|
الاديان … بين نصف العقل ، واللاعقل !
جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)
الحوار المتمدن-العدد: 6720 - 2020 / 11 / 1 - 07:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مم تخاف اكثر -اخي القارئ - من عاقل يحمل اسلحةً فتاكة ام من مجنون يحمل سكين ؟ ساجيب بالنيابة عنك … اكيد كلنا نخاف من الثاني ، ويجمع الغالبية من الناس على ان جنون الدين المحرك لهذه السكين لا يدانيه جنون آخر … لانه الاخطر ليس على الناس كافراد ، وانما على عموم البشر ! اليكم هذه الحكاية كدليل اثبات على لامعقولية الاديان : كثيرا ما تحمل لنا الاخبار عن الاحتراب الداخلي الذي طالما حدث ، ويحدث بين العدوين اللدودين المسلمون ، والهندوس في الهند … وفي احداها وصل الى اوجه فدخل الهندوس الى قرية يسكنها خليط من الاديان المختلفة ، وهي - كما تعرفون - طبيعة المجتمع الهندي ، وهم يبحثون عن المسلمين حصرا ليصفوا حسابهم معهم ! كيف السبيل الى ذلك ؟ والمشكلة انهم كلهم هنود ، ولهم نفس السُحنة ، ويرتدون نفس الاسمال ، ويتحدثون نفس اللسان لا يفرقهم شئ الا الدين … والدين لا شكل له ، ولا لون ، ولا رائحة … مجرد فايروس غير مرئي يغزو الدماغ ، ويحتل الجزء الاهم منه المسؤول عن سلوك حامله ، ويتحكم فيه ! ويبدو ان الهندوس يحسنون اللعبة لكثرة ممارستهم لها … فلهم فيها قصص ، وحكايات على مدى قرون ، وستبقى ما بقيت الاديان ، ومهما طال الزمن … وقديما كان العرب يقولون عن العاشق الولهان ( الصب تفضحه عيونه ) واليوم نقول هنا المسلم يفضحه ختانه ! فاسرع الهندوس بعد ان عرفوا حل اللغز الى مدخل القرية ، ووقفوا هناك ، وكل رجل يدخلها يرفعون ملابسه فان كان مختونا ذبحوه ، وان لا اطلقوه … وفعل المسلمون نفس الحكاية ، ولكن في قرية اخرى ، وبصورة معكوسة هذه المرة ، والهندوسي تفضحه قُلفته ! هل يوجد في اعتقادكم جنون اسوء من هذا الجنون ؟ هذا نموذج عشوائي من جنون الاديان ، وتحكمها في العقول الخاوية الا من الازبال ، والقاذورات ! وبناء على غرابة ما تقدم يحق لنا ان نطرح سؤالاً منطقياً ، وقبله علينا ان نضع نصب اعيننا الفارق بين الواقع ، والمثال : ما فائدة الاديان ؟ وهل يمكن للانسان ان يعيش بدونها دون مشاكل ؟ قد يقول قائل انها ضرورية لتوفير الهدوء ، والسكينة في النفس ، وتزرع الخير ، والسلام في المجتمع … طيب ما رأيك عزيزي القائل ان الشعوب التي لادين لها مثل الشعب الياباني اكثر اخلاقا ، وانسانية ، وابداعا من الشعوب التي عندها دين مثل الشعوب الاسلامية ! ثم هل ترى في الشعب الياباني من لا يتمتع بالهدوء ، والسكينة ؟ وهل ترى ان المجتمع الياباني لا يعمه الخير ، والسلام ؟ وهم اطول شعوب الارض عمرا ، واكثرهم ذكاءً ، وتقدما ، وانتاجا ، وسعادة ، واقلهم نسبةً في الاصابة بالامراض النفسية ، وحالات الانتحار ، والطلاق … الخ … ما رأيك ؟! نفترض جدلا اننا استيقضنا غدا صباحا ، ولم نجد شيوخا ، ولا فضائيات ، ولا احزابا ، ولا اي اثر للدين … هل تتصورون سيُحدث هذا فرقا عندنا ؟ هل ستتاثر حياتنا ، وتختل قيمنا ، ومبادئنا ، وهل سيستمر اكلنا لبعضنا البعض كما كان يحدث قبل هذه الفرضية … وهل سيتغير شيئ في حياتنا ام ستبقى تسير بانتظام مثل الساعة ؟ اترك الجواب لكم ! لنحاول ان نتعمق اكثر ، وهو على اية حال نقاش ، وتبادل خواطر تختلط فيه الحقيقة بالخيال لتبريد النفوس ، وترطيب الاجواء ، والانفعالات لا اكثر … لو اننا كلفنا لجنة خاصة من كبار العلماء ، والفلاسفة المنصفين ، وطلبنا منهم ان يقدموا لنا دراسة علمية موضوعية يشرحون فيها فائدة الاديان ، وما كسبته البشرية منها على امتداد العمر الزمني لها … على ان يقدموا بالمقابل جردا بحجم الخسائر الفادحة التي سببتها في الارواح ، والممتلكات … وغيرها منذ بداية تاسيسها حتى الساعة ، ويوزنون هذا بذاك ليستخلصوا لنا النتيجة النهائية … فان رجحت كفة الاديان الكل يتحول الى مؤمنين ركعٍ سجود ، وان لا الكل يترك الاديان ، ويهدمون معابدها ، وصوامعها ، واصنامها ، ويعيشون احرار انفسهم ! لنحاول بعد كل ذلك ان نشرك عدو الدين الاول معنا في النقاش ليتحقق العدل والانصاف : العقل … هو عنصر التوازن الحقيقي بين جنونا ، وتهورنا ، وامتهاننا له … وبين عقلانية ، ورزانة ، ورصانة العالم الثاني من كفار العالم المتقدم عنا بمسافات شاسعة … ولو افترضنا جدلا انهم تحولوا فجأةً الى نفس جهلنا وانغلاق عقولنا الطفولية ، واصبح عندهم مثل ما عندنا من تهور ، وطيش ، ورعونة … ما الذي سيحدث ، يا ترى ؟ اكيد سيبيدونا في الحال ، ودون تردد باسلحتهم الفتاكة ، ويتبادلوا انخاب النصر لتخلصهم منا ، ومن ارهابنا ، واذانا ! وخلاصة الموضوع اننا جميعا تقريبا نؤمن بان قوةً ما لا شك انها حكيمة فعلا سمها ما شئت هي المسؤولة عن حركة الحياة … وتُحدث توازنا عجيبا يجعل من حياتنا تسير بسلاسة ، وبدون كوارث حقيقية ، وذلك لتوزيعها العادل للمواهب ، والقدرات على البشر بان اعطتنا : الغباء ، واعطت الاخرين الذكاء … واعطتنا العبادة ، والكسل ، واعطتهم الاجتهاد ، والعمل … واعطتنا الجنون ، واعطتهم العقل ، وهذا هو سر التوازن العجيب الذي يحكم العالم اليوم ! ولو اختل هذا التوازن منذ البداية ، وكان التوزيع معكوسا لكنا منذ سنين قد ابدنا النصف الاخر بدون اية رحمة بصواريخنا الذرية الفتاكة ، ولا عتب علينا فاننا مجانين بالانتماء … ولكن : وانصافا منا ، ولسماحة ديننا الحنيف ندعوهم اولا الى الاسلام فان اسلموا سلموا من شرنا ، واذانا ، ومن لم يسلم منهم سنبيد رجالهم ، وناخذ نسائهم الشقراوات … ناعسات العيون … ناهدات الصدور … عاليات الارداف … من امثال كاردشيان ، وجولي ، ومولي لنطفئ ظمأنا من بنات الاصفر ! ولا غرابة ! السنا خير امة ؟
#جلال_الاسدي (هاشتاغ)
Jalal_Al_asady#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رد الفعل الفرنسي الانثوي سيكون وبالا على فرنسا !!
-
من سيفوز في التكالب الرئاسي الى البيت الابيض ؟!
-
التحريض … من مغذيات الارهاب … !
-
هل يعيش العرب اليوم مرارة الهزيمة ؟!
-
ماذا يريد الاخوان … ؟!!
-
الضرب في الميت حرام … !
-
الاخوان المفلسون يصبون الزيت على النار … !
-
هل التطبيع سيحدث فرقا في ميزان القوى بين الاسرائيليين والفلس
...
-
تعليق … على رد فعل ماكرون على قطع رأس احد مواطنيه !
-
الكادر الوطني … ! ( قصة قصيرة )
-
الزمن لا يرحم احد … ! ( قصة قصيرة )
-
كيف تنبثق الازهار من غياهب البوص … ؟!
-
مُعارض بطبعه … ! ( قصة قصيرة )
-
تعليق … على حادث اللا أم التي القت بطفليها في نهر دجلة !
-
تعليق على قطع رأس المدرس الفرنسي … !
-
آلام غسان … ! ( قصة قصيرة )
-
الاعلام المصري .vs الاعلام الاخواني … !
-
اشجان الماضي … ! ( قصة قصيرة )
-
الرسالة المجهولة … ! ( قصة قصيرة )
-
الصعود الى الجنة … ! ( قصة قصيرة )
المزيد.....
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
-
10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا
...
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي
...
-
إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|