|
-الكتاب الرابع- واختفاء الانهار والصحراء*؟/9
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 14:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عبدالاميرالركابي تظل المجتمعات البشرية منذ اكتمال قوامها في حالة بحث عن ذاتها "التحولية"، مع السعي لتحقيقها بالتفاعلية المطردة ومختلف التحققات، واهمها الأولى الابراهيمة النبوية الحدسية، ثم الغربية الحداثية الأحادية الأخيرة التي ماتزال حاضرة الى الوقت الراهن، ولاتكتمل العناصر اللازمة والضرورية لبلوغ الهدف التحولي الأخير المقرر للظاهرة المجتمعية، الا بالابراهيمه الثانية مابعد النبوية، التي هي اليوم قيد التبلور في اعقاب وارتكازا لقمة واخر اشكال التجلي الأحادي الممكن في المجال الانشطاري الأوربي، ارفع اشكال الأحادية المجتمعية واعلاها دينامية ونوع تحقق. خلال الفترة او الزمن الفاصل منذ لحظة تبلور المجتمعية التحولية بنيويا، يكون العقل في حال تشكل وارتقاء داخل العملية المجتمعية التفاعليه الشاملة، ولايصل لحالة تؤهله لادراك الظاهرة المجتمعية ومنطوياتها، والمودع فيها، الا مع اكتمال أسباب نضج التحولية الكبرى، مع اقتراب لحظة التحول والانتقال الى الطور مابعد المجتمعي، ووقتها تتظافر عوامل أساسية هي لزوم التحول: ـ أولها الانتقال الى الابراهيمة الثانيه مابعد النبوية حين تحل الادراكية العلية بعد النبوية الحدسية، فتحتل هذه والكتاب الرابع/ الأول المؤجل موضعا فاصلا وحاسما في حينه، لاتحول ممكن بدونه. ـ اتجاة المنتجية الى الانغلاق، والاقتراب من التوقف وغلبة الكوارثية،بعدما يلحق بها من اثار اختلال ناجمه عن حضور الاله واثرها في خلخلة التوافقية الانتاجو/بيئية، مع انتقال مركز الفعالية في المعسكر الانشطاري الطبقي الى المجتمعية (الابراهيمة النبوية /الراسمالية)، المفقسة في القارة الجديدة، خارج رحم التاريخ. ـ غياب الأنهار الثلاثة والصحراء وفعلهم البنيوي التاريخي الابراهيمي على مستوى التعبيرية التحولية، ووقوع البؤرة التحولية الازدواجية الرافدينيه تحت طائلة ومفاعيل "فك الازدواج"، بالتلازم مع الحقبة الثانيه من "العيش على حافة الفناء"، و حلول زمن عراق "مابعد النهرين"، بالتناظر مع زمن مابعد النيل في مصر، ومابعد الصحراء الاحترابية في الجزيرة العربية. ـ دخول المجتمعات على مستوى المعمورة زمن "العيش على حافة الفناء"، الناجمه عن الاختلال الإنتاجي البيئي، وسوء الاستعمال القاتل للالة من قبل الراسمال واعتماده دين الربحيه الجشعه كاولوية. ـ انبجاس الوسيلة المادية اللازمة للتحول المجتمعي البنيوي الذي كان بالاصل طابع وكينونة المجتمعية الرافيدينيه الأساس، لكن الممنوع من التحقق من دون سد النقص الرئيسي الذي لاتحول بنيوي من دونه، والذي هو وسيلة التحول المادي "التكنولوجي"، الذي يعقب ظهوره الالة وحضورها. هكذا تكون عملية ادراك وتحقق الذات المجتمعية البشرية منوطة بتوفر عنصرين، هما غاية التفاعليه المجتمعية على مستوى المعمورة، وقصد التاريخ التصيري: العقل المدرك للظاهرة المجتمعية، والتكنولوجيا وسيلة التحول المادية الناقصة غير الانتاجوية، مابعد المجتمعية. هذا مع العلم ان الثورة العقلية الابراهيمه، هي الدالة على كمال الوسيلة الانتقالية التحولية "ماديا"، فالتكنولوجيا تبقى من دون الاطار التفكري الموافق لها ولطبيعتها ودورها المنوط بها عند انبجاسها، محكومة للرؤية والتصورية النموذجية الراسمالية المتطابقة مع الالة، ومخضعه لاغراضها ومقتضياتها، ولن