أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - حذار..انها وليمة مسمومة














المزيد.....

حذار..انها وليمة مسمومة


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 09:11
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الطائفية لا تثير فتنة ذي رائحة كريهة، فقط، ولا تتسبب في فتح بركة دم لفيض من البشر الابرياء، حسب، بل انها ايضا غواية سوداء كالحة لجر الاوطان الآمنة الى دوامة الحرائق التي لن تطفأ قبل ان تخمد ارواح الملايين، وقبل ان يستقيل الوطن من ظيفته كوطن، ويتدحرج الراهن الى صورة تذكارية يطأها النمل والعطن.



والطائفية تلد نفسها بنفسها، مثل اية عاهة او لوثة تاريخية..تبدأ كفعل عابر من افعال الوشاية او الضغينة او الشائعة، وتستفحل دفاعا عن مجد زائل الى مزبلة، او خطوة واهمة الى جنة، ثم تكبر في دوامة ردود الافعال، وفي انخراط متطوعين مغفلين في جيوشها، وفي تفاعل الاتهامات بين خنادقها، فيضيع معها السبب بالمسبب، والفاعل بالمفعول، والضحية بالقاتل، والخيط الابيض بالخيط الاسود، والجهل بالمعرفة، فيما يشحذ اسياد اللعبة الجهنمية نصوصا نائمة من الهرطقة يهدرون بها حياة بعضهم، ودماء الجموع، ويوغلون اكثر فاكثر في تزييت ماكنة الكراهية بالمزيد من الروايات الملفقة والديباجات الخاوية. اما اطفال الطوائف المفزوعين فهم وحدهم يبقون غير طائفيين وليسوا قتلة، فيتحول ليلهم كوابيس ونهارهم لعلعة رصاص، ويتناثرون جثثا مستباحة للدواب في الشوارع.



والطائفية احالت امما كاملة الى هامش من هوامش التاريخ، واتت على حضارات لها وهج البقاء، وذبحت حقائق وشواهد واجيال والقت بها على قارعة الطريق، ونعقت، نعيق غربان، فوق جثث وخرائط وكتب مقدسة، وهي، في كل تعريفاتها، تنطلق من فتاوى مشحونة بتزويق القتل، وتجميل الاذلال، وتبجيل انهار الدم لتبقى وصمة سوداء في جبين اصحابها، واسيادها، أي رداء ارتدوا، واية لغة ركبوا واستخدموا، واي صف اختاروا.



الطائفية في القواميس هي "الابتلاء" وفي شهادة ابن عربي هي "المحنة" ولدى فرج فودة هي "اهانة للعقل" وعند علي الوردي "فضلات بداوة" ولدى الجواهري "عيب" وهي في كل الاحوال شبهة عن سوء نية، وعن شروع بالقتل، وهي تعبير حي عن انتكاسة الاخلاق ونكسة الوعي، ورحيل الجماعة المتقاتلة على الهوية الطائفية من المدينة الى الكهف، ومن الحجة بالبرهان الى الحجيج بالسكاكين، واشارة الى سقوطهم في صفقة بيع الدنيا وشراء عارها، فليس ثمة رب عادل يمكن ان يجازي قاتل اخيه، ولا وجود لعدالة تبرر قتل انسان لم يرتكب جرما ولا خطيئة.



والطائفي، ايا كان فقه التأويل الذي يتبعه، ومن اي منحدر انحدر، وعلى اي مذهب قاتل وقتَلَ وقُتِل، هو وقود للهمجية، وتابع من توابع الردة، ونذير لهجمة الجراد والغبار، يكفي انه يستبيح دم الابرياء، ويبيح تدمير حياتهم، ولا يتوانى عن ان يحول دماءهم الى مجد، ومكابداتهم الى ثروة، واذلالهم الى احتفال، ويكفي انه يضفي على الجريمة البشعة صفة الجهاد، وعلى المذبحة عنوان البطولة، والطائفي -بعد ذلك- يجرب الان ان يأخذنا الى وليمة مسمومة.. فلنضرب عن الطعام.

ــــــــــــــــــــ

..وكلام مفيد

ــــــــــــــــــــ

"اذا لم نعرف قيمة ما لدينا خسرناه".

مثل صيني



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية الى عمال فرن الكاظمية
- ثلاث جولات دردشة مع شوفيني
- ما لم يقال في مقتل الزرقاوي
- رسالة تصلح كتحذير
- محكمة وكوابيس
- البصرة..بصيرة اخرى
- تشبيخ - بين الارهاب وضحاياه
- الذين قتلوا سيدة الخميس
- كمال سبتي.. هل صار ماضياً؟
- نحن..وما يجري في المنطقة
- انتصرت كربلاء .. وانتصرت الرمادي
- تعذيب المعتقلين ولعبة ال -لكن
- عادلون مع مَن لم يعدل
- تعليق - الارهاب بين ثيابنا
- جملة مفيدة - حيرنا، والله، الحائري
- الهمج من فصيلة دم واحدة
- معركة العلم.. من معركة العلمين
- قمة واصلاح ..وعراق
- البصرة: البرابرة مروا من هنا
- تعالوا نصمت.. تعالوا ننام


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - حذار..انها وليمة مسمومة