رضا عبد الرحمن على
الحوار المتمدن-العدد: 1609 - 2006 / 7 / 12 - 07:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشر فى جريدة الجمهورية يوم الجمعة 7/7 / 2006
يسأل القارىء إبراهيم حسن على من القاهرة قائلا:
ما حكم الدين فى تسجيل الأذان الموحد لإذاعته وقت كل صلاة فى المساجد ؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور: نصر فريد واصل :مفتى الجمهورية الأسبق يقول :
إنه من المقرر شرعا أن من مندوبات الأذان وسننه أن يكون المؤذن واحدا من المصلين
لأن الرسول (ص) أمر بأن يكون المؤذن واحدا من المصلين ـ"إذا حضرت الصلاة فليؤذن
أحدكم". رواه البخارى ومسلم في صحيحيهما .
ـ وفيما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما أن النبى (ص)قال :"ليؤذن لكم خياركم
وليؤمكم قراؤكم ". أخرجه أبو داوود وابن ماجه .
ـ وقال مالك بن الحويرش :"قدمت على رسول الله ـ (ص) ـ أنا وابن عم لى . فقال لنا :
إذا سافرتما فأذنا وأقيما وليؤمكما أكبركما ".أخرجه النسائى والترمذى قال حسن صحيح
وبدأ يشرح هذه الأحاديث قائلا:
ـ هذه الأحاديث توضح بما لا يدع مجالا للشك أن الأذان مشروع ومنكره كافر لإنكاره
أمرا معلوما من الدين بالضرورة .
ولأن من السنة أن يكون المؤذن شخصا من المصلين كما أن من مندوبات الأذان أن
يستقبل المؤذن القبلة وذلك لأن مؤذنى رسول الله كانوا يستقبلون القبلة وأن يلتفت
المؤذن جهة اليمين وجهة اليسار عند قوله : حى على الصلاة وحى على الفلاح
وإذاعة الأذان لا تأثير له ذاتيا فى المصلين .
أما المؤذن بنفسه فله تأثير فى الناس لأنه يعد قدوة فى أقواله وأفعاله فإذا كان عاملا
بالكتاب والسنة كان قدوة حسنة لغيره وهذا الإقتراح إذا أمكن تنفيذه من الناحية النظرية
فهو عسير من الناحية العملية إذ قد ينقطع التيار الكهربائى عن حى بأكمله عند دخول
وقت الصلاة وعندها يضيع وقت الأذان ويفوت الغرض منه وعلى وزارة الأوقاف المعنية
أن تختار المؤذنين أصحاب الأصوات التى تحبب الناس فى الأذان ولا تنفرهم منه عند
تعيينهم لأداء هذه المهنة. , وبهذا انتهى رد فضيلة المفتى على المواطن .
أنا سأرد عليك يا فضيلة المفتى :
ولكنى أختلف معك يا فضيلة المفتى الأسبق:
لأنه فى هذا الزمان يمكن للمسلمين أداء فريضة الصلاة بدون الأذان :
,عندى سؤال : كيف يكون الحل إذا انقطع التيار الكهربائى فى جميع أنحاء الجمهورية لمدة
أسبوع ؟؟؟
هل سيؤدى المسلمون فريضة الصلاة أم لا ؟؟؟
تفضلت سيادتك وطرحت لنا هذه الرخصة كما تسمونها فى علم الفقه وهى كيف يكون الحل إذا
إذا انقطع التيار الكهربائى.؟؟!!!! لو استخدم المؤذن صوته فلن يسمع الأذان إلا من هو داخل المسجد
أوقريبا منه وكان فى طريقه إلى المسجد. , بالتالى يكون الأذان غير ضرورى يا سيادة المفتى والا أيه !!!!
يا فضيلة المفتى لو أدى مسلم صلاة العصر مثلا لدخول وقتها دون أن يسمع الأذان :
وهو فى الحقل مثلا :هل تعتبر صلاته صحيحه أم لا ؟؟ أعتقد أنها صحيحه .