تتحرر وتكتسب ذاتيتها، قبل ان تأخذ دورها المنوط بها، والمتطابق مع كينونتها وماهي ميسرة له، الا حين يتحقق الانقلاب العقلي الابراهيمي، وتكتمل وقتها عناصر العملية التحولية، ليبدا زمن آخر يحل على التاريخ التصيري التحولي الناظم للوجود الحي، عبر فترات ومراحل النشوء والتصيّر الذاهبة لاكتمال العقل، وتوفره على أسباب تحرره واستقلاله عن الجسدية الارضوية. ليس ثمة مايضاهي من بين المجزات البشرية "الكتاب الرابع" او الكتاب الرابع/ الأول المؤجل الذي به تكتمل الابراهيمية، مع اتخاذ الكتب او القراءات الكبرى الثلاث، التوراة، والانجيل، والقران، مكانها الذي تستحقه كمنجز اكبر انتظاري منته، يفعل ويؤدي مهامه ضمن سياقات ومقتضيات، هي من نوع التوفر على "بدل عن ضائع" لم يات زمن تحققه برغم حضوره الفعال الحاسم كمنطوى وغاية تصيرية تاريخيه، وهو مايماثل رمزيا وقتها، عودة إبراهيم الى ارض سومر، بعد طول ماانقضى من زمن الطرد، وغلبة الأحادية والمنفى، بانتظار "قرآن العراق" القراءة الكبرى المؤجلة، وقد اكتملت كصيغة اخيرة عليا نهائية من صيغ التحقق الضروري للتعبيرية التحولية الرافدينية الشرق متوسطية. تعرف منطقة تعدد الأنماط الشرق متوسطية بعد الختام النبوي في القرن السابع، والدورة الثانيه التي حلت على المنطقة وقتها، توقفا ابراهيميا يؤرخ له بالانتظارية المهدوية الرافدينيه، تشيع ابانه "ابراهيمية زمن الانقطاع"، او ابراهيميه زمن الانحطاط كما يطلق على الحقبة اللاحقة على انتهاء التجلي الامبراطوري للدورة الثانيه مع سقوط بغداد 1258، يتوقف ابانه العقل والحدس عن العمل الحيوي للتعذر، لحين تكرس منظور "ابن تيميه" الحنبلي المتجدد اللاحق على سقوط بغداد، ووطاة التهديد التتاري، ذهابا الى ابن ألقيم الجوزية الاندلسي، وصولا لمحمد بن عبدالوهاب الجزيري، العملي، ومحاولة تجسيد اسلام زمن الانحطاط، في غير زمنه واشتراطاته، في موضع تجليه الأول، وصولا الى الريعية النفطية الماحقة كليا للاسس البنيوية للابراهيمه الختامية الجزيرية المحمدية. ليس جانب التعبيرية السماوية الابراهيمية هو الذي يصاب لوحده بالاثر الانقطاعي الانحطاطي وانعكاسه على العقل وعلى حضوره الحيوي الفعال، فالمنطقة الشرق متوسطية مكتوب عليها بالإضافة لسكونها العقلي الانقطاعي، المرور بطور من الاستعارة والفبركة، ناتجه عن صعود وطغيان النموذج والتفكر الغربيين الحديثين، يؤخذ به المتوفر والمتاح وقتها من العقل الشرق متوسطي الانقطاعي المتوقف على صعيدي العقل / الواقع التحولي واشتراطات التعبير عنه، ليضع المنطقة في حال "فراغ عقلي" تتولد معه، وضمن الاشتراطات المتاتية من وقع ظاهرة حضور الغرب وصعوده الحديث، حالة من الايهاميه الحداثية، تتبنى وتنقل منجز الأحادية الانشطارية الأعلى ضمن نمطها، والادنى اذا قورن بالبنيه الازدواجية المجتمعية والكيانيه متعددة الأنماط اللاارضوية. وقتها تسود المنطقة حالة جديدة من التفارقية بين الحاصل واقعا، والمتوهم عقلا، وفي حين تذهب "أفكار" مايطلق عليه زورا "عصر النهضة"، تكون كيانية الأنماط المتعددة سائرة نحو غياب الأنماط الأساسية البيئية، من دون حضور للالة، في وقت تتدخل أسباب أخرى غير آليه مؤدية لتلك النتيجه التي تخرج المنطقة الشرق متوسطية من دون قصد، وبقوة فعل انعكاسات تكاد تكون غير مباشرة ومباشرة غير آليه، من خارج أسس بنيتها النمطية الثلاثية، مايرمي بها الى الاختلال الأقصى، والى التعذر التام عن حضور أي تجسيد مستقر للمجتمعية