|
منظمة -إلى الأمام-: كرونولوجيا سياسية محاولة تفصيلية وشاملة
موقع 30 عشت
الحوار المتمدن-العدد: 6732 - 2020 / 11 / 14 - 14:57
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
14 نونبر 1974 ـــــ ـــــ ـــــ 14 نونبر 2020
بمناسبة الذكرى السادسة والأربعون لاستشهاد القائد الشيوعي الماركسي ــ اللينيني الثوري عبداللطيف زروال، عضو القيادة الوطنية للمنظمة الثورية "إلى الأمام"، وقائد خط الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية على طريق الاشتراكية، يقدم موقع 30 غشت مقالة تحمل عنوان: "منظمة "إلى الأمام" الماركسية ــ اللينينية المغربية ــــ من التأسيس (1970) إلى الحل العملي (1994) ــــ كرونولوجيا سياسية ـــ محاولة تفصيلية وشاملة ـــ " من إعداد: عسو أمزيان.
ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ نظرا لطول هذه المقالة، نعمل على نشرها في سلسلة حلقات، على أن يتم نشر النص الكامل بصيغة ب.د.ف. حين نشر الحلقة الأخيرة. ــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ منظمة "إلى الأمام" الماركسية ــ اللينينية المغربية من التأسيس (1970) إلى الحل العملي (1994) كرونولوجيا سياسية ـــ محاولة تفصيلية وشاملة ـــ من إعداد: عسو أمزيان إشارة: تعتمد هذه الكرونولوجيا السياسية، والتي سنحاول بأن تكون تفصيلية وشاملة، لتاريخ منظمة "إلى الأمام" الماركسية ــ اللينينية المغربية، على مجموع إصدارات موقع 30 غشت من وثائق وكتب ودراسات ومنشورات...، وهي تركز بالأساس، عملا بالمبدأ الديالكتيكي الذي يعتبر العوامل الداخلية هي، في النهاية، الحاسمة في تحول الشيء، على مجمل الأحداث السياسية والتنظيمية الداخلية التي عرفتها المنظمة منذ تأسيسها سنة 1970 إلى حلها العملي سنة 1994، من دون أن ننسى طبعا، التذكير، وبتركيز شديد، بأهم أحداث السياق الذي فيه جرت تلك الأحداث السياسية والتنظيمية التي طبعت الحياة الداخلية للمنظمة. تمهيد لا بد منه تعتبر المرحلة التي انبثقت فيها الحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية، مرحلة تاريخية دقيقة جدا وغنية من حيث الصراعات الطبقية والسياسية، إن وطنيا أو إقليميا أو دوليا. إن تلك الولادة لم تأت كرغبة ذاتية "مقلدة " لموضة شبابية عالمية كما تدعي بعض الأبواق المهزومة، متناغمة في هذا مع أحزاب البرجوازية الصغيرة والمتوسطة التي حينها تم تجاوزها من طرف حركة النضالات العمالية والفلاحية والشعبية. بل عكس ذلك، جاء الانبثاق نتيجة سيرورة مد نضالي ثوري وطني (وإقليمي وأممي كان شعاره "الاتجاه الرئيسي هو الثورة")، جسدته الانتفاضات العمالية والفلاحية والشعبية، والتي ووجهت بالرصاص والاختطافات والاعتقالات، في تخل كلي للأحزاب البرجوازية الإصلاحية عنها، وهرولتها نحو طاولة المفاوضات والمساومة مع رأس النظام الكمبرادوري، ودخول هذه الأحزاب في مواجهة مباشرة مع بعض أطرها وقواعدها الثورية، الرافضة لتخاذلها وتخلفها عن حركة الجماهير، والمنتقدة لمواقفها ولخطها السياسي والاستراتيجي بالأساس. ولوضع القارئ في هذا السياق الذي في خضمه ستتبلور العناصر الجنينية الأولى للحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية، لا بد من التذكير بأبرز وأهم الأحداث السياسية الكبرى، وطنيا، إقليميا ودوليا، التي طبعت هذه المرحلة، والتي شكلت مقدمة سياسية وإيديولوجية لانبثاق الحركة الماركسية ــ اللينينية المغربية ("الحملم"). 1 ــ المد النضالي الثوري بالبلدان الرأسمالية والكفاح الوطني بالمستعمرات: * عرفت العديد من البلدان الرأسمالية الامبريالية بأوروبا مدا نضاليا ثوريا لحركة البروليتاريا بعد تخاذل الأحزاب "الشيوعية"، ونقاباتها في الدفاع عن مصالح الطبقة العاملة، والتخلي عن قيادة نضالاتها واعتصاماتها التي عرفت تقدما قويا وانتشارا واسعا، وعلى الخصوص عزلة هذه الأحزاب عن الجماهير العمالية، وانفضاح بيروقراطيتها اتجاه قواعدها العمالية والشبيبية الثورية، وانكشاف ذيليتها للتحريفية السوفياتية. كما عرفت هذه البلدان كذلك مدا نضاليا ثوريا للحركات النسائية و الشبيبية، الطلابية والتلاميذية، التي اعتصمت بالعديد من الجامعات وربطت نضالاتها بالنضالات البروليتارية، والتي عرفت أوجها ابتداء من 1967. * هكذا برز نجم العديد من المنظمات الثورية الماركسية ــ اللينينية بمجموعة من البلدان الرأسمالية، متأثرة بشكل كبير بخط ماو تسي تونغ الماركسي ــ اللينيني، ومدافعة عن الحق في الثورة على الرأسمال بكل الوسائل، حيث تبنت أغلبية هذه المجموعات الثورية مفهوم العنف الثوري (فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، بلجيكا...) من أجل تحطيم سلطة البرجوازية، وكانت لها شعبية كبيرة، رغم كل الحملات الدعائية ضدها، حيث رفعت أعلام تلك المنظمات الثورية في المظاهرات العارمة التي كانت تعرفها تلك البلدان في تلك الفترة. * تصاعد النضالات الجماهيرية في قلب القوة الإمبريالية الأمريكية ضد العنصرية، وضد حربها العسكرية الاستعمارية على شعب الفيتنام، واتخذت هذه النضالات الجماهيرية الجذرية اتجاها ثوريا ببروز العديد من المنظمات الثورية، شبيبية وعمالية وفلاحية ونسائية، حيث جعلت من النظام السياسي هدفا لها (على الخصوص بين سنتي 1967 و1970). * تصاعد المد التحرري الوطني الثوري بإفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا، حيث كان على رأس الأهداف تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي وإجلاء القوى الإمبريالية، وبناء أنظمة وطنية. 2 ـــ إقليميا: هزيمة الأنظمة العربية وجيوشها النظامية أمام الكيان الصهيوني في 1967: (أزمة الثورة المغربية كجزء من أزمة الحركة الثورية العربية) * طرح السؤال في الأوساط النضالية حول أسباب هزيمة الأنظمة التي سميت حينها بالتقدمية وجيوشها النظامية (الناصرية والبعثية) أمام الكيان الصهيوني، وهل هذه الهزيمة تتعلق بدرجة التسلح والتفوق العسكري الصهيوني المدعم إمبرياليا؟ ومقارنة هذه الهزيمة بانتصارات الشعب الفيتنامي بقيادة قواه الثورية على جيوش الإمبريالية الأمريكية كأعثى قوة عسكرية مسلحة بدرجة عالية. * الخلاصة: التمييز بين حرب الشعب، وحرب الجيوش النظامية، وأن الأمر لا يتعلق فقط بمدى درجة تسلح جيوش هذا النظام الغاصب أو ذاك، مما استتبعه سؤال، لماذا رفضت الأنظمة العربية "التقدمية" تسليح كل الشعب في مواجهة العدو الصهيوني؟ إن الأنظمة الناصرية والبعثية هي أنظمة برجوازية، لم تأت كنتيجة لثورات وطنية وشعبية، وبقيت سجينة مصالحها الطبقية البرجوازية، وهي ترفض تسليح كل الشعب كي لا يتحول اتجاه بنادق هذا الأخير ضدها. لم يستفد العمال والفلاحون الفقراء من "المنجزات" التي عملت على تحقيقها هذه الأنظمة (التأميم والجلاء...)، بل تركزت تلك "المنجزات" في يد فئة العسكريين والمدنيين من البرجوازيين القابضين على السلطة السياسية. * بعد هذه الهزيمة انكشف أمام الشعوب دور التحريفية السوفياتية أثناء الحرب، من خلال الاتفاق على الحل السلمي ودعمه، وهو ما يعني عمليا التسليم بوجود الكيان الصهيوني وتصفية الثورة الفلسطينية بالأساس (ساهم هذا الدور الذي لعبته التحريفية السوفياتية في تعميق الصراع ضد القيادة التحريفية بالمغرب التي يمثلها حزب "التحرر والاشتراكية" ــــ الحزب "الشيوعي" سابقا، وحزب "التقدم والاشتراكية" لاحقا ــــ، وأصبح الوضع الداخلي لهذا الحزب على حافة الانفجار، وعلى الخصوص بعد تبني هذه القيادة لمواقف التحريفية السوفياتية، والدفاع عن قرار "مجلس الأمن" ثم مشروع "روجرز" القاضيين بتثبيت الكيان الصهيوني بصورة نهائية وتصفية قضية الشعب الفلسطيني، ووضع كل المنطقة تحت السيادة الإمبريالية). * لعبت الثورة الثقافية البروليتارية الصينية الكبرى دورا مهما في الصراع ضد التحريفية السوفياتية وفضحها وسط الحركة الشيوعية العالمية، وشكلت عامل انبعاث ثوري وسط الاتجاهات الثورية الصاعدة إقليميا (ودوليا)، في التأكيد على الخط الماركسي ــ اللينيني الثوري، وعلى دور الجماهير الحاسم في الثورة. * بعد الهزيمة برز الاتجاه الماركسي ــ اللينيني كخط ثوري جديد في المنطقة العربية، وعلى الخصوص بفلسطين وفي قلب الصراع ضد الصهيونية والإمبريالية. كما تحولت بعض التنظيميات القومية إلى منظمات ماركسية ــ لينينية وتبنيها لحرب التحرير الشعبية (السلاح طريق الكفاح). * كشفت هذه الهزيمة، بعد الانتفاضة المجيدة لسنة 1965، الطريق المسدود للبرجوازية الصغيرة والمتوسطة، والأفق الإصلاحي للقوى السياسية البرجوازية وعجزها السياسي والاقتصادي على تحقيق مهام الثورة. * استنتاج: الأحزاب المغربية المعارضة هي مشاريع مستقبلية لتلك الأنظمة المهزومة، ولا تخرج أهدافها ولا خطها السياسي عن الخط السياسي والاستراتيجي لتلك الأنظمة التي انتهت إلى هزيمة العار لسنة 1967، وإلى الإفلاس السياسي والإيديولوجي. 