|
الأيدولوجية الأسلامية وأزمة العالم الأسلامي ج1
نافع شابو
الحوار المتمدن-العدد: 6717 - 2020 / 10 / 28 - 20:03
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة . يقول احد المتخصصين الألمان بشؤون الأرهاب الأسلامي : "المسلمون يختلفون في كلّ شي ولكنهم يلتقون في الأيدلوجية الأسلامية" عندما نسمع ونشاهد ونقرأ في وسائل التواصل الأجتماعي وبعض القنوات الفضاية عن تمجيد العرب للطاغية الدكتاتوررجب طيب اردوغان في ما يقوم به من اعمال ارهابية بحق شعبه وبحق الدول الأخرى وخاصة الدول العربية ، نستغرب من الملايين من العرب الذين يطبلون ويزمرون لاردوغان باعتباره خليفة المسلمين في القرن الواحد والعشرين ، ليعيد للأسلام قوّته وامجاده (كما يدّعون) .أنّ العرب يذكرونني بالطاغية الدكتاتور صدام حسين الذي قمع وسحق شعبه وادخله في حروب لاتنتهي ، وقام بعملية سميت "بالأنفال" المستمدة من سورة الأنفال في القرآن لضرب شعبه الكردي ، فاستخدم الغازات الكيماوية لقتل الآلاف من المدنيين وتم تدمير مئات القرى الكرية . اتذكر ما بعد الحرب الايرانية العراقية كيف أن النظام بدل أن يمحي اثار الحرب كان بالعكس يغذي ذاكرتنا بتلك الحرب القذرة حيث كان هناك برنامج يبث يوميا بعنوان :((لكي لا ننسى ))حيث كانت القناة التلفزيونية تبث صور من المعركة ،بعد انتهائها ، لتعيد الى ذاكرتنا تلك المشاهد االبشعة للحرب حيث مناظر لأشلاء جثث الجنود المتناثرة ، التي كان يشاهدها حتى الأطفال .. ولاننسى غزو صدام للجارة كويت العربية ، وعاث الجيش العراقي فيها فسادا ، بل عمل على هتك الأعرض لنساء الكويت. ومع هذا كُلُّه كان غالبية العرب والمسلمون في الوطن العربي والعالم الأسلامي ، ولايزالون ، يمجّدون صدام ويعتبرونه شهيد وبطل الأمة العربية وألأسلامية. وهكذا معمر القذافي وآية الله الخميني وقبلهم صلاح الدين الأيوبي وخالد ابن الوليد ووووالخ . إنّه لمفارقة عجيبة وغريبة اليوم عندما العرب ايضا يمجدّون رجب طيب اردوغان الذي سرق النظام العلماني الديمقراطي في تركيا وارجع تركيا الى النظام الرئاسي الدكتاتوري القمعي , حيث زج الاف القادة العسكريين في السجون وقضى على السلطة الرابعة ،حيث اقفل الكثير من الصحف وزج المئات من الصحفيين في السجون هذا بالأضافة الى سجن كل من ينتقد هذا النظام الفاشي. قبل ايام ظهر فيديو متداول في وسائل الأتصالات الأجتماعية حيث التقى اردوغان في مدينة ملاطية التركية بمواطنين اتراك قال له احد المواطني ، وهو عامل فقد عمله :"نحنُ عاطلين ولا نستطيع شراء الخبز لبيوتنا " . فردَّ أردوغان ردٌّ صارم قال له :"كلامك مُبالغٌ فيه ، عندما تقول إنّنا لانستطيع أخذ الخبز للمنزل ". وسخر اردوغان من العمال قائلا: "إشربوا الشاي هذا الشاي لذيذ " وتركهم وذهب (1). هذا التصرف من اردوغان يذكرني بقول ينسب الى ماري انطوانيت ملكة فرنسا ، قالته للفلاحين المتظاهرين الذين لم يكن لهم خبز ليأكلوا فقالت فنسب اليها المقولة الشهيرة "إن لم يملك