أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - ماذا تحمله الأيام القادمة من مفاجئآت للعراق ؟















المزيد.....

ماذا تحمله الأيام القادمة من مفاجئآت للعراق ؟


أحمد رجب

الحوار المتمدن-العدد: 472 - 2003 / 4 / 29 - 03:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                                                           

بدءاَ ، لا بدّ من الإشارة الى أنّ تعّنت المجرم صدام حسين واستهتاره بإرادة المجتمع الدولي، ورفضه الانصياع لقرارات الأمم المتحدة، بالإضافة الى رجحان كفة الأوساط المستفيدة من الحروب التي دمّرت العراق كانا السبب الأساس في إشعالها ، وبالمقابل فإنّ الدكتاتور صدام لم يدّخر وسعاَ يوماَ ما عن إستخدام أشرس وأقذر الوسائل لحماية نفسه وسلطته الدموية المطلقة، ولقد تمادى المجرم في استهتاره بأرواح ومستقبل العراقيين وهدم كل ما شيّدوه من منجزات حضارية وانسانية، على مدى عصور عديدة، وإصراره على تدمير العراق وشعبه.
انّ الوطن يمّر الآنَ بمنعطف خطير، ويتعّرض الى أخطار كبرى تهّدد سيادته ومستقبله، وهو بحاجة ماسّة الى جهود كل أبنائه لرص الصفوف وتوحيد الطاقات للخلاص من تبعات الحرب والكارثة التي سبّبها الطاغية صدام، والعمل من أجل إطلاق الحريّات الديموقراطية وتصفية مخلّفات النظام الدموي، وأعمار ما خرّبته الدكتاتورية والحرب، وإنزال القصاص العادل بالمجرمين.
وعلى القوى والأحزاب السياسية أن تتّفق وأن تتصّدى لعراق ما بعد صدام حسين بالوسائل والممارسات الديموقراطية، وأن تبدأ قيادة البلاد بمشاركة جميع الأطراف الوطنية في مرحلة إنتقالية تحّددها القوى والأحزاب نفسها، على أن يتم خلالها تشكيل حكومة إئتلافية تضم كل الأحزاب والقوى من دون استثناء، ويكون هذا أسلوباَ ومراناَ يهيئان البلاد لإنتخابات حرّة مباشرة وإنتخاب برلمان ووضع دستور دائم.
 أنّ العراق في الوقت الراهن بحاجة الى بديل وطني ديمقراطي يرتكز على إرادة الشعب بعيداَ عن نهج الإرهاب الدموي والسياسة الشوفينية البغيضة والأطماع التوسعية التي كانت سمة ممّيزة من سمات النظام البائد.
وإزاء الوضع المتّفجر حالياَ لا بدّ من العمل على إقامة العلاقات الطبيعية وتقويتها بين مختلف القوى والأطراف السياسية، ينبغي أن تبنى على أساس من التعايش الأخوي وقواعد الإحترام المتبادل للآراء المختلفة، والإقرار بواقع التعددية السياسية والحزبية وما يرتبط بهما.
كما ويجب أن ينصّب الجهد المشترك علىالإتفاق على ملامح عراق ما بعد دكتاتورية صدام المقيتة ، عراق الغد. عراق يؤمن الحرية الكاملة للقوى السياسية وفصائل الشعب على إختلاف مشاربها وإنتماءاتها السياسية والقومية والدينية والمذهبيةوالفكريةوالعقائدية.
ويجب على الجميع أن يعملوا على إثبات جاهزية القوى والأحزاب السياسية وقدرتها على التعامل المنطقي والموضوعي مع الأحداث والتطوّرات التي تعصف حالياَ بالمجتمع العراقي. أذ أنّ الوضع في العراق تدهور بشكل خطير، فأيتام النظام الصدامي البائد باقون وبأيديهم السلاح، و يخرجون بين حين وحين من جحورهم ويطلقون النار عشوائياَ على المواطنين الآمنين، وأنّ الضحايا من القتلى في إزدياد، والمستشفيات التي طالتها الأيادي الخبيثة في السلب والنهب تمتلئ بالجرحى وتشكو من قلّة الكادر وعدم وجود أدوية كافية،  ولا تستطيع تقديم الخدمات اللازمة لهم، ويعاني السكان في كل مكان من إنقطاع الكهرباء والماء وأنعدام الخدمات الضرورية،  وتوقف وسائل الإتصال والنقل ، وتوسع الدمار والخراب ، وإصابة الحياة الإقتصادية بالشلل التام.
 وكل هذه المشاكل تنذر بعواقب وخيمة وأمراض مهلكة يصعب تداركها.
ان من الضروري الإسراع بتشكيل لجان شعبية يكون بمقدورها توحيد القوى والأحزاب الوطنية والإسلامية في كل مكان لقيادة الجماهير الشعبية في نضالها البطولي ولتعزيز روابط التآخي بين جميع فئات الشعب التي ساهمت في إزالة وقلع جذور الدكتاتورية الصدامية للوصول الى أهدافها المنشودة ، وهي الظفر وتجسيد إرادة العراقيين في الخلاص من ظروفهم القاسية، وهذا يتطّلب قبل كل شئ اليقظة والحذر تجاه الزمر الموتورة من بقايا النظام البائد، ومن نفاق وأحابيل ومكر وخداع الدول المجاورة للعراق وتحركاتها المشبوهة.
ولتحقيق هذه المهام فإنّ القوى والأحزاب الوطنية العلمانية والإسلامية مدعوّة اليوم لأن تلعب دوراَ أكبر من خلال، تعزيز تعاونها وتوطيد التحالف فيما بينهاعلى اساس برنامج عمل مشترك يتبّنى الأهداف النبيلة للشعب، وعدم فسح المجال لاحداث أي ثغرة في صفوف القوى التي شاركت في النضالات المتنوعة للقضاء على الدكتاتورية .
ان على من يطلق عليهم (الأشقاء والأصدقاء) الآن وفي هذه الظروف العصيبة التي يمر فيها شعبنا ووطننا الوقوف الى جانب شعبنا ومساعدته لتجاوز آثار المحنة التي يواجهها بدلاَ من تدخلهم السافر دون حياء أو خجل في شؤون البلاد وإثارة البلبلة والفوضى فيها.
وهنا لا بد من التوجه الى الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية وفي طليعتها الأمم المتحدة ومطالبتها  بدعم نضال الشعب العراقي من أجل استتباب الأمن وإقامة مؤسسات النظام السياسي والإجتماعي، وانسحاب القوات الأجنبية ( قوات التحالف ) من العراق، بعد استتباب الأمن وتنصيب حكومة وطنية إئتلافية تسير أمور البلاد دون وصاية من أية جهات أجنبية مباشرة. ويناشد الشعب العراقي الذي تخلص من نظام الدكتاتور الأرعن المنظمات والهيئات الدولية والإنسانية لتقديم المساعدات لأبناء الشعب المنكوبين لمعالجة الآثار والعواقب الوخيمة التي سبّبتها الحروب العديدة التي أشعل النظام الدكتاتوري الشمولي المنهزم فتيلها في كل مرّة ، وأخرها الحرب الأخيرة التي أوقعت دماراَ شاملاَ في البلاد، وأزالت الطاغية صدام وزمرته الباغية، وخصوصاَ في مجالات تأمين الأغذية والأدوية ومستلزمات الوقاية الصحية ودرء مخاطر الأوبئة .
أنّ نضال الشعب العراقي ووحدة قواه وأحزابه الوطنية والتقدمية والإسلامية كفيل بتحقيق المطامح النبيلة لجماهير الشعب الذين عانوا طويلاَ من ويلات الدكتاتورية المجرمة والحروب المدمرة.
أنّ المهمة الآنية هي إقامة الحكم الوطني الديمقراطي وتشكيل حكومة إئتلاف وطني تنقذ الشعب والوطن من الفوضى المستشرية وتعيد لهما الأمن والاستقرار وتصون حرية البلد واستقلاله، ومن ثم العمل على جلاء القوات الأمريكية والبريطانية بعد تشكيل حكومة قادرة على تحقيق هذه الأهداف  تتفق عليها القوى والأحزاب السياسية في البلاد.

2003-04-28



#أحمد_رجب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا تريد تركيا ؟!
- العراقيّون يحتفلون بسقوط الدكتاتورية البغيضة
- خانقين مدينة القوميات المتآخية في العراق تنتصر وتتحرر
- من يتحمل مسؤولية تدميرالقيم الأخلاقية و الأنسانية في المجتمع ...
- مجرومون يكذبون ويجرّون الويلات والكوارث على العراق
- جبناء ينحازون الى الطاغية صدام ونظامه العفن !
- ما هذا السخاء يا نضال حمد؟!!!
- فئة ضالة تدافع عن المجرم صدام ونظامه الدموي !
- النظام الدكتاتوري وحده يتحمل المسؤولية عن الخراب والدمار
- الأكراد الفيليون كانوا ولا يزالون في مقدمة الكفاح الوطني
- الاحتجاجات الكوردية ترعب الأعداء
- الأصوات الناعقة في سرب العداء للكورد !
- نعرة الشوفينية المقيتة ضد الكورد تتصاعد !


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - أحمد رجب - ماذا تحمله الأيام القادمة من مفاجئآت للعراق ؟