,أما إذا أدى مسلم نفس الصلاة بدون قراءة الفاتحه أو نسى ركعه أو سجدة لا تصح الصلاة
ولابد من إعادة الصلاة . ونفهم من هذا أن الصلاة تكون صحيحة مالم ينقص منها ركن
أساسى يخل فى صحتها: فالصلاة علاقة خاصة بين العبد وربه . ويقول تعالى (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ
أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً ) الإسراء : 110
ونفهم من هذا أيضا أن الأذان فرض فى عهد النبى (ص) لأن الدين لم ينتشر بعد بين الناس
وكان لابد من الأذان فى الناس ليعلموا وقت الصلاة فيجتمعوا ليصلوا خلف النبى (ص)
فلا توجد طريقة أخرى غير ذلك لتجميع المسلمين فى مكان واحد لأن عددهم آنذاك كان
محدودا وصلاتهم فى جماعة تعتبر نوعا من القوة فى بداية الدعوة الإسلامية .
أما الأن فالدين الإسلامى إنتشر فى أنحاء الكره الأرضية ولا يوجد أى نوع من الخوف
على المسلمين أثناء الصلاة , وعرف الجميع مواعيد الصلاة .
التعليق على الإحاديث الثلاثة المذكورة في المقال :
أولا: لماذا يصر فضيلة الدكتور على تكفير من ينكر الأذان ؟
وهل فتوى:"من ينكر معلوما من الدين بالضرورة كافر كانت موجودة أصلا فى حياة
الرسول ". ؟؟
أعتقد أنها فتوى صنعت فى عصر كان يطلب فيه من رجال الدين اختراع فتاوى لإرضاء الحكام
وإهدار دم من يخالف دستور الدولة . : ليس هذا موضوعنا الآن :
الحديث الأول يقول ان المؤذن لابد أن يكون واحدا من المصلين :
لنفرض أن هذا الحديث صحيح فهذا أمر طبيعى في زمن الرسول وأسلوب الحياة البدائية
الموجودة : فلابد وأن يكون المؤذن أحد المصلين :فلا يمكن أن يؤذن شخص فى المدينة
ويطلب من المسلمين فى مكه أن يسمعوا الأذان ويذهبوا للصلاة فى المدينة .
فهذا مستحيل :ولكن هذا الأمر لا يمكن القياس عليه فى زمن يمكن أن يصل صوت شخص
(يعمل فى الإذاعة) فى القاهرة إلى جميع أنحاء الجمهورية .
, تطبيقا لمشروع توحيد الأذان فى القاهرة الكبرى ,الذى يعكس نوعا من الرقى والتحضر وإقامة
شعائر الدين بأسلوب منظم و موحد وبالطبع هذا لن يؤثر من قريب أوبعيد على صحة الصلاة .
ثانيا: فى الحديث الثانى يقول ليؤذن لكم خياركم :
هل تعرف كثيرا عن المؤذنين يا فضيلة الشيخ ؟؟؟
أنا أعرف وسأتحدث عن القرية التى أعيش فيها : بلا استثناء جميع مؤذني المساجد فى البلدة لا يقرأ ولا يكتب
ولا يعرف شىء عن الدين الإسلا مى ولكنهم يؤدون وظيفة مقابل أجر فحسب. وظيفة دفع من أجلها ألاف الجنيهات .
ليحظى بها دون غيره , وهى وظيفة والسلام .
وأكيد حضرتك عندك علم عن بعض المسلمين الذين يشيدون المساجد الفخمهة للتهرب من الضرائب وتسهيل وصول
المرافق إلى المبنى , أو بهدف تعيين أحد الأبناء أو الأحفاد أو الأقارب أليست هذه أسباب كافية لمناقشة ووضع شروط
لبناء المساجد قبل أن نكفر من ينكر الأذان .