3 - الانتفاضة المجيدة ل 23 مارس 1965: * بعد قرار حكومة النظام الملكي بحرمان وطرد الآلاف من التلاميذ، الذين يتجاوز سنهم السابعة عشرة من متابعة مرحلة التعليم الثانوي، و إغلاق باب الطور الثاني من التعليم الثانوي في وجه أبناء الفلاحين والعمال، الذين تم حرمانهم من حقهم المشروع في التعليم والمعرفة، انطلقت مجموعة من المظاهرات التلاميذية بمعية جمعية آباء التلاميذ، وهي المظاهرات التي ووجهت بالقمع البوليسي الوحشي، لتدخل على إثرها ساكنة البيضاء خط هذه النضالات الشعبية، حيث اتسعت بعد ذلك ليلتحق بإضراباتها التجار وقطاع التعليم، وترتفع حدة المواجهات (عشية الإثنين 22 مارس وصبيحة الثلاثاء 23 مارس) بين أبناء الشعب وقوى القمع المشكلة من مختلف الأجهزة البوليسية والعسكرية، وقوى احتياطية مستعملة مختلف الوسائل الوحشية ومجهزة بالمدافع الرشاشة، بقيادة المجرم الدموي أوفقير وزير الداخلية حينها (ضابط سابق في الجيش الاستعماري الفرنسي بجنوب الفيتنام). * صبيحة الأربعاء ويوم الخميس اتسع نطاق الإرهاب البوليسي، ليشمل مدنا أخرى كالرباط وفاس ومراكش وتازة ومكناس وبني ملال وآسفي وسطات والقنيطرة وخريبكة... من محاصرة الأحياء الجامعية إلى تطويق مختلف المؤسسات التعليمية، وإطلاق الرصاص على الشعب الرافض لقرارات الحكومة الملكية. * خلفت هذه الهجمة الدموية المئات من الشهداء (أغلبهم لا يتجاوز 18 سنة) والآلاف من المختطفين والمعتقلين والجرحى، حيث تم وضع مجموعة من جثث الشهداء بمركز الأموات بعين الشق، ودفن أخرى سرا بالليل في الوقت الذي كان فيه قرار منع التجول مفروضا، وتهريب العديد من جثث الشهداء من البيضاء إلى مستشفى ابن سينا بالرباط. * قبل أن تجف دماء أبناء كادحي البيضاء، قام النظام الملكي بمحاكمات استثنائية وجماعية سريعة للمئات من المعتقلين ابتداء من يوم الخميس (25 مارس)، وبلغت قمة همجية النظام بإعدامه لأربعة عشر من الفلاحين الذين حملوا السلاح في جيش التحرير، والذين سبق أن صدرت في حقهم أحكام في يوليوز 1964 من طرف المحكمة الملكية العسكرية على إثر ما يعرف ب "أحداث المغرب الشرقي". كما تم حجز الصحف الوطنية للحيلولة دون اطلاع الرأي العام الوطني والدولي على حقيقة المجزرة الدموية التي ارتكبها النظام الملكي في حق الشعب. * خارج المغرب، قام الطلبة المغاربة بالخارج باحتلال سفارات النظام في 26 مارس بكل من الجزائر وباريس وبلغراد وموسكو. * في 29 مارس جاء خطاب رئيس الدولة الكمبرادورية يعترف فيه بخطورة الوضع ويدعو ل "الوحدة الوطنية" لمجابهة الوضع. * في 10 أبريل 1965، انطلاق مسلسل المفاوضات من وراء الجماهير وعلى حساب دماء الشهداء والمعتقلين والمختطفين...، بجلوس بوعبيد، عضو الكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية، مع رئيس الدولة بإفران، بعد اتصالات من هذا الأخير في أواخر شهر مارس. (انتهت هذه المفاوضات بعد ذلك بالفشل). * إعلان حالة الاستثناء في 7 يونيو بعد حل "برلمان" الأعيان من طرف النظام السياسي الملكي (إلى حدود يوليوز 1970). * 29 أكتوبر 1965 اختطاف بنبركة والصمت التام على الجريمة السياسية، حيث وصلت خسة الجهاز النقابي الانتهازي بإطلاقه حملة دعائية ترجع سبب الاختطاف إلى "التجارة في الأفيون". 4 - في النتائج السياسية للانتفاضة المجيدة: * في الواقع، جسدت الانتفاضة الشعبية قطيعة دموية مع خط النضال الإصلاحي والبرلماني، حيث رفعت الجماهير خلال هذه الانتفاضة الشعبية المجيدة شعار "إلا بغيتو الحرية قلبوها جمهورية"، إعلانا منها عن استحالة إصلاح النظام الملكي، وهي في هذا تجاوزت عمليا الأحزاب السياسية الإصلاحية من جهة، ومن جهة ثانية عبرت علنا عن رفضها لهذا النظام الذي واجه المطالب الشرعية لأبناء الكادحين، بالإرهاب والرصاص والمعتقلات وسفك الدماء، التي كتبت بها الجماهير الكادحة حكمها على هذا النظام بالإفلاس. * سقط خلال هذه الانتفاضة أزيد من ألف شهيد برصاص النظام، وكانت الاعتقالات بالآلاف، حيث وصفت حينها ب "الحرب الأهلية" لشدة المواجهات في الشوارع والأحياء الشعبية، ولكثرة الدماء التي سالت برصاص النظام. * على إثر هذه الانتفاضة دخلت ما سمي ب"الأحزاب الوطنية" (حزب الاستقلال، حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية وحزب التحرر والاشتراكية) في مفاوضات مشبوهة مع النظام، وطرح معها السؤال من طرف بعض أطر وقواعد حزبي الاتحاد والتحرر، والتي غالبيتها من الشباب الوطني والثوري، حول مدى سلامة وصحة أن يجلس الحزبان معا، بعد المجزرة الوحشية التي ارتكبها النظام، إلى طاولة المفاوضات مع رئيس الدولة الكمبرادورية لأجل الخوض في "هموم ومصلحة الشعب"، الذي تم اغتيال المئات منه ورميهم في مقابر جماعية وتهريب جثثهم، والزج بالآلاف منهم في غياهب المعتقلات والسجون. * رفضت قيادة هذه الأحزاب تقديم أي توضيحات لقواعدها حول تلك المفاوضات المشبوهة، وبرزت بشكل واضح وسطية هذه الأحزاب، فهي مع الجماهير مرة حين يشتد الطوق على هذه الأحزاب، وهي مع الحكم مرة أخرى حين تشتد عزلة هذا الأخير، وهو تعبير عن خط سياسي متذبذب، خط برجوازي صغير، تغلب عليه المساومة وبيع دماء الجماهير في ظروف احتداد الصراع، حيث عرت هذه الانتفاضة تخلف هذه الأحزاب، خطا وممارسة، عن تقدم حركة الجماهير الشعبية ونضالاتها البطولية. * بدأت الأسئلة تتناسل حول الطريق الثوري بالبلاد، وحول طبيعة الحزب الثوري وخطه الإيديولوجي والسياسي الثوري. وانطلق مسار التعرف بالخصوص على التجربتين الثوريتين، البلشفية بقيادة لينين، والصينية بقيادة ماو تسي تونغ. 5 - أهم الخلاصات السياسية للتجربة الدموية لانتفاضة 23 مارس 1965: نتيجة لهذه الدينامية، تم استخلاص أنه في بلد يخضع لسيطرة الإمبريالية وعملائها المحليين، ويتميز بتذبذب وضعف البرجوازية الصغيرة والمتوسطة، اقتصاديا وسياسيا، و عجزها على قيادة الجماهير لتحقيق "الثورة الديمقراطية" (تحرير البلاد من الامبريالية والقضاء على الإقطاع)، فإن الطريق الثوري بالبلاد لن يكون له الانتصار إلا إذا كان تحت قيادة الطبقة العاملة بتحالف مع الفلاحين الفقراء، وأنه يجب طرح قضية السلطة السياسية طرحا ثوريا بدل طرح الخط الإصلاحي الذي يهدف إلى "ملكية دستورية برلمانية". فتم طرح إقامة نظام الجمهورية الشعبية والذي لن يتحقق إلا عن طريق ثورة شعبية عنيفة. وللوصول إلى هذا الهدف السياسي، لا بد من الحزب الثوري المسلح بنظرية الطبقة العاملة، الماركسية ــ اللينينية، وبالاعتماد أساسا على الجماهير، خصوصا الطبقة العاملة. 