أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - التشكيلة الاجتماعية العراقية وفعالية أحزابها الوطنية















المزيد.....


التشكيلة الاجتماعية العراقية وفعالية أحزابها الوطنية


لطفي حاتم

الحوار المتمدن-العدد: 6725 - 2020 / 11 / 6 - 16:31
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تمر الدولة العراقية وتشكيلتها الاجتماعية بمرحلة من عدم الاستقرار الاجتماعي – السياسي بسبب الورثة الثقيلة التي خلفتها الديكتاتورية واستلام الطبقات الفرعية لسلطة البلاد السياسية في المرحلة المعاصرة، وبهذا المسار أثر تراجع أنشطة الدولة العراقية وضعف هيمنتها السياسية على فاعلية أحزابها السياسية ووضوح برامجها الكفاحية.
استنادا الى ذلك نحاول بحث العوامل المؤثرة على التشكيلة الاجتماعية العراقية واحزابها الوطنية – الديمقراطية وتأشير برامجها الوطنية الرامية الى إعادة بناء نظام الدولة السياسي الهادف الى معافاة الدولة الوطنية وتشكيلتها الطبقية والحد من هيمنة الطائفية السياسية على مسار تطورها الوطني اللاحق.
انطلاقاً من الرؤية السياسية المثارة نحاول تحليلها بملفات مترابطة يتمثل الأول منهما بسمات التشكيلة العراقية بعد الاحتلال الأمريكي للعراق. وثانيهما فعالية الأحزاب السياسية في إعادة بناء الدولة الوطنية. وآخرهما انشاء تحالفات السياسية قادرة على مناهضة للتبعية والتهميش.
اعتماداً على تلك الرؤى السياسية نتناول المحور الأول المتمثل ب-
أولا -- سمات التشكيلة الاجتماعية بعد انهيار النظام الاستبدادي.
أدت التغيرات الاجتماعية في العهد الاستبدادي المنهار الى ظهور الفئات البيروقراطية – الطفيلية التي جمعت بين النهج الديكتاتوري لنظام الحكم وبين مشاركتها السيطرة على ملكية الدولة الاقتصادية.
- واعتماداً على ذلك نمت وتطورت الشرائح البيروقراطية والطفلية في قطاعي الدولة الاقتصادين العام والخاص بسبب قرابة المالكين لأزلام السلطة السياسية.
-- وبذات المسار ساعدت العقوبات الاقتصادية الدولية بتنامي الفئات الطفلية -البيروقراطية الحائزة على الثروة الوطنية وسلطة البلاد السياسية.
-- تعزيز الفئات البيروقراطية - الطفيلية في البلاد جرى بعد سقوط الديكتاتورية حيث ظهرت الطائفية السياسية والبرجوازية الطفلية بديلا طبقيا عن قوى الديكتاتورية المنهارة اعتماداً على الوقائع التالية --.
أ - تفكك قطاع الدولة الاقتصادي وبيع اغلب وحداته الإنتاجية للقوى الطبقية الجديدة؟
ب – أصبح الفساد والتلاعب بالثروة البترولية مصدراً لنمو القوى الطبقية الجديدة وما نتج عن ذلك من تخريب تطور مصانع القطاع العام وتعطيل قدراته الانتاجية.
ج- انتعاش قطاع الاستهلاك بسبب ازدهار بضائع المزارات المقدسة ومتطلبات المناسبات الدينية.
د – ترابط القوى التجارية الطائفية مع الجوار الطائفي الإقليمي افضى الى ازدهار التجارة الخارجية وتعثر تصدير المنتجات الوطنية.
ه – سيادة الطائفية السياسية على السلطة الوطنية وتزايد تأثيراتها على تشكيلة البلاد الاجتماعية.
ان المؤشرات السالفة الذكر اثرت بشكل كبير على فعالية الطبقات الاجتماعية وغياب دور الأحزاب السياسية في تنمية وتطوير البلاد السياسية.
ثانياً -- فعالية الأحزاب السياسية في إعادة بناء الدولة الوطنية.
- التغيرات الجارية على القوى الطبقية في التشكيلة الاجتماعية العراقية اثرت على نهوج الأحزاب السياسية وانحسار قاعدتها الاجتماعية.
- استناداً الى ذلك يمكن تحديد السلبيات التي افرزتها السلطة الطائفية وتأثيراتها على أحزاب تشكيلة العراق الاجتماعية بالسمات التالي—
1 –برامج أيديولوجية
- تنطلق برامج الأحزاب السياسية بشكل عام من مناهج أيديولوجية بعيدة عن المصالح الطبقية لتشكيلة العراق الاجتماعية.
2– ضعف التمثيل الطبقي
