|
معالم الحياة المعاصرة / 4
رياض عبد الحميد الطائي
كاتب
(Riyad A. Al-taii)
الحوار المتمدن-العدد: 6724 - 2020 / 11 / 5 - 14:54
المحور:
المجتمع المدني
أولا : برنامج اصلاح نظام العمل المقدمة : ينطلق برنامجنا الاصلاحي من الثوابت الاتية : ـ ان مظاهر الفقر والجوع والتشرد والتهجير تنطوي على امتهان لكرامة الانسان ، وان وجود هذه المظاهر في اي مجتمع انما هو تعبير واضح عن شيوع الظلم وفساد الذمم في ذلك المجتمع ، وان شيوع الظلم في اي مجتمع يؤدي الى شحن افراد المجتمع ( ظالمين ومظلومين ) بمشاعر الكراهية والحقد والانانية والعدوانية تجاه بعضهم البعض ومن ثم تمزيق نسيج المجتمع ، وان المجتمعات المشحونة داخليا بمشاعر الكراهية والحقد تكون عادة مجتمعات ممزقة لا عزة لها ولا منعة ، وهي غير مستقرة لا في انظمتها السياسية ولا في اوضاعها الاقتصادية ـ عندما يشتد التنافس على الارزاق عن كثرة بشر وقلة عمل ، فان منظومة القيم الاخلاقية تبدأ بالانحلال ، وقبضة الفضيلة بالارتخاء ، فتموت على أثر ذلك الضمائر ، ويتحول حينئذ التنافس بين البشر على مصادر الرزق الى صراع مميت ، حيث يسحق الانسان اخيه الانسان لكي يكسب الرزق ... وبذلك يحل في المجتمع الصراع من أجل البقاء ، وهذه قمة المأساة الانسانية ـ الحقوق الاساسية الثابتة لكل انسان في كل زمان ومكان هي ( الحياة ، الكرامة ، الحرية ) ، اما الحقوق الاجتماعية الثابتة والدائمة لكل مواطن يحيا في وطن ذو سيادة فهي : 1 ) ان يحيا المواطن في وطنه آمنا على حياته وعلى ممتلكاته ، 2 ) ان يحصل على الرزق الدائم بمستوى لا يقل عن خط الفقر ، 3 ) ان يتملك المسكن الدائم والمناسب ملكا صرفا , لذا ترتكز رؤيتنا لاصلاح نظام العمل على محورين وهما : ( اولا ) تأمين مصدر رزق دائم ومستقر لكل مواطن يلبي أبسط متطلبات العيش الكريم له ، ( ثانيا ) تأمين مسكن مناسب تمليك لكل مواطن ملكا خالصا ، ( الرزق الدائم ، السكن المناسب ) هي حقوق اجتماعية أساسية ثابتة لكل مواطن مقابل الواجبات والالتزامات التي عليه تجاه وطنه ، وتتحمل الدولة مسؤولية رئيسية في تأمين هذه المتطلبات ويجب ان يكون هذا الرزق متوفر لكل مواطن بشكل يومي ولا ينقطع عنه في جميع الظروف والاحوال لان حفظ كرامة الانسان في حفظ رزقه الدائم والثابت ، مفهوم ( الرزق ) يقصد به الضرورات الاساسية للعيش ويشمل ( الغذاء والماء والطاقة ) وبالكميات المناسبة لضمان العيش بكرامة ، ( مفهوم الطاقة هنا نقصد به وقود طهو الطعام والطاقة الكهربائية للاغراض المنزلية ) ، هذا وان المصدر الاساسي للانفاق على توفير ضرورات العيش هو العمل ، الدولة هي رب الشعب وهي المسؤولة عن توفير فرص العمل لجميع البالغين ذكورا واناثا ليتمكنوا من الحصول على المستلزمات الاساسية للحياة بشكل دائم ، ولكي تتمكن الدولة من تحقيق هذه المتطلبات الثلاثة والتي تمثل الحقوق الاجتماعية الدائمة لكل مواطن فانه يستلزم تشريع عدد من الانظمة والقوانين والقواعد للعمل بموجبها ، مثل نظام الرقم الوطني لكل مواطن ، ونظام الخدمة الوطنية الالزامية ، ونظام الخدمة في الوظيفة الحكومية ، ونظام التقاعد والضمان الاجتماعي ، ووضع معادلة تتسم بالتوازن والمعقولية للعلاقة بين الاجور والاسعار، وقبل كل ذلك لابد من اعتماد نظرية اقتصادية تناسب طبيعة الموارد البشرية والطبيعية المتوفرة وبالتأكيد ان النظرية الاقتصادية القائمة على مبدأ ( الاكتفاء الذاتي ) وحماية المنتوج المحلي هي افضل الحلول في حالة حصول اضرار من جراء تطبيق نظرية ( التجارة الحرة ) وهذه تبقى مسؤولية المختصين بالاقتصاد والقائمين على ادارة سياسة البلد ـ رابطة المواطنة تعني رابطة الانتماء الى وطن ويترتب على هذا الانتماء حقوق وواجبات بين الدولة والمواطن في اطار منظومة متكاملة من التشريعات القانونية ، حقوق وواجبات رابطة المواطنة توضع في صيغة عقد وطني بين الدولة والمواطن يسمى ( عقد المواطنة ) يشمل الذكور والاناث ، ( عقد المواطنة ) وهو نظام تعاقدي لتنظيم الحقوق والواجبات عقد بين الدولة والمواطن البالغ والمؤهل من كلا الجنسين ، ويتمتع هذا العقد بالقوة القانونية الملزمة لكلا الطرفين ( الدولة والمواطن ) ، ويترتب عليه حقوق دائمية مضمونة لكلا الطرفين ، وتتمثل الحقوق الاساسية للمواطن في العقد في ضمان ( الأمن ، والرزق ، والسكن ) ، اما حقوق الدولة على المواطن بموجب العقد فتتمثل في ( أداء الخدمة الوطنية الالزامية ، وأداء الضريبة والتي هي حق الوطن ، والالتزام بالدستور والقوانين الصادرة عن سلطات الدولة ) ـ احترام الدستور والالتزام ببنوده واجب على الجميع حكومة وشعبا ، لان الدستور فوق الجميع ، وهو قابل للتعديل حسب متغيرات الظروف ومتطلباتها ، وان مبدأ احترام الدستور يشمل ايضا احترام كل القوانين الصادرة عن اي حكومة قائمة وتتمتع بالشرعية بموجب الدستور ويشمل برنامجنا الاصلاحي في مجال العمل ما يلي : ـ نظام الخدمة في الوظيفة الحكومية ـ نظام العمل في القطاع الخاص ـ نظام التقاعد والضمان الاجتماعي ـ اخلاقيات العمل ـ تنظيم العلاقة بين الدولة والمواطن في اطار وثيقة تعاقد بين الطرفين تثبت فيها الحقوق والواجبات لكل طرف ..... يتبع الجزء / 5
#رياض_عبد_الحميد_الطائي (هاشتاغ)
Riyad_A._Al-taii#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
معالم الحياة المعاصرة / 3
-
معالم الحياة المعاصرة / 2
-
معالم الحياة المعاصرة / 1
-
مقترح استخدام نظام الرقم التصنيفي بدلا من التسمية اللاتينية
...
المزيد.....
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
-
أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|