فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 11:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ الاحتلال الأمريكي للعراق وسقوط (الصنم) الذي ورث حكمه الأحزاب السياسية تعبيراً وترجمة للديمقراطية الأمريكية التي نؤمن بها على أنقاض الحكم الدكتاتوري الدموي في عهد صدام حسين حسب طريقتها الخاصة التي تنسجم مع مصالحها الخاصة أيضاً .. وتعليقاً على ذلك تحضرني الآن محاورة جرت بين يهودي أعلن إسلامه وشخص مسلم متطرف التقى أحدهم بالآخر عن طريق الصدفة في إحدى الطرقات .. فصافح المسلم المتطرف اليهودي الذي أعلن إسلامه وقدم له التهاني والتبريكات على إسلامه ثم قال له : أي مذهب اخترت فقال له (المذهب الفلاني) فضحك المسلم المتطرف وقال له : (والله لو باقي على دينك أشرف لك) .. وهناك طرفة أخرى .. إن أحد الأشخاص كانت توجد قرب مدينته (مقبرة عامة لدفن الأموات) .. وكان هذا الرجل كلما يشاهد الناس يحملون جثمان متوفي يتبعهم وحينما يدفن المتوفى ويذهب الناس من حوله بعد أن يوارى عليه التراب ... يذهب ذلك الرجل ويحفر القبر وينتزع من الميت الكفن ويتركه .. وحينما يسمع أهل الميت بهذا الفعل القبيح يشتمون الفاعل بهذا العمل ... فسمع ابن ذلك الرجل أهالي الموتى يسبون ويشتمون أبيه .. فقال سوف أعيد إلى أبي الرحمة عوضاً عن الشتائم والسب إليه .. فأخذ الابن يسير مع الناس حاملي الجثمان إلى المقبرة وحينما ينتهون من مراسيم الدفن ويتوارى عليه التراب ويغادرونه يعود الابن ويحفر القبر وينتزع عن الميت الكفن ويضع في مخرجه قازوغ من الخشب .. وحينما يعلم أهل الميت بالفعل القبيح صاروا يقولون رحم الله ذلك الرجل الذي كان يأخذ الكفن عن الميت فقط بينما هذا يأخذ الكفن ويضع في مخرجه قازوغ من الخشب ... ليس هناك حاجة أن نعيد ونصقل السلبيات المتراكمة التي أفرزتها حكومات الأحزاب السياسية طيلة معاناة للشعب استمرت سبعة عشر عاماً عجاف ولحد الآن ... وقد قال عنه السيد الكاظمي استلمت خزينة العراق شبه خاوية وميزانية بها عجز واحد وأربعون تريليون دينار وتراث صعب جداً ... ليت عمري إن الأحزاب السياسية في تمسكها بالحكم وعرقلتها الإصلاحات ماذا تريد ؟.. هل تريد عدم ترك السلطة حتى تعوض عن الماضي برجاء المستقبل في بناء وطن حر وشعب سعيد فإذا كانت كذلك وتريد إصلاح الماضي الأسود .. فلماذا تعرقل قوانين الإصلاح ؟.. وإذا كانت تريد وتعمل من أجل الإصلاح فالمفروض بها أن تكون هي المتحمسة في إنجاز القوانين الإصلاحية وإذا ليس هذا رغبتهم وإنما المحافظة على مصالحهم وسلطتهم ماذا يريدون خلال ذلك الإصرار والعناد ؟ وماذا بقي للعراق وطن وشعب غير الأزمات التي تهدد الدولة بالانهيار وضياع العراق بعد أن يصبح كتل وطوائف مقسم بينهم ؟.. الإخوان في المنطقة الغربية من العراق تتحد مع المملكة الأردنية والإخوان الأكراد تصبح دولة مستقلة تخلق منها الولايات المتحدة الأمريكية دولة تشبه إسرائيل في علاقاتها معها أما كركوك تصبح مدينة تابعة لكردستان .. أما المنطقة الكبيرة التي تمثل الوسط وجنوب العراق لم تبق مستقلة وإنما تتحد مع إيران مثل الأحواز. أما اسم العراق العظيم وتاريخه الذي علم شعوب الأرض القوانين والحضارة فيصبح في أحد رفوف متحف التاريخ.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