أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصمت موجد الشعلان - قدسية الحشد الشعبي تحت المجهر















المزيد.....

قدسية الحشد الشعبي تحت المجهر


عصمت موجد الشعلان
(Asmat Shalan)


الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 19:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من الوسائل التي يستعملها النظام الدكتاتوري او الحاكم الجائر للسيطرة على الشعب وقيادته ، استعمال وسيلة الترغيب والترهيب، عرض خيارين للمواطن ، خيار الحصول على امتيازات مادية كالتوظيف مثلا او اعطائة قطعة ارض او منزل واذا لم يمتثل لأمر الحاكم يسجن ويعذب او يصفى بطرق وحشية مختلفة، وحاكم مستبد آخر يستعمل وسيلة ثالثة وهي وسيلة الدين وبانه خليفة الله في الارض وظله ويقوم بتطبيق شرائع الله ولا يحق لاحد محاسبته سوى الله، ففي الدولة الاموية يضيف الخليفة الى اسمه صفة يتبعها اسم الله مثل عبدالرحمن الناصر لدين الله والحكم المستنصر بالله وهشام المؤيد بالله ، وكذلك في الدولة العباسية مثل الخلفاء احمد المستعين بالله والمعتز بالله، وفي العصر الحديث نسب صدام حسين نفسه الى الامام علي ابن ابي طالب والعقيط القذافي نسب نفسه الى الى موسى ابن جعفر الكاظم عند زيارته لبغداد ، الحاكم يلجأ للدين للسيطرة على عقول الاميين والسذج من الشعب فيسهل عليه قيادتهم واخضاعهم لارادته.
تقديس شئ ما تعظيمه وتبجيله وتنزيهه وقدس الشئ اي طهره وكبره بشكل مبالغ فيه، فمثلا المكان المقدس يبعث في النفس الهيبة والاحترام كمراقد الائمة والكنائس ودور العبادة، الحضارة البابلية والسومرية والاكدية قدست الانسان، كانوا يعتقدون بأن الانسان الاول خلقته الآله من صلصال اي طين بعد مزج ذلك الطين بدم احد الآله ليقوم مقام الآلهة بالعمل وتحمل المشاكل والمشاق ، وبأن البشر خدم للآله يحكمون باسمها ويحققون مصالحها وطلباتها، ثم قدسوا كل ما له صلة بحياتهم الدينية والدنيوية، قدسوا المدن وبعض الآلات والمنتجلت الزراعية و بعض الحيوانات المفترسة والاليفة كالاسد والنمر والثور ، ان كل شئ قدسوه له علاقة بحياتهم الروحية والدنيوية و الصراع من اجل البقاء والاستمرار في الحياة، قام الانسان في وادي الرافدين بنحت الآلهة من الصخوروعليها مسحة من الخيال الواسع والرهبة المخيفة والغرابة تثير الدهشة والتعجب، فوجدت في الخفريات تماثيل صغيرة غريبة الشكل لا تعكس الواقع، اعتقد سكان وادي الرافدين القدماء بان تقديس القوى الخارقة او من يمثلها من البشر يحميهم من المرض و يجعلهم بمأمن من كل ما يخشونه و يدافع عنهم ويحميهم ما داموا يعبدونه ووظفوا المقدس في المعارك والصراع بين الامراطوريات القديمة، وعملية صنع التماثيل الحيوانية من الحجارة والحصى والطين ورسم رؤوس الثيران ماهي إلا تقديس طريقة معيشتهم.
جزيرة العرب الشاسعة الاطراف المختلفة الانطمة البيئية اختلفت وتعددت فيها العبادات قبل ظهور الاسلام، قدست بعض القبائل الكواكب والاقمار السماوية الساطعة الواضحة للعين المجردة في سماء الصحراء ، وعبدوا الصخور الكبيرة المتميزة في شكملها و خاصة الصخور البركانية كالحجر الاسود لأاعتقادهم بوجود قوى خفية بداخلها او بانها نزلت من السماء او خرجت من باطن الارض، وعملوا آلهة من الحجارة بأشكال مختلفة او يعملون ألاها من التمر يأكلونه عندما يجوعون، كما تقدس بعض القبائل الحيوانات فيسمون اسم القبيلة باسم الحيوان او يطلقون اسم الحيوان على ابنائهم كحارث ونمر وفهد ، بعض القبائل تقدس الاشجار المتفرعة يزورونها سنويا ويقدمون لها الذبائح, والبعض الآخر من قبائل العرب تقدس الجن في الاماكن المظلمة والمقفرة والمقابر ، اماعبادة السلف فهي اكثر العبادات قبل الاسلام لما له علاقة بالمكان اي موطن القبيلة وضرورة الدفاع عنه.
ورد في القرآن العبارات التالية: الوادي المقدس في آيتين، وادخلو الارض المقدسة في آية واحدة، روح القدس وردت باربعة آيات، ، كما وردت القدوس ونقدس لك والملك القدوس في ثلاث آيات، وذكرفي القرآن وجنودنا وجنوده وجنودا وجندا وجنود وجند و جنودنا في 22 آية ولم يرد خلف اي كلمة من هذه الكلمات مقدس، وايضا لم يرد في القرآن والسنة عبارتي النبي المقدس والقرآن المقدس،لم ترد في القرآن كلمة جيش او اسماء الجيش كالعسكر والجيش الجرار والجحفل وجيش الجيوش وغير ذلك من الاسماء، ولم تشكل جيوش نظامية تسير لمقاتلة العدو بل ينادي المنادي للجهاد فيتقدم للجهاد من قادرا على حمل السلاح ، ذكرت كلمة مقدس بعد الجهاد عام 1936 عندما شكل امين الحسيني جيشا لمقاومة الانجليز في فلسطين وعام 1947 لمقاومة العصابات الصهيونية، جاءت كلمة المقدس بعد الحهاد وليس الجيش.
على اثر احتلال ثلاث محافظات وتهديد بغداد من قبل الدواعش عام 2014، اصدر السيد علي السستاني فتوى الجهاد الكفائي، فتشكل الحشد الشعبي في البداية من منظمة بدر وحزب الله وعصائب اهل الحق وقوات الشهيد الصدر وذلك في يوم 13 مارس 2014، وفي كل يوم يزداد عدد الفصائل المسلحة الداخلة تحت خيمة الحشد الشعبي حتى وصل عددها 67 فصيل، المؤسسون يرتبطون بايران مذهبيا و عقائديا بولاية الفقيه ، اما الفصائل الاخرى تختلف في الاهداف والمرجعيات، منها يتخذ الحشد الشعبي وسيلة للمعيشة والارتزاق ومنها يتخذه وسيلة لجمع الاموال وتمويل احزابها والبعض الاخر اتخذه اداة للتطهير الطائفي والعرقي، لذلك ظهرت تجاوزات بعض الفصائل على الممتلكات العامة والخاصة وحقوق الانسان وتعرض المواطنين للقتل والاختطاف ، وكان اكثر الفصائل انضباطا واخلاصا ووطنيتا مقلدي السيد علي السستاني.
زار قائد فيلق القدس قاسمي سليماني العراق قبل اغتياله عدة مرات، كان يخطط بزياراته السرية مع هيئة الحشد الشعبي على جعل الحشد قوة عسكرية مشابهة الى فيلق القدس في ايران او مشابه الى مليشيا حزب الله في لبنان، لذا بدء اتباع ايران في الحشد التقليل من انتصارات الجيش العراقي وتشكيلاته المختلفة والشرطة الاتحادية على الدواعش، وحاولوا تحجيمه، واطلقوا صفة المقدس على الحشد الشعبي والغاية من ذلك وضع ستار بينه وبين الشعب واخفاء حقيقته وتبعيته الى ايران من جهة ومن الجهة الثانية اضفاء القدسية عليه وربطه بالله حتى يقدسه ويجله الشيعة البسطاء، ذكرنا سابقا ليس هناك تقديس للجند او للجيش او للمقاتلين او لعسكر في حضارات وادي الرافدين القديمة او في العصر الجاهلي او في صدر الاسلام وعصر الخلفاء الراشدين ولا في زمن الامويين والعباسيين، والتقديس فقط للله كما يقول فقهاء الدين، وعندما لم يرد في القرآن والسنة بان النبي مقدس والقرآن مقدس ينسحب ذلك على الحشد الشعبي وعلى كل شئ يقدسونه.
30-10-2020