وتنظيمها المعتاد، بل والى تجاوز القصور الحدسي التاريخي الذي ظل يوافق الانتظارية قبل تحقق التحولية في ارضها، ماهو حاصل وقتها واليوم بالذات، وقد تجسد واقعا بصورة اختلال اقرب الى، وينتمي فعليا الى مايمكن نسبته الى اللامجتمعية، او مابعد مجتمعية بمعنى انتفاء كل اشكال التنظيم المجتمعي التي عرفتها المجتمعات ابتداء في هذا المكان بالذات. وقتها لاتعود السياقات التصيرية المجتمعية المعتادة، والملازمة للظاهرة المجتمعية تتمتع بالصلاحية، ويصير كل تصور او حديث، او حتى مقاربة من نوع ماسلف، بما في ذلك ترسانه الغرب الحديث وتفكراته ونموذجه التي تصير خارج البحث حتى في ارضها، بينما تدخل هذه زمن انتهاء صلاحية المجتمعات، وينشا في المنطقة البدئية الشرق متوسطية، واقع إعادة صياغة، وبدئية جديدة قاعدتها الأساس، الانتقال بالوجود البشري وبالانسايوان الحالي، من المنتجية بغرض إرضاء وتامين الحاجات الحيوية، وضمان الاستمرار، الى المنتجية التي تعزز الاستقلال عن، عن الجسدية واحكامها، وغرضيتها الارضوية، الامر الذي يركز الاهتمام وعموم الجهد على العقل وكيفيات استقلاله عن الارضوية. تنتهي منذ اليوم مجتمعية ( الاجتماع/ انتاج الغذاء) ليبدا زمن مابعد الاجتماعية الجسدية والانتاجوية المنصبة على ادامته، وادامه سطوته الارضوية على العقل، لتبدا عوالم مابعد الجسدية، وماياخذ الكائن البشري الى الاستقلال عنها من ضمن عملية الاستقلال عن الكوكب الأرضي، والتهيؤ لمغادرته الى الاكوان العليا. يحضر الكتاب الرابع / الأول المؤجل، لكي يفصل بين المجتمعية، واللامجتمعية، بين الانسايوان و"الانسان"، بين الكوكبية الحياتيه المؤقته التي تكون قد أنجزت ماهو مطلوب ومقصود منها، الى الكونية اللاجسدية، بين الارضوية المجتمعية، واللاارضوية الشرق متوسطية الازدواجية الرافدينيه، المهيأة بالاصل وبنيويا للتحول المؤجل. العالم منذ اليوم ماعاد هو العالم، والكائن الحي لم يعد هو الكائن المعروف، وعلاقته بالوجود وبذاته وبالكوكب الذي يسكنه، ليست علاقته التي عرفها منذ وجد كخلية أولى حيه على الكوكب الأرضي، الموضع الانتقالي الضروري المؤقت. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ • وجدت العنوان المثبت أعلاه اكثر تطابقا مع المعروض في الخاتمه هنا، بدل ماكنت أعلنت عنه في نهابة الحلقة الثامنه.
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/8
-
ثاثة انهار وصحراء وشرفه؟/7
-
ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/6
-
ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/5
-
ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/4
-
ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/3
-
ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/2
-
ثلاثة انهار وصحراء وشرفه؟/1
-
فلسطين والعراق تحوليّا:ملحق ج/ 10
-
فلسطين والعراق ازدواجيا: ملحق ب/9
-
فلسطين والعراق توراتيا: ملحق ا/8
-
اسرائيل/ فلسطين و - قرآن العراق-ج؟/7*
-
اسرائيل/فلسطين و- قرأن العراق ب؟/5
-
اسرائيل/فلسطين .. وحدود الغرب؟/5
-
اسرائيل/ فلسطين.. وقرآن العراق؟/4
-
اسرائيل/ فلسطين والراسمالية المصنعية؟/3
-
اسرائيل / فلسطين والراسمالية الابراهيمه الامريكيه؟/2
-
اسرائيل /فلسطين وتآكل الاليات المجتمعيه*؟/1
-
الوطنية المتعذرة والطور التكنولوجي؟/ ملحق 6
-
الوطنية المتعذره والطور التكنولوجي؟/ملحق5
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|