6 - النضالات المجيدة لفترة ما بعد مجزرة مارس 1965: * تميزت حركة النضالات الجماهيرية بتلقائيتها وقوتها في غياب أي سند نقابي أو سياسي لها، هكذا نجد الإضرابات البطولية لسنتي 1968 / 1969 لعمال جرادة (52 يوم من الإضراب سنة 1968) وعمال أحولي، والتضامن العفوي لفلاحي الأطلس المتوسط مع إضراباتهم، وانتفاضة فلاحي الوزازات، وقبيلة أولاد عياد ببني ملال وفلاحي واد ماسة في مواجهة مباشرة مع رأس النظام، وإضرابات خريبكة حيث رجم جهاز الدرك وموكب العامل بالحجارة من طرف العمال وأبنائهم، وإضرابات "لاسامير" و "كوزيمار" والميناء، وإضراب عمال منجم بوعرفة حيث طرد 200 عاملا، منجم "تانورات" وطرد 100 عامل، منجم زليجة وطرد 500 عامل، ومناجم جبل عوام بمكناس وطرد 100 عامل... وإضرابات التجار أثناء ما سمي بحملة "مقاومة غلاء الأسعار"، كما تصاعدت النضالات الطلابية والتلاميذية التي عمت أغلبية المدن، و عرفت أوجها في الربع الأول من سنة 1970، وعلى الخصوص إضراب 4 ماي ضد زيارة وزير خارجية نظام فرانكو (لوبيز برافو)، والمعركة ضد التجنيد في ماي ــ يونيو من نفس السنة، وذلك في استقلالية تامة عن الأحزاب الإصلاحية والتحريفية. * بهذه النضالات الجماهيرية العارمة، وعلى رأسها نضالات عمال المناجم، وفي تخل مطلق وكلي للقوى السياسية والنقابية عن الجماهير الكادحة، حيث تجمدت أغلبية الهيئات التنظيمية لحزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية منذ ما سمي ب "اتفاق الوحدة" في غشت 1967 بين قيادته وقيادة الاتحاد المغربي للشغل، دون التذكير هنا بالضعف السياسي والنضالي لحزب علي يعتة، أصبحت المواجهة الطبقية والسياسية مباشرة بين الجماهير العمالية والفلاحية والشعبية المنتفضة من جهة، وبين النظام السياسي الملكي الكمبرادوري من جهة ثانية. * في هذه الفترة كذلك، لعبت مجلة "أنفاس" دورا مهما في تبلور الأفكار الثورية لدى الجيل الصاعد من المناضلين الثوريين، عن طريق تفاعلها مع المحيط الجيو ــ سياسي والقاري والأممي، وبوتقة فكرة الثورة المغربية ضمن هذه الأبعاد، واستطاعت التطور لتصبح منبعا ذا أبعاد فكرية وسياسية وثقافية واجتماعية واقتصادية... 7 - سيرورة الانفصال وسؤال الثورة الشعبية: * شكلت سنوات 67 ــ 68...70، انطلاق سيرورة انفصال أغلب القواعد الثورية وبعض الأطر عن الحزب التحريفي، وعن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، وبداية شق طريق ثورية جديدة تعددت معها في البداية الأجوبة حول الثورة الشعبية العنيفة: انتفاضة على شاكلة التجربة الروسية؟ أم نواة عسكرية على الطريقة الكوبية؟ أم حرب العصابات على طريقة "التوباماروس"؟ أم طريق الحرب الشعبية الطويلة الأمد لقد تم اعتبار أن المهمتين المركزيتين في الثورة المغربية هما: النضال من أجل الثورة الزراعية (ضرب أراضي المعرين الجدد) النضال من أجل إزالة النفوذ الاقتصادي والسياسي للإمبريالية (التحرر الوطني من الاستعمار والاستعمار الجديد، ترابيا واقتصاديا وسياسيا وعسكريا وثقافيا). الهدف: إقامة سلطة الجمهورية الديمقراطية الشعبية تحت قيادة الطبقة العاملة، وبتحالف مع الفلاحين الفقراء والجنود والبرجوازية الصغيرة وجزء من البرجوازية المتوسطة الوطنية. وعلى هذا الأساس، تشكل جماهير العمال والفلاحين الفقراء القوى الأساسية في الثورة وجيشها الأوسع، وهي بهذا المعنى حرب شعبية، وهي لا تعني فقط إزالة الملكية في المغرب، بل تعني تحطيم كل أجهزة الدولة التبعية الرجعية ومؤسساتها القمعية من جيش وبوليس... وانتقال كامل للسلطة إلى يد الجماهير. كان مبدأ الانفصال عن الحزب التحريفي هو "ضرورة الكفاح المسلح كطريق للثورة". منظمة "إلى الأمام" الماركسية ــ اللينينية المغربية (تنظيم "أ") كرونولوجيا سياسية ــــ محاولة تفصيلية وشاملة ـــ
تتألف هذه الكرونولوجيا السياسية من جزأين، جزء أول خاص بالمرحلة الثورية من تاريخ منظمة "إلى الأمام"، ويمتد من التأسيس سنة 1970، إلى الانفجار التنظيمي سنة 1979 واستيلاء الخط التحريفي على قيادة التنظيم سنة 1980. وجزء ثاني خاص بالمرحلة التحريفية، وهو يمتد من سنة 1980 واستيلاء الخط التحريفي على قيادة التنظيم، إلى الحل العملي للمنظمة سنة 1994.
الجزء الأول: المرحلة الثورية
من التأسيس (1970) إلى الانفجار التنظيمي (1979) واستيلاء الخط التحريفي على قيادة التنظيم (1980)
إشارة: بالاعتماد على إصدارات موقع 30 غشت، يمكن تقسيم هذه المرحلة الثورية من تاريخ منظمة "إلى الأمام" إلى ثلاثة أطوار: طور أول: من التأسيس في 30 غشت (1970) إلى حدود تقرير 20 نونبر 1972. طور ثاني: من تقرير 20 نونبر 1972 إلى مسلسل اعتقالات نهاية 1974 بداية 1975. طور ثالث: من اعتقالات 1974 / 1975 إلى الانفجار التنظيمي لسنة 1979 واستيلاء الخط التحريفي على قيادة التنظيم 1980
الطور الأول من المرحلة الثورية
من التأسيس في 30 غشت 1970 إلى تقرير 20 نونبر 1972:
سنة 1970
تأسيس المنظمة: 30 غشت 1970 اللقاء التأسيسي بالرباط الأطروحة التأسيسية: إصدار وثيقة: "سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري"(قام حسن بنعدي بصياغتها بعد نقاشات أولية سابقة) حول الوثيقة: * الفكرة المركزية للأطروحة التأسيسية: "تنامي وتصاعد الطاقات الثورية للجماهير، وتجاوزها للخط الانتهازي الإصلاحي للقوى السياسية البرجوازية، وأن واجب الثوريين الآني لبلورة هذه الطاقات، هو بناء الحزب الثوري، تلك هي مهمة الساعة بالنسبة للثوريين." * الهدف: "القضاء على السيطرة الإمبريالية وعزل الأوليغارشية الكمبرادورية وقيام سلطة الديكتاتورية الديمقراطية للعمال والفلاحين كمرحلة انتقالية نحو الاشتراكية" * الخط السياسي: "الانطلاقة الثورية"، وهي تستند على التقدم الهائل لكفاح الجماهير، وتتخذ شكل انتفاضة لا تؤدي إلى انتزاع السلطة، بل إلى تفكيك الجهاز الحاكم. * الخط الإيديولوجي: الماركسية ــ اللينينية ــ خط ماو تسي تونغ. * أسلوب حسم السلطة السياسية: "الحرب الشعبية الطويلة الأمد بقيادة حزب العمال والفلاحين الماركسي ــ اللينيني". * الخط التنظيمي عند التأسيس: خط تنظيمي لا مركزي، يعمل بفروع محلية (الناحية) ولجنة تنسيق وطنية كجهاز قيادي للمنظمة. في البناء التنظيمي لمنظمة "إلى الأمام"(قبل نقده والقطع نهائيا معه في محطة 20 نونبر 1972): 1 ــــــ وجود قيادة وطنية هي عبارة عن لجنة تنسيق وطني (ثم لجنة وطنية بعد الندوة الوطنية الأولى نهاية 71 بداية 72) يغيب عنها الطابع المركزي الملزم للمستويات التنظيمية الأدنى، وغالبا ما كان أعضاؤها يجدون صعوبة على مستوى جعل التنظيمات المحلية و القطاعية تلتزم بقراراتها. 2 ــــ الاشتغال بلجان محلية كقيادة للنواحي (مفهوم الناحية كان موروثا عن حزب التحرر و الاشتراكية)، و تستنسخ اللجان المحلية مفهوم التنسيق الذي يتحول إلى تمثيلية للخلايا التي تنتدب عضوا منها ليمثلها في اللجنة المحلية: و قد كان هذا الشكل التنظيمي يخلق توترا دائما بين الخلايا و اللجان المحلية. 3 ــــ كانت الخلايا هي الوحدة التنظيمية القاعدية للمنظمة، وكانت تعمل لأسباب أمنية بعضوية لا تقل عن ثلاث أعضاء و لا تتجاوز خمسة، و إذا فاق عددها الخمسة، ستة مثلا أو أكثر، انقسمت إلى اثنتين أي تتشكل خليتان بدل خلية واحدة. و يعود السبب في ذلك إلى الجانب الأمني، حيث أن الخلية الكبيرة العدد تثير عند اجتماعها شكوكا قد تصبح مقدمة لاعتقالها، كما أن أماكن الاجتماعات قد لا تتسع بما يكفي لعقد مثل هاته الاجتماعات الموسعة. كانت الخلايا تقوم على أساس قطاعي أو جغرافي (خلية طلابية، خلية الحي، خلية تلاميذية ...). يعتبر مسؤولو الخلايا، في نفس الوقت، ممثلوها داخل اللجنة المحلية (القيادة المحلية). مهام الخلايا: سواء كانت قطاعية (مثال خلية بإحدى الثانويات) أو جغرافية (خلية بحي شعبي) فهي القيادة المباشرة الميدانية داخل مجال عملها. و في نشاطها الداخلي تتطرق عبر جداول أعمالها للوضعية العامة في حدود صلاحياتها المحددة حسب التقطيع القطاعي و الجغرافي لمهام و صلاحيات الخلايا، خاصة إذا كانت هناك عدة خلايا عاملة في نفس القطاع أو المجال. تعالج الوضع السياسي العام من خلال مناقشة الوثائق السياسية التي تتوصل بها عن طريق ممثليها داخل اللجنة المحلية. تقوم الخلية ببلورة المهام المطروحة على مستوى القطاع أو المجال الذي تنشط فيه. و تتمثل تلك المهام في توزيع المناشير التحريضية و الدعائية و القيام بالدعاية الشفوية و تنظيم المظاهرات و المشاركة فيها و قيادة الإضرابات و استقطاب مناضلين جدد... و العمل على قراءة و مناقشة نصوص كلاسيكية للفكر الماركسي اللينيني (ماركس، انجلز، لنين، ستالين، ماو ...).