الفلاحون الفرنسيون خبزًا ليأكلوه ، فليأكلوا الكيك بدلاً من ذلك". وسواء كان هذا القول منسوبا الى هذه الملكة او لا ، لكن يدل على ان قائله منفصل عن الواقع ويعيش في عالم اخر ، لايحس بمعانات الشعب ولا بالامه وفقره. هكذا رجب طيب اردوغان تعامل مع العمال الأتراك الذين لاعمل لهم بسبب جائحة كرونا ، وكانوا يتأملون ان رئيسهم رجب طيب اردوغان سيكون ك "مُخلّص" لمحنتهم ، فإذا به يستهزء بهم ويدعوهم الى ان يشربوا الشاي !!!!!! مشكلة العرب أنَّهم لايقرأون وإن قرأوا لايفهمون وإن فهموا لايفعلون (لايطبقون ما فهموه ). اي انّ غالبية العرب لايتعلمون دروسا في التاريخ ليصحّحوا الحاضر ليبنوا المستقبل . العرب يؤمنون بالمثل القائل : أنصر اخاك " المسلم " ظالما او مظلوما". والحقيقة ان التاريخ يشهد على مانقولهُ ، فقد وقفوا العرب مع الخلاف العثمانية المحتلة لأراضيهم بالرغم من الظلم والأستبداء والمجازر التي نفذها السلاطين العثمانيون عبرتاريخ الأحتلال العثماني الذي استمر اكثر من 500 سنة، وهكذا عندما نطَّلع على الوسائل الأتصالات الأجتماعية ،هذه الأيام ،سنكتش ان العرب اليوم جعلوا من اردوغان خليفة الله "المخلّص" الذي سيقود المسلمين الى الأنتصار على ألأعداء . والمصيبة ان المسلمين الذين يؤيدون اردوغان بما يقوم به من اعمال ارهبية سيكشفهم العالم المتحضر وسوف يحاربهم ويعاقبهم لامحالة خاصة المسلمين الذين يعيشون في البلدان الغربية . إنها ازمة اخلاقية وازمة عقلية وازمة علمية يعيشها العرب ،خاصة والمسلمين عامة ،لأن العلم يقول لكل فعل ردّ فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الأتجاة ، وهذا ما تعلمناه في المدارس . فالمسلمون وهم يعيشون في بلدان الكفار ويعتمدون على معونات الكفار من المأكل والمسكن والمعونات الطبية والمدارس وحتى بناء الجوامع في احيان كثيرة ، لكنهم لازالوا منعزلين ومتقوقعين لايريدون الأختلاط مع الشعب الذي اواهُم وانقذهم من جحيم ألأسلام . المسلمون الراديكاليون يقومون بعمليات ارهابية ضد هذه البلدان ولا يندمجون في المجتمعات الغربية ، بل في احيانا كثيرة ، يريدون من الغرب ان يُغيّروا من تقاليد هم وعاداتهم وحتى ديانتهم الأصلية ويتّبعوا الشريعة الأسلامية التي لاتطبق حتى في البلدان الأسلامية. وعندما يقطع مسلم ارهابي راس استاذ فرنسي ويقوم رئيس تلك الدولة باتهام الراديكاليين المسلمين في دولته ، تقوم الأمة الأسلامية ولاتقعد . قال الشهيد فرج فود ا في كتابه "الحقيقة الغائبة": "إن الفرق بين الإنسان والحيوان، أن الأول يتعلم من تجاربه، ويختزنها مكوناً ما نعرفه باسم (الثقافة) ويبدو أن المنادين بعودة الخلافة يسيئون بنا الظن كثيراً، حين يدعوننا إلى أن نجرب من جديد ما جربناه من قبل، وكأن تجربة ثلاثة عشر قرناً لا تشفع، أو كأنه يفزعهم أن تسير على قدمين، فيطالبونا بالسير على أربع". وفي مكان اخر يقول :"تغييب العقل هو شعار الفقها ء والحكام ". اما المفكر المغربي أحمد عصيد فله رأي عن ازمة