#عصمت_موجد_الشعلان (هاشتاغ)       Asmat_Shalan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النذور عبادة جاهلية
- دولة دستورها الاسلام والسيف
- الكوتا البرلمانية استهانة بالمرأة العراقية
- لا يصلح للعراق سوى دستور علماني
- الطب النبوي والتداوي بالقرآن بدعة وتدليس وبهتان
- بأسم الدين باكونا ( سرقونا ) الحرامية
- مداخلة على حوار الدين والعلمانية
- الشهيد الخالد داخل حمود الذي ضحى بثروته وحياته من اجل مبادئه
- ليكن الحوار من اجل اسناد الحراك المدني ماديا ومعنويا
- في ساحات الحراك المدني يتم الحوار وبه يتم التغيير في العراق
- القبائل العربية وتطور العراق
- الحائري واليعقوبي والأصفي والعصائب في خندق يضاده خندق جياع ا ...
- ليكن شعار التظاهرة يوم 25 شباط الجاري الأصلاح الجذري للنظام ...
- عسكري يورث الحكم لعسكري في مصر منذ ما يزيد على نصف قرن
- التدليس على الأدباء والكتاب العراقيين
- شرعية ومعارضة تنصيب الأمير فيصل بن الحسين ملكا على العراق
- هل كان عهد الملك فيصل الثاني عهدا زاهرا وديمقراطيا
- ملا شجر! وحقوق المرأة الكندية
- اوضاع المرأة الكندية في عيدها الأممي
- اهداف ايران من احتلال بئر الفكة النفطي العراقي


المزيد.....




- رئيس وزراء إسرائيل السابق: السبيل الوحيد لحماية إسرائيل هو ا ...
- قطر تستضيف مفاوضات جديدة حول غزة وألمانيا تدعو للتوصل لاتفاق ...
- البيت الأبيض: على مادورو الاعتراف بفوز منافسه زعيم المعارضة ...
- حميميم: طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن انتهك قواعد أمن ا ...
- رجل أعمال ألماني يؤكد أن روسيا ستستحوذ مستقبلا على جميع الأس ...
- منسق العمل السري: الضربات على ميناء أوديسا استهدفت ترسانة لل ...
- ليبيا تعلن حالة الطوارئ الصحية لمواجهة جدري القردة عقب تفشيه ...
- روسيا تهدد.. عمق أوكرانيا مقابل كورسك
- -القسام- تنشر مشاهد استهداف جنود إسرائيليين متحصنين داخل الم ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: جاهزون لقرار القيادة السياسية سواء ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عصمت موجد الشعلان - قدسية الحشد الشعبي تحت المجهر