ملحوظة: كان الأساس السياسي والإيديولوجي لهذا الخط التنظيمي اللامركزي هو خط "الانطلاقة الثورية" الذي تم نقده والقطع معه تنظيميا بشكل نهائي مع صدور تقرير 20 نونبر 1972، حيث اعتبر جوهر هذا الخط هو العفوية، عفوية حركة الجماهير في بناء حزبها الثوري وفي بناء استراتيجيتها الثورية، عفوية كاملة في فتح طريق الثورة وفي تقدم مراحلها، وإغفال تام لدور المنظمة الثورية في تنظيم الجماهير وفي تفجير كفاحاتها بأفق استراتيجي واضح. * بعد تأسيسها، التحق العديد من المناضلين المنحدرين من الطبقات الكادحة بالمنظمة، إلى جانب المجموعة المؤسسة للتنظيم من التكنوقراط والمهندسين وبعض الأساتذة الجامعيين، والذين تمرسوا سابقا في حزب "التحرر والاشتراكية" (الحزب الشيوعي التحريفي سابقا)، وعلى إثر هذا، برز صراع بين الطرفين داخل التنظيم والذي اتخذ أشكالا مختلفة كالصراع حول لغة إصدار الوثائق، وبعد ذلك، ابتداء من 1971، حول مسألة توزيع المناشير في الأحياء الشعبية والعمالية وتهرب البرجوازيين الصغار من المهام السياسية الدعائية والتحريضية. * شتنبر 1970: انبثاق المكتب السياسي لتنظيم "ب" (منظمة "23 مارس") الذي تأسس رسميا في مارس 1970. * عرفت أواخر سنة 1970 حدثا هاما، وهو انتفاضة الفلاحين الفقراء بأولاد خليفة (بين سوق ثلاثاء الغرب ونواحي القنيطرة) والمواجهة مع دبابات ومدافع النظام التي قادها "القائد بنونة" يوم السبت 28 نونبر، بسبب استيلاء أخ الحسن (عبدالله) على أراضيهم الفلاحية. * دجنبر 1970: انعقاد المؤتمر الرابع عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ("أوطم") وبروز لائحة "جبهة الطلبة التقدميون" بكلية الآدب بالرباط، كما تقدم مناضلون آخرون للحملم بمجموعة من المعاهد والكليات بلوائح مشتركة وبأسماء مختلفة، وهم من سيحملون بعد ذلك اسم "الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين" كتنظيم شبه جماهيري للحملم.
سنة 1971
* الأشهر الأولى من سنة 1971: تميزت بتصاعد المد الثوري الماركسي ــ اللينيني وسط الطلبة والتلاميذ، ومعارك يناير / فبراير مباشرة بعد المؤتمر 14 ل "أوطم". * فبراير / مارس 1971 النظام يشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف الحملم، إلا أن النضال لم يتوقف، بل تمدد النضال وسط الحركة الجماهيرية، خصوصا وسط الطلبة والتلاميذ والأساتذة. * سنة 1971 دعت المنظمة إلى تشكيل "اللجن العمالية السرية" (كان هذا في سياق خط "الانطلاقة الثورية" الذي تم تجاوزه بعد ذلك وبشكل نهائي في تقرير 20 نونبر1972) * الوثائق الصادرة بعد التأسيس وقبل إقرار انعقاد الندوة الوطنية الأولى للمنظمة: * "قاطرة الجماهير وقاطرة المساومين" ــ لجنة التنسيق الوطني ــ عبداللطيف زروال (وثيقة غير متوفرة). * 4 ماي 1971: "الثورة في الغرب العربي في المرحلة التاريخية من تصفية الإمبريالية" ــ (النص الأصلي للوثيقة باللغة الفرنسية) حول الوثيقة: هي وثيقة داخلية للمنظمة، لم يطلع عليها حينها إلا القليل وسط التنظيم. تعرضت هذه الوثيقة لمجمل النضالات العمالية والفلاحية والشعبية، ونضالات الطلبة والتلاميذ، حيث ووجهت هذه النضالات بالقمع والاختطافات والاعتقالات واستعمال النظام ل "كومندوهات" فاشية لتكسير المد النضالي الجماهيري. كما جاء فيها الحديث عن الثورة العربية وبؤرتها الرئيسية الثورة الفلسطينية التي حاصرها تواطؤ الإمبريالية والتحريفية والأنظمة الرجعية العميلة، ثم جاء الحديث عن المد النضالي التحرري العالمي ضد الإمبريالية وتعمق أزمة هذه الأخيرة سياسيا واقتصاديا. * ماي 1971: "استراتيجية الثورة واستراتيجية التنظيم": حول الوثيقة: شكلت هذه الوثيقة لبنة أولى على طريق نقد الخط السياسي والتنظيمي، بتأكيدها على ضرورة التأسيس لمنظور العمل الجماهيري الثوري وعلى أهمية التنظيم المركزي. إلا أنها ظلت حبيسة خط "الانطلاقة الثورية" الذي لم تتخلص من سلبياته المتمثلة في تحكم العفوية والتصور الميكانيكي لمراحل الثورة، ولم تستطع إدراك دور التنظيم المركزي في مرحلة تقدم حركة الجماهيرية العفوية وبناء أدوات الثورة. لقد منحت هذه الوثيقة لمفهوم "الانطلاقة الثورية" شكل انتفاضة 1905 الروسية، لا تؤدي إلى السلطة السياسية، بل إلى تفسخ وتفكك الجهاز الحاكم (أطلق عليها كذلك مفهوم "الانتفاضة الفاشلة")، ليتم حينذاك فتح الطريق أمام حرب التحرير الشعبية. ودعا نص الوثيقة، رغم إدراكه لأهمية التنظيم المركزي، إلى تشتيت التنظيم (لامركزية مفرطة) عبر قطاعات الجماهير لأجل بلترته وقلب بنية التنظيم البرجوازية الصغيرة والتجذر وسط الطبقة العاملة. * ماي 1971: إصدار العدد الأول من مجلة "أنفاس" بالعربية، مشتركة بين تنظيم "أ" و "ب"، ويتضمن: التطورات السياسية للطبقة العاملة المغربية مسألة الفلاحة المغربية الثورة الفلسطينية في جريدة فلسطين خلاصات من تجربة الشعب الفيتنامي التخلف والعالم الثالث نحو حل ديمقراطي للمسألة الفلسطينية. * 14 يونيو 1971: انطلاق المحاكمة التي أطلق عليها ب "محاكمة مراكش الكبرى"، والتي توبع فيها 193 مناضلا (161 حضوريا و 32 غيابيا، منهم عمال، فلاحين، طلبة، أساتذة، تجار صغار وخمسة محامين) من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالمحكمة الجنائية بمراكش، ب "تهمة التآمر ضد النظام ومحاولة الانقلاب عليه وتعويضه بنظام جمهوري اشتراكي"، حيث تم اعتقالهم سنة 1970 وتعذيبهم طيلة هذه المدة قبل تقديمهم للمحاكمة (سيصدر الحكم في شتنبر 1971 وتوزعت الأحكام بين الإعدام والمؤبد للبعض، وللبعض الآخر بين 10 إلى 30 سنة) * يونيو 1971: القمع يسلط على مناضلي الحملم بمراكش، واعتقال 33 مناضلا. جاءت هذه الاعتقالات على إثر النضالات التي عرفتها الثانويات بمراكش، وكذلك الإضراب العمالي المشهور لعمال قطارة في أبريل 1971. * يونيو 1971 إصدار العدد الثاني من مجلة "أنفاس"، ويتضمن: تطورات الحركة الطلابية المغربية الصراع الطبقي في مصر من 1945 إلى 1968 التشاد النقد الذاتي وأزمة التفكير السلفي التجديد الثقافي والتحرر الفكري شبيباتنا في أفق الثمانينات دراسة تحليلية عن الوضع الاجتماعي في منطقة ظفار إضراب قطارة * 10 يوليوز 1971: الانقلاب العسكري الأول ضد الملك. باء هذا الانقلاب بالفشل بعد مواجهات مسلحة شهدها قصر الصخيرات، حيث كان الحسن يقيم حفل عيد ميلاده بحضور أعيانه وخدامه وممثلي القوى الإصلاحية وبعض ممثلي أسياده الامبرياليين. في الوقت الذي فشل فيه هذا الانقلاب وسط القصر، استمر دوي الرصاص بدار الإذاعة والتلفزة والمناطق المجاورة لها. كما خرجت الجماهير بتلقائية في مجموعة من المدن بمظاهرات أطر بعضها اليسار الثوري الماركسي ـ اللينيني، ورفعت خلالها شعارات تنادي بالجمهورية الديمقراطية الشعبية. سيتم تقديم 1080 من الضباط والتلاميذ الضباط (الأكاديمية العسكرية لأهرمومو) أمام المحكمة العسكرية للقنيطرة في شتنبر 1971. * الفترة التي أعقبت الانقلاب العسكري للعاشر من يوليوز 1971 ــــ بدأت البنية التنظيمية للمنظمة تعرف تفككا، صاحبه تعمق نزعة سلبية لدى العديد من الرفاق، خاصة إزاء ما أبانت عنه النضالات الجماهيرية من طاقات ثورية كامنة. ــــ تنامي حدة التناقض بين التركيبة الطبقية البورجوازية الصغيرة للتنظيم، وتزايد الوعي وتجذره لدى فئة من المناضلين من أبناء الكادحين. ملحوظة: هذا الأمر أكدته الندوة الوطنية التي عقدتها المنظمة نهاية 71 / بداية 72، حيث أبانت عن صعود لمثقفين بروليتاريين منحدرين من الجماهير البروليتارية والكادحة، وهو ما كان له أثر كبير على مجريات التطور فيما بعد حينما انفجر الصراع بين الخطوط الثلاثة مع انطلاق حملات القمع بموازاة مع تنامي الحركة الجماهيرية. * يوليوز / غشت 1971: إصدار عدد مزدوج الثالث / الرابع من مجلة "أنفاس" ويتضمن واقع محاكمة مراكش مسألة الفلاحة في ناحية الغرب حول "أزمة الشرق الأوسط والقضة الفلسطينية" الصراع الطبقي في مصر من 1945 إلى 1968 النقد الذاتي وأزمة التفكير السلفي (2) الدكتاتورية والديمقراطية التغلغل الإسرائيلي في إفريقيا الأندية السينمائية وثقافة النخبة * أبرز نضالات الفترة: 13 غشت 1971: إضراب عمال منجم "ميبلادن" للزنك والرصاص ناحية ميدلت بالأطلس المتوسط، على بعد 10 كلم من منجم أحولي، والذي تستغله شركة تابعة لبنك باريس وهولاندا وبنك روتشيلد خادم مصالح الكيان الصهيوني. تضامن عمال أحولي معهم بإضرابهم ليومين من العمل في غياب أي دعم أو سند نقابي أو سياسي للمضربين. * شتنبر 1971: اجتماع للجنة المركزية لتنظيم "ب"، وبروز تيار يدعو للكفاح المسلح، وهو التيار الذي سيؤسس بعض من قيادييه بعد ذلك الفصيل الثالث وسط الحملم، فصيل ل "نخدم الشعب". * ابتداء من شتنبر 1971: ــــ مع انطلاق الحركة الجماهيرية والمعارك النقابية الكبرى للطبقة العاملة، سيتم إقرار الندوة الوطنية الأولى للمنظمة من طرف لجنة التنسيق الوطنية، لمعالجة معضلة التركيب البرجوازي الصغير للتنظيم، وتحديدا بعد صعود لمثقفين بروليتاريين ثوريين من أبناء الجماهير البروليتارية والكادحة، وللإجابة خصوصا على السؤال المركزي: كيف يمكن لمنظمة برجوازية صغيرة أن تتجذر داخل الطبقة العاملة، طليعة الثورة، من أجل بناء حزب البروليتاريا الثوري؟ ــــ انعقاد سلسلة من الندوات المحلية للفروع حول "الخط السياسي ومعضلة بناء تنظيم ثوري"، وهي الندوات المهيئة للندوة الوطنية الأولى للمنظمة التي تم إقرار عقدها، مع استمرار الصراع الداخلي وسط المنظمة بين الطرفين، حيث دعا الطرف البرجوازي الصغير لبناء التنظيم الثوري خارج النضالات الجماهيرية (نظرية بناء الأطر خارج معمعان الصراع) . ــــ انطلاق النقاش حول استراتيجية "القواعد الحمراء". ــــ طرح مسألة "الجبهة الثورية الشعبية" للنقاش. * التيارات المعبر عنها داخل التنظيم في هذه الفترة: ــــ تيار ماركسي ــ لينيني: متأثر بالثورة الثقافية الصينية وإسهامات ماو تسي تونغ، مدافع عن خط حرب التحرير الشعبية الطويلة الأمد، وعن خط الجماهير كما حدده ماو تسي تونغ، وهو الخط الذي عرف بخط "القواعد الحمراء المتحركة"، وكان يتزعمه ابراهام السرفاتي (من مؤسسي منظمة "إلى الأمام"، وهو مهندس وخريج مدرسة المعادن بفرنسا، أستاذ جامعي بالمدرسة المحمدية للمهندسين بالرباط وخبير في شؤون الطاقة. من الذين أشرفوا على مجلة "أنفاس" إلى جانب عبداللطيف اللعبي) ــــ تيار غيفاري :(أطلق عليه تقرير 20 نونبر 1972 اسم "التيار الشبكي") يدعو هذا التيار إلى حرب العصابات كطريق للثورة المغربية، متأثرا بتجارب أمريكا اللاتينية، أطروحات "كارلوس مارغيلا" البرازيلي، و "التوباماروس" الأوروغواي، وكذلك بأطروحات "اليسار البروليتاري" بفرنسا، رفض هذا التيار فكرة بناء الحزب الثوري كمقدمة للثورة المغربية، حيث لم يكن يهتم ببناء تنظيم بالمفهوم اللينيني، أي بناء منظمة ماركسية ــ لينينية على طريق بناء حزب ثوري ماركسي ــ لينيني للبروليتاريا المغربية. و قد ارتكز تصور هذا التيار على فكرتين: بناء تنظيم شبكي مسلح وإعطائه واجهة سياسية عن طريق خلق جبهة شعبية ثورية (لا علاقة لهذه الجبهة بمفهوم الجبهة الشعبية الثورية في منظور منظمة "إلى الأمام"). لا يرى هذا التيار ضرورة في الاعتماد على الجماهير في فتح الطريق الثوري، بل على تنظيم شبكي خارج الكفاح الجماهيري الثوري. وهو تيار كان يعمل في الخفاء بشكل شبكي مستغلا خط اللامركزية وانعدام أية مراقبة مركزية، و كان هذا التيار هو مصدر ضربة الاعتقالات في فبراير ومارس 1972. إن تصور هذا التيار هو أقرب إلى استراتيجية حرب العصابات المدينية، حيث تميزت عناصر هذا التيار بعمليات إحراق أماكن وتجهيزات، كإحراق أقواس النصر خلال احتفال النظام بعيد العرش. زعيم هذا التيار هو جمال بلخضر، وهو دكتور صيدلة تخرج من إحدى الجامعات الفرنسية، واختصاصي في الأعشاب الطبية. مناضل خبر أساليب النضال الثوري من خلال احتكاكه بمكونات ما يطلق عليه عادة " أقصى اليسار الفرنسي"، وبالأخص "اليسار البروليتاري"، كما نشط كثيرا داخل لجان فلسطين، وكان على علاقة قوية باليسار الفلسطيني، وذو دراية كبيرة بتقنيات العمل الثوري من لوجستيك وطباعة وغيرها، و من المعروف أنه كان متأثرا بكراسة "موجز حرب العصابات المدينية" ل "كارلوس ماريغيلا" البرازيلي، حيث كان يقوم بتوزيعه في اتصالاته. انسحب ممثل هذا التيار من لجنة التنسيق الوطني في منتصف سنة 1971 على أن يحتفظ بأفكاره ويدافع عنها داخل التنظيم. ملحوظة: وضعت موجة اعتقالات يناير 1972 إلى حدود ماي 1972، حدا لوجود هذا التيار الذي كان يقوم بعمل تكتلي داخل التنظيم (تنظيم وسط التنظيم)، وهو الذي كان وراء تأسيس ما سمي ب "وكالة الأنباء الشعبية". ــــ تيار إصلاحي: تيار أكثر سلبية من التيار الغيفاري، حيث لا يرى إمكانية انطلاق أي مد ثوري في تلك الشروط، وقد برز هذا التيار بشكل واضح في "التحليل السياسي المقدم إلى لجنة التنسيق الوطني" في نونبر 1971، وعمل بشكل تكتلي مستغلا هيكلة التنظيم المفككة وانعدام المراقبة المركزية. دعا هذا التيار إلى البناء الذاتي للمنظمة والابتعاد عن النضالات الجماهيرية، والتقليص من العمل الدعائي والتحريضي حتى تتمكن المنظمة من بناء الأطر الثورية لقيادة الثورة، كما دعا للتعامل والتحالف مع الأحزاب السياسية الإصلاحية، أحزاب الكتلة الوطنية آنذاك، التي كان هذا التيار يضخم من دورها. و تنتمي القاعدة الطبقية جلها لهذا التيار إلى الفئات المتوسطة و العليا من البورجوازية الصغيرة. و قد عرف هذا التيار باتجاه "رايموند بنعيم"، وهو من مؤسسي منظمة "إلى الأمام"، وعضو لجنة التنسيق الوطني، أستاذ جامعي. التفت حوله مجموعة من الأطر التي كانت قد ساهمت في الانسحاب من حزب "التحرر والاشتراكية"، من ضمنهم مجموعة من الأساتذة الجامعيين والمهندسين وغيرهم (مثال الفاكهاني، زهور بنشمسي...). كان مركز ثقل هذا التيار بمدينة الرباط، حيث كانت تسيطر عناصره على "اللجنة المحلية" بها، وسينفجر الصراع بهذا الفرع بين تيارين بمناسبة تقييم تجربة الفرع، في سياق الإعداد للندوة الوطنية الأولى للمنظمة (كانت الفروع ملزمة حينها بتهيئة النقاشات المحلية و تعيين ممثليها في الندوة الوطنية، كان هذا النقاش هو الذي قد أطلق شرارة الصراع بين تيارين داخل المنظمة استمر إلى حدود 1973)، حيث تبين أن عناصر هذا التيار كانوا يتملصون من مهامهم النضالية لتوزيع المناشير، طبع الوثائق، توزيع الوثائق الوطنية، عرقلة المهام التقنية، تداول الوثائق باللغة الفرنسية بدل اللغة العربية، سيادة نزعات نخبوية حلقية... في مقابل تيار ثوري متشبع بالفكر الماركسي ــ اللينيني وفكر ماو تسي تونغ، منخرط في النضال الثوري الجماهيري، عن طريق الدعاية والتحريض الثوريين وقيادة المظاهرات والإضرابات، والمواجهات مع القمع، وتوزيع المناشير السرية بالأحياء الشعبية، والقيام بالكتابات الحائطية... ملحوظة: انهزم هذا التيار الإصلاحي إيديولوجيا، سياسيا وتنظيميا خلال الندوة الوطنية الأولى التي انعقدت في 31 دجنبر 71 ـــ 1 يناير 72، ولم ينتخب زعيمه في عضوية اللجنة الوطنية، ليقوم الملتفون حوله بنهج ممارسة تكتلية وحلقية بعدما رفضوا الاعتراف بعضو اللجنة الوطنية الجديد (فؤاد الهلالي). و قد حاول عناصر هذا التيار تطوير تواجدهم داخل ناحية الرباط التي كانوا يتحملون المسؤولية داخلها، مستغلين في ذلك انعدام المراقبة المركزية وتفكك التنظيم بسبب القمع وحملة اعتقالات يناير / ماي 1972. قام زعيم هذا التيار، "رايموند بنعيم"، بعد موجة اعتقالات يناير ... ماي 1972، بابتزاز المنظمة من أجل إخراجه من المغرب وبأية طريقة، وإلا سيقوم حال اعتقاله بإفشاء أسرار التنظيم. هكذا انهار زعيم الإصلاحيين وفر إلى الخارج خوفا من القمع، في حين قاوم بعض أعضاء هذا التيار واستمروا في التواجد إلى حدود 1973 (حوكم "بنعيم" غيابيا خلال المحاكمة الشهيرة ليناير 1977). * أكتوبر 1971 إصدار العدد الخامس من مجلة "أنفاس"، ويتضمن: الصحافة الوطنية والقضايا العربية ملاحظات في الأزمة الاقتصادية ما هو المضمون الحقيقي للتحالف الثلاثي الوضع الطبقي في الجزائر (1) حوار حول "الحركة الوطنية" * أبرز نضالات هذه الفترة: استمرار النضالات العمالية والفلاحية والشعبية في التصاعد والتوسع: "كوفيطكس" ابتداء من 25 أكتوبر 1971 وتضامن عمال النسيج بفاس، عمال "صوماكا" في فاتح نونبر 1971 والميناء بالبيضاء في 5 نونبر وعمال الصندوق الفرنسي في فاتح أكتوبر، عمال فليروك النسيج بالرباط في 5 أكتوبر والإدارة المركزية للفوسفاط ومطاحن باروك والساحل، وعمل شركة "أرافريكو برماطكس" والحافلات بتطوان شهر أكتوبر... وبمجموعة من الضيعات بمراكش ومطاحن البوغاز بطنجة، ومعامل السكر بسيدي علال التازي بالقنيطرة ومنجم الفوسفاط باليوسفية و السكك الحديدية والعجلات، والعمال الزراعيون ببني ملال في أواخر نونبر 1971، عمال مناجم قطارة (30 كلم شمال شرق مراكش في أراضي الجبيلات) الذين اعتصموا في قعر المنجم ابتداء من يوم 19 أبريل (109 عاملا) إلى حين إرجاع رفاقهم المطرودين، وانتصروا في المعركة التي انتهت في 30 أبريل، وعمال مناجم خريبكة في إضراب بطولي دام شهرين ونصف، من 20 شتنبر إلى 5 دجنبر 1971... * 15 نونبر 1971 إصدار العدد السادس من مجلة "أنفاس"، ويتضمن: من المسؤول عن الصعوبات الاقتصادية نهوض جديد للطبقة العاملة الثورة العربية بين الأهداف الكبيرة والواقع الراهن الوضع الطبقي في الجزائر الطبقة العاملة المغربية وشعوب العالم الثالث أزمة نقدية أم الأزمة العامة للرأسمالية؟ تحقيق عن الوضع الاجتماعي في ناحية الحوز
