أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - آزاد أحمد علي - ابداعات وعقد ليوناردو دافنشي














المزيد.....

ابداعات وعقد ليوناردو دافنشي


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 6726 - 2020 / 11 / 7 - 22:59
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


غالبا نصادف عند متابعة سير المبدعين والشخصيات الاستثنائية التي مرت بتاريخ البشرية بعض المفارقات، بل حتى جوانب غريبة وأطباع حادة في حياتهم، كما قد تتداخل مسيرة ابداعهم وانتاجهم المثمر مع عقد مستديمة، مشكلات شخصية أو اجتماعية. خلال قراءة دراسة حول حياة ليوناردو دافنشي (1452 -1519) م، تفاجأت بجوانب من معاناته وتحديدا عقدته من عدم حصوله على الشهادة الجامعية عصرئذ. فليس غريبا أن ليوناردوا دافينشي لم يدخل الجامعة، ففي عصره كان هنالك العديد من أبناء المدن الأوربية الذين يدرسون ويتخرجون من الجامعات، لكن دافينشي لم يدرس في الجامعة، علما أن في مدينته فينشي التي عاش فيها حتى عام 1468م، كانت توجد جامعة، وكذلك في فلورنسا، التي انتقل اليها وعمل فيها لاحقا.. فالدراسة الجامعية كانت رائجة في ايطاليا عصر النهضة، حتى كان أبناء الطبقات الغنية والحاكمة يتباهىون بالدراسة الجامعية، لدرجة أن بات موضوع الشهادة والمرتبة الجامعية مشكلة بالنسبة له، فقد كانت حقا الجامعة من المرتبات الاجتماعية في ايطاليا عصر النهضة…
السؤال المستحق هو لماذا لم تشفع كل عبقرية دافنشي له، ولماذا لم يطغى انتاجه وابداعاته في الفن والعمارة والتشريح والميكانيكا والنبات على مجرد شهادة أو وثيقة تبين دراسته للجامعة؟ فأي خريج جامعي قام بجزء قليل من ما ابدعه دافنشي؟! لقد تخرج الملايين من الجامعات من بعد دافنشي في القطاعات والحقول التي ابدع فيها دافينشي، فلم يسبق لأي مهندس أن انجز ما صممه بل حتى نفذه دافنشي في حقلي العمارة والنحت على سبيل المثال لا الحصر. مع ذلك يبقى موضوع التباهي بالشهادة موضوعا يستحق التأمل، فهي معضلة قديمة - جديدة وشائكة.
هذا وقد بين ستيفن كلاين مؤلف كتاب (تراث دافينشي – كيف أعاد ليوناردو اكتشاف العالم من جديد) جوانب جديدة من مسيرة مدهشة لرجل متعدد المواهب والاهتمامات، فقد اكتشف دافينشي مسائل جوهرية وأصيلة في العلم والثقافة، وربما كان أبرزها، أنه "عدّ النظر هو أصل المعرفة، إلا أنه كان بعيداً كل البعد عن أن يثق بعينيه ثقة عمياء. ولما كان يراقب الأشياء بدقة فقد كان يعلم أيضاً كيف يمكن لحواس البشر أن تخدعه، لذلك سجل في مواقع كثيرة من مذكراته أن هناك أشياء لا يمكن أن تكون على نحو ما نراها، فقد لفت نظره مثلاً أننا نرى المباني من خلال الضباب أكثر حجماً أو أننا نرى من خلال منطقة صغيرة فقط من مجال رؤيتنا بشكل حاد وواضح، ولاحظ أيضاً أن الألوان على حافة أي مساحة تبدو أوضح وأكثر حيوية عنها في وسط المساحة.”
وأوضح كلاين أنه من هنا عمل ليوناردو دافينشي سنوات طويلة على إيجاد أساس أكثر صلابة لقواعد المنظور فقادته دراسته إلى البحث في قوانين الضوء، حيث استطاع أن يثبت أن الشيء يظهر بنصف حجمه فقط إذا ما وُضع على بُعد ضِعف المسافة من المشاهد. وكان ذلك بداية علم الظل والمنظور، فضلا عن قوانين الجمال والتناسق.
أخيرا في هذا الزمن وعلى الرغم من اختلاط الحابل بالنابل، وتداخل العلوم والمعارف وتفارقها في الوقت نفسه، وعلى الرغم من التدفق السلس للمعارف والعلوم، فبماسبة ظهور عقدة: (مستوى التحصيل العلمي لدافينشي)، لا بد من أن نشجع أفراد الجيل الجديد على الدخول في أحسن الجامعات وعدم الاستغناء عن الشهادة الجامعية، فاذا لم تشفع عبقرية دافنشي له عدم حصوله على شهادة جامعية، فكيف وبعد أكثر من خمسمائة عام على وفاته، أن لا يتأثر اي شخص بطريقة أو أخرى بمسألة عدم حصوله على الدرجة الجامعية؟ وكيف يستقيم قوامه النفسي في ظل ضجيج الملايين من حاملي الدرجات الجامعية وما بعدها؟



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة للخديعة والحنين للحماقات
- عبثية الحروب في رواية كهرمان
- غرق مدينة أم تدمير حضارة
- الشركات تضع يدها على عمارة الفقراء
- متى تستغني الجبال عن السلاح؟
- نحو رسم ملامح المدرسة المعمارية السورية
- دولة المجاز والجماجم ...من ماردين الى عفرين
- مقاربة جديدة لمسألة الهوية والخصوصية في العمارة السورية
- هل ولد الكتاب المقدس في بابل؟
- لماذا تنعطف أمريكا نحو اليسار؟
- الحرب الأمريكية الإيرانية المؤجلة
- بعد سبعين سنة من تأسيس الناتو: الثوابت والمتغيرات
- المطلوب نقد ومراجعة لدور الحركة الكوردية في سوريا
- لماذا حلف أردوغان يشكل العدو الأول لشعوب المنطقة؟
- منطقة آمنة في إقليم مشتعل، كيف؟!
- إئتلافيّون أم أنفاليّون جدد في عفرين؟
- غصن الزيتون أم شجرة الاستيطان؟
- قصة أول بيان تضامني مع حلبجة قبل 28 سنة
- سنجار من منظور ثقافي وكتراث انساني
- لماذا تعادي بريطانيا-العظمى- كوردستان الناشئة؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - آزاد أحمد علي - ابداعات وعقد ليوناردو دافنشي