المسلمين فيقول: "الشعوب ألأسلامية تلتفت دائما الى الوراء ، بسبب ماضيها المشرق ،الذي يشدُّها للخلف ويمنعها من التوجه نحو المستقبل ، شعوب مُتَديّنة إلاّ أنّ أخلاقها مُتدنّية ، مقارنة بالشعوب الأخرى . فرج فودا طرح فكر وقوبل بالتكفير والكلمة قوبلت بالرصاص ، المقتول مفكر وكاتب ،والقاتل جاهل ، فلا داعي للسؤال لماذا تخلفنا وأنتشر الجهل". نعم الشعوب العربية والأسلامية تدرّس في مناهجها تمجيد القتلة والمجرمين وتقتدي بهم في حياتهم . ثقافة الحروب والجهاد الى يوم القيامة تعلموها المسلمون عبر التاريخ واصبحت هذه مهنة وتُدرّس في المناهج الدراسية واصبح الكثير من المسلمين لايعرفون غيرها والقليلون يستطيعون التخلص من ماضيهم ويعودون الى الحياة الطبيعية . عندما يخلق ألأنسان لنفسه ألأعداء وينغلق على ذاته ويشكُّ ويكره ألآخرين لأنّهم يختلفون عنه أو لايوافقونه في افكاره ، عندها ، هذا ألأنسان يخلق لنفسه الجحيم عندما تجبر او تهدد او وتُكره انسان على اعتناق عقيدتك او افكارك اوطريقة حياتك فأنت تتعدى على حرية هذا الأنسان وتجردّه من انسانيته وفي الحقيقة أنت تستعبده. ألأنانية في ان أظل الى الأبد مسوّرا في داخلي لاانفتح على ألآخر . إنّ أرهب زنزانة واكثرها ظلمة وخوفا هي ألأنا . عندما يؤمن المسلم في أقوال ونصوص مثل "أنتم ألأعلون" و"أنتم خير أُمّة اخرجت للناس"..الخ ، هذا هو الجحيم. فالجحيم ليس الا هذا الأنفراد ألأبدي مع الذات. الأنسان المسلم يعيش جسديا في القرن الواحد والعشرين ولكن ثقافته وتعاليمه تجعله يعيش في القرن الواحد الهجري ، حيث الثقافة الصحراوية والأيمان بالأساطير والخرافات والقدرية ،واللجوء احيانا كثيرة الى السحر والشعوذة . المصيبة أن أول ضحايا هذه الأيدولجية هم شعوب البلدان العربية ، حيث الخراب والدمار والموت والتقسيم كما حدث في العراق وسوريا وليبيا والصومال وافغانستان والسودان . وكُلنا عاصرنا القاعدة بقيادة بن لادن ولكن في احصائية على قناة الجزيرة العربية فان اكثر من 80% من المسلمين ايدوا ما قامت به القاعدة من عمليات ارهابية ومنها 11 سبتمبر التي راح ضحيتها الاف المدنيين في مدينة نيويورك، وبعد القضاء على القاعدة ظهرت في العراق وسوريا دولة الخلافة الأسلامية(داعش) . ( داعش) التي كانت تركيا ورئيسها رجب طيب اردوغان هو زعيمها الحقيقي ولم يكن ابو بكر البغدادي الاّ اميرا لداعش والأدلة الوثائق التي كشفت هذه الحقيقة كثيرة ، و لايزال اردوغان ، وحتى بعد سقوط داعش يقوم نظامه بتدريب الأرهابيين من انحاء العالم الأسلامي بالأضافة الى جبهة النصرة الأرهابية وميليشيات للأخوان المسلمين لحكومة الوفاق الليبية في قواعد سواء في تركيا او خارجها ليعيثوا فسادا في سوريا ويرسلهم كارهابيين الى ليبيا وأذربيجان وغيرها من الدول . وما عانته وتعانيه مصر من الأخوان المسلمين وسيطرتهم على الحكم وارهابهم للدولة في سيناء خير شاهد على ما نقوله . ولاننسى حماس وذراعها من الأرهابيين في غزة والأخوان بقيادة