نهاية سنة 1971 / سنة 1972
* 31 دجنبر 1971 ــ 1 يناير 1972: انعقاد الندوة الوطنية الأولى بالرباط: ناقشت الندوة الوطنية الأولى للمنظمة التقرير السياسي المقدم من طرف لجنة التنسيق الوطني، وعرفت نقاشات حادة وقوية أدت إلى هزيمة الخط الإصلاحي الذي لا يرى إمكانية انطلاق مد ثوري بالبلاد. على المستوى التنظيمي: تجاوز مفهوم لجنة التنسيق الوطني، وتشكيل لجنة وطنية كقيادة سياسية مركزية للمنظمة، وكتابة وطنية تشرف على تطبيق مقررات اللجنة الوطنية وضمان قيادة التنظيم بين اجتماعين ومراقبة العمل اليومي للتنظيم. ملحوظة: جاء هذا الانتخاب في جو مفعم بسلبيات جاءت كرد فعل على واقع البنية البورجوازية الصغيرة للتنظيم، مما نمى نزعة "عمالوية" وأخضع العملية الانتخابية للتمثيلية (التمثيلية الجغرافية والقطاعية، وإخضاع انتخاب القيادة إلى التمثيلية كمقياس لانتخاب العضو). تشكيلة القيادة الوطنية للمنظمة: 13 عضوا كلجنة وطنية، منهم 5 أعضاء في الكتابة الوطنية: أبراهام السرفاتي، عبداللطيف اللعبي، عبداللطيف زروال، المشتري بلعباس، عبدالحميد امين (وهم أعضاء الكتابة الوطنية)، والباقي من القيادة السياسية المركزية، أعضاء اللجنة الوطنية، وهم: علي فقير، فؤاد الهلالي، عبدالفتاح الفاكهاني، الحاج ناصر، محمد الموساوي، المحجوب آيت غنو، العربي، عبدالله زعزاع. من الخلاصات السياسية للندوة الوطنية الأولى للمنظمة: ــــ ضرورة تعميق النقاش حول "استراتيجية القواعد الحمراء" الذي انطلق في منتصف 1971. ــــ العمل وسط الطبقة العاملة والفلاحين. ــــ إصدار جريدة مركزية. ــــ العمل على تحقيق الوحدة مع تنظيم "ب" ("23 مارس" لاحقا). ــــ تدعيم العمل وسط الحركة الطلابية والتلاميذية والأحياء الشعبية. * دجنبر 1971 / يناير 1972 عدد مزدوج 7 / 8 من مجلة "انفاس"، ويتضمن: بصدد الإصلاحات معركة عمال مناجم خريبكة العلاقات والصراعات الطبقية الراهنة في قطاع النسيج هل يجب تغيير "صوماكا" حول إضراب عمال السكر ببني ملال والنضالات العمالية بالإقليم موضوعات في الخط العام لنضال الطبقة العاملة دور الأبناك الأجنبية في المغرب فلسطين جديدة في أرض الصحراء نقد الحركة الإصلاحية وأفقها الإيديولوجي مقابلة مع عبدالله العروي على درب الثورة الاشتراكية ميثاق الاتحاد الوطني للمهندسين * يناير 1972: اجتماع اللجنة الوطنية للمنظمة: التخلي الرسمي عن خط "الانطلاقة الثورية" كخط سياسي واستراتيجي، إلا أن الخط والبنية التنظيميين ظلا حبيسي هذا الخط (خصوصا اللامركزية)، ولم يتم القطع النهائي مع هذا الخط إلا مع النقد الذاتي الذي قدمته المنظمة في تقرير 20 نونبر الذي أسس لانطلاقة تنظيمية جديدة. في نفس الفترة، يناير 1972، تم التأكيد على ضرورة المزيد من تعميق النقاش حول استراتيجية "القواعد الحمراء". * انطلاق حملة اعتقالات يناير ــــــ ماي 1972 ــــ الأسبوع الأول من يناير1972: اختطاف عضو اللجنة الوطنية فؤاد الهلالي من داخل مظاهرة نظمتها الحركة التلاميذية بالرباط، وبعد تعرضه للتعذيب تم إطلاق سراحه تحت ضغط نضالات الحركة التلاميذية. ــــ27 يناير1972: اختطاف عضوي الكتابة الوطنية عبداللطيف اللعبي وأبراهام السرفاتي، وتعريضهما للتعذيب. ــــ يناير / فبراير 1972: ـــ اعتقال مجموعة "صوت الكادح": "صوت الكادح" جريدة سرية أصدرتها مجموعة انشقت عن منظمة "23 مارس"، وعرفت بعد ذلك بفصيل "لنخدم الشعب". لهذه المجموعة طابع شبكي تم اختراقها من طرف الأجهزة البوليسية. كان لهذا الاعتقال أثره على منظمة "23 مارس" بحكم الارتباط السابق لهذه المجموعة بها، مما اضطر معه العديد من قياديي وأطر "23 مارس" إلى الفرار إلى الجزائر ومن تم إلى فرنسا. تم نقل المعتقلين ّإلى المعتقل السري "دار المقري" بالرباط. ـــــ اعتقال مجموعة أنيس بلافريج: هي مجموعة تعتمد تنظيما شبكيا حيث قامت في ليلة 2 مارس 72 بإحراق "أقواس النصر" وصور الحسن بالدار البيضاء (كان الحسن يحتفل بعيد عرشه في 3 مارس) ـــــ اعتقال مجموعة "الوكالة الشعبية للأخبار": كان من بين أبرز أعضائها "بلخضر جمال"، وهي تعمل بشكل شبكي ومن داخل تنظيم "أ" ("إلى الأمام" لاحقا)، بسبب لامركزية التنظيم. * 25 فبراير 1972: إطلاق سراح عضوي الكتابة الوطنية عبداللطيف اللعبي وأبراهام السرفاتي، بعد مجموعة من النضالات الشبيبية والحملة التضامنية بالخارج... * 8 مارس 1972 اعتقال عضو اللجنة الوطنية عبدالفتاح الفاكهاني. * 14 مارس 1972 إعادة اعتقال عبداللطيف اللعبي وإفلات السرفاتي من الاعتقال ودخوله السرية. تم اعتقال "إيفلين"، أخت أبراهام السرفاتي، في 26 شتنبر 1972 وتعريضها للتعذيب من أجل انتزاع مكان تواجد أبراهام السرفاتي، من دون أن يستطيع الجهاز القمعي التوصل إلى ذلك. تم إطلاق سراحها في 4 أكتوبر 1972 وتوفيت سنتين بعد هذا من جراء آثار التعذيب الوحشي (كتبت شهادة لها حول التعذيب في 16 أكتوبر من نفس السنة). كما تم وضع ابن السرفاتي، "موريس"، رهن الاعتقال داخل منزله وتحت حراسة عناصر الجهاز القمعي الذين تفننوا في الضغط عليه للوصول إلى أبيه. ــــ مارس 1972: اعتقال كل المتعاونين مع مجلة "أنفاس" * 19 مارس 72 إصدار اللجنة الوطنية للمنظمة وثيقة "مهامنا في الوضع الراهن" (غير متوفرة). حول الوثيقة: قامت هذه الوثيقة بتقديم تحليل سياسي للوضع العام، و كان عليها أن تطرح مهام التنظيم في مواجهة القمع (اشتداد القمع على المنظمة في مارس 72). تعد الوثيقة هي الأولى كرونولوجيا في مسألة طرح مفهوم "المحترفين الثوريين"، إلا انها اختزلت مهمة مواجهة القمع في إجراءات تقنية دون أن تستطيع القيام بمراجعة نقدية لخط التنظيم و ممارساته. وقدمت طرحا لحل معضلة الأطر بتبني سياسة لتكوين الأطر ذات طابع تثقيفي معزول عن مفهوم الحزب الثوري، و غير ذي صلة عملية بمنظمة "المحترفين الثوريين". عجزت الوثيقة عن تحديد مهام ملموسة لتهييئ التنظيم وتحضيره لبناء جهاز سري قوي، الشيء الذي لا يتمشى مع منظمة "المحترفين الثوريين". وكنتيجة لذلك، فالمهام التي طرحتها هذه الوثيقة كانت غير ممكنة التحقيق، نتيجة لغياب أي تقييم للبنية التنظيمية السائدة انطلاقا من نقد وتقييم الخط السياسي للمنظمة. * 22 أبريل 1972: تأسيس النقابة الوطنية للتلاميذ وإصدار بيانها بالاشتراك مع منظمة "23 مارس". * ماي 1972: بعد فاتح ماي والانخراط القوي للحملم فيه عن طريق المنشورات والمظاهرات المناهضة للنظام الكمبرادوري، سقطت مجموعة من خلايا المنظمة في يد الأجهزة البوليسية، بمكناس وخنيفرة والدار البيضاء والقنيطرة... * ماي 1972: ــــ اعتقال عضو اللجنة الوطنية محمد المساوي الذي انسحب من المنظمة بعد ذلك. ــــ اعتقال عضو الكتابة الوطنية عبدالحميد أمين (في الأسبوع الثالث من شهر ماي، على الأرجح 19 ماي) الذي تعرض لتعذيب شديد من دون أن ينتزع منه الجهاز القمعي أي اعتراف. ــــ اعتقال عبدالله المنصوري احد أطر المنظمة وعضو سابق في لجنة التنسيق الوطنية. ــــ (ماي / يونيو) انسحاب عضو اللجنة الوطنية المحجوب آيت غنو من المنظمة، وطرد العربي بسبب "ازدواجيته التنظيمية" (الانتماء لمنظمة "إلى الأمام" ولمنظمة "23 مارس" في نفس الوقت، وهو ما أدى إلى اعتباره عنصرا مشبوها) ــــ منتصف شهر يونيو (على الأرجح 17 يونيو، وذلك بعد لقاء اللجنة الوطنية للمنظمة التي حسمت في استراتيجية "القواعد الحمراء") سلم عضو اللجنة الوطنية علي فقير نفسه للجهاز البوليسي (تم تجميد عضويته من طرف المنظمة بعد ذلك إلى حين تقديم نقد ذاتي).
