أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الكاظمي والمزمار السحري















المزيد.....

الكاظمي والمزمار السحري


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6717 - 2020 / 10 / 28 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ادهم ابراهبم 
بعد معاناة وصبر منقطع النظير على مدى سبعة عشر عاما ، انتفض الشعب العراقي في تشرين / اكتوبر من العام الماضي نتيجة انهيار الدولة ومنظومة القيم والاخلاق والقانون ، يرافقه سطوة السلاح المنفلت والخطف والتعذيب والاغتيالات في وضح النهار وسواد الليل ، والنهب المستمر لمختلف موارد الدولة . ولم يحصل المنتفضون خلال عام كامل من الانتظار والتضحيات الجسام ، سوى الوعود الكاذبة ، والمماطلة والتسويف وتبادل الادوار بين المقربين والعملاء من احزاب وميليشيات الولي الفقيه وحرسه الثوري ،  الذين يمثلون ابشع احتلال لدولة عريقة مثل العراق . تدعمهم امريكا . مدفوعين برغبة سادية للتنكيل بالشعب العراقي البطل وسلب موارده ، وكبح جماحه نحو التقدم والنهوض في المنطقة التي كان رائدا في تقدمها .

استغرق العراق أكثر من ستة أشهر لتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة عادل عبد المهدي نهاية تشرين الثاني / نوفمبر 2019. وقد تقصدت الاحزاب والكتل الحاكمة تعقيد هذه المهمة ووصفتها بالصعبة ، من اجل خداع المنتفضين والشعب العراقي ، لتمرير  مصطفى الكاظمي باعتباره رجل المرحلة ، والترويج له باعتباره من المعادين لايران ، في إشارة مفضوحة لقبوله من المنتفضين ! . وهو في الحقيقة مرشحهم الاخير بعد فشل عادل عبد المهدي في قمع الانتفاضة باسلوب فاشي دموي لايقدر عليه الا من كان  خادما وفيا للاجنبي فتلطخت اياديه بدماء العراقيين الشرفاء الذين لم يطالبوا الا بوطن آمن .

ومع كل ذلك فان عملية تمرير  الكاظمي لم تنجح لولا زيارة قاآني المندوب السامي الايراني للعراق . وما موافقة ايران عليه ، الا لكونه شخصية ضعيفة أمام إرادة الولي الفقيه وميليشياته التي تتحكم بالعراق وشعبه ، وبالامكان تحريكه بما يتناغم ومصالح طهران التوسعية .

وهكذا حصل الكاظمي على موافقة  ايران ودعم الفصائل الموالية لها ، وبمجرد تعيينه رئيسا للوزراء  ، بدأت هذه المجموعات تسمية مرشحيهم للوزارات ،  خصوصا الدفاع والمالية والخارجية والصحة ، كما هو متبع في كل مرة . 

اطلقت الميليشيات الموالية لإيران استراتيجيات جديدة لامتصاص نقمة الشعب والقضاء على محاولة الانتفاضة مجددا بدعوى رضوخها الى مطالب الثوار ، بالتنسيق مع البرلمان ، فجاءت القوانين مشوهة لاتلبي مطالب الشعب المنتفض .
كما تقرر ادخال عدد من المندسين في الحركات الجماهيرية للاصطدام مع القوات الامنية لشيطنة الانتفاضة وتشويه سمعتها مما قد يؤدي الى انهاءها  والتشكيك بسلميتها . 

انهم يراهنون على الزمن وبث روح اليأس في صفوف الشعب بعدم جدوى التظاهر ، ومن ثم احباط الحركات الشعبية المطالبة باسقاط العملية السياسية واعادة الوطن لابناءه . وامعنوا في ايذاء الشعب بحرمانه من البطاقة التموينية وتاخير الرواتب للموظفين والمتقاعدين . كما زادت عمليات الخطف والتعذيب وتهريب السلاح والمخدرات وغيرها ، امام سكوت الكاظمي وعجزه .

وقد تعلم الكاظمي الدرس الاول في عدم ملاحقة الميليشيات الولائية المتحكمة بالعملية السياسية ،  عندما اقدمت  هذه الميليشيات على اقتحام المنطقة الخضراء بالبيكبات وتهديد قوى الامن فيها، واحتجاز بعض الضباط حتى تمكنوا من اطلاق سراح رفاقهم الذين تم اعتقالهم من قبل قوات الأمن العراقية ، اثر قصفهم المنطقة الخضراء بالهاونات .

