|
مبروك لايطاليا كاس العالم
مجدي جورج
الحوار المتمدن-العدد: 1608 - 2006 / 7 / 11 - 09:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أخيرا انتهى هذا الماراتون الرياضي الجميل والذي استمر لمدة شهر بفوز الفريق الايطالي على نظيره الفرنسي في النهائي بضربات الجزاء الترجيحية وبذلك عادت كاس العالم إلى ايطاليا بعد غياب 24 عاما . ورغم الفوز الايطالي والخسارة الفرنسية إلا اننى وجدت إن الفرنسيين رغم ذلك فرحوا بوصول فريقهم إلى النهائي وان الاحتفالات التي كان قد اعد لها بعناية لتقام في شارع الشانزلزيه في باريس وفى معظم المدن الفرنسية الأخرى لم تلغى بل استمرت رغم خسارة الفريق الفرنسي( وان كانت لم تكن بنفس القوة) وهذا يعطينا المثل والقدوة كشعوب عربية وكشعب مصري كي نتعلم من هذا الشعب الفرنسي كيف نحتفل بإبطالنا في وقت الفوز وأيضا كيف نقف بجوارهم وقت الهزيمة وعدم التوفيق ونتعلم منهم كيف نفرح لأننا بصراحة شعوب لا تعرف إلا الحزن والبكاء ولطم الخدود . أثبتت مباريات المونديال إن للرياضة دور جميل في التقريب بين الشعوب التي وصلت إلى المانيا بإعداد غفيرة من مختلف إرجاء المعمورة وعرفوا كيف يحتفلوا ويتعارفوا معا دون كراهية أو ضغينة فلا فرق بين اسود وابيض ولا بين مسيحي ومسلم ولا بين يهودي وهندوسي ولا بين اوروبى وافريقى فالجميع سواسية والكل سعيد بوجوده في هذا العرس . شاهدنا إن معظم الفرق التي وصلت إلى هذه النهائيات قد ضمت بين صفوفها أفضل واغلي اللاعبين على مستوى العالم فمن رونالدينو إلى رونالدو إلى روبرتو كارلوس إلى زيدان وهنري وتوتي ودال بيرو وفيجو وميشيل بالاك وبيكهام وغيرهم كثيرين ودخول ومرتبات هؤلاء اللاعبين لم تعد تقدر بالشهر كمعظم الموظفين في مصر ولا بالأسبوع كمعظم عمال المصانع في مصر زمان ولا باليوم كعمال الزراعة في ريفنا المصري ولا حتى بالساعة كبعض الصنايعية الجدد الذين يستنزفون الزبون المصري الغلبان دون اى وازع من ضمير بل إن اغلب هؤلاء اللاعبين أصبحت تحسب دخولهم بالدقيقة اى والله بالدقيقة يا اعزائى فقد قدرت بعض المصادر دخل رونالدينو البرازيلي وأفضل لاعب في العالم هذا العام دخله بحوالي 43 دولار اى بما يزيد عن المرتب الشهري لأغلبية الموظفين المصريين!!!!! أصبحت كرة القدم اقتصاد قائم بذاته فلا يوجد فريق يجلس ينتظر الاعانه السنوية القادمة من وزارة الشباب أو من المحافظ وإلا سيغلق النادي أبوابه ولن يقبض اللاعبين مرتباتهم ولا يوجد رئيس نادي يستجدى بعض رجال الإعمال كي يساهموا في دفع مرتب المدرب أو جزء من مقدم التعاقد مع احد اللاعبين .فكرة القدم في كل بلاد العالم أصبحت قاطرة تقود اقتصاد بلاد كثيرة في أحيان كثيرة فانظروا إلى دخل البرازيل من تصدير لاعبيها إلى معظم أندية العالم وانظروا إلى إرباح المانيا من تنظيم هذه البطولة التي قيل أنها تعدت 11 مليار يورو ولذا تتنافس البلاد المختلفة كي تستضيف مثل هذه البطولات الكبرى لما لها من مردودات اقتصاديه هامة . بينما في بلادنا لا زالت الرياضة تنظر الدعم من هذا وذاك ولذا نجد إن معظم رؤساء الانديه عندنا يصرخون في معظم الوقت لا مساس لا مساس بالدعم المقدم إلى الانديه وأصبح دعم الرياضة عندنا كدعم رغيف الخبز ومقررات التموين . وجدنا في هذا المونديال إن العالم يتقدم من حولنا في كل شئ ونحن لأزالنا محلك سر والسبب إن العالم كله لم يعد ينظر إلى دين اللاعب أو جنسه أو كونه من أبناء البلد الأصليين أو من أبناء المهاجرين عندما يقرر ضمه إلى الفريق القومي للدولة فقد رأينا الفريق الفرنسي الذي وصل إلى النهائي يتكون في معظمه من أبناء المهاجرين عرب وأفارقة وهنود وغيرهم وعندما خرج اليمين المتطرف ممتعضا من ذلك اعترض اغلب الفرنسيين ووقفوا خلف فريقهم إلى النهاية بداية من جاك شيراك إلى اقل مواطن فرنسي ( لايوجد اقل واكبر لان الكل متساوي في فرنسا) ونفس الأمر ينطبق على الفريق السويدي الذي كان يضم بين صفوفه لاعب من أصل الباني وكذلك الفريق الالمانى الذي ضم بين صفوفه لاعب من أصول إفريقيه وهؤلاء اللاعبين أبناء المهاجرين والمختلفين عن الأغلبية في الدين والجنس والعادات لم يحاول احد التدخل في شئونهم أو يرغمهم على شئ . ولكننا لا نجد هذا الأمر يتم في بلادنا العربية