|
تحليل ادبي لشخصية الفتي الاشقر 1
عصام الجوهري
الحوار المتمدن-العدد: 6721 - 2020 / 11 / 2 - 03:43
المحور:
سيرة ذاتية
حين كان يسي البيتلحمي يجلس امام منزله علي تلك الصخرة الممهدة التي تبدو وكأنها سرير وضع تحت الشجرة امام باب البيت وقت الظهيرة كان يسمع في الداخل صرخات زوجته ومعها القابلة التي تساعدها كي تضع مولودها الجديد وحين أسرع آلياب ابنه البكر يصرخ نحو والده : _لقدولدت أمي يا ابي. لقد ولدت امي يا ابي مولودنا ذكر يا ابي .. وحين دخل يسي ليبصر مولوده الثامن بين الذكور بالإضافة الي الفتاتين وامسك يسي بيد امرأته مهنئاً لها بالسلامة مبدياً فرحه بالمولود الجديد الذي دفعته الام ليد ابيه حمله فإذ به غير اخوته كان لونه الأشقر وشعره الذهبي وعيناه الزرقاوتان تنبئ عن صبي مختلف وإذ نظر يسي في عيني مولوده الجديد في ساعته الأولي وجده ينظر اليه بإبتهاج فنادي آلياب بكره وهو يضحك :انظر يا آلياب. ان هذا الولد العجيب ينظراليّ وكآنه يعرفني انه يبتسم !!ما أروعه !! ورفع يسي الطفل بيديه داعياً له امام أمه وإخوته قائلا: ايها الرب إله إسرائيل ..ليكن هذا الولد مبارك أمامك .. ليصنع مشيئتك كل ايام حياته ..ايها الرب إلهنا لتكن يدك معه في كل ما تمتد اليه يداه ليسير أمام عينيك كل ايامه . وقبل يسي جبين ابنه ووضعه بجوار امه لينضم الي بقية ابناء يسي إخوته الكبار آلياب وابيناداب وشمة ونثنئيل و رداي واوصم وشمعي كان الحال ببيت الرجل الإفراتي يسي البيتلحمي متواضعاً لا ينبئ برغد العيش رغم ان جده لأبيه هو بوعز احد اغنياء المدينة الذي ازداد غني بعدما ضم ارض من موآب لممتلكاته بعد زواجه من راعواث الموآبية وصار جد يسي مشهوراً بغناه وكرمه وانتقل المال والشهرة الي ابنه عوبيد والد يسي ولكن غارات الفلسطينيين المتوالية علي بيت لحم والمناطق المحطية بها واستيلائهم علي ما كان يملكه السكان من بني اسرائيل قد افقر الاغنياء منهم وكان في مقدمتهم عوبيد وابنه يسي مما جعل الحياة صعبة عليهم فلم يكن يسي كجده ميسور الحال بل كان لا يملك الا قطعة ارض صغيرة وغنيمات قليلة واسرة كبيرة العدد اتمت بداود الوليد ابنها العاشر غير الاب والام ولم يجد يسي حين تجند ابناءه الثلاثة الكبار ما يرسله لهم سوي ايفة فريك وعشر خبزات معبراً بذلك عن عسر الحال وضيقه وكبر داود الطفل في حضن امه حيث كان اخوته الكبار يتميزون بضخامة اجسامهم ويسخرون من ضعف بنيته وجمال شكله الذي لا يعطي احساسا انه رجل الحرب المنتظر من ابن يسي وحفيد بوعز كانت الأم تدرك جيدا قلب داود وما يحتويه من مواهب فذة كانت اول من سمعت اشعاره في الصبا المبكر وراحت تذكر كيف كانت اول مرة تصحبه الي مدرسة الأنبياء التي اسسها صموئيل النبي ليحافظ علي تعليم الشريعة ومعرفة الكتب المقدسة وكيف ان داود الصبي الصغير بجلبابه القصير و حزام وسطه والطاقية الصغيرة فوق راسه والصندل الاسرائيلي الشهير اعجبته تلك