غنوشي في تونس اليوم . ولنتذكر جرائم الأخوان في السودان ، حيث كشفت الوثائق عن ارهاب دولة بقيادة البشير ضد مواطنيها، ومقابر جماعية للضباط الشباب ، هذا بالأضافة الى الحرب الأهلية في الصومال وما قامت به الجماعات الأرهابية من قتل وتدمير وخراب ، وبالأخص حركة الشباب . ولازالت الحرب ألأهلية مشتعلة منذ حوالية 30 الى يومنا هذا . رجب طيب اردوغان تجسيد لأزمة المسلمين هناك من طرح نفسه مُخلّص "للعالم الشيعي" وهو "ولي الفقيه "[وسوف نخصص مقال عن هذا المخلّص] ، الذي يقود جمهورية ايران ألأسلامية . ومن الجانب الآخرهناك من جعل نفسهُ هو المُخلِّص للعالم السني وهو رئيس تركيا الحالي رجب طيب اردوغان زعيم ألأخوان المسلمين في العالم ، فهو مؤمن باحياء الخلافة الأسلامية والعودة الى احياء الخلافة العثمانية ، والأقتداء بالسلاطين العثمانيين وخاصة السلطان "مُحمد الفاتح" ، لأنّ اردوغان يريد الجهاد في سبيل الله و"فتح" البلدان هذه ألأيدولوجية لولاية "الفقيه"، الذي يستمد حكمه مبارشرة من الله ، في ايران وخليفة الله على الأرض للأخوان المسلمين بقيادة اردوغان في تركيا لم تعد خافية على أحد ، بل هي شعارات واستراتيجيات يتم تطبيقها في ارض الواقع داخل بلدانهم، وخارج بلدانهم في الدول العربية والأسلامية ، ويستخدمون ويسخّرون كُل امكانياتهم وثرواتهم للجهاد كحرب مقدسة ضد الغرب المسيحي (الكافر) ،لأنّ الجهاد في سبيل الله هو ركن من اركان الأسلام. وعندما يحاول الغرب حتى لو بالنقد لما يقوم به المسلمون الراديكاليون في الغرب من اعمال اجرامية ، تقوم القيامة عند العالم الأسلامي ويتهموا الغرب باضطهاد المسلمين . في حين ان غالبية المسلمين في الغرب لجأوا الى هذه الدول هروبا من جحيم الظلم والأستبداد في بلدانهم الأسلامية . اليس هذا تناقض صارخ مخالف للعقل والمنطق ؟ اليس هذا دليل على انّ الأسلام والمسلمين في ازمة اخلاقية وازمة نفسية،وازمة روحية. جاء في مقال للكاتب "إيمري عزيزلرلي " بعنوان : رجب طيب أردوغان: هل اختاره العرب بطلا لهم" ؟ يقول الكاتب: "بينما يلعق حزب أردوغان، حزب العدالة والتنمية، جراحه بعد أن مني بهزيمة ساحقة ومفاجئة في انتخابات رئاسة بلدية اسطنبول الحاسمة سياسيا، برزت صورة أكثر إيجابية بكثير على شكل ارتفاع شعبية الرئيس التركي في العالم العربي. فقد استطلعت آراء أكثر من 25 الف مشارك حول طيف واسع من القضايا في 10 دول عربية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما فيها الأراضي الفلسطينية بين أواخر 2018 وربيع 2019. ففي 7 من المناطق الـ 11 التي أجري فيها الاستطلاع، عبر نصف أو أكثر من المشاركين عن رضاهم عن أردوغان اي حوالي 50%. ويضيف الكاتب "إيمري عزيزلرلي" في جريدة. بي بي سي العربية BBC NEWS : "قد يبدو أول الأمر أنه من الطبيعي أن يتعاطف الشعب العربي مع الرئيس التركي، خصوصا وأنه مسلم مثلهم في منطقة تدين غالبية سكانها بالإسلام. ولكن في حقيقة الأمر يشير التاريخ إلى عكس ذلك. فالعلاقات العربية التركية كانت حتى فترة ليست بالبعيدة تتسم بالشكوك والصراعات(وسوف نخصص مقال عن الأحتلال العثماني للدول العربية والمجازر بحق العرب عبر التاريخ).