حيدرعاشور
الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 19:09
المحور:
الصحافة والاعلام
حيدر عاشور
بمناسبة ما تردده الصحف والإذاعات، ومحطات الفضائيات، والتلفزيون من أخبار واردة من جنبات الأرض عن أفاعيل الطبيعة: من زلازل تتنقل من أمريكا إلى تركيا إلى الصين إلى ايران. ومن أعاصير تجتاح المدن والأرياف وسيول تجرف كل ما في طريقها من بنيان وأشكال من الطوفان الذي يذكر المرء بأيام نوح . ولمناسبة ما يفعله الأنسان الجشع الأرعن والمتجرأ على ذات الله المقدسة ورسوله وأنبيائه، بنفسه في هذا العصر التكنولوجي الألي المعادي للحياة والأحياء من تخمير وتخبيث للأفعال التي تفسد الماء والهواء ووجه السماء.. ونحن في زمن التناقض في كل شيء.
هناك ذو الأقنعة يمشي حسب مصلحته، وهناك الملحد الذي يجهر بكفره، وهناك الشيطان الذي يحرق كل جمال في الأنسان.. رغم ان ذكر الله ورسوله وأنبيائه وحججه لم يتحملها حتى الحديد فآمن.. أما على أرضنا كأنما كتب على إنسانها العراقي بكل مكوناته من أحكام القدر ان يبحر دائما في خضم المفاجآت.. فما ان يبزغ نور حتى ينطفئ نور. وما ان يشع أمل حتى يخبو رجاء. وما إن نلمس خيوط الشروق حتى نمس معها غيوم الغروب.. والناس حيارى يتحكم بهم الخوف على الحياة وعلى المصير، وعلى المستقبل وعلى العقيدة وعلى الكيان.. ويغرقون في الظلمات العذاب واليأس والتنهد.. ويلوذون بعدئذ بالصبر والترقب والجحوظ بالعيون.. خوفاً من العيون الفئرانية، والأفعى الغادرة.
لكن الواعين الشجعان يدركون ان قوام الحياة أربعة، العمل، الإقدام، الحب، العبادة.. وطالما انهم يعملون ويقتحمون ويحبون ويعبدون، فان نوائب الدهر لا تلبث ان تزول، وان الاحداث الجسام لا تفتا ان تنحسر، وان الحقوق المشروعة لا بد ان تسترد، والقلوب الخائفة لا تذوق ابدا المطالب. مطالب الدنيا بالتمني بل بالقوة التي تركز على الحق والإرادة والتصميم على النصر.
والحكمة تقول الدنيا حلم والأخرة يقظة ونحن بينهما.
#حيدرعاشور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