ملحوظة: سيتم ترحيل مجموعة معتقلي 72 للحملم، بعد التعذيب، إلى سجن غبيلة بالدار البيضاء، وبعد محاكمة 1973 نقلوا إلى السجن المركزي بالقنيطرة في فبراير 1974. * أعضاء اللجنة الوطنية للمنظمة المتبقين بعد حملة الاعتقالات: أبراهام السرفاتي، عبداللطيف زروال، المشتري بلعباس، عبدالله زعزاع، فؤاد الهلالي. ملحوظة: سيتم تطعيم هذه القيادة الوطنية في خريف 1972 بكل من ادريس بنزكري وحمادي الصافي، وفي سنة 1973 سيتم ضم عبدالفتاح الفاكهاني إلى الكتابة الوطنية بعد سنة من اعتقاله وإطلاق سراحه بعد محاكمة غشت 1973. * ماي 1972: تبني المنظمة الرسمي لاستراتيجية "القواعد الحمراء" خلال اجتماع اللجنة الوطنية للمنظمة. * 29 ماي 1972 إصدار وثيقة: "الوحدة الجدلية لبناء الحزب الثوري والتنظيم الثوري للجماهير": الوثيقة صاغها أبرهام السرفاتي باللغة الفرنسية، ونص الوثيقة مترجم إلى اللغة العربية على موقع 30 غشت. حول الوثيقة: هذه الوثيقة ساهمت في المزيد من توضيح الخط الإيديولوجي والاستراتيجي للمنظمة، حيث تناولت الوثيقة جدلية الحزب-اللجان الثورية، الحزب- لجبهة الشعبية الثورية، معتمدة في ذلك على ضرورة الربط بين استراتيجية الثورة واستراتيجية التنظيم والتدقيق في السيرورات، التي بواسطتها يمكن للعنف الثوري أن يؤدي إلى "القواعد الحمراء المتحركة". تعكس الوثيقة كذلك تخلي المنظمة عن مفهوم "الانطلاقة الثورية"، كما طرحت ضرورة مواجهة ما أطلقت عليه المنظمة ب "الإطاروية" عن طريق إعادة الاعتبار للفهم الصحيح ل "ما العمل" (لينين). * 3 يونيو 1972 إصدار وثيقة: "من أجل الجبهة الثورية الشعبية ــ دروس النضالات الشعبية وأحداث عاشر يوليوز" الوثيقة موقعة باسم "لجنة العمال من أجل الجبهة الثورية الشعبية"، كون المنظمة في هذه الفترة لا زالت تحمل اسم تنظيم "أ". حول الوثيقة: تعكس هذه الوثيقة تطورا مهما في الخط الاستراتيجي للمنظمة، حيث اعتبرت من جهة أن تفكك النظام لا يكفي، ومن جهة ثانية، لا يكفي تقدم النضالات الجماهيرية العفوية، بل من الضرورة القصوى إعطاء الأهمية الكبرى لتنظيم نضالات الجماهير وتنسيقها والتحديد الواضح لاستراتيجيتها. وبهذا الخصوص دعت المنظمة إلى بناء اللجان الثورية للعمال والفلاحين والشباب والجنود، وضرورة تنسيق أعمالها ونضالاتها لبناء قاعدة الجبهة الثورية الشعبية، التي عليها أن تنبني في سيرورة النضالات الجماهيرية الثورية، لتأسيس، عن طريق العنف الثوري وتحت القيادة الطبقية العمالية، حكم العمال والفلاحين. منحت هذه الوثيقة دورا مهما للشباب، خصوصا المطرودين والعاطلين المتمركزين في الأحياء الشعبية، وذلك في ضرورة تكوين لجانها الثورية. أكدت الوثيقة على أن الهدف هو القضاء على الهيكل الاستعماري والاستعماري الجديد للإمبريالية وعملائها المحليين، وأن برنامج الثورة هو البرنامج المنبثق عن لجانها الثورية، والذي يقوم على الثورة الزراعية وتحطيم جهاز الدولة وترسيخ حكم اللجان الثورية للعمال والفلاحين وجماهير الشعب الكادحة، وتأميم القطاعات الصناعية. * 30 يونيو 1972، إصدار وثيقة "مسودة حول الاستراتيجية الثورية": وهي من أهم الوثائق الاستراتيجية للمنظمة، والمعروفة اختصارا ب "المسودة"، حيث لم يطلع عليها حينها إلا القليلون بسبب ظروف القمع الفاشي، خصوصا بعد حملة الاعتقالات في النصف الأول من سنة 1972. حول الوثيقة: تشكل وثيقة "مسودة حول الإستراتيجية الثورية" إحدى الوثائق الاستراتيجية الثلاث ("سقطت الأقنعة، لنفتح الطريق الثوري"، "مسودة حول الإستراتيجية الثورية"، "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية" – النص الكامل-) لمنظمة "إلى الأمام" في مرحلتها الثورية، بل إنها أهم وثيقة استراتيجية أنتجتها هذه المرحلة (مهدت لها الوثائق السابقة عليها مثال: "استراتيجية الثورة واستراتيجية التنظيم"، "الثورة في الغرب العربي في الفترة التاريخية من تصفية الامبريالية"، أما الوثائق اللاحقة فجلها إما اقتبس منها أو قام بتطوير بعض جوانبها مثال: "الوضع الراهن والمهام العاجلة للحركة الماركسية اللينينية (النص الداخلي)"، "ومن أجل خط ماركسي لينيني لحزب البروليتاريا المغربي"، واهتمت وثائق أخرى بجوانب فرعية مختلفة "بناء الحزب البروليتاري، بناء التحالف العمالي الفلاحي مسيرة واحدة"، "لنبن الحزب الثوري تحت نيران العدو" وغيرها.) اعتبرت "المسودة" أن إنجاز الثورة يتطلب بناء استراتيجية ثورية لحسم مسألة السلطة "المهمة المركزية للثورة وشكلها الأسمى"، وربطت ذلك ببناء التنظيم الثوري وتقدم الممارسة الجماعية والتفكير الجماعي داخل الحركة الثورية للجماهير. إن المبادئ العامة التي ارتكزت عليها هذه الإستراتيجية، هي نفسها التي تبنتها المنظمة بعد معارك إيديولوجية ضد تيارات بورجوازية صغيرة وسط الحركة الماركسية اللينينية المغربية وداخل المنظمة، معارك أرخت لها مجموعة من الوثائق، الشيء الذي أدى إلى تبني الماركسية اللينينية ــــ إسهامات ماو. كان مجال الاستراتيجية هو أحد ميادين الصراع نظرا لراهنيتها آنذاك وإلحاحيتها. لم تتوصل المنظمة إلى تبني هذه الاستراتيجية إلا بعدما تم التمهيد لها بكتابات مختلفة نذكر منها: ــــ "دور العنف في التحول الثوري" (سنة 1972): التأسيس النظري للعنف الثوري. ــــ "مختلف أشكال العنف الثوري" (سنة 1972): دراسة للأشكال المختلفة للعنف الثوري وخاصة نماذج أمريكا اللاتينية التي قام "ريجيس ديبري" في كتابه "الثورة في الثورة" بالتنظير لها وتعميمها. قامت هاتين الوثيقتين بإبراز الطابع البورجوازي الصغير والمثقفي المحتقر لدور الجماهير وحزبها الثوري في صنع الثورة. أما الوثيقة الثالثة المساهمة في هذا التوضيح فهي "الوحدة الجدلية لبناء الحزب الثوري والتنظيم الثوري للجماهير" (29 مايو 1972). هذا وقد شكلت وثائق أخرى منها: "استراتيجية الثورة واستراتيجية التنظيم" (مايو1971) و"الثورة في الغرب العربي في الفترة التاريخية من تصفية الامبريالية" (4 مايو 1971) حلقات في نقاش قضايا استراتيجية قبل صدور وثيقة "مسودة حول الاستراتيجية الثورية" (30 يونيو 1972). * 11 غشت 1972: انطلاق المؤتمر الخامس عشر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب. * 16 غشت 1972: الانقلاب العسكري الثاني ضد الحسن، والذي ابتدأ بواسطة قصف السلاح الجوي للطائرة التي كانت تقل الحسن من باريس، وبعدها تم قصف المطار بالرباط الذي تقرر أن تهبط فيه طائرة الحسن بعد أن نجت من القصف في الجو. ثم استتبعه بعد ذلك قصف قصر الحسن، وفرار هذا الأخير بمعية أخيه نحو إحدى غابات الصنوبر الصغيرة. أصيب كذلك خلال عملية القصف الجوي، "ريموند" الحارس الخاص السابق للجنرال "ديجول"، حيث كان من بين ركاب الطائرة المصطحبين للحسن، إلى جانب الدليمي، خلال زيارته لفرنسا. ارتبط تواجد "ريموند" في المغرب بمهمة تدعيم الأجهزة الأمنية للنظام بعد محاولة الانقلاب العسكري الأولى. سيتم تقديم 220 عسكري (من القاعدة الجوية للقنيطرة) للمحاكمة العسكرية في 17 أكتوبر 1972، وستصدر الأحكام في 7 نونبر 1972، منها 11 حكما بالإعدام (سينفذ في 13 يناير 1973)، وتراوحت الأحكام الأخرى بين 20 و10 سنوات. * 18 غشت 1972: نهاية المؤتمر الخامس عشر ل "أوطم" (الاتحاد الوطني لطلبة المغرب). صعود الجبهة