(2) تصريحات رسمية علنية لأردوغان عن اطماعه هذه يمكن الأطلاع عليها من خلال الوسائل ألأعلامية ولا يخفيها اردوغان ابدا ، فعندما يتحدث عن فتح القلوب ، في ذكرى الفتح العثماني ، ولاينكر ألأهداف التوسعية والأحلام العثمانية لتركيا . ويقول اردوغان في مكان اخر:"إنّ "الفتح في حضارتنا لايعني ألأحتلال والنهب ، لافتا الى أنَّ الهدف ألأساسي هو "فتح االقلوب"!!!!! التاريخ لا ينفصل عن الواقع، فالأتراك ينظرون بنظرة فوقية للعرب ويرون أحقية فى الهيمنة على شعوب المنطقة، برز ذلك فى استغلال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للإسلام فى الترويج لنفسه كزعيم جاء ليقود الشعوب الإسلامية ومنها العربية. وقد استغل واستثمر فى الجماعات الإسلامية وعلى رأسها عناصر جماعة الإخوان للتسلل إلى دول المنطقة وبسط نفوذه من خلالها، وهو المخطط الذى لقى حتفه على يد ثورة المصريين ضد حكم الإخوان فى يونيو 2013، ومن ثم لم يجد سبيلا سوى الغزو العسكرى لدول المنطقة.(3) هذه الأحصائية وغيرها تقول ان نسبة المؤيدين لسياسة اردوغان في العالم العربية السني يتجاوز 70% . تصوّروا شخص ، مثل رجب طيب اردوغان ، منبوذ في بلده من قبل غالبيةالمثقفين والمتنورين والسياسيين في تركيا ، لكن شعوب البلدان العربية وبعض الحكومات مثل قطر ، يؤيّدونه ويدعمونه ماديا ومعنويا ويعتبرونه المخلص للأمة العربية والأسلامية، الا يُذكّرنا هذا بالراحل صدام حسين ؟ اليس هذا دليل على أن القسم الكبير من العرب مصابون بالشوزوفرينيا (انفصام في الشخصية ) والشعور بالدونية وازمات ثقافية ونفسية ورحية ، والشعور بالهزيمة النفسية والحنين الى الماضي والبكاء على اطلال ما يُسمّى بالحضارة ألأسلامية ، بالأضافه الى الهوس في نظرية المؤامرة، واسلاموفوبيا والشعور بالنقص والدونية ، ، وألأختلال في مفهوم القيم الأنسانية ، والتناقضات الرهيبة في تعاملهم مع العالم ، حتى اصبح الشر هو الخير والظلام هو النور والقاتل هو الضحية والموت في سبيل الله هو الحياة ، في اللاوعي الجمعي للشعوب العربية والأسلامية . يقول رجب طيب اردوغان الذي نصب نفسه كمخلص للعالم الأسلامي: "منذ 100 عام ونحن ننتظركم ، نعم لقد مرّ عصر كامل على فراقنا لهذه الأراضي . ولكن إنتظار الناس هناك وأملهم بعودتنا لم ينقطع أبدا"!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! اي انها مسالة وقت ليعيد اردوغان احتلال البلدان التي كانت محتلة من قبل الخلافة العثمانية ومن ظمنها طبعا البلدان العربية ، وذلك سيتم بعد انتهاء مرور 100 عام على اتفاقية لوزان (4). إنّها لمأساة فعلا عندما تتراجع شعوب وامم عن مواكبة الحضارات ألأنسانية فتحاول ارجاع عجلة التاريخ الى الخلف والعيش في الماضي والبكاء على قبور الأجداد . قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن