أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل الطاهر العالم - حوار مع إبن خلدون














المزيد.....

حوار مع إبن خلدون


نبيل الطاهر العالم

الحوار المتمدن-العدد: 6727 - 2020 / 11 / 8 - 01:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ذات ليلة جلست أقراء بعض أقوال بن خلدون فتخيلته أمامي بطلعته المهيبة ودار بيننا الحديث التالي:
قال: إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق.
أجبت: نعم أحفادكم ننظر للتاريخ على إنه أخبار وقصص ولم نستلهم من العبر لذلك صرنا إلى مانحن فيه.
نظر إلى لبرهة ثم قال:الفتن التي تتخفي وراء قناع الدين تجارة رائجة جداً في عصور التراجع الفكري للمجتمعات.
قلت: هذا يعني إننا في قمة التراجع الفكري فالطائفية تمزق الكثير من دولنا.

قال:إن اختلاف الأجيال في أحوالهم إنما هو باختلاف نحلتهم في المعاش.
قلت: نعم فأجدادنا وأباءنا الذين عاشوا في كنف دولة الاستقلال كانوا أرحم ببعضهم وأود منا ونحن الذين عشناً في كنف دولة القهر والرعب والشراسة والقبلية يقهر بعضنا بعضاً بكل حقد وشراسة.
فأردف قائلاً وهو يبتسم هازاً رأسه:الشعوب المقهورة تَسُوءُ أخلاقها.
قلت: إذا تقصد أن الانحدار الأخلاقي الذي نعانيه الأن سببه أننا عشنا القهر لردح طويل من الزمن؟
تجاهل سؤالي وأشاح بوجهه عني هنيئة فبادرته بالشكوى من القبلية التي ولدها التعصب والتي ضربت أطنابها فينا.
عندها التفت إلي وقال مجيبًا :العصبية نزعة طبيعية في البشر مذ كانوا.
قلت: إذا بما إنها نزعة طبيعية فلما لانجعلها لقيمنا ولوطننا. إبتسم بإستهزاء قائلاً: سؤالك هذا وجهه لبني وطنك. ثم قال مغيراً لمسار الحديث :فاز المتملقون.
قلت بإنكسار: صدقت فنحن نرى ذلك بأمهات أعيننا جهاراً.
قال: شعور الانسان بجهله ضرب من ضروب المعرفة.
أجبته يأسى : نحن لانمتلكها لأننا لانشعر بجهلنا فجُلنا يظن أنه يعرف وهو لايعرف

قال بصرامة: يحتاج الإنسان إلى حماية نفسه من إخوته، ولتأمين هذه الحماية لابد من وازع يدفع بعضهم عن بعض. فقلت في نفسي إذا يالاشقائنا فلقد فقدنا الوازع.
نظر إلي بعمق وكأنه سمع ماقلته في نفسي وقال :قمة الأدب أن تنصت إلى شخص يحدثك في أمر أنت تعرفه جيداً وهو يجهله .

قلت له: إذا فنحن مؤدبين فهذا حالنا مع من يظنون أنهم يدرون وهم لايدرون، يخوضون في أمورٍ لايفقهونها ومن كثر أدبنا صار الغثاء الذي يتقيئونه من أفواهم رأي عام أمسك بتلاليبنا وأجبرنا على السير في ركابه.

وعندها قال:كوارث الدنيا بسبب إننا نقول نعم بسرعة، ولا نقول لا ببطء.

فأجابته بحماس: أكيد والدليل ماحصل لنا قال الكثير منا نعم لاتهامات وأحكام جائرة طالت بعض الشرفاء ورغم أن كثير من الكثير الذي قال نعم أدرك تسرعه في قولها لازال متردداً في لا فقد كنا مخطئين.

عندها إلتفت ومشى مبتعداً ببطء حتى بدأ خياله يتلاشى وهو يقول من يقرأ القليل في الفلسفة سيتجه بأغلب الأحوال إلى الإلحاد ومن يقرأ الكثير منها يتجه للإيمان بكل حال من الأحوال.

قلت وأنا أحاول أن أتبعه :صدقت ولقد رأيت ذلك عياناً، فبعض أصدقاءنا مما يدعون الثقافة صار هذا حالهم.

لم أستطع اللحاق به رغم إسراعي الخطى فقد دخل في غيمة ضبابية طارت به فصرخت سائلًا : ما الخلاص ياسيدي فجاءني جوابه هامساً: إسأل حكماء زمانك..
ذهب وتركني أتصارع مع أفكاري، وبينما أنا على هذا الحال تناهى إلى سمعي صوت محمد إقبال هو ينشد إبياته الخالدة التي تقول:

وفــــي أسـلافـكــم كــانــت مــزايـــا
بــكـــل فـــــمٍ لــذاكــرهــا نــشــيــدُ

تضوعُ شقائقُ الصحراءِ عِطْراً
بــريَّــاهــا، وتـبـتــســمُ الـــــــورودُ

فـهــلْ بـقـيــتْ محـاسـنـُهـم لـديـكــم
فـيـجـمـلُ فــــي دلالــكــم الـصُّـدود

لــقــد هــامـــوا بـخـالـقـهـم فــنـــاءً
فــلــم يُـكـتــب لـغـيـرهِــم الـخــلــودُ

وكــوثــرُ أحــمــد مـنــكــم قــريـــبٌ
ولــكـــنْ شـوقــكــم عــنـــه بـعــيــدُ



#نبيل_الطاهر_العالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسقاط لبعض فكر جان جاك روسو على وأقعنا الحالي


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل الطاهر العالم - حوار مع إبن خلدون