|
رسالة الله الأخيرة الى البشرية 6
عبد الفتاح علي رضا
الحوار المتمدن-العدد: 6731 - 2020 / 11 / 13 - 15:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ن رسالة الله الأخيرة إلى البشريه. ج 6 فانطلقا حتى إذا لقيا غلاما فقتله. قال اقتلت نفسا زكية بغير نفس. لقد جئت شيئا منكرا. إن هذه الآية مرتبطه بقصة لقاء النبي موسى مع الخضر .هذه القصة تثير الدهشة والجدل لا لحبكتها الأدبية وإنما لسذاجتها وتهافت معانيها. دعونا نتوقف قليلا عند شخصية الخضر. إن هذه التسمية لم ترد في القرآن بل هي من اجتهادات مفسري القرآن. إن القرآن لم يعطي صفة محددة لشخصية الخضر. هل هو نبي أم هو ولي. يقول القرآن بهذا الخصوص (فوجدا عبدا من عبادنا أتينا ه رحمة من عندنا وعلمنا ه من لدنا علما ).ولكن غالبية فقهاء ومفسري القرآن أجمعوا على إن الخضر هو نبي. واستدلوا على ذلك بهاتين الآيتين (وما فعلته من أمري ) (وعلمناه من لدنا علما ).وهذا يختص به الأنبياء فقط. ولكن توجد هنا إشكالية. إن كان الخضر نبيا فلمن بعث ولأي قوم من الأقوام وما هي إنجازاته. لقد اجتهد الكثير من فقهاء الإسلام على أن الخضر كانت لديه شريعة خصها الله له. القرآن لم يشر إلى هذه الشريعة ولكن فقهاء الإسلام استنبطوا من وجود شريعة خاصة بالخضر من خلال قتله للغلام لأن شريعته كانت تبيح له القيام بمثل هذا القتل. وعلماء المسلمين يقرون صراحة أن شريعتي الإسلام واليهودبه تستنكران ما قام به الخضر من قتل الغلام. وهنا يحق بنا أن نسأل هل أن هذه الشريعة جاءت لتستعمل لمرة واحدة فقط وهي قتل الغلام! !!. ثم ما هو العلم الذي كان لدى الخضر والذي علمه الله اياه. وهل استفاد النبي موسى شيئا من هذا العلم. كل ما قدمه الخضر كما ورد في القرآن انه أرى موسى عدة أحداث تشبه لحد ما قصص الأطفال . وهناك مغالطة أخرى وهي كيف اجتمع نبيان في نفس الآن ولكل منهما شريعته الخاصة به. النبي موسى يعتبر من أنبياء أولي العزم ،وهذه الميزة يختص بها عدد قليل من الأنبياء. فكيف لنبي له مثل هذه الميزة يتبع نبيا عاديا مثل النبي الخضر ويطلب منه يمنحه قليلا من العلم الذي علمه الله اياه . نتناول الآن ملابسات قصة قتل الخضر للغلام والتي أثارت حفيظة النبي موسى واتهمه انه جاء أمرا منكرا. لقد داخ فقهاء الإسلام ومفسري القرآن من أجل إيجاد تبريرات مقنعه لارتكاب هذه الجريمة البشعة. إن القرآن علل قتل الغلام بالآية التالية ( وأما الغلام فكان ابواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهماطغيانا وكفرا، فاردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما ) .في هذه الآية نجد مفارقه عجيبة وهي أنه سيتم ابدال الغلام الكافر بغلام مؤمن خير من الأول. إذن لم خلق الله هذا الغلام الكافر اصلا ولكي يبدله لاحقا بغلام مؤمن أما كان من الأجدى خلق الغلام الأول منذ البدء مؤمنا. واضح أيضا من هذه الآية إن الخشية تتعلق بالمستقبل بمعنى إن الغلام سيرهق ابواه طغيانا وكفرا .والقرآن لم يفصح ماهية هذا الطغيان الذي سيصيب والدا الغلام. وكيف سيرهق الغلام أبويه بالكفر .إن الوالدين كانا مؤمنين وهذا يعني إن الغلام نشأ وتربى على معتقداتهما .بمعنى إن الغلام هو مؤمن أيضا . وهذا ما قاله القرآن (وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا ). والاحتمال الآخر هو إن الغلام بعد أن بلغ سن الرشد لم يقتنع بعقيدة والديه فكفر بها. فكيف تم هذا التحول الفكري لدى الغلام .هل تأثر الغلام بالمحيطين به من الكفار. ومن هنا جاءت خشية الخضر أن يحاول الغلام من إقناع والديه بعدم صحة ما يؤمنان به ،ولهذا وجب قتله . وهذا ما تأسس عليه لحد الآن من إن حكم الكافر هو القتل. لذلك يحاول جهابذة رجال الدين المسلمين أن يوهموا الناس وخاصة عندما يتواجدون في بلدان أوربا العلمانية وبعض من البلدان الآسيوية من أن الكفر يعني أني اكفر بعقيدتك وانت تكفر بعقيدتي ويتهربون من تبيان الأبعاد الخطيرة التي تترتب على الكافر بما فيها حكم القتل. الغريب في هذه القصة هو الإصرار على القتل كأسلوب وحيد للتخلص من الكفار ومستبعدين تماما أسلوب الإقناع . يبدو ان نزعة القتل متجذرة في عقلية كاتب القرآن والتي يمكن تلمسها في الكثير من آيات القرآن وتحديدا المدنية منها . إن هذه النزعة التي تنجح إلى القتل لا بد أن يكون لها سببا انا لست ملما بعلم النفس ولكني أعتقد أن أي شخص عندما يعاني شقاء وتعاسة في طفولته قد تتولد لديه عند الكبر الرغبة في الانتقام من المجتمع الذي ترعرع فيه . تقول لنا كتب المرويات التاريخية أن طفولة النبي محمد كانت قاسية جدا. إن خير من كتب في ذلك هو الشاعر العراقي معروف الرصافي في كتابه القيم الشخصية المحمدية وحل اللغز المقدس. إن هذه الآية تثبت مرة أخرى أن القرآن هو نتاج بشري .
#عبد_الفتاح_علي_رضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ولد الاسلام وولدت ازمته معه
-
الجذور الفكريه للتنظيمات الارهابيه
-
الوثنيه والتوحيد
-
الحزب الشيوعي العراقي الى اين
-
رسالة الله الأخيرة الى البشرية 4
-
العراق الى أين
-
من رساله الله الاخيره الى البشريه 2
-
من هو الحاكم الفعلي للعراق
-
عوده الي سبب انهيار الاتحادالسوفيتي
-
من رسالة الله الأخيرة الى البشرية
-
هل الرأسمالية آخر نظام اقتصادي تصل إليه البشرية.
المزيد.....
-
بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران
...
-
40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
-
حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق
...
-
أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة
...
-
لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م
...
-
فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب
...
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|