الإسلام يعيش اليوم أزمة في كل مكان بالعالم، وإن على فرنسا التصدي لما وصفها بالانعزالية الإسلامية الساعية إلى إقامة نظام مواز وإنكار الجمهورية الفرنسية. واضاف ماكرون إن النزعة الإسلامية الراديكالية عازمة على إحلال هيكلية منهجية للالتفاف على قوانين الجمهورية الفرنسية، وإقامة نظام مواز يقوم على قيم مغايرة، وتطوير ترتيب مختلف للمجتمع. ليس فقط الأسلام في ازمة يا سيادة الرئيس ماكرون ، بل غالبية المسلمين يعيشون في ازمات ، اخلاقية وفكرية ونفسية ، وفقدوا البوصلة التي تقودهم الى الحياة الأفضل للعيش في سلام ووئام مع انفسهم ومع الآخرين فاصبحوا مثل سفينة في بحر تتلاطمها الأمواج العاتية ومعرضة للغرق في اي لحظة . النار ، نار الحقد والكراهية والأنانية والأنغلاق والحسد ، تحرق ألأنسان المسلم ، تأكله وتدمّره من الداخل . كانت ردود افعال المسلمين في انحاء العالم على ماقاله ماكرون رئيس جمهورية فرنسا ردود تؤكد على ان العالم الأسلامي فعلا يعيش في ازمة . رجب طيب اردوغان استخدم الفاظ غير لائقة وخارجة عن الدبلوماسية والسياسة بحق رئيس جمهورية فرنسا ماكرون وصفه بانه وقح وقليل ألأدب والتشكيك بصحة مكرون العقلية (اي مجنون) ، ومهاجمته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، على خلفية اقتحام الشرطة الألمانية ، داعيا العالم لنصرة المسلمين "المظلومين" في أوروبا!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! هذا الأسلوب الهابط والذي يمكن ان نقول بانّه نوع من الترهيب لرجل يقود دولة مثل تركيا ليس غريبا قاله ،اردوغان ، في فترة كونه رئيس بلدية اسطنبول ، وكان سببا في سجنه ، لأنّه تهديد صريح وترهيب للثقافة الغربية والعالم اجمع عندما يقول ان المآذن والمساجد هي رموز لمحاربة الغرب (الكافر) في عقر دارهم.. المآذن حرابنا و المساجد قلاعنا وقبب المساجد خوذات جنودنا إنّ اردوغان يستخدم النفاق والكذب والخداع ليتلاعب بعقول وبمشاعر المسلمين السذج والجهلة والمتعصبين ، وما اكثرهم. وبعض هذه الردود كمثال هي رد مجمع البحوث ألأسلامية بالأزهر ، حيث كان ردّا مضحكا ومؤلما في نفس الوقت حيث جاء الرد ليحمل متناقضات وخلل في العقلية للمرجعية الأسلامية التي يمثلها شيخ الأزهر اذ جاء الرد كما يلي : "إنّ مثل هذه التصريحات العنصرية(اشارة الى تصريحات ماكرون ) من شانها تؤجّج مشاعر ملياري مسلم ممن يتّبعون الدين الحنيف ". السؤال هو عن اي عنصرية يتكلم مجمع البحوث ألأسلامية ؟ هل فرنسا فيها عنصرية ؟ وإذا كان هناك عنصرية في القوانين لأعرق دولة اتت بحقوق الأنسان في اوربا فلماذا يهاجر المسلمون قبل الآخرين الى هذه الدولة العريقة بشعار الحرية والمساواة والعدالة الأجتماعية ؟. بالمقابل يا شيخ الأزهر ،الذي تمثل مجمع البحوث ألأسلامية ، اين هي حقوق الأقباط المسيحيين الذين هم الشعب العريق الأصيل وليسوا لاجئين كما هم العرب في اوربا ؟. الم تجرح مشاعر الملايين من المسيحيين في العالم العربي والأسلامي عندما احتليتم بلدانهم واجبرتموهم بقوة السيف على الأسلام اوالموت اوالجزية ياحضرة الشيخ ؟ ماذا فعل الأزهر من حرق الكنائس وقتل الأقباط وخطف فتياة المسيحين وفرض الدستور الأسلامي على الشعوب الغير الأسلامية سواء في مصر او الدول العربية الأخرى ؟ اليست مناهج الأزهر تؤكد على ان المسيحي ليس من حقه ان يبني حتى كنيسة وتحرض هذه المناهج على الكراهية والحقد للمسيحي (الكافر) فيما المسلمون اليوم يشترون الكنائس في الغرب (الكافر)؟ جاء في كتاب «الإقناع فى حل ألفاظ أبى شجاع»، المقرر على الصف الثالث الثانوى الأزهرى، ورد بصفحة 235 ما نصه: «وألا تبنى كنيسة فى الإسلام لأن إحداث ذلك معصية، فلا يجوز فى دار الإسلام، فإن بنوا ذلك هدم، ولا يجوز إعادة بناء كنيسة قد انهدمت وبالذات فى مصر. ألا تخجلون من انفسكم ايها المسلمون عندما تقرأوا هذه التناقضات والتقية والكذب في اقوال مرجعيات كان المفروض ان تكون نزيهة وعادلة في معاملتها لشعوبها مهما كانت ديانتهم وعقائدهم ؟ مأساة الشعوب العربية خاصة والشعوب الأسلامية عامة هي "الجهل" وتحليل شريعة الكذب والتقية في حالات كثيرة ،والتي احتلت هذه الشريعة عقول هذه الشعوب ، حتى عشعش الجهل ولكذب والنفاق والتناقضات في اللاوعي الجمعي لهذه الشعوب . نعم الجهل الذي سبق وقضى على العلم ، وكان السبب الرئيسي في تخلف البلدان العربية والأسلامية ، في جميع مجالات الحياة المعاصرة، وتحتاج هذه الشعوب الى جيوش من العلماء والمصلحين والأخصائين في علم النفس وعلم ألأجتماع ، وإعادة النظر في القيم الأنسانية لتصحيح المفاهيم المغلوطة في ألأخلاقيات وحقوق الأنسان ،واعادة تصحيح التاريخ للتخلص من هذا الغول (الجهل ) الرهيب الذي يستمد منه شيوخ وحكام المسلمين سلطتهم وحكمهم واستعبادهم لهذه الشعوب . وصدق السيد ثروة الخرباوي العضو السابق في الأخوان المسلمين عندما قال: "أخلع عقلك ونعلك لأنّك في وادي الأخوان المقدس". فقبل دخول الأنسان المسلم الى مدرسة الأخوان المسلمين عليه ان يخلع عقله ولايفكر بل يسلمه لمن يفكر نيابة عنه هذه الحقيقة هي التي تسيّر معظم الشعوب العربية اليوم ، ولا تقتصر على الأخوان المسلمين . فثقافة القطيع هي السائدة في هذه الدول ، اي انّ الأنسان المسلم يجب ان يتبع رجل الدين او المرشد للأخوان المسلمين او المرجعية الأسلامية مثل شيخ الأزهر ،أو ولاية الفقيه في العالم الشيعي . وكل انسان يخرج من هذه الثقافة فهو شاذ ويتم تكفيره ، فما بالك في من هم خارج القطيع من المسيحيين واليهود والملحدين . فهم في الحقيقة كفار ومشركين ويحل للمسلم قتلهم وان يسرق اموالهم ويحتل بلدانهم وهتك اعراضهم ومحاربتهم بكل وسيلة وطريقة للقضاء عليهم ، لأنّ الجهاد "في سبيل الله "هو ركن اساسي من اركان الأسلام. مشكلة المسلمون هي في طريقة تفكيرهم ،لأنّهم يقسّمون العالم الى قسمين عالم ألأسلام وعالم الكفار ، والى هنا ليس هناك مشكلة ، ولكن المشكلة هي في نتائج هذا التصنيف ،لأنّ النصوص القرآنية والتراث