأهله وعياله ، وترك تحت رحمة ردود الأفعال السياسية المقابلة أو نتائج التعطيل التي انعكست على البنزين وأسعار المواد الغذائية وغير ذلك من نتائج يفرزها أحزاب في زمن الخراب والأوضاع المتدهورة . إن الحديث عن الديمقراطية يجب أن يكون حديثا عن نضال وفضح ضد كل سلوك حزبي أو حكومي أو من أي جهة كانت يسيء إلى هوية المواطن ومصالحه إذ ماذا يعنيه أن يعتقل رئيس مجلس المحافظة كما قالها مواطن مادام هناك قانون ومحاكم وما الحاجة إلى أحزاب يشل حياته ورزقه ؟!. إن ((الديمقراطية)) في العراق هي ديمقراطية عليلة لأنها أصيبت في الطفولة وإنها سائرة نحو حتفها ، إذا لم تجد من ينقذها أو يصنع ديمقراطية جديدة على أسس سليمة وصحيحة .



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب الاحزاب
- ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
- هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة
- الميليشيات مجددا
- حرب أهلية أم لا ؟


المزيد.....




- الحزب الحاكم في كوريا الجنوبية: إعلان الأحكام العرفية وحالة ...
- عقوبات أميركية على 35 كيانا لمساعدة إيران في نقل -النفط غير ...
- كيف أدت الحروب في المنطقة العربية إلى زيادة أعداد ذوي الإعاق ...
- لماذا تمثل سيطرة المعارضة على حلب -نكسة كبيرة- للأسد وإيران؟ ...
- مام شليمون رابما (قائد المئة)
- مؤتمــر، وحفـل، عراقيان، في العاصمة التشيكية
- مصادر ميدانية: استقرار الوضع في دير الزور بعد اشتباكات عنيفة ...
- إعلام: الولايات المتحدة وألمانيا تخشيان دعوة أوكرانيا إلى -ا ...
- نتنياهو: نحن في وقف لاطلاق النار وليس وقف للحرب في لبنان ونن ...
- وزير لبناني يحدد هدف إسرائيل من خروقاتها لاتفاق وقف النار وي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - الولادة العليلة للديمقراطية في العراق