حيث انه أمر نادر جدا لو تم ضم لاعب غير مسلم إلى الفريق القومي لاى دولة عربية أو إسلامية (مع استثناء الفريق التونسي الذي ضم دوس سانتوس البرازيلي لان تونس دوله علمانية تفصل فصل تام بين الدين والسياسة ) وإذا تم هذا الأمر في حالات نادرة كما حدث مع قطر التي ضمت مجموعة من اللاعبين الكينيين وأعطتهم جنسيتها كي يلعبوا باسمها في مسابقات العاب القوى فهي ترهبهم أو ترغمهم على الإسلام وهذا هو ما يحدث في مصر عندما ياتى لاعب فذ من إفريقيا إلى احد الأندية المصرية فسرعان ما تبدأ محاولات الكثيرين لترهيبهم أو ترغيبهم في الإسلام وكأن الفريق لن يتقدم وتستقيم نتائجه إلا لو كان كله مسلمين حدث هذا مع فليكس لاعب الاهلى ومع الكثيرين غيره بل الأدهى من ذلك اننى منذ فترة شاهدت برنامج العاشرة مساء وكان الضيف هو الأستاذ يوسف درويش المناضل اليساري اليهودي الذي أحب مصر ولم يهاجر منها كما فعل أهله بل عاش وناضل وسجن وقد كان حديث الرجل شيق وأداء المذيعة جميل لولا لحظة النهاية التي خرجت فيها المذيعة كممثلات السينما وكأنها ستحدثنا عن نصر الله المبين من خلال برنامجها كي تعلن بكل فرح إن ما لم يعلمه الكثيرين هو إن عم يوسف أصبح مسلم وقد تناست فى تلك اللحظة أنها قد هدمت المعبد على رأسها وهدمت هذه الحلقة الجميلة التي تحدثت وتحدث فيها ضيفها طوال الحلقة عن احتضان مصر له رغم انه يهودي وانه لم يعانى من اى اضطهاد بسبب دينه ولكننا اكتشفنا في النهاية إن الرجل لم يكن يهودي ولا يحزنون بل هو كان يهودي وأصبح مسلم ولذا انتفت الحاجة إلى استضافته وكأنه يهودي ليتحدث عن حسن معاملة المصريين وقد وقعت منى الشاذلي في هذا الخطأ هي ومعدي البرنامج لأنهم مثل معظم المسلمين المصريين والعرب لايحبون إن يروا إنسان متفوق في اى مجال إلا داخل حظيرتهم . نقول لكل للعرب عموما وللمصريين خصوصا أفيقوا بالله عليكم وتذكروا إن كرة القدم رياضة وليست منافسة بين أديان فقد رأيت الناس في بلادي تتحدث عن مباريات السعودية والمغرب ضد اسبانيا وأوكرانيا وكأنها الحرب بين المسلمين والكفار وللأسف وجدت الكثير من الإعلاميين يتحدثوا بمثل هذه الأحاديث فتذكرت المثل القائل إن كان اعمي يقود اعمي فسيقع كلاهما في الحفرة وفعلا نحن وقعنا في الحفرة منذ زمن طويل ولم نجد من يمسك بيدنا ويخرجنا منها إلى الآن . في النهاية نقول إلف مبروك للازورى الايطالي لتوتي وأصحابه وهاردلك للديوك الفرنسية لزيدان وأصحابه . مجدي جورج [email protected]
#مجدي_جورج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بدعة ماكس ميشيل وكنيسته الجديدة والدور الخفي للدولة
-
ولازال حديث الأحذية مستمرا
-
الاحتكار من المستفيد ومن يدفع الثمن ؟
-
الاختراق الوهابي في الحوامدية
-
تصريحات احمد نظيف والعلمانية وجريدة الأسبوع
-
طالبان الصومال تدق الأبواب فهل ينتبه المجتمع الدولي؟
-
وقوع البلاء ولا انتظاره، التوريث أو الإخوان
-
الشيطان يعظ
-
مدحت عزيز إبراهيم حصار أسرة ومأساة مجتمع
-
التدين الظاهري ومسؤولية الحكام
-
تعليق على برنامج الكلام وأخره
-
سياسة تقبيل اللحى وضياع الحقوق
-
مأساة الكنائس المغلقة في مصر
-
الأغلبية والأقلية في مصر
-
تقرير طبي واعتصام القضاة وأشياء أخرى
-
متى يستقيل أو يقال حبيب العادلى وزير الداخلية المصري ؟
-
مصطفى بكرى هل هو مخلب قط للآخرين؟
-
أبو مصعب المصري وأبو مصعب الاردنى
-
مذبحة الإسكندرية وتغيرات المجتمع المصري
-
رسالة إلى ناشطة حقوق الإنسان هالة المصري
المزيد.....
-
بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن
...
-
جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر
...
-
بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا
...
-
الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا
...
-
تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
-
غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
-
بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود
...
-
أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق
...
-
النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع
...
-
خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|