الأسلامي ، تؤكد على ترهيب المشركين "فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ(التوبة 5). وبهذا التصنيف لايمكن إلأّ ان نعتبر الأسلام دين عنصري لايختلف عن النازية والفاشية. اما بالنسبة لأهل الكتاب فعليهم ثلاثة خيارات واحلاهم مرة وهي الأسلام او الجزية او القتل. قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ "( التوبة29) يقول ألأستاذ والمفكر حامد عبدالصمد في كتابه "سقوط العالم الأسلامي ": "لوقارنا العالم الأسلامي المعاصر بسفينة "تايتانيك " قبل غرقها لوجدنا تشابها كبيرا بينهما . السفينة ألأسلامية تقف وحيدة ومكسورة وسط محيط بارد ولاتدري كيف النجاة". نعم العالم العربي اليوم يغرق في ازمات ويفتش عن مُنقذ (مُخلِّص) ليقودهم الى شاطئ ألأمان ، ولكن السؤال هو من هو هذا المُخلِّص ؟ والسؤال الأهم هو: هل المشكلة في الحُكّام ام تتقاسم المسؤولية ايضا الشعوب في العالم العربي وألأسلامي؟ المصادر (1) https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2020/10/26/erdogan-video-opposition-reactions (2) رجب طيب أردوغان: هل اختاره العرب بطلا لهم؟ https://www.bbc.com/arabic/middleeast-48785030 (3) جريدة اليوم السابع الألكترونية مقال بعنوان " العرب ... الخونة هل تعرفون كيف يراكم اردوغان ؟" (4) كيف سيكون شكل تركيا بعد انتهاء معاهدة لوزان عام ٢٠٢٣ https://www.youtube.com/watch?v=UBqLQxpMNZ0
#نافع_شابو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأسلام القصة التي لم تُروى للمؤرخ توم هولند ج3
-
رجب طيب أردوغان - قائد الأخوان - في حالة هيجان
-
الأسلام: - القصة التي لم تروى- للمؤرخ توم هولند ج2
-
الأسلام :-القصة التي لم تروى- للمؤرخ توم هولند ج1
-
ألأيدولوجية الأسلامية: دولة وسياسة وتجارة بالدين عبر التاريخ
...
-
ألأيدولوجية الأسلامية: دولة وسياسة وتجارة بالدين عبر التاريخ
...
-
الحروب الدينية بين الفرس والروم البيزنطينيّين في عهد كسرى ال
...
-
الحروب الدينية بين الفرس والروم البيزنطينيّين في عهد كسرى ال
...
-
لبنان بين الأمس ... واليوم ( الجزء الأول)
-
ايدولوجية ألأخوان بقيادة أردوغان وتحويل كنيسة -آيا صوفيا- ال
...
-
رجب طيب أردوغان بين - الفاتح- و- الفخ-
-
تفاصيل أخطر وثيقة أمريكية لأعادة تشكيل الشرق ألأوسط والعالم
...
-
جنَّة ألأسلام وأناشيد الفردوس للقديس أفرام السرياني ج2
-
جنَّة ألأسلام وأناشيد الفردوس للقديس افرام السرياني ج1
-
ما أعظم أعمالك يا ربُّ كُلُّها بِحِكمةِ صنعتها جميعا ج2 - ال
...
-
-ما أعظم أعمالك يا رب! كلها بحكمة صنعت - مزمور 104 : اية 24-
-
وجود خالق للكون -شهادات لكبار علماء ملحدين سابقين -
-
ألأيدولوجيا ألأسلامية ومنهج تحويل الكنائس الى مساجد عبر التا
...
-
هل أَهلُ الكتاب مُسلمون؟ وما الفرق بين ألمُسلمين والمؤمنين ؟
...
-
هل عدوّنا - فيروس كورونا- يجمعنا؟
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|