كما تم تحجيم الكاظمي نهائيا بعد اغتيال الخبير الامني هشام الهاشمي ، فبدلا من القبض على الجناة ، تم تهديده واسكاته ، فأمر بتشكيل لجنة تحقيقية، رغم علمه جيدا بالفاعلين .

ثم جاءت مجزرة “الفرحانية” في محافظة صلاح الدين حيث قتل ثمانية واختفى اربعة اشخاص ولم يتمكن من كشف الفاعلين او محاكمة احد ، رغم معرفة الجميع بالميليشيات التي ارتكبت هذه الجريمة .

تتسم شخصية الكاظمي بالغموض والمراوغة ، حيث وعد بتصفية الجماعات الخارجة عن القانون وحصر السلاح بيد الدولة ، ومحاسبة قتلة المتظاهرين ، والقضاء على الفساد ، الا اننا لم نشهد سوى وعود وتصريحات اعلامية جوفاء مل منها الشعب . ولم يقم الكاظمي باي عمل جاد في فرض سلطة الدولة ، رغم سلطاته الواسعة ووجود عناصر امنية وعسكرية كفوءة قادرة على بسط الامن واعتقال اشباه الرجال الذين يهددون المواطنين والدولة .
كما تبين للمواطن العادي قبل المختص ان الكاظمي يفتقر  لمواصفات رجل الدولة . ناهيك عن مواصفات القائد الجماهيري . ولا يتمتع باي شخصية او كاريزما مقنعة .
وقد عجز عن اقناع المواطنين بسياساته ، رغم قيامه بزيارة المنكوبين ، ووعوده بالاقتصاص من القتلة في كل مرة .

وفي تصريح لصحيفة الغارديان البريطانية ، برر الكاظمي عجزه برغبته في الحوار مع المجرمين والقتلة الخارجين عن القانون ، ووصف نفسه بالمعلق على الحبل
والرقص مع الافاعي وانه يبحث عن مزمار يستطيع من خلاله التحكم بهذه الافاعي .
فهو يحتاج اذا" الى المزمار السحري لترويض امراء الحرب والمافيات المتحكمة بالدولة وسياساتها .

وقد انتقد كثير من المواطنين في وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات الكاظمي ، فقال احدهم في تغريدة له إن "العراق يحتاج إلى رئيس وزراء يتمتع بصفات القيادة والشجاعة على اتخاذ القرارات دون  تردّد ، ولا يحتاج إلى صاحب مزمار يروّض الثعابين أو بهلوان يسير على الحبال .
مذكرين الكاظمي بأن لديه سلطة الدولة والقانون، التي يجب فرضها على الجميع .

لا يحتاج السيد الكاظمي الى المزمار السحري . بل عليه اما الاعتراف بولاءه للميليشيات والاستجابة لمطاليبها . . او الانحياز للشعب ، والتصريح بعمق الأزمات ، وعجزه عن تنفيذ وعوده في حصر السلاح بيد الدولة والقضاء على الميليشيات ، ومحاسبة كبار الفاسدين والكشف عن قتلة المتظاهرين ، واطلاق سراح المختطفين . ويخلي مسؤوليته امام الله والتاريخ .

او ان اراد ان ينتفض لكرامته وكرامة المنصب الذي يشغله ، ان يحلّ البرلمان ، ويكلف الجيش ببسط سلطته ، وتشكيل حكومة خلاص وطني تعد لانتخابات نزيهة لادارة  شؤون البلاد من ممثلي الشعب الحقيقيين . فالشعب ليس في مقدوره بعد الان السكوت على الاعيب الأحزاب والساسة والاكاذيب التي لن تنطلي على احد فالشعب العراقي من الشعوب الحية التي لاتبات على ضيم .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وصل قطار التطبيع الى بغداد ؟
- الانفتاح خيار الحياة
- اخفاق الاحزاب القومية في الدول العربية
- الاسلام السياسي في العراق والمستقبل المجهول
- الذكرى السنوية لانتفاضة اكتوبر . . المسيرة مازالت مستمرة
- تجريم الطائفية تعزيز للوحدة الوطنية
- الحسد وصيبة العين
- هل ستنهار دول الشرق الاوسط ؟
- تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
- اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
- اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
- ادارة الازمات . . والسياسة العراقية
- التغلغل الايراني التركي في المنطقة
- الملابس والهوية
- اغتيال الفكر الوطني
- مشروع ضم اراضي فلسطينية
- شيوع الايمان بالمؤامرة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - الكاظمي والمزمار السحري