أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في العراق..الحاكم الديمقراطي توأم الدكتاتوري في الغطرسة وسطوة المنصب














المزيد.....

في العراق..الحاكم الديمقراطي توأم الدكتاتوري في الغطرسة وسطوة المنصب


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6719 - 2020 / 10 / 30 - 12:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في العراق..الحاكم الديمقراطي توأم الدكتاتوري،
في الغطرسة وسطوة المنصب!

أ.د. قاسم حسين صالح*

يعدّ (اللورد دافيد أوين) وزير خارجية بريطانيا ورئيس الحزب الديمقراطي الاجتماعي، اول من ابتكر مفهوم (متلازمة الغطرسة) ووصفه بانه اضطراب يشيع بين السياسيين، ويؤثر في صانعي القرار من الحكام والمسؤولين.

ويستشهد (أوين) الطبيب النفسي والسياسي المخضرم بالقرارات التي اتخذها جون كنيدي في مشكلة خليج الخنازير للاطاحة بالرئيس الكوبي فيديل كاسترو، ولندن جونسون الذي اصيب بالاكتئاب وقراراته الخاطئة الخاصة بمشكلة فيتنام، ورئيس الوزراء البريطاني أنتوني ايدن أثناء العدوان الثلاثي على مصر واستعماله للمهدئات، وفرانسو متيران، وشاه ايران، والرئيس الامريكي نيكسون الذي اصيب بالقلق والاكتئاب.. ونضيف لهم الرئيس العراقي صدام حسين في قراره بغزو الكويت ودخول جيشه دون علم وزير دفاعه!
والمتابع للتاريخ يجد أن اخطر هذه الاعراض متوافرة لدى معظم القادة العرب؛ فالحاكم العربي مهووس بـ(ذوبان الذات في السلطة) كذوبان العسل بحليب الصباح، بل انه يضع علامة ( = ) بينه والوطن.. وشعار (صدام هو العراق) مثالا.


و(الغطرسة) تبيح للحاكم العربي استخدام اقسى وسائل العنف ضد من يهدد بقاءه في السلطة، وان اقتضى الأمر فأنه يتخذ قرار (عليّ وعلى اعدائي) لأن من اعراضها ايضا (اندفاعية القرار)، وهذا ما جسده القذافي ضد شعبه، وآخرين تعرفونهم.

وثلاثة اعراض اخرى من (متلازمة الغطرسة) تشيع بين القادة العرب هي (استعمال لقب نحن) و(الاعتقاد الراسخ بتبرئته امام الله والتاريخ) و (الاقتناع بالاستقامة). فمع ان الحاكم العربي ارتكب افظع القبائح (افقار الناس وكنز المليارات، والقتل والتعذيب، وافساد الضمائر..) فأنه يخص نفسه بالاستقامة الاخلاقية، ويعدّ نفسه مثال المتحلّي بالاخلاقيات الرفيعة، وان مساءلته هي من اختصاص الله وحده وليس للشعب حق في ذلك.. وحكّام العراق من أحزاب الإسلام السياسي.. الذين اوصلوا (11) مليون عراقي الى ما دون خط الفقر.. مثالا.
وتوأم الغطرسة هو السطوة، التي تعني (القهر بالبطش) بحسب القاموس المحيط..ولها أربعة مصادر: المنصب والثروة والخبرة والعلاقات. أولها واخطرها، سطوة المنصب التي تعتمد على السلطة الرسمية. فعبر دراسة نماذج لأسوأ طغاة العالم (هتلر، موسليني، ستالين، بول بوت، عيدي أمين، وصدام حسين) تبين أن جميعهم يتبعون اسلوبا (مسرحيا) في بناء سطوتهم، يمر بأربع مراحل: تبدأ بتشكيل علاقات مع أناس لديهم مطامح نحو السلطة، وقد لا يكون هؤلاء أكثر من مجرّد مفكّري مقاهي أو كانوا نجحوا في تكوين نوع من الهوية السياسية او الاعلامية. وحين يتمكن من التخلص من منافسيه ووضع الموالين له في مناصب سلطوية، فأنه يصل الى اعتماد آليه تمكّنه من بث الخوف والهيبة فيهم، وفي الشعب بأكمله لدعم سطوته.. ولها وصل الدكتاتور صدام حسين.

والمفارقة، ان المشهد السياسي العراقي بعد 2003 اثبت وجود قادة سياسيين يبدون في ظاهرهم ديمقراطيين فيما تعمل بداخلهم نزعة السطوة.. ما يعني ان المرض الذي كان مصابا به الحاكم الدكتاتوري، مصاب به ايضا الحاكم الديمقراطي، بل انهم (قادة أحزاب الاسلام السياسي) استمكنوا من ثلاثة مصادر اخرى للسطوة: سطوة الثروة، وبها صاروا (حيتان الفساد) بوصف المرجعية، وسطوة الخبرة بامتلاكهم دراية ومعلومات مكنتهم من التأثير في العامة، وسطوة العلاقات باكتسابهم قبول أناس يمتلكون سطوة عشائرية، اجتماعية، دينية، وثقافية أيضا. وليتهم توقفوا عندها بل انهم زادوا عليها بسطوة الاغتيالات، وسطوة ترهيب الناس بوجود دولة خفية أقوى من الدولة بمؤسساتها الرسمية.. ليقدموا للعالم انموذجا استثنائيا: ان الحاكم الديمقراطي يمكن أن يكون توأم الحاكم الدكتاتوري، بل أوجع بلاء وابتلاء، بدليل انهم اوصلوا العراقيين الآن، بعد 17 سنة من الفواجع والأحزان الى وضع يوحي بحصول كارثة ابشع من كارثة (2006).. دون ان يدركوا أن غطرستهم وسطوتهم وتحصنهم بعشرة كيلومتر مربع لن يوقف زحف شعب دخل عليهم في خضرائهم، ففروا منها مرعوبين!
• مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قضية فكرية للمناقشة
- جبهة تشرين- خطوة لأستعادة وطن
- قتل الاباء والأمهات لأطفالهم! تحليل سيكولوجي
- جريمة هزت الرأي العام ! الأعلام والهوس العراقي
- حذار..الهوس السياسي..دمّركم نفسيا!
- العراقيون..واليوم العالمي للصحة النفسية
- حسينالسلطة وحسين الشعب
- مناظرات ترامب - بايدن مؤشرات سيكولوجية اولى
- أروع انجازات انتفاضة تشرين..احياء الشخصية الشيعية!
- الشخصية العراقية من الدكتاتورية الى الديمقراطية (1)
- الكاظميبعد المئة يوم - تقويم أداء (2)
- الكاظمي بعد المئة يوم - تقويم أداء(1)
- نوري المالكي - تحليل شخصية بمعطيات العملية السياسية في العرا ...
- نوري المالكي - تحليل شخصية بمعطيات العملية السياسية في العرا ...
- نوري المالكي -تحليل شخصية بمعطيات العملية السياسية في العراق ...
- نوري المالكي - تحليل شخصية بمعطيات العملية السياسية في العرا ...
- المصابون بالزهايمر..ضحايا كورونا المنسيّون
- ركضة طويريج (135) عاما!- تحليل سوسيوسيكولوجي (2)
- ركضة طويريج (135)عاما! تحليل سوسيوسكولوجي(1)
- قانون مناهضة العنف الأسري - تحليل سيكولوجي (3)


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم حسين صالح - في العراق..الحاكم الديمقراطي توأم الدكتاتوري في الغطرسة وسطوة المنصب