-- تعذر تمثيل مطالب الطبقات الاجتماعية بوضوح كامل بسبب تداخل مصالح طبقات اجتماعية متقاربة.
3 – التداخلات الطبقية
ترابط مهام الطبقات الاجتماعية وتداخلها مصالحها في الظروف الاقتصادية الراهنة.
4– التخريب السلطوي
هيمنة الطبقات الفرعية وسيادة البرجوازية التجارية – المالية الربوية على مفاصل سلطة البلاد السياسية وابعاد الطبقات الاجتماعية الناشطة عن إدارة الاقتصاد الوطني.
5 -- احتكار الوظيفة الاقتصادية
– سيادة الطبقات الفرعية على سلطة البلاد السياسية واحتكارها سياسية البلاد الاقتصادية.
6– بناء الاقتصاد المشوه.
اعتماد الطبقات الفرعية على استيراد منتجات الدول الأخرى وما يعنيه ذلك من استمرار تهميش الطبقات الاجتماعية العاملة على تطوير الإنتاج الوطني.
7 - اعتماد الفصائل الشعبية المسلحة.
- اعتماد الطبقات الفرعية على فصائل مسلحة لصيانة مصالحها الطبقية عند خوض النزاعات الاجتماعية والتصدي للمطالبات الشعبية.
8 - سيادة النزعة الطائفية السياسية.
سيادة الطائفية في الحياة السياسية واتساع تحالفاتها مع الجوار الإقليمي وما يعنيه ذلك من ضياع السيادة الوطنية ارتهانها للصراعات الإقليمية – الدولية.
9 – الطائفية السياسية والإرهاب السياسي.
– ترابط الإرهاب والقمع السياسي الممنهج لدى أحزاب الطائفية السياسية ضد القوى الوطنية الراغبة في تطور بلادها بعيدا عن الترابطات الإقليمية الطائفية او النزاعات الدولية.
10 – التدخلات الدولية وانحسار السيادة الوطنية.
لجوء الطائفية السياسية وقواها المسلحة الى قمع الحركات الوطنية المطالبة بالعمل والسلام الاجتماعي وما ينتجه من تدخلات دولية وانحسار سيادة البلاد الوطنية.
ان اللوحة السياسية القاتمة التي جرى تبيانها تجبر القوى الاجتماعية الديمقراطية على التعاون لإنقاذ البلاد من التخريب الطائفي ومساعي الرأسمالية المعولمة الهادفة الى تهميش الدولة الوطنية وما يعنيه ذلك من بناء سياسية جديدة نابعة من طبيعة التخريب الطائفي السياسي الممنهج للدول الوطنية.
ثالثاً -التحالفات السياسية ودورها في مناهضة التبعية والالحاق.
تشكل صيانة الدولة الوطنية وحمايتها من التبعية والتهميش الحلقة المركزية في الكفاح الوطني الديمقراطي الامر الذي يشترط إعادة بناء هيمنتها السياسية على حياة البلاد الوطنية استناداً الى --
أولاً- اقامة تحالفات وطنية تعمل على تعزيز سيادة الدولة المركزية وما يعنيه ذلك من تحجيم دور الطائفية السياسية في إدارة حياة البلاد السياسية.
ثانياً – تكثيف التعاون السياسي بين القوى الوطنية الديمقراطية بهدف صياغة برنامج وطني مشترك يعتمد القضايا الوطنية الواقعية.
ثالثاً – اعتبار الشرعية الديمقراطية الانتخابية الأسلوب الوحيد لاستلام السلطة السياسية والحد من النزعات الانقلابية.
رابعاً - التركيز على الوطنية العراقية في صياغة البرامج الانتخابية لأنها تشكل الأداة السياسية الفاعلة في وحدة البلاد الاجتماعية.
خامسا – عدم اعتماد الطائفية السياسية في الانتخابات التشريعية والتركيز على البرامج الاقتصادية – الاجتماعية.
سادساً – تطوير الدورة الإنتاجية وبناء توازنات بنيتها الطبقية الهادفة لخدمة مصالح العراق الوطنية.
سابعاً- التركيز على تلبية المصالح الطبقية للطبقات الاجتماعية الفاعلة في الدورة الإنتاجية.
ثامناً– إقامة علاقات دولية ترتكز على احترام سيادة البلاد الوطنية.
تاسعاً- صيانة الدولة الوطنية من التبعية الإقليمية والتهميش الرأسمالي.
عاشراً - الابتعاد عن سياسة المحاور الإقليمية - الدولية والتركيز على الحياد المنبثق من مصالح البلاد الوطنية.
ان المهام الوارد ذكرها المنبثقة من التحالفات السياسية الطبقية كفيلة بنقل البلاد من العزلة الطائفية والتبعية الإقليمية الى تعزيز سيادة البلاد الوطنية وتطور تشكيلتها الاجتماعية.