الموسيقي التي يعزفها المرتلين صارخين بالتسبيح مرددين اناشيد مريم اخت موسي ودبورة وغيرهم ترك داود يد امه و اقترب منهم وراح يتحسس العود والارغون منبهرا بما يري ويسمع وفهمت الأم اشتياقات قلبه فدبرت امرها وراحت تشتري له عوداً صغيراً كان اعظم ما تلقي من الهدايا وكانت تجلس قربه وهو يعتلي طاقة البيت المرتفعة ( الشباك) ويبدع كلماته الرائعة الوصف عازفاً علي العود انغام لم يسبقه اليه احد ولم ينسي داود فيما تبقي له من عمر تلك الأم العظيمة فكان كثيرا ما يناجي الهه متشفعا بها ( عبدك انا وابن امتك ) ولم يكمل داود سن صبوته حتي بدأ يخرج مع اخوته خلف غنم ابيه وكانت فرصته العظيمة ليرفع عينيه الي الجبال من حيث يأتي عونه ويبدع اروع واعظم مزاميره أُحِبُّكَ يَا رَبُّ، يَا قُوَّتِي. الرَّبُّ صَخْرَتِي وَحِصْنِي وَمُنْقِذِي. إِلهِي صَخْرَتِي بِهِ أَحْتَمِي. تُرْسِي وَقَرْنُ خَلاَصِي وَمَلْجَإِي. اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ، وَالْفَلَكُ يُخْبِرُ بِعَمَلِ يَدَيْهِ. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ يُذِيعُ كَلاَمًا، وَلَيْلٌ إِلَى لَيْل يُبْدِي عِلْمًا. الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ. فِي مَرَاعٍ خُضْرٍ يُرْبِضُنِي. إِلَى مِيَاهِ الرَّاحَةِ يُورِدُنِي. وكان داود الوديع الهادئ يدرك جيدا ان له في جيش اسرائيل مهمة محفوظة فلم يهمل قوة جسده وانما راح يتدرب بكل طاقته علي استخدام السيف الصغير والرمح الذي يستطيع حمله وهو يردد ان الحرب للرب وانا عبد وجندي لالهي وكان داود رغم صغره يتمتع بما لا يستطيعه اقرناءه من القوة واهم ما كان يميزه هو التصويب بالقلاع وظل داود راعيا غنم ابيه يسي بمفرده بعد تجنيد ثلاثة من اخوته في جيش الملك شاول الي ان جاء اليوم الذي ظهر الله بقوة في حياته موكداً عظم ايمان الفتي الاشقر وقوته المدعمة من السماء فما الذي حدث ؟ وكيف كان الامر كحدث لا يصدق ؟ ا#عصام_الجوهري
#عصام_الجوهري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تطورات الحادث الجوي في واشنطن.. طائرة ركاب اصطدمت بمروحية عس
...
-
مصادر لـCNN: اصطدام مروحية عسكرية بطائرة ركاب بالقرب من واشن
...
-
فيديو استقبال محمد بن سلمان وأداء صلاة الميت على الأمير محمد
...
-
كيف تتم عملية تبادل الرهائن في غزة؟
-
اصطدام مروحية عسكرية أمريكية بطائرة ركاب تحمل 60 شخصا بالقرب
...
-
يكثر استهلاكه في المنطقة العربية.. الحليب الحيواني الأكثر فا
...
-
إسرائيل: 11 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم هذا الأسب
...
-
تصادم طائرة ركاب مع مروحية عسكرية قرب مطار ريغان بالعاصمة ال
...
-
عاجل | رويترز: طائرة ركاب تابعة لخطوط جوية أميركية اصطدمت بط
...
-
ترامب يستعد لإعلان قرار يهم طلاب الجامعات المتعاطفين مع حماس
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|