الموحدة للطلبة التقدميين (تنظيم شبه جماهيري بقيادة مناضلي منظمة "إلى الأمام" ومناضلي منظمة "23 مارس") لقيادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب خلال مؤتمره الخامس عشر. * 10 شتنبر 1972 إصدار وثيقة "تناقضات العدو والأفق الثوري بالمغرب" حول الوثيقة: لقد طرحت الفترة بنضالاتها و انفجار تناقضات النظام (الانقلاب العسكري) و باعتقالاتها و بالضربات، التي تعرضت لها الحركة الماركسية –اللينينية أسئلة كثيرة حول قضايا استراتيجية تتعلق بطبيعة النظام السياسي و مرتكزاته الطبقية و جذوره التاريخية، و كذلك بطبيعة و مضمون و مهام الثورة الوطنية الديمقراطية الشعبية، و وسائل و طرق حسم السلطة السياسية لصالح العمال و الفلاحين الفقراء و الكادحين، إضافة إلى قضايا متفرعة حول واقع البورجوازية الصغيرة و المتوسطة و دورها في الصراع الطبقي الدائر في البلاد و دور الجيش في الصراع الطبقي. قدمت الوثيقة عشر أطروحات تحاول تكثيف الجواب على مجموعة من القضايا انطلاقا من المعالجة التاريخية و الاستراتيجية و الاقتصادية و السياسية. إن العديد من الأطروحات التي تناولتها الوثيقة قد ساهمت في تطوير الخط السياسي و الاستراتيجي لمنظمة إلى "الأمام"، منها ما أصبح جزءا من خطها العام، و منها ما ساهم في فتح نقاش ظل مستمرا داخلها، و خاصة ما يتعلق بطبيعة الطبقات السائدة في بلادنا. قامت الوثيقة التي قام بصياغتها كل من الشهيد عبد اللطيف زروال و أبراهام السرفاتي، بتقديم مجموعة من المفاهيم الطبقية و السياسية و التاريخية، عبر نقد مجموعة من الأطروحات كانت منتشرة داخل الحركة الماركسية ـــ اللينينية المغربية. هكذا تم نقد أطروحة أولى، ترى طبيعة السلطة كطغمة عسكرية بوليسية ملتفة حول الملكية، و احتلال بورجوازية الأعمال حسب نظرها موقعا ثانويا داخل السلطة. وفي نفس الاتجاه تم نقد الأطروحة التي كانت تضع بورجوازية الأعمال في مركز السلطة، واضعة الجهاز القيادي للجيش على هامش تلك السلطة. إضافة إلى هذا، تم نقد، بشكل غير مباشر، للمفهوم الغامض للأوليغارشيا الكمبرادورية الذي كانت تحمله المنظمة في بداياتها الأولى (وثيقة "سقطت الأقنعة، فلنفتح الطريق الثوري"). جاء طرح الوثيقة لطبيعة الطبقة السائدة من حيث تشكلها التاريخي، معتبرة إياها بنية ذات قطبية مزدوجة تشكل الملكية اسمنتها، و قطبي هاته البنية هما: ــــ بورجوازية مخزنية مركنتيلية بيروقراطية، ذات ملكية عقارية حول المدن مطلعة بوظيفة إيديولوجية مركزية على جانب العلماء. ـــ Les mandataires المكلفون بجباية الضرائب و تحويل المنتوجات الفلاحية للتصدير لحسابهم و لحساب السلطة. سجلت الوثيقة مجموعة من الملاحظات حول طبيعة هذا الصراع الطبقي، من خلال التأكيد على وجود طابع وطني للصراع منذ البداية، واستمراره في مواجهة المحاولات الاستعمارية، و على وجود الطابع الاستراتيجي لتحالف طبقة المخزن و الامبريالية، و دور تحالفهما في ضرب نضال التحرر الوطني للشعب المغربي. ثم في سياق التحليل أبرزت الوثيقة كيف قامت الطبقة السائدة و الامبريالية الحليفين الحميميين، بخلخلة بنية البورجوازية الوطنية في الحقبة ما بعد الاستعمارية و بناء أسس هيمنة تحالف طبقة المخزن و البورجوازية الكبيرة. في ذات السياق قدمت الوثيقة تحليلا لتناقضات النظام، و لدور الجيش في الصراع الطبقي مع توضيح الآفاق الثورية بالمغرب عبر تقديم محورين لتلك الثورة: ـــ الثورة المغربية ثورة معادية للإمبريالية و الصهيونية وضد طبقة المخزن، تقوم بها الجماهير العمالية و الفلاحية بقيادة البروليتاريا كجزء من الثورة العربية. ــ الثورة المغربية ثورة من أجل استعادة أراضي القبائل من طرف الجماعات الفلاحية المبلترة، ضمن تحالف عمالي فلاحي يقوم ببناء سلطة ثورية للجان العمالية المسلحة والجماعات المبلترة للفلاحين الفقراء المسلحين، سلطة الديكتاتورية الديمقراطية الثورية للعمال و الفلاحين الفقراء. * شتنبر 1972: إصدار تنظيم "ب" (منظمة "23 مارس") العدد الأول من جريدة "إلى الأمام" * أكتوبر 1972: تتويج التنسيق بين منظمة "إلى الأمام" ومنظمة "23 مارس" بتشكيل لجنة التوحيد. * 3 أكتوبر 1972: إصدار بيان لجنة التوحيد "بيان 3 أكتوبر" * 5 أكتوبر 1972 إصدار نص "الوضعية السياسية الراهنة ومهام اليسار" لجنة التوحيد * ابتداء من أكتوبر 1972 جريدة "إلى الأمام" تصدر في عددها الثاني بشكل شبه جماهيري ومشترك بين تنظيمي "ب" و "أ". * نونبر 1972 صدور نشرة "الوحدة"، العدد الأول، وهي نشرة داخلية مشتركة بين التنظيمين "أ" و "ب" ملحوظة: عرفت سنة 1972 تقدما نسبيا من جهة تطور الخط السياسي والاستراتيجي، في حين ظل الخط التنظيمي يعاني من مخلفات خط العفوية الذي ساد داخل المنظمة في هذا الطور الأول. يتبع بحلقة ثانية: الطور الثاني: من تقرير 20 نونبر 1972 إلى مسلسل اعتقالات نهاية 1974 / بداية 1975.
#موقع_30_عشت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جريدة -إلى الأمام-: عدد 19 - يناير 1974 - من وثائق المرحلة ا
...
-
من وثائق المرحلة الثورية من تاريخ منظمة -إلى الأمام-: نشرة -
...
-
من وثائق الخط الثوري لمنظمة -إلى الأمام-: - ضد الأساليب الخا
...
-
جديد منشورات موقع 30 غشت
-
بيان الذكرى الخمسون لتأسيس منظمة -إلى الأمام- الماركسية اللي
...
-
بلاشفة منظمة -إلى الأمام- الماركسية – اللينينية -- المحترفون
...
-
موقع 30 غشت - خمس سنوات على الانطلاقة -
-
إصدار جديد: -الصراعات الطبقية بالمغرب وحركة 20 فبراير: السيا
...
-
منشورات جديدة: الخط التحريفي (1980 1994):-مجلة إلى الأمام-
-
في الذكرى الثانية والأربعون لاستشهاد الرفيقة الشيوعية المارك
...
-
في الذكرى الخامسة والأربعين لاستشهاد الرفيق القائد الشيوعي ا
...
-
منشورات جديدة: الخط التحريفي:-مجلة إلى الأمام- السلسلة الجد
...
-
في الذكرى الأربعون لاستشهاد القائد البروليتاري الثوري المارك
...
-
منشورات جديدة: صور للتاريخ و مجلة -إلى الأمام-
-
ثلاث إعلانات - موقع 30 غشت
-
بيان حول طبيعة الثورة، الجبهة والحزب في خط منظمة -إلى الأمام
...
-
الحلقة الأخيرة: -الصراعات الطبقية بالمغرب و حركة 20 فبراير :
...
-
-الصراعات الطبقية بالمغرب و حركة 20 فبراير : السياقات، التحد
...
-
-الصراعات الطبقية بالمغرب و حركة 20 فبراير : السياقات، التحد
...
-
-الصراعات الطبقية بالمغرب و حركة 20 فبراير : السياقات، التحد
...
المزيد.....
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
-
شولتس أم بيستوريوس ـ من سيكون مرشح -الاشتراكي- للمستشارية؟
-
الأكراد يواصلون التظاهر في ألمانيا للمطالبة بالإفراج عن أوجل
...
-
العدد 580 من جريدة النهج الديمقراطي
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تُعلِن استعدادها
...
-
روسيا تعيد دفن رفات أكثر من 700 ضحية قتلوا في معسكر اعتقال ن
...
-
بيان المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي
-
بلاغ صحفي حول الاجتماع الدوري للمكتب السياسي لحزب التقدم وال
...
-
لحظة القبض على مواطن ألماني متورط بتفجير محطة غاز في كالينين
...
-
الأمن الروسي يعتقل مواطنا ألمانيا قام بتفجير محطة لتوزيع الغ
...
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|