#لطفي_حاتم (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوعات حول الدولة والمليشيات المسلحة
- التحالف الوطني – الديمقراطي ومناهضة التبعية والتخريب
- وحدانية التطور الرأسمالي والكفاح الوطني – الديمقراطي
- الطائفية السياسية وإعاقة بناء الدولة الوطنية
- التحالف الوطني- الديمقراطي وبناء الدولة العراقية
- الوطنية - الديمقراطية ومكافحة التخريب الرأسمالي
- الأحزاب الطائفية وايديولوجيتها السياسية.
- الطبقات الفرعية ونزعتها الإرهابية
- العلاقات الدولية وعولمة السياسة الامريكية
- الوطنية الديمقراطية والشرعية الانتخابية
- الرأسمالية المعولمة وهيمنة الطبقات الفرعية
- الوطنية الديمقراطية ودولة العدالة الاجتماعية
- كفاح اليسار الاشتراكي وبناء الدولة الوطنية
- موضوعات حول التناقضات والتحالفات الوطنية
- الثورة التكنولوجية والسياسة الإعلامية للحزب الشيوعي
- العولمة الرأسمالية وحق تقرير المصير
- المراكز الإقليمية وبنيتها الأيديولوجية
- الوطنية الديمقراطية ووحدة اليسار السياسية
- العولمة الرأسمالية وفعالية اليمين السياسية
- الكفاح الوطني الديمقراطي ووحدة اليسار الاشتراكي


المزيد.....




- “إحاطة” في مجلس النواب.. في اليوم الـ 153 من إضراب سويف
- قصة انتصار “تحالف نقابي” على الممارسات الاحتكارية في المجال ...
- أردوغان يحذر حزب العمال الكردستاني من نكث وعده بإلقاء السلاح ...
- ردود الفعل التركية بعد إمتثال حزب العمال لدعوة أوجلان بإلقاء ...
- العمال الكردستاني يعلن الامتثال بدعوة أوجلان وقسد لا تعني بإ ...
- صوفيا ملك// لقاء بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض
- محطات رئيسية في الصراع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني
- حزب العمال الكردستاني يعلن وقف إطلاق النار مع تركيا
- العمال الكردستاني يقبل إلقاء السلاح وقيادي بالحزب: مصرون على ...
- تقرير: خطاب أوجلان التاريخي خضع للمراجعة من الأمن التركي


المزيد.....

- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - لطفي حاتم - التشكيلة الاجتماعية العراقية وفعالية أحزابها الوطنية