كيف لنا من مخرج لهذه المصيبة ؟ وكيف نطبق ماجاء فى نص الحديث ؟
ومش عاوز أقول إن بعضهم يعمل فى مهن قد تستدعيه لسب الدين (منهم من يعمل سائق لسيارة
أجرة , ومن يعمل نجار , وسباك ,عامل بناء ,وفلاح : هذا هو النموذج السائد بين الؤذنين :
فكيف نحصل على مؤذن يتناسب مع نص الحديث : , وأنا أعلم جيدا أن أغلب هؤلاء تم تعيينهم
بالواسطة يافضيلة المفتى , وكل منهم يؤدى وظيفة مقابل أجر ليس أكثر .
ثالثا: موضوع الأذان فى السفر ؟ ألم تسافر من قبل يا فضيلة الشيخ ؟؟
هذا الحديث لو فرضنا أنه صحيح : أيضا ؟
فإن السفر فى عهد النبى يختلف كليا وجزئيا عن السفر اليوم : كان السفر فى عهد النبى على الخيل
والجمال ولا توجد أى وسيلة من وسائل الإعلام ولا توجد مساجد بكثرة فى الصحراء وفى الطرق أما الآن
السفر يختلف تماما فهناك مساجد فى كل مكان وهناك جهاز الراديو فى جميع وسائل المواصلات وهناك
الساعات اليدوية لمعرفة مواقيت الصلاة وأجهزة المحمول التى تؤذن تلقائيا عند مواقيت الصلاة.
كل هذه وسائل لم تكن موجودة فى عهد النبى عليه الصلاة السلام .
وما الحكمة أن يلتفت المؤذن يمينا ويسارا عند قوله جزءا من الأذان ؟؟
لنفرض أن المؤذن مصابا بمرض فى الفقرات العنقية فكيف يكون الحل ؟ الأذان غير صحيح !!!!!
فكيف يكون المخرج من هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟
وهل الأذان مؤثر لهذه الدرجة فى نفوس المصلين ؟ ناقص نذكر المؤذن فى الصلاة .
المؤذن القدوة :إذا كان المؤذن القدوة غير موجود يا فضيلة الشيخ وغير متوافر فى كل البلدان .
أو يكون المؤذن قدوة فى بلد وغير قدوة فى بلد أخر فهذا ظلم لأهل البلد الأخير .
سؤال مهم :هل كان المؤذن يتقاضى أجر فى عهد النبى (ص) ؟؟؟؟ أليس هذا خلافا واختلافا صريحا
لما كان يقيمه النبى من سنن ومن شعائر الدين .
أعتقد أن موضوع المؤذن أخذ من وقتنا الكثير .
وفى النهاية يا فضيلة المفتى الأسبق :إذا كنت تريد أن تعيش نفس الحياة التى كان يعيشها النبى (ص)
هو وأصحابه بكل تفاصيلها وتحب أن تنفذ ما فيها من تعاليم وسنن وشرائع لأنك من رموز الدين طبعا.
أولا :لابد أن تعيش فى شقه بدائية بدون جهاز تكييف ,وتمتنع عن الذهاب للحلاق لسنه أو سنتين, وتعيش
فقيراوتتخلص من السيارة الفخمة التى تركبها ,وتترك
تليفونك المحمول , وطبعا لابد من التخلص من رصيدك فى البنك .
وتذهب إلى عملك على جمل بدلا من السيارة ,وطبعا تمتنع عن تقاضى المرتب الشهرى من الحكومه
لأنه ليس هناك مقابل مادى أو أجر لرجال الدين . ومطلوب من حضرتك إقناع جميع رجال الدين فى مصر بالتنازل
عن كل ما سبق من وسائل الترفيه والتحضر والتنازل عن أجورهم : حينئذ سنؤمن أنكم فعلا تخافون على الدين الإسلامى وتريدون
الوصول بالمسلمين إلى الصورة الصحيحة للإسلام :أما إذا رفضتم سنعرف أنه ينطبق عليكم القول مثل
بنى إسرائيل فى قول الله تعالى (وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ : وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ
وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ : وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ : أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ
وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ) البقرة 40 :44
#رضا